|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: عبدالله الشقليني)
|
من قصيدته في ديوانه ترجمان الاشواق:
سَلامٌ عَلى سَلْمَى وَمَنْ حَلَّ بِالْحِمَى ***
وَحُقَّ لِمِثْلِي رِقَّةً أَنْ يُسَلِّمَا
وَمَاذَا عَلَيْهَا أَنْ تَرُدَّ تَحِيَّةً ***
عَلَيْنَا وَلٰكِنْ لا احْتِكَامٌ عَلى الدُّمَى
سَرُوا وَظَلامُ الْلَّيْلِ أَرْخَى سُدُولَهُ ***
فَقُلْتُ لَهَا صَبَّا غَرِيباً مُتَيَّمَا
أَحَاطَتْ بِهِ الْأَشْوَاقُ شَوْقاً وَأَرْصَدَتْ ***
لَهُ رَاشِقَاتُ النُّبْلِ أَيَّانَ يَمَّمَا
فَأَبْدَتْ ثَنَايَاهَا وَأَوْمَضَ بَارِقٌ ***
فَلَمْ أَدْرِ مَنْ شَقَّ الْحَنَادِسِ مِنْهُمَا
وَقَالَتْ: أَمَا يَكْفِيهِ أَنِّي بِقَلْبِهِ ***
يُشَاهِدُنِي فِي كُلِّ وَقْتٍ أَمَا أَمَا
n]
سَلامٌ عَلى سَلْمَى وَمَنْ حَلَّ بِالْحِمَى ***
وَحُقَّ لِمِثْلِي رِقَّةً أَنْ يُسَلِّمَا
وَمَاذَا عَلَيْهَا أَنْ تَرُدَّ تَحِيَّةً ***
عَلَيْنَا وَلٰكِنْ لا احْتِكَامٌ عَلى الدُّمَى
سَرُوا وَظَلامُ الْلَّيْلِ أَرْخَى سُدُولَهُ ***
فَقُلْتُ لَهَا صَبَّا غَرِيباً مُتَيَّمَا
أَحَاطَتْ بِهِ الْأَشْوَاقُ شَوْقاً وَأَرْصَدَتْ ***
لَهُ رَاشِقَاتُ النُّبْلِ أَيَّانَ يَمَّمَا
فَأَبْدَتْ ثَنَايَاهَا وَأَوْمَضَ بَارِقٌ ***
فَلَمْ أَدْرِ مَنْ شَقَّ الْحَنَادِسِ مِنْهُمَا
وَقَالَتْ: أَمَا يَكْفِيهِ أَنِّي بِقَلْبِهِ ***
يُشَاهِدُنِي فِي كُلِّ وَقْتٍ أَمَا أَمَا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: عبدالله الشقليني)
|
اخ عبدالله فاتني ان أهنئك بالعيد السعيد سائلاً الله ان يتقبل صيامك كنتُ فارضا على نفسي ان اكف عن المنبر لثلاث ايام العيد ولكن اجبرني خبر وفاة والدتنا حليمة الحكيم والدة البروف عبدالمطلب بلة زهران وبروف بشير وحسن وابرايهم واخواتهن واجيرني كذلك طرحك المتنوع المتفرد عن غير من طرح علماً بانني حريص ان اقرأ لك فانت تضيف ولي ولقرائك لهذا حق علي ان اشدد من ازرك وخرجت عن ما عاهدتُ به نفسي تقديرا وانجذابا لطرحك وكل عام وانت بخير وسأتابع معك مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: Ali Alkanzi)
|
الأكرم علي فعيد عليك يعود بسعده عليك والأسرة ، وإن الله آخذ بنواصينا ، منذ الأزل ، فمن قبض روحه فقد ضم المولى النفس إلى حاضنته . فعزاؤنا عند جمر الفراق . أحسن الله العزاء . نحن في حاجة لوقفة مع النفس ، فقد هلكت أرواحنا الطرق اليومي وحصار الحياة ،التي لا تترُك لنا ونحن أسرى سجونها فرجة نخرج فيها عن المعهود ، في اتجاهنا إلى المعبود بصفاء .إن الحياة ضجة كبيرة وصراخ عظيم ، ونحن في حاجة لنُزهة المترجي مُتعة النفس والمسيرإلى صفاء النفوس والأرواح . كلنا في حاجة للحظات نتبصر في دُنيانا ، أأسرفنا على أنفسنا ، ونسينا حالنا ، وشغلتنا كل المشاغل عن أن نصفوا . ووجدنا الصفاء عسير على الطالبين ، ووقته أرحب ، والصبر عليه صبرٌ على لهب الجمار . تهيأت لنا الحياة بكل عنفوانها وشبابها ، وما تذوقناه من ملذاتها أو جمر نيرانها ، حتى نسينا أنفسنا أو نكاد ، وكثافة أجسادنا وثقلها شغلنا حاجات عن الروح الشفيفة وما بها . ليكن الملف زاداً للأرواح تتغذى ، وللبشائر أن تنهض . تقبل سلامي
