|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي (Re: عبدالله الشقليني)
|
د. عبد الجواد يسن «كشوفات» ابن عربي في التجربة الصوفية، حيث يسفر الكشف عن التجلي الإلهي، تحصل معرفة موهوبة قادمة من خارج العالم، وكما يشرح ابن عربي «فإن هذه المعرفة التي يهبها الحق تعالى لمن شاء من عباده لا يستقل العقل بإدراكها، ولكن يقبلها فلا يقوم عليها دليل ولا برهان. ثم إن هذه الأوصاف الذاتية لا يمكن العبارة عنها لأنها خارجة عن التمثيل والقياس، فإنه ليس كمثله شيء. فكل عقل لم يكشف له من هذه المعرفة شيء يسأل عقلاً آخر» (الفتوحات المكية، ج1). المعنى المضمر هنا أن العقل لا يزال حاضراً في عملية المعرفة، لكنه صار يدرك أنه «لا يستقل بإدراكها» لأنها وراء حدوده. وهو «يقبلها دون أن يقوم عليها دليل ولا برهان»، ما يسمح بالقول بأن العلوم الكشفية تدخل، حسب ابن عربي، في إطار المعرفة العقلية، أو القول بأن العقل يستوعب فكرة غياب الدليل والبرهان ويظل عقلاً. ويبدو أن للعقل في هذا النص مفهوم الآلية أو الأداة المحايدة التي تستوعب الفكر، وليس مفهوم الفكر ذاته بما هو مبادئ أولية. بوجه عام، نفهم من مجمل نصوص ابن عربي أنه لم يشتغل على نفي العقل كإطار عام، بل على ضبط حدوده، في سياق الدفاع عن مشروعية المعرفة الذوقية. وفي هذا السياق، فهو يضع حدود القدرة العقلية مقابل حدود القدرة الإلهية «فإن للعقول حداً تقف عنده من حيث ما هي مفكرة، لا من حيث ما هي قابلة. فتقول في الأمر الذي يستحيل عقلاً قد لا يستحيل نسبة إلهية، كما نقول فيما يجوز عقلاً قد يستحيل نسبة إلهية». (الفتوحات، ج1). يجوز التنبيه هنا إلى أن الوصول إلى فهم ابن عربي في هذه المسألة كما في معظم مسائله، عملية مركبة محفوفة بصعوبات منهجية وموضوعية، ترجع إلى نصه المبالغ الطول والتنوع، والذي يتسم بالتداخل والغموض: يصدر فكر ابن عربي عن استيهامات باطنية، تبدو وكأنها تخاطب ذاتها، رغم عينه المفتوحة على مخاطب عقلاني، نص ابن عربي سلسلة من المعالجات الجزئية والمتقطعة، تضع تجربته الذاتية في إطار الغرض التنظيري للتصوف وتخلط بينهما، تبدو التجربة الذاتية لاحقة، أعني تطبيقاً واعياً للنظرية. وهو بغض النظر عما إذا كان يتعمد الإغراب، لا يحفل بالتناسق الكلي ولا بوضوح العبارة، ونشعر أحياناً بأننا حيال نص سوريالي ناتج عن تجربة كتابة لا إرادية، وهو ما صرح به ابن عربي بالفعل وهو يشير إلى تجربته في كتاب الفتوحات: «ما كتبت منه حرفاً إلا عن إملاء إلهي وإلقاء رباني، أو نفث روحاني في روع كياني. هذا جملة الأمر مع كوننا لسنا برسل مشرعين ولا أنبياء مكلفين».
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الفتوحات المكيّة لابن عربي | عبدالله الشقليني | 06-16-18, 05:35 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Ali Alkanzi | 06-17-18, 05:39 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | عبدالله الشقليني | 06-17-18, 05:46 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Ali Alkanzi | 06-17-18, 07:02 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | عبدالله الشقليني | 06-17-18, 08:58 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Ahmed Khalil | 06-17-18, 10:33 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Ali Alkanzi | 06-17-18, 11:22 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | عبدالله الشقليني | 06-17-18, 03:23 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | محمد عبد الله الحسين | 06-18-18, 06:43 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Ali Alkanzi | 06-18-18, 03:38 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Ali Alkanzi | 06-18-18, 04:16 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | Yasir Elsharif | 06-19-18, 07:27 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | عبدالله الشقليني | 06-20-18, 09:43 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي | عبدالله الشقليني | 06-23-18, 04:49 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي | عبدالله الشقليني | 06-25-18, 08:27 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي | عبدالله الشقليني | 06-27-18, 08:02 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي | عبدالله الشقليني | 07-02-18, 05:35 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي | عبدالله الشقليني | 08-16-18, 06:27 PM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | عبدالله الشقليني | 09-12-18, 11:15 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | adil amin | 09-13-18, 04:47 AM |
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف | بدر الدين الأمير | 09-14-18, 06:36 AM |
|
|
|