|
من هانت وسهلت عليه نفسه تهون عليه كل الدنيا ومن بعدها يسهل عليه اهله واحبائه وشعبه وارضه وعرضه
|
الملاحظ والمتابع للمعارضين لنظام الحكم القائم فى السودان فى الفتره الاخيره انهم قد فقدوا رشدهم واتزانهم ,, سوى ان كان ذلك على مستوى القياده او على مستوى القاعده او حتى على مستوى ( ناس زعيط ومعيط ) فقد تراجعت الاحزاب الرئيسيه المعارضه من خانة سلم تسلم الى المشاركه فى الحكم تشريعيا وتنفزيا ,, وحتى فى هذه اختلفت الاحزاب المكونه للتحالف المعارض ,, فبعضها ارتضى لنفسه بأن يشارك تنفزيا وتشريعا والبعض الاخر فضل ان يشارك تشريعيا فقط واخرين قفزوا من سفينة التصالح والمشاركه فى السلطه بعد ان وقعوا مزكرات التفاهم مع الحكومه وقاموا بتوكيل قيادة التحالف للتفاوض باسمهم,, هذا على مستوى الاحزاب والقيادات ,, اما على مستوى قواعدها فحدث ولا حرج ,, فقد تاهت خطى جموعهم فى شوارع الغربه ,, وبالتالى تاهت منهم الافكار وتسربت من بين ايديهم الايدلوجيات والاجنده التى كانوا يؤمنون بها وهم يرون ان قادتهم الذين كانوا قد وعدوهم بدخول الخرطوم عما قريب منتصرين وظافرين بعد ان يزيحوا نظام الجبهه عن الحكم وسينتهى نضالهم للجبهه الاسلاميه بالنصر المبين ,, وهاهم اليوم يشاهدون قادتهم وهم يتسابقون ويتراكضون على الموائد التى فرشتها لهم الحكومه ويهجمون عليها بنهم وجوع ويتحدثون بالصوت العالى وهم ياكلون عن قسمة السلطه والثروه وعن نصيبهم فيها.
والشاهد ان قواعد المعارضه ومنسوبيها الان قد تدنى خطابهم السياسى الى الحضيض واصبحت طريقة تناولهم للامور السياسيه فى البلاد يشوبها الكثير من الغموض ,, فهم تاره يتحدثون عن القصور والخدم والحشم لاهل الانقاز وتاره يحدثونا عن زوجاتهم وابناءهم وعائلاتهم وتاره يحدثونا عن صرفهم البزخى لاستضافة المؤتمرات الاقليميه والقاريه وتاره يحدثونا عن فساد مستشرى فى الدوله وعن فساد عامة الشعب السودانى وان البغاء اصبح متاحا مشاعا فى شوارع الخرطوم وان الايدز اصبح يصيب غالبية الشعب السودانى الموبوء بالرزيله والفاحشه وان امهاتنا واخواتنا اصبحن سلعه رخيصه تباع فى الاسواق لمن يدفع حتى وان لم يكن اكثر ,وان الناس فى السودان قد تركوا الذواج كما هو معروف لدينا من قديم الزمان واصبحوا يتزوجون ذواج المتعه والمسيار والعرفى والمساكنه ووووووو ,, حتى ظننا ان السودان قد اصبح دوله موبوءه بالامراض العضويه وبالامراض التى تصيب واصابت المجتمعات من حولنا ومابقى من شئ الا ان نترحم على دوله كان اسمها السودان وذلك من واقع ماصوره لنا المعارضون لنظام الحكم عن السودان الحالى والذى اصبحنا ننظر اليه بعيون لا ترى الا السواد والقتامه والواقع المزرى الذى يعيشه اهل السودان وجموع شعبه من انلال فى الاخلاق وامراض متفشيه بين اهله .
وانى لاتعجب لاهل المعارضه ولامر انزلاقهم الى هذا المستوى ,, واتعجب اكثر لعبارة الان قضى الامر سلم تسلم والتى قيلت بعد مؤتمر المعارضه الشهير فى اسمرا والتى تبدلت وتحولت اليوم وبعد سنين من النضال الى تسابق وتراكض من كافة احزاب المعارضه نحو مقاعد السلطه الوثيره ونسوا او تناسوا التسليم والسلام .
وانى اتعجب ايضا الى حالة اليأس التى تعيشها قواعد الاحزاب المعارضه فى دول المهجر وحالة الاحباط التى يعيشونها والظاهره والمتجليه فى خطابهم السياسى الاخير ,, فالناظر الى حالهم يجدهم ليس كما كانوا فى الاول قويين شديدين ,, مناضلين يعرفون اهدافهم جيدا وبخطى حثيثه يسيرون نحوها ,, فقد تخازلت خطاهم وضرب الياس والقنوت قلوبهم وافئدتهم واصبحوا يقولون اى شئ وكل شئ ,, يسبون بعضهم والاخرين والادهى والامر يسبون بلادهم ويتمنون ان يضرب الكنسيين والغربيين وكل اهل الشيطان ,, ان يضربوا اهلهم وشعبهم وبلادهم وان يحرقوهم ويزيلوهم عن وجه الارض ليخلو لهم وجه الحكم فى البلاد ,, نعم ليحكموا ماتبقى من البلاد والعباد ليخرج لهم ومن بين صفوفهم من يعارضهم ويفعل بهم مثل مافعلوه فى غيرهم ,, وتدور الساقيه ويصبح السودان مثل الصومال ,, حرب اهليه طاحنه وصراع على السلطه وتقسيم الى دويلات لن يحصد اهلها الا السراب الذى تعرضه علينا قواعد المعارضه الان,, فالدول الاجنبيه التى تحلم بارض السودان ومياهه العزبه والجوفبه والتى تحلم ايضا ببتروله ومعادنه واليورانيوم الكامن فى ارضه ,, ان دخلت فلن تخرج مرة اخرى وان خرجت لعادت اليه ,, فحينها سيكون الدخول الى السودان بالجيوش اسهل من شربة مويه
هذا هو بالظبط ماوصل اليه اهل المعارضه من واقع احباطهم ويأسهم ,, وهذا بالظبط مايتمنوه لبلدهم واهلهم ,, فمن هانت وسهلت عليه نفسه تهون عليه كل الدنيا ومن بعدها يسهل عليه اهله واحبائه وشعبه وارضه وعرضه وهو واقع اليم ومرير تعيشه المعارضه وقواعدها فى خارج السودان الان
(عدل بواسطة على محمد على بشير on 01-26-2006, 04:35 AM)
|
|
|
|
|
|