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الشقليني عيد سعيد و كل عام و أنتم بخير نشكرك على الفيديو القيّم ده...استمتعت لغاية حوالي ثلث الفيديو و حأرجع ليه تاني عشان استمع بتركيز لهذه المعلومات القيّمة. المتحث رجل لبق و متمكن من سيرة الرجل و كمان أسلوبه في الحديث راقي و جميل...بس لولا مداخلات عمرو اديب الوعرة .. تحياتي للرجل المثقف المتواضع علي الكنزي.. مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: Ali Alkanzi)
|
الاخ محمد عبدالله مرة ثانية ومرة تالتة ومرة رابعة تهاني ودعواتي لك ومن حولك ومن تحب بالعيد ولصاحب الطرح الأخ الشقليني قولك عن الأخ الشقليني فهو يستحق كل ثناء وقد تكرم علينا الأخ الشقليني بفتح نافذة نطل بها ومنها على عالم الانسان الباذل لفكره وتجاربه بما يضيف لنا لك وله ولكل متداخل تقديري واحترامي مع مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: Yasir Elsharif)
|
الشكر الجزيل لأضياف الملف ، وللذين رفدوه بالكثير . نعم إن ابن عربي ، قد اعتكف بالمسجد في مكة ، يأكل القليل ، وربما بعض التمر ، وينام بين المواقيت ، بقدر ما أفسحت له الدُنيا . وحين يصحو يدوِّن خواطره ، فكثرت هي ، حتى بلغت في أيامنا تسع مُجلدات . فصارت ما نعرفه بالفتوح المكيّة . تأخذ ما يوحي النص القرآني ، من تفسير وتأويل . تصعد بالواجد حتى يرقى فيما تطأطأ ، أو تطأطأ الواجد فيما رقي ، فصار البون شاسعاً . وهو مجال في معرفة الالهية عجيب وغريب . يقولون انقطعت النبوة من بعد الكريم محمداً ، وفعلت النصوص القرآنية فعلها فيمن عرف اللغة العربية ، وهزّ عُنابها ، وشرب من قدق مائها الصافي . وصفت نفس العابد ، ومن كل أدرانها نزعت نفسها ، ومن كل بهرج الكبرياء تنازلت عن أبراجها العالية ، وعلت صغاراً ، حتى تغرورق العينان بالدموع . تجد النفس نفائسها ، وهي تجتهد في استجلاء كنوز الدُرر . هذه الدنيا ، لها مفاتيح للروح الهائمة ، وهي تُصاحب الأجساد . تترفّع عن المهالِك ، وتُجليها نار العبادة والتأمُل . التجويد يمدّ للحروف رونقها ، فتُكوّن الكلمات ، والكلمات القرآنية تكوِّن الجُمل والعبارات . يبدأ الذاكر في تصوير التصوّر، التي تبدّت فيه المعاني تعبُر سماوات ، لا يُدركها المُترقي إلى عند نشوة لم تعتادها الأجساد . وربيع للأرواح وهي راقصة في آفاق حركتها ، وتكتمل الموسيقى القرآنية ، وهي تَطرَب بالمعاني المُتدفقة في الأذهان . هناك يصل العابد دُنيا جديدة . *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي (Re: عبدالله الشقليني)
|
