من اخر الاشياء التى اودعها الشاعر/ الروائى/ المسرحى فضيلى جماع ذاكره وطنه قبيل خروجه الى ارض الله الواسعه ول تسعين القرن الماضى مخطوطه كتابه " قراءه فى الادب السودانى الحديث " على منضده دار جامعه الخرطوم للنشر تحديدا عند الاستاذ المهذب البشير سهل جمعه كى يتم طبعه دون ان يحدد فضيلى سعرا معينا او مبلغا يتقاضاه وكنت تلك الفتره كثير الصله والحركه والتجوال مع الشاعر استاذى فضيلى جماع ابن قريتى ومن ساهم بصوره كبيرة جدا فى تثقيفى ورفد ذاكرتى عليه بعد وداع فضيلى بالمطار وكنا قله فى وداعه عند السفر اوكل لى فضيلى شرف متابعه مراحل طباعه هذا الكتاب بدار النشر وبعد عده زيارات للاستاذ بشير سهل اوضح لى بصراحته صعوبه يسر طباعه الكتاب لاسباب عديده بعضها مضحك كايقاف طباعه الكتب الثقافيه بقرار من جهه ما لاجل طباعه الكتب المدرسيه بمطبعه الجامعه فنقلت ذلك الى هاتفيا بمسقط فطلب منى اخذ النسخه المودعه من دار النشر جامعه الخرطم وتدارس امر سفرى للقاهره على نفقته لطباعته هناك او ارسالها اليه بمسقط فركنا للقرار الاخير الذى تزامن مع اندلاع حرب تحرير الكويت من غزو صدام وتوقف السفريات المباشرة بين الخرطوم ومسقط تحديدا سوى عبر سفريات محدده تتم عبر دبى فطلب فضيلى ارسال النسخه عبر عنوان طبيب صيدلى " قبطى سودانى " هو عادل عيدو جورج يملك اجزخانه النيل بدبى " تربطه وعائلته صله قديمه جدا بفضيلى جماع منذ ايام المجلد والابيض فى عهود جميله انصرمت الان فقمت بارسال الكتاب عبر البريد المستعجل " فضيلى تكفل بارسال شيك لى صرفته من بنك الخرطوم واستمتعت بفائض ما تبقى منه حيث كنت عاطلا وقتها عن العمل " المهم ارسال الكتاب بتلك الطريقه كان مغامره ان تسبب خطأ ما فى سقوط الطاتره او اهمال البريد خصوصا وسماء الخليج يومها ملغمه بالحرب مثلما حدث لديوان عبد الحى ببيروت اثناء الحرب الاهليه اللبنانيه واحتراقه " وجهان فى مفازه الفردوس" لكن سلم الله ووصل الكتاب وكان من المنتظر طباعته بدوله بشرق اسيا لرخص التكلفه لكن فضيلى حسم الامر وقام بطبعه بدار صحيفه عمان بمسقط طباعه جميله جدا " توجد صوره شخصيه لفضيلى مع العمال الذين قاموا بطبع الكتاب " فارسل لى فضيلى عده نسخ بالبريد المستعجل عليها توقيعه الخاص للاساتذه عبد الله الطيب وقد زرته بكرمته المزدانه ببرى ذات اصيل بعيد وحسوت بداره شايا مذاقه لازال بفمى وحدقت مليا فى اسفاره بصاله داره تلك ونسخه لعلى المك حيث وجدته امام قسم الترجمه يهم بركوب سيارته فرافقته وكان مسجل العربه يشغل الكنار عثمان الشفيع تحديدا غنيه " الشاغل الافكار " وما اجمل سماع الشفيع فى حضره على المك وكذلك نسخه لشقيقه على جماع بالخرطوم وقتها ونسخه لى ولعل نسخه كذلك لاستاذه القديم تجانى الجزولى بشعبه الروسى ... كتاب فضيلى جماع لم يقرأ جيدا بعد لكن اذكر اشاره من الروائى السورى حنا مينا اليه فى رساله خاصه لفضيلى جماع ولعله توفر على نسخه منه كذلك قام كاتب فلسطينى بلندن بتقديم عرضا للكتاب بمجله الوسط اللندنيه صيف 1996 احاول البحث عنه فى اضابيرى لنشره كذلك من الذين اهتموا به كثيرا الدكتور الشاعر تاج السر الحسن عبر مقال طويل وممتع عن فضيلى جماع سوف انشره فى هذا البوست . أخيرا وللتاريخ قام فضيلى جماع بتوزيع اكثر من نصف كتابه هذا مجانا دون اى مقابل مادى لاصدقائه وزواره وكل من يلتقيه واشهد على ذلك ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة