الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب (Re: مكي النور)
|
مسارب الضي (القرد) عند العقائدي (غزال)! (1/2)
الحاج وراق
* يُحكى أن سكرتير عام الحزب الشيوعي السوري الأسبق خالد بكواش - وكان من أبرز رموز الجمود العقائدي في المنطقة، وكثير الترداد على كعبته موسكو، يقدم لها فروض الطاعة والولاء، ويستمتع فيها بما تغدقه على أمثاله حينها من مصايف (مركزية) وتسوق في المخازن (المركزية) - في احدى زياراته لموسكو، رأى شاباً وشابة يقبلان بعضهما في احدى الحدائق العامة، فعلق لمرافقيه قائلاً: «انظروا الى نعيم الاشتراكية، انها جعلت الناس ينعمون بالحب في الحدائق العامة»! ولكن، بعد فترة، زار فرنسا، فشاهد نفس مشهد موسكو في احدى حدائق باريس، فعلق عليه: «انظروا الى الرأسمالية المتفسخة المتعفنة، انها حولت الناس الى سوائم، يمارسون حاجاتهم في الاماكن العامة»! * ربما تكون الحكاية متخيلة، تهدف للسخرية من تبعية خالد بكواش، ولكنها، ومع ذلك، تصلح أنموذجاً صحيحاً ودقيقاً، لوصف الانغلاق العقائدي ، والذي يقوم على فصل قاطع ونهائي بين (الأنا) و(الآخر)، فيصور (الأنا) باعتبارها منبعاً للخير المطلق، و(الآخر) باعتباره مستودعاً للشر المطلق. ولكن ولأن الحياة الواقعية لا تعرف المطلقات، فإن الكثير من الظواهر عند (الأنا) تتجلى لدى (الآخر) أيضاً! وتجاه هذه المعضلة فإن الانغلاق العقائدي يتبنى احدى آليات خداع النفس، كأن يعيد تفسير الظواهر المتطابقة والمشتركة، لتعنى معنى ايجابياً حين تكون لدى (الأنا)، وتعنى معنى مختلفاً وسلبياً لدى (الآخر)! والأساس في انطلاء خداع النفس هذا اعادة التسمية، فتسمى ذات الظاهرة باسمين مختلفين!! وبالنتيجة تتحقق النبوءة الشعرية (عين الرضا عن كل عيب كليلة) و(عين السخط تبدي المعايب)! وفي الحالتين، فإن العينين، يصلحان للانغلاق العقائدي ، لأنهما، سواء في الرضا أو السخط، لا ينظران نظراً موضوعياً عقلانياً، وانما يتخذان موقفاً عاطفياً انفعالياً! وبالطبع، فإن مثل هذا الموقف الذاتي، يشكل أحد أهم لوازم عدة شغل الانغلاق العقائدي، فاضافة الى رسم الحدود القطعية والنهائية بين (الأنا) و(الآخر)، وبالتالي نسف المشترك الانساني، فإنه كذلك يشتغل كأهم آليات التعبئة والتجييش، ذلك ان (الآخر) المتصور كنقيض نهائي للأنا، وبالتالي كمستودع للشر المطلق، تسهل التعبئة الحربية ضده، لاخضاعه اخضاعاً كلياً، أو لاقصائه اقصاء نهائياً!! * وكما سبق واشرت، فان اعادة التفسير، كجزء من عملية خداع النفس، ترتبط باعادة التسمية، حيث نفس الظاهرة التي سميت (حباً) في الاشتراكية السوفيتية، تتم تسميتها (تفسخاً) و(تعفناً) في فرنسا! وبالمناسبة، كان المواطنون العاديون، وبحكمتهم الشعبية، يسخرون من مقولة (تعفن) الدول الرأسمالية قياساً بالدول المركزية، والتي يُعاد تكرارها في الدعاية يومياً، يسخرون منها بالقول ـ انهم ورغم (تعفنهم) يصدرون إلينا ما نفتقر إليه من عطور جميلة! في اشارة لاستيراد العطور الباريسية!! * وهكذا، فان الانغلاق العقائدي لا يشتغل بدون خداع نفس، وبدون اعادة تفسير، واعادة تسمية ، وتصلح هذه الاستنتاجات في تحليل حملة الانقاذ الدعائية الحالية عن التدخل الخارجي، وعن الوطنية، وعن العمالة! * أطرف ما في خداع النفس الانقاذي، أنها تسمى الداعين الى استبدال القوات الافريقية بقوات دولية بالعملاء! وتتأتى طرافة الأمر، من ان الانقاذ، سبق، ووافقت هي نفسها، بل ووقعت على وجود قوات دولية في البلاد ضمن ترتيبات مراقبة تنفيذ اتفاقية السلام! فكيف تكون الموافقة والتوقيع تلك (وطنية) تندرج في اطار (التدابير) السياسية الانقاذية، بينما مجرد الدعوة ـ دون التوقيع بالموافقة ـ على وجود هذه القوات الدولية في دارفور ، عمالة؟! أليست هذه نفسها العقلية (البقداشية) التي تسمى ذات (الظواهر) بأسماء مختلفة؟! * وبعيداً عن الأوصاف، فان القوات الدولية جاءت في الحالة الأولى ـ أي ضمن ترتيبات اتفاقية السلام ـ بسبب أساسي، وهو الطبيعة الاخلاقية لممارسة الانقاذ السياسية، والتي بنتيجتها ان كل من مد يده مصافحا الانقاذ وجدها وقد فقدت اصبعا، وبالتالي فان اتفاقية السلام الحالية، على عكس اتفاقية اديس ابابا، على عهد نميري، احتاجت الى ضامن خارجي! واذا كنا كوطنيين، لا يمكن ان نتعامل ووجود القوات الاجنبية وكأنه امر عادي وطبيعي، إلا اننا في ذات الوقت لا يمكن ان نلغي عقولنا، فنتغافل عن حقائق الامر الواقع، لندعو الحركة