نبدأ ترقيماً جديداً للملف : (2) نُرجع البصر مرة واحدة ، لنُعيد ترتيب بيت الملف ، وترقيم مُشاركاتنا وفرزها عن المقول عن ابن عربي . فوجدت ذلك أوفى لسيرته ، فقد افترعنا من قبل عشر سنوات أو تزيد سيرة أحد دهاقنة المتصوفين ، وهو " محمود محمد طه " ، وصعدنا بالملف أنا والصديق المُفكر " أسامة الخواض " على أمل أن نعرج بالسيرة إلى مظانها ، ولكننا توقفنا عند : ( العلم اللدُني ) فكتب الأكرم " أسامة " أنه لم يسبح عميقاً في علوم المتصوفة ، فوقفنا عن ذلك ، وقررت أن نفترع ملفاً خالصاً للعلم اللدُني ، وكتبت بعض المقالات المنثورة ، ولكني لم أوف الموضوع حقه . الآن استوقفتني حلقات البروفيسور يوسف زيدان ، المُختص في دراسة التُراث ، الذي هو لم يزل خالياً من المباحث التي تتعمق ، ولكن حديثه الذي يجد القارئ أعلى هذا الملف ، هو مُختصر عن ابن عربي . ولكنني عزمت أن نخوض في أمر الملف عن سيرة ابن عربي ، ونتحدث وننقل عن سيرة الفتوحات المكيّة ، لأنها بمجلداتها الورقية البالغة تسع مُجلدات ، تفي بسير الرجل . لذلك استميح القراء في فك الارتباط بيننا والبروفيسور يوسف زيدان ، وندلُف من الباب الرئيس الذي نرى فائدته للجميع . وبناء عليه فقد عمدتُ لترقيم ما أكتب ، لسهولة الرجوع إلى ما نكتُب حال الدراسة .
ونواصل *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي (Re: عبدالله الشقليني)
|
(3) من ويكبيديا : محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي ، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين "بالشيخ الأكبر" ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون.
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الشيخ الأكبر والنور الأبهر العارف بالله العلامة محي الدين بن عربي ، في مطلع سِفره الثامن :
لقد أخبرني فيىهذا اليوم الذي قيدت فيه هذه الحضرة في هذا الكتاب صاحبنا سيف الدين بن الأمير عزيز رحمه الله أنه رأى والي البلد ، يضرب إنساناً ضرباً مبرحاً ، فوقف في جملة الناس وهو يمقت الوالي في نفسه لضربه ذلك الشخص ، فأخذ عن نفسه فشاهد الوالي مثله واحداً من الجماعة ينظر إلى المضروب مثل ما تنظر إليه الجماعة . والآمر بالضرب ليس الوالي فعذره وسرى عنه وانصرف . وكان سبب هذه الحكاية أن الوالي جار عليه في حكومة ، فقلت له : أرفعه إلى السلطان ، فقال لي : ما بيد الوالي شيء ، ثم ذكر لي ما رأى وهكذا الأمر في نفسه ، فهذا الشخص قد كان مع الحُجاب ينسب الجور ، إلى الوالي ، فلما كشف الله عن بصره الغطاء زال كون ذلك جوراً عنده وقام عذر الجائر عنده فصار حمداً وثناء خير . وبرئت ساحة من أضيف الذم إليه فعادت عواقب الثناء إلى الله عز وجل ، ألا تراه يقول { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله } فاطر 15 ، وقد افتقر إلى مذموم ومحمود ودخل تحت مُسمى الله ثم قال : { والله هو الغني} ، يقول الذي لا يفتقر { الحميد} ، اي الذي ترجع إليه عواقب الثناء من الحامد والمحمود ، وإن كان مذموماً بنسبة ما هو محمود بنسبة أقوى لها الحكم فيه ، فالحمد لله تملأ الميزان ، لأنه كل ما في الميزان فهو ثناء على الله وحمد لله ، فما ملأ الميزان إلا الحمد ، فالتسبيح حمد ، وكذلك التهليل والتكبير والتمجيد والتعظيم والتوقير والتعزيز وأمثال ذلك كله حمد ، فالحمد لله هو العام الذي لا أعم منه ، وكل ذكر فهو جزء منه كالأعضاء للإنسان ، والحمد كالإنسان بجملته . فقد بان لك الحمد ... فلا يحجبنّك الذم وقد لاح لك السر ... فما غيبه الكتم
