لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2016, 01:55 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! (Re: آدم صيام)






    إن الصيام يمتاز بكونه عبادة ذات قيمة دينية من الأصالة بمكان لتقوم بمراقبتها النفس التي تؤديها. ففي آخر شهر الصيام يشعر المرء بمقدار ما بلغ من ثوابه. وقد أكدت على قيمة الصيام التعبدية العالية تعاليم الإسلام والديانات السماوية السالفة كما أكدت عليها الفلسفات الإنسانية الكبرى التي تحوّلت إلى أديان أرضية مثل الكنفوشية والبوذية والطاوية فمثلاً، يقوم رجل الدين البوذي (مونك) بصيام راتب يبدأ بأن يحصي عدد حبوب الأرز التي يتناولها في اليوم الواحد ويشرع في نقصها في كل يوم بحبة أرز واحدة حتى تنتهي الحصة، فقد يصوم أيامًا بل وشهورًا على حبيبات لا تغني من المسغبة شيئًا. وقد أكد الفاتيكان في دعوة إيمانية أخوية صادقة على أصالة قيمة رمضان بدعوة المسيحيين لتهنئة إخوانهم المسلمين بانتهاء الصيام (سكرتارية الفاتيكان دعت المسيحيين منذ 1967م لتقديم تهانيهم إلى المسلمين بمناسبة عيد الفطر (انتهاء شهر الصوم) فهو يمثل (قيمة دينية أصيلة))

    راجع د. موريس بوكاي (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم).



    إن عربة مبدأ اللذة تجرها خيول الهو (Id)


    وإن اللذة مقابلها الألم


    وإن الصيام يقع ضمن مبدأ الألم من خلال الحرمان الذاتي، ولكنه يوطن لمبدأ اللذة في مستوها الأدنى والأسمى طرًّا!


    في هذا العصر الذي تم فيه توسيع وتأصيل مبدأ اللذة (Pleasure principle ) بكامل صنوفه وألوانه وفي كل اتجاهاته، وبصورة متقدمة ومحشودة لم يتخيل المؤسسون الأوائل من لدن الإسبارطيين الذين جعلوه منهج حياة وحتى سيغموند فرويد الذي قعد له نظريته (مبدأ ما فوق اللذة)، وفي هذا الزمن الذي أصبحت غريزة الإشباع لا منتهية (Infinity) لما وفرته لها الطفرة العصرية من تطورات في توظيف الآلة فشارك الإنسان الجن في التمتع بخوارق الفضاء من اتصال بلا محسوس ورؤية بلا حقيقة واقعية وسمع تجاوز الزمكان، كل ذلك بغاية السرعة وبكامل الحضور، كما وأن انتشار مبادئ وقوانين أممية تجنح لتحرير فضاء اللذة الحر والمفتوح بلا قيود أخلاقية ولا ضوابط دينية ولا أعراف اجتماعية، كل هذه أفضت إلى تحكم عصر اللذة لعوامل الوفرة.
    في هذا العصر الذي انحسر فيه مبدأ الألم بتمدد مبدأ اللذة الآنف ، وفي هذا العصر الشره اللذائذي الرغائبي المكتنز،
    أن يكف المرء عن الشرب فيعطش لدرجة أن يجف حلقه،
    وعن الأكل فيجوع لدرجة أن تنطوي معدته،
    وعن شهوة الفرج، فيكبح الرغبة الجنسية بتلافي أعراضها والاحتماء بصومعته داخل جدران نفسه ،
    وعن شهوة الكيف، من الكف عن المكيفات و المسكرات وإن كان في الأصل مدمنًا،

    والتوقف عن نزعات: اللغو والكذب والفحش والكيد والمكر والخبث والفسوق وغالب الصفات الإنسانية السالبة وإن كانت تجري في دمائه إبان الفطر.
    كل ذلك بنية إيمانية صادقة واحتساب الأجر من خالقه.
    لأن يلبي المرء أمر خالقه (غير المرئي) ((لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)) بالقيام بفريضة الصيام حرمانًا مع كل هذه الوفرة لمدة شهر كامل ومتواصل إلا لذوي الأعذار،

    في مثل هذا العصر، فإن تطبيق الصيام له قيم ثوابية مضاعفة.