الشعبية الى الثقة في الانقاذ! وهكذا، فان الوطنيين الديمقراطيين، قبلوا، عن مضض، ومكرهين، وبصفة مؤقتة، واستثنائية، قبلوا بما سبق واستدعته ووافقت عليه الإنقاذ! فمن هم العملاء ومن هم الوطنيون؟! * اما في حالة دارفور، فقد سبق ودعوت شخصيا، ضمن آخرين، وفي هذه المساحة، قبل دخول القوات الافريقية، الى قطع الطريق أمام التدخل الأجنبي، وذلك بحماية المدنيين، وتجريد الميليشيات من أسلحتها، وتسهيل وايصال الاغاثة، وبالعناية بأوضاع النازحين في المعسكرات، ولكن، الانقاذ، وكعادتها، ظلت تتملص من مسؤولياتها، بانكار الحقائق والزعيق الدعائي، الى ان تفاقمت المشكلة وآن اوان الاستحقاق ففرضت القوات الافريقية بقرارات دولية، لتبتلع الانقاذ كل دعايتها السابقة عن السيادة الوطنية وتقبل دخول القوات الافريقية الاجنبية التي استدعتها موضوعيا بتلكؤها ولا مبالاتها!! * والآن، فان هناك أزمة حقيقية في دارفور، فخلاف المائتي ألف قتيل، لايزال هناك ما يزيد عن المليوني نازح ومشرد، يواجهون اسوأ الكوارث الانسانية في التاريخ القريب! وفي مواجهة مثل هذه الازمة فان مجرد الزعيق الدعائي عن رفض التدخل الخارجي لن يشفع، فلابد من اجراءات ملموسة على الارض، تخاطب جذور الازمة سياسياً وخدمياً وتنموياً ، وتحمي المدنيين، وتنزع أسلحة الميليشيات ، وتعيد المشردين الى قراهم، وبدون مثل هذه المعالجات، والتي يمكن تحقيقها كأنجح ما يكون وبأدنى كلفة انسانية ووطنية ومادية بواسطة الحكومة السودانية نفسها(!)، بدون هذه المعالجات ، فان البلاد ستظل نهبا للتدخلات الدولية ـ سواء الافريقية او الاممية! وانني، اذ ارفض شخصيا، دخول قوات من حلف الناتو الى دارفور، فانني ارفض ذلك لأسباب عملية، وليس انسياقا وراء دعاية الانقاذ عن السيادة الوطنية، ذلك ان السيادة الوطنية وبحسب القانون الدولي، تسقط تلقائيا عند (الانتهاكات الواسعة والجسيمة لحقوق الانسان)، ثم ان السيادة سبق وانتهكت، والقوات الدولية سبق ودخلت، اضافة الى أن الانقاذ، وخلافا لما تدعي، لا تتخوف على (السيادة) ولا على (الوطنية)، انها (تتفاوض) على شروط التحاقها بالخارج خصما على الداخل، انها (تتفاوض) بالداخل تخوفا من (القائمة) ومن (المسؤولية) عن الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت في دارفور!! * ومرة أخرى، وبعيداً، عن الاوصاف، وبمعايير موضوعية، فان الانقاذ فتحت البلاد للرأسمال الاجنبي بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد الحديث! وهذا طبيعي، فالرأسمال الاجنبي يفضل الانظمة التي يدقق مفاوضوها في نسب عمولاتهم أكثر من تدقيقهم في قيمة أصول الممتلكات الوطنية! ويفضل الانظمة التي تتعامل مع الاضرابات النقابية وكأنها عمل من اعمال الحرب ضد الدولة(!)، كما يفضل الانظمة التي تحول النقابات الى ملحقات بجهاز الدولة يكون رئيسها مسؤولاً عن (التعبئة) في الحزب الحاكم!! ثم ان الانقاذ أكثر الانظمة السودانية انصياعاً لروشتة صندوق النقد الدولي، وقد نفذتها مجاناً، بلا مقابل، بلا قروض اضافية، وبلا منح، وبلا وسادات اجتماعية، ونفذتها بوحشية يحسدها عليها نظام بينوشيه في شيلي!! «وغداً أواصل باذنه تعالى»
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 02-24-06, 04:54 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 02-28-06, 00:26 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | محمد السر | 02-28-06, 01:11 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | هشام المجمر | 02-28-06, 03:03 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 02-28-06, 04:18 PM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | أبو ساندرا | 02-28-06, 04:28 PM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 03-01-06, 01:22 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 03-01-06, 01:47 PM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 03-04-06, 04:41 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | الكيك | 03-04-06, 11:56 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | bayan | 03-04-06, 12:05 PM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | مكي النور | 03-05-06, 02:57 AM |
Re: الحاج وراق .. الإنقاذ التي جاءت دون تفويض شعبي طورت نزوعا متزايدا لإحتقار الشعب | nasir hussain | 03-05-06, 03:15 AM |
|
|
|