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي (Re: عبدالله الشقليني)
|
(5) إذا أحصيت أمرك في كتاب ... تكن أنت الذي تحصى وتحصي وقلت لأمنا مهلاً علينا ... وقلت لأختنا بالله قصي إذا ما جئت يا نفسي إليه ... فقولي ما شاء له وقصي مضى عني ولم أشهد سواء ... فقلت لهمتي بالله قصي وخصي من تعبده هواه ... ولا تكتمه ما تدريه خصي يُدعى صاحبها عبد المحصي ، وهي حضرة الإحاطة أو أختها ، بلهي أختها لا عينها ، قال تعالى : { وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا} الجن 28 ، وقال في الكتاب : { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} الكهف 49 . وهذا مقام كاتب صاحب الديوان كاتب الحضرة الإلهية ، وهذا الكاتب هو الامام المبين ، قال تعالى: { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } يس 12 . فالديوان الإلهي الوجودي رأسه العقل الأول وهو القلم . وأما الإمام فهو الكتاب وهو اللوح المحفوظ ، ثم تنزل الكتبة مراتبها في الديوان بأقلامها لكل كاتب قلم ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم ، لما ذكر حديث الإسراء ، فقال : { حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام} ، فالقلم الأعلى الذي بيد رأس الديوان لا محو فيه كل أمر فيه ثابت ، وهو الذي يرفع إلى الحق ، والذي بأيدي الكتبة فيه ما يمحو الله وفيه ما يثبت على قدر ما تأتي به إليهم رسل الله من عند الله من رأس الديوان من إثبات ما شاء ومحو ما شاء . **
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي (Re: عبدالله الشقليني)
|
د. عبد الجواد يسن «كشوفات» ابن عربي في التجربة الصوفية، حيث يسفر الكشف عن التجلي الإلهي، تحصل معرفة موهوبة قادمة من خارج العالم، وكما يشرح ابن عربي «فإن هذه المعرفة التي يهبها الحق تعالى لمن شاء من عباده لا يستقل العقل بإدراكها، ولكن يقبلها فلا يقوم عليها دليل ولا برهان. ثم إن هذه الأوصاف الذاتية لا يمكن العبارة عنها لأنها خارجة عن التمثيل والقياس، فإنه ليس كمثله شيء. فكل عقل لم يكشف له من هذه المعرفة شيء يسأل عقلاً آخر» (الفتوحات المكية، ج1). المعنى المضمر هنا أن العقل لا يزال حاضراً في عملية المعرفة، لكنه صار يدرك أنه «لا يستقل بإدراكها» لأنها وراء حدوده. وهو «يقبلها دون أن يقوم عليها دليل ولا برهان»، ما يسمح بالقول بأن العلوم الكشفية تدخل، حسب ابن عربي، في إطار المعرفة العقلية، أو القول بأن العقل يستوعب فكرة غياب الدليل والبرهان ويظل عقلاً. ويبدو أن للعقل في هذا النص مفهوم الآلية أو الأداة المحايدة التي