|
Re: الحاملون للسلاح هم البديل للمرحلة القادم� (Re: اسماعيل عبد الله محمد)
|
عنق الزجاجة الذي وصل اليه حال نظام الانقاذ سيزداد اختناقاً ,, وبرغم الاصوات التي تظهر هنا و هناك محذرة من عواقب الانهيار المفاجيء ,, و الخوف من وصول الجيوش المتمردة الى سدة السلطة ,, برأيي هذا التخوف غير مبرر لان هؤلاء الثوار هم ابناء هذا الوطن المشحون بالمآسي ,, منذ اول يوم سطت فيه الجبهة الاسلامية القومية على السلطة في ليل بهيم من ليالي شهر يونيو من العام 1989 ميلادية ,, ذاق هؤلاء الجنود وذويهم الامرين جراء سياسات هذا النظام الاقصائي ,,
احد زملاء المنبر ذو الخلفية الاسلامية الاقرب الى السلفية يفتح بوست بعنوان: لماذا لا يرغب الشعب السوداني في اسقاط النظام ؟؟؟
وكأنه قد استفتى الشعب السوداني من بورتسوادن الى الجنينة ومن حلفا الى كادوقلي حول رغبته او عدم رغبته في اسقاط النظام ,, ان جبهة السودان الداخلية منقسمة و مضعضعة و ليست كل مكونات الشعب السوداني على قلب رجل واحد ,,, فرغبة اهل هامش السودان العريض مع تغيير النظام اليوم وليس غداً ,, فهم اصحاب الوجعة الحقيقية لان النظام قتلهم وشردهم ما يزال يمارس معهم القمع الممنهج ,, اما سكان العاصمة التي تمركز فيها ما يفوق العشرة مليون نسمة اغلبهم قدموا من هذا الهامش المثقل بالجراحات ,, هؤلاء السكان العاصميون فيهم قلة قليلة والى وقت قريب لم تكن ترغب في تغيير النظام ,, وذلك لتحقق قدر مريح بالنسبة لهم من مستوى الحياة المعيشية ,, اما اليوم فهذه القلة القليلة قد استشعرت الخطر المداهم لها في خبز العيش و هنا لن يجدوا نفسهم الا في مواجهة مجبرين عليها مع النظام ,, فالانهيار حاصل حاصل ,, الدولة بدون مال ,,, و المجاعة على الابواب ,, و السقوط على الابواب ,, واكثر ما يضع النظام في حافة الانزلاق نحو هاوية النهاية و الختام هو حالة العزلة الاقليمية التي يعاني منها ,, اي نظام حكم في السودان سوف يحكم عليه بالاعدام اذا استعدى دولتين مثل مصر و السعودية ,, و ارتريا في الطريق !!!! هل تحالف النظام مع النظامين التشادي و الاثيوبي يمهد له مخرجاً من ازمته الاقتصادية و السياسية الطاحنة ؟؟؟ لا اظن ذلك ,, لان تأثير الجيران الآخرين هو الاكبر في الخارطة الجيوسياسية ,,, سوف تشهد ايام وشهور العام 2018 اقصى حالات الضعف التي سوف تمر على نظام البشير ,,, و سوف يكون سقوط الانقاذ مدهشاً للشارع الداخلي و الخارجي ,,
لماذا نعول على جيوش الحركة الشعبية و حركتا العدل و التحرير و مجلس الصحوة ؟؟؟ هذه الجيوش قد تمرست في الميادين و تدربت و لها خبرة كبيرة بجغرافيا السودان ,,, كما لها جاهزية ان تكون في تخوم العاصمة المثلثة في غضون اربعة وعشرين ساعة اذا دعا داعي الوطن ,, هذه القوات ايضاً تتمتع بحس اخلاقي عالي جداً تجاه قضايا الوطن و المواطن ,,, وبها جامعيين و حملة مؤهلات اكاديمية عليا و ليس كما يصورها الانتهازيون و الداعمون لنظام الانقاذ ,, فهذه الجيوش بها كوادر في الجانب القانوني و بها ناشطون يؤمنون بقداسة حق الانسان في الحياة ,,,
بعد الانهيار لا يوجد غير هذه الجيوش لبسط الامن و الاستقرار في ربوع البلاد ,,, فهي الوحيدة المؤهلة اخلاقياً لتولي امور التامين و الانتشار في المدن السودانية و التضامن مع المواطن المغلوب على امره ,, كما حدث ابان دخول قوات حركة العدل و المساواة الى امدرمان في عملية الذراع الطويل في مايو من العام 2008 ميلادية ,,
فاليطمئن الشعب السوداني من حسن المآل بعد انهيار نظام تجار الدين ,, فان ابنائه في الضفة الاخرى لن يفرطوا في امنه وسلامته ,,, بل سيكونون خير مجير له في وقت الحارة ,,,
|
|
|
|
|
|