تستوعب الفكر، وليس مفهوم الفكر ذاته بما هو مبادئ أولية. بوجه عام، نفهم من مجمل نصوص ابن عربي أنه لم يشتغل على نفي العقل كإطار عام، بل على ضبط حدوده، في سياق الدفاع عن مشروعية المعرفة الذوقية. وفي هذا السياق، فهو يضع حدود القدرة العقلية مقابل حدود القدرة الإلهية «فإن للعقول حداً تقف عنده من حيث ما هي مفكرة، لا من حيث ما هي قابلة. فتقول في الأمر الذي يستحيل عقلاً قد لا يستحيل نسبة إلهية، كما نقول فيما يجوز عقلاً قد يستحيل نسبة إلهية». (الفتوحات، ج1). يجوز التنبيه هنا إلى أن الوصول إلى فهم ابن عربي في هذه المسألة كما في معظم مسائله، عملية مركبة محفوفة بصعوبات منهجية وموضوعية، ترجع إلى نصه المبالغ الطول والتنوع، والذي يتسم بالتداخل والغموض: يصدر فكر ابن عربي عن استيهامات باطنية، تبدو وكأنها تخاطب ذاتها، رغم عينه المفتوحة على مخاطب عقلاني، نص ابن عربي سلسلة من المعالجات الجزئية والمتقطعة، تضع تجربته الذاتية في إطار الغرض التنظيري للتصوف وتخلط بينهما، تبدو التجربة الذاتية لاحقة، أعني تطبيقاً واعياً للنظرية. وهو بغض النظر عما إذا كان يتعمد الإغراب، لا يحفل بالتناسق الكلي ولا بوضوح العبارة، ونشعر أحياناً بأننا حيال نص سوريالي ناتج عن تجربة كتابة لا إرادية، وهو ما صرح به ابن عربي بالفعل وهو يشير إلى تجربته في كتاب الفتوحات: «ما كتبت منه حرفاً إلا عن إملاء إلهي وإلقاء رباني، أو نفث روحاني في روع كياني. هذا جملة الأمر مع كوننا لسنا برسل مشرعين ولا أنبياء مكلفين».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفتوحات المكيّة لابن عربي / الدكتور يوسف (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: الفتوحات المكيّة لابن عربي |
نعم وهذه قضة من مجموعة قصصية من وحي كتاب "الاسفار عن الاسفار " لمحي الدين بن عربي ..تضع التساؤل ماذا بعد نهاية السلفية في السعودية ؟؟ هل سيعودو الي الفتوحات المكية ام تظل على القلوب اقفالها ؟؟ استراحة البوست شفرة بن عربي عادل الامين خرجت اليوم من مبني البورصة أتصبب عرقا ويكاد قلبي أن يتوقف وأنا أبيت أمرا جللا راودني منذ سنين عددا، أطلقت عليه (شفرة ابن عربي)...ابتلعت حبة الأسبرين المعتادة، ركبت سيارتي ذات الدفع الرباعي،أخذت تشق بي طرقات المدينة المتشحة بالأتربة والغبار..وصلت الحارة ،رأيت جاري المهندس المعماري و الفنان التشكيلي غريب الأطوار ولوحت له من بعيد..نقلت خادمته الفلبينية أسراره إلى خادمتنا التي أيضا من بلادها أثناء ثرثرتهن في مطبخ البيت..أنا أتقن العديد من اللغات وهن يظن غير ذلك ،فقط انظروا إلى جواز سفري لتعرفوا الكم الهائل من البلدان والدول التي زرتها في حياتي ،من اليابان شرقا إلى أمريكا غربا،قالت انه يحب ارتداء ملابس زوجته ويقيم علاقات مريبة في موقع الفيس بوك باسم مستعار لامرأة مع وضعه صورة شارون ستون في ملفه ..خوفا من هؤلاء الملتحين الأوغاد الذين يتربصون بنا الدوائر في كل شارع وزقاق..وقد أحالوا حياتنا الشخصية إلى جحيم،حاصرونا بظنونهم الآثمة.. قتلوا مع سبق الإصرار والترصد بإسقاطهم المخزي روح الإبداع والتفكير الحر فينا.. ******* دلفت إلى داخل المنزل،لمحت ابني الواشي الصغير بسام،مستلقي على الأرض يحمل جهاز الريموت للألعاب والكائنات المرعبة والشنيعة التي تتقافز على الشاشة وتصدر أصوات أكثر شناعة،هذا الأمر الذي سبب له التبول اللاإرادي الليلي وجعل رائحته صباحاً لا تطاق، الصغير الواشي الذي يخبرني من اجل قطعة شكولاتة عن أخيه في الثانوية نواف الذي يمارس التدخين خلسة في الجوار ويتعاطى المخدرات أحياناً، مريم ابنتي التي تمر بفترة المراهقة الصعبة ، كلما رأتني نظرت بذعر إلي وألقت هاتفها الجوال بعيدا،ولكم أن تستنتجوا كم من الصور والمواد غير المحتشمة التي ينوء بها هذا الهاتف،بندر اكبر أبنائي يجلس على التلفاز يشاهد الأخبار في فضائية البي بي سي.. لشغفه الشديد بالسياسة..رغم انه عالق في كلية الطب ،بسبب الإمبراطورة التي تحكم المنزل وتتحكم في مصائرنا جميعا ويرتفع غطيطها من حجرة النوم الآن....أدخلته أمه سباق المائة متر حواجز، ليتعثر ويرسب كثيرا في كلية الطب.. حتى تباهي جارتنا المصرية ،ست تفيده التي تردد دائما بان لها ثلاث ابنا ء يدرسون الطب في مصر،واحدهم قد رائيته مرة عندما جاء لزيارة أسرته في العطلة الصيفية ،يبدو أن مثله الأعلى أيمن الظواهري..كانت له لحية تكفي ثلاثة مطاوعة من عندنا،ابني بندر الذكي لطالما أعجبتني تحليلاته السياسية وأحاديثه الدسمة لكل ما يدور من أحداث في العالم المضطرب الذي نعيش فيه"تسونا مي في اليابان، مجاعة في الصومال، ثورات في الجوار، انفجار مكوك في الفضاء، ثقب في الأوزون،انتخابات في أمريكا، اشتباكات بين فتح وحماس...الخ"...أجد العزاء في الحوار مع ابني أكثر من شلتي من الحرس القديم، عندما نتجمع في بيت احدهم نثرثر،ولكل منا أوهامه الخاصة وادعاءاته العجيبة..يولولون على جنازة القومية وينددون بالليبرالية..أما الماركسية فدونها خرط القتاد، وبين لفافة دخان ولفافة وبين ألكاس والكأس والخمر الرديئة المهربة من دول الجوار، الكل يجعجع ولا نرى طحينا .. ********** دخلت حجرتي وخلعت ملابسي ، واستلقيت في نوم عميق،ستكون العملية فجرا..وكنت قد جهزت الحقيبة الصغيرة ووضعت فيها الكتاب الوحيد من مكتبتي،كتاب له قصة غريبة ،أهداني له صديقي في العمل، السوداني زين العابدين،كان رجلا صموتا يحب القراءة و لا يتحدث مع احد ويؤدي عمله في تفان كمحاسب في البنك الذي نعمل به، تداولنا عشر كلمات أو اقل فقط. طيلة سنوات عملنا معا..عندما عرضت عليه بإلحاح أن يركب معي لأوصله إلي بيته الذي يقيم فيه وحيدا في الضاحية البعيدة ،كان يفضل ركوب سيارات الأجرة ،عندما أوصلته وترجل عن السيارة قال لي"يا خالد ...أكرم أمك...واذهب لزيارتها" واهداني الكتاب الذي كان نقطة تحول في حياتي...هاجر زين العابدين إلى أمريكا عبر اليانصيب وخلف وراءه صرح من الاحترام والتفاني في العمل والصمت الجليل.. *********** استيقظت فجرا ودرت في المنزل دورة أخيرة، حملت الحقيبة وجواز السفر الذي عزمت أن افعل به أمرا جللا..وأنا في طريقي إلى مسقط راسي في الجنوب البعيد..أدرت السيارة وانطلقت بها خارج المدينة والعاصمة التي أزهقت روحي..وبعد خمس ساعات ،ولجت عالم الريف وأشجار النخيل والينابيع وأريج نسمات الجنوب الذكية،أوقفت السيارة.وحملت جواز السفر...وقذفت به إلى مياه الوادي الهادرة ليغيب في العتمة والى الأبد..وعدت انطلق بالسيارة لأدخل قريتنا والشمس تشارف على الغروب..توقفت أمام البيت الطيني الكبير، ودلفت تجتاحني المشاعر..لأحضن أمي التي نقيم وحيدة بعد وفاة أبي منذ أمد بعيد، طفحت الدموع في عينيها..وانهمكت تقبل وجهي المشعر وراسي الأصلع في حنو بالغ...وتردد كلمات صعقتني لأول وهلة"الحمد الله عدت يا وحيدي خالد،الله يحفظ زين العابدين الذي ردك لي لكي تقر عيني"..ما هذا الهذيان؟!..هل هناك هواتف سيارة روحية تربط بين البشر..وتداعي إلى أذني حديثه الهامس عندما ترجل من السيارة ولم أتبينه حين إذن مليا..جئتني أمي عند الغروب بالسطل والماء من الطلمبة الانجليزية القديمة والمتينة التي اشتراها المرحوم والدي منذ أمد بعيد..وجلست عاريا على ألطشت استمتع بحمام ريفي في الفناء الخلفي من بيت أمي،حيث لا احد يسترق النظر كجاري الغريب الأطوار المفتون بي،الذي سبب لي الكثير من الحرج حتى أتملص من إشاراته وغواية نفسي الأمارة بالسوء وضغط دعواته المستمرة لزيارته، ليقوم برسم لوحة تشكيلية لي ،كان يردد في أذني دائما " لا تسيء فهمي ،أنت يا خالد يسكنك طفل رائع، ،هذه عين الفنان".. مسحت جسدي المغبر بألياف النخيل وهي من أروع أدوات التجميل التي يجود بها الريف..وأنا استمتع بأحاديث أمي المبهجة وهي تسكب الماء بالكوز على راسي وجسدي.."أنا لا استحي منها.. فقد ولدتني هكذا..عاريا كالحقيقة التي جئت لأبحث عنها هنا.." ********** أخرجت كرسي الخيزران العتيق الذي كان يجلس فيه أبي خارج المنزل ويمدد رجليه في استرخاء وجواره منضدة بها كتبه في فقه السنة وابن تيمية وابن كثير والطبري..ويضيء ما حوله مصباح غازي عتيق،وقهوة أمي الساخنة تملا خياشيمه..ها أنا الآن أعيد نفس الطقوس بعد أن غرقت الدنيا في العتمة، وبدأت النجوم تظهر هنا وهناك..أضئت المصباح..وأخرجت الكتاب،وتداعي إلى أذني..دعاء أمي الليلي المعتاد قبل أن تخلد إلى النوم، على سائر الأمم التي تتربص بالعرب والمسلمين وبابنها التعيس خالد بجسده المكتنز الذي تكتنفه كل أمراض العصر...والعولمة التي تدخلت حتى في تربية أبنائه.،منذ أن جاءوا ينقبون عن الذهب الأسود في صحراءنا القاحلة..ارتشفت من قهوة أمي رشفة وسرى في جسدي النشاط ثم وضعت الفنجان جانبا..وفتحت الكتاب لأقرا..كان الكتاب للإمام محي الدين بن عربي..عنوانه"الإسفار عن نتائج الأسفار"..وصعقني الإهداء المبيت سلفا الذي كتبه زين العابدين"يا خالد..عندما ترتفع الروح فوق عارية الجسد..يتشابه كل البشر من نسل بني ادم الذي خلق من تراب"...وطفقت أقرا في الكتاب باستغراق عميق..نامت أمي وارتفع غطيتها..ولا ادري ماذا حدث لي..هل غفوت أم ماذا.ولكني شعرت فجاءه بان روحي أخذت تتخبط في سجن جسدي الطيني والمدنس بالشهوات القديمة ..وانطلقت مني كطائر جميل ملون بكل ألوان قوس قزح واخذ يحلق عاليا..شعرت باني وسط النجوم التي تبتسم لي من كل جانب..وقبلت وجه القمر المنير الذي تربع على عشر السماء فهو ملك الليل دون منازع...نظرت إلى أسفل.. كانت الأرض تدور تحتي في بهاء ولكن ليس على قرن ثور كما كان يزعم أبي عندما نجلس سويا وأنا طفل يافع نتأمل النجم والشجر يسجدان ، لم يقتنع أبي بان ليس هناك قرن ثور يحمل الأرض حتى بعد عودتي من لندن متخرجا من كمبردج ومحاوراتي المارثونية معه ..وكان البشر من نسل ادم الذي خلق من تراب يتجلون في مرآة قلبي" أمريكيون وسيريلانكيون وصينيون..ونيجيريون..وهنود..وملل وملل من كل نوع ومن كل صنف من الذين يأتون إلى بلادي من كل فج عميق حجيجا أو كسبا للرزق..يجوسون تحتي كالنمل...كنت أراهم بعين قلبي متشابهون
- لقد كنت قبلاً منكراً كل صاحب إذا لم يكن ديني إلى دينه داني وقد صار قلبي قابلاً كل ملة فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني
...وانظر إلى جسدي الذي تركته مستلقي على الكرسي يتضاءل .. وقد استحال طفل عاري يتكور كيوم ولدتني أمي الطيبة النائمة في الداخل،الطفل الذي رآه جاري التشكيلي البارع ولم أراه وأنا المشوه الذي يرفل في عالم الحس ولا يعرف شيئاً عن عالم المعاني،سامحني يا جاري العزيز!..والآن أتساءل..لماذا كنت لا أراهم هكذا في حياتي الماضية؟ وأنا أتجول في بلادهم الرائعة بجواز سفري اللعين..واراهم في بلادي بهمومهم التي لا أحس بها إطلاقا..كأني روبوت مصنوع في اليابان... ********. جاءني صوت زين العابدين السوداني من الجهات الأربعة وأنا في تحليقي الشفيف والرائع "يا خالد هل أعجبك سفر الخروج من الجحيم؟!".. ردت روحي المتجردة"نعم إني اليوم في غاية السعادة... إذا نزل الروح الأمين على قلبي **** تضعضع تركيبي وحن إلى الغيب فأودعني منه علوما تقدست***** عن الحدس والتخمين والظن المريب ففصلت الإنسان نوعين إذ رأت ***** يقوم به الصفو والتنزيه مع الشوب فنوع يرى الأرزاق من صاحب الغيب**** ونوع يرى الأرزاق من صاحب الجيب فيعبد هذا النوع أسباب ربه ****** ويعبد هذا خالق المنع والسيب فهذا مع العقل المقدس وصفه ***** وهذا مع النفس الإنسان رخيصة بالعيب - ولكن اخبرني كيف تعرف أمي وتعرفك؟".. جاءني صوته الهامس - اعرفها من عالم الذر عند مقام.. الست بربكم ؟! كما ترى "..أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".. أضحى الكرسي خاليا تماما تحتي... إلا بقايا من نطفة من ماء مهين انزلقت من الكرسي وانداحت في التراب..
***********
في صباح اليوم التالي..كان كل شيء قد انتهى ولم يعرف احد في المدينة أو في البنك أو في الحارة أو في البيت أو الجار الفنان التشكيلي .. أين مضى خالد؟!! ......
| |
|
|
|
|
|
|
|