    بما أن الصيام يقع ضمن تخوم غرزة الألم
    علمًا أن غرزة اللذة تؤول طبيعيًّا إلى غرزة الموت أي تنتهي إلى ألم ويزعم كثيرون من المؤمنين بمبدأ اللذة أن الموت هو النهاية الهادئة لهم بعد أن عبّوا من اللذة منذ بدايات حياتهم وإلى منتهاها.
    أما في سيرورة الصيام فإنه يبدأ بعكس ما يبدأ به مبدأ اللذة، فيبدأ بغرزة الألم وينتهي إلى غرزة اللذة.

    المحصلتان كالتالي:-
    اللذة------------------------ الموت
    الصيام (الألم) --------------- اللذة


    ما هذه اللذائذ التي يؤل إليها الصائم؟

    عند الامتثال لأوامر خالقه بالطاعة يحصل الصائم على الشعور بالرضا ويرجو لذة دخول الجنة.

    عند اجتياز اختبار قوة الإرادة والتحمّل يحصل الصائم على فضيلة الصبر والتحمل وتوفر الثقة بالنفس والتجربة.

    صعود القيم الإنسانية الفاضلة وهبوط القيم الإنسانية الطالحة،
    فعندما يشعر الإنسان بضعفه يتأنسن ويتواضع فترق سريرته وتصفو نفسه فيثمّن قيم الإيثار والكرم والعطاء والتضحية والتواضع ونحوها. لوحظ أن الصائمين في رمضان أكثر كرمًا من بقية شهور السنة الأخرى!
    بينا الإنسان الممتلئ قوة بسبب شره الأطعمة والشراب تعتوره صفات الأبلسة مثل: الكِبر فيعتقد لسهولة حصول على غذائه أن ذلك ما مرده إلى لعبقريته الفريدة فيتفرعن ويتجبّر ويمارس القوة والبطش وعدم الرحمة والنهم والشره والأنانية ونحوها ، ومن هنا تصبح ممارسات الظلم والتعالي والأبلسة بكامل صورها أقرب إلى هذا النوع الممتلئ من البشر.

    اللذة البدنية، الصيام رياضة بدنية كذلك فيه تُطرح الشحوم والكلسترول والأملاح والسكريات الزائدة والسموم، ويقل وزن الإنسان وتصح معدته ويصبح جميل المظهر خفيف الجرم.

    اللذة الحسية، في الصيام يدرك الصائم طعم ومذاق الأطباق المفقودة فتراه يجد الخطى في تحضير ما لذ وطاب من الأطعمة لدرجة أن شهر رمضان أصبح شهر الابتكارات الطبخية بين الأمم الصائمة وحصره الكثير في أطباقه الفريدة والمتنوعة.

    يتبـــع،،،

    الصيام فيه تأكيد على سمو الروح على الجسد، فمن خلال إنهاك الجسد يتم ترويض الروح، إنه لانحياز سامٍ للأسمى.


    الصيام فيه كسر للروتين والتمرد على النمطي وحث على التغيير، وكثيرًا ما أورد القرآن الكريم عبارة: (... ألفينا عليه آباءنا) كمثال على الاتباع الأعمى، الصيام فهو تغيير العادات والسلوكيات السيئة الى عادات وسلوكيات حسنة.

    الصيام فيه استراحة للمعدة. والاستراحة عادة ما يعقبها نشاط أوفر.


    الصيام فيه انصراف من المادي إلى الروحي، بأن يسفّه القيم المادية ويُعلي من شأن القيم الروحية.

    الصيام هو كورس سنوي تدريبي للتنمية الذاتية، (لأنه تطبيق عملي على مكارم الأخلاق، ونافذة لمعالجة رذائل النفوس).


    الصيام فيه تقوية لجهاز الرقابة الذاتي، فمن راقب ذاته عدل عن ظلم المظلومين من قِبَله ووفّر للمحاكم وللدولة جهدا، بل وأعاد ثقته المفقودة مع من ظلمه، ووقف مع المظلومين جيفارًا إحقاقا للحق. ومن راقب نفسه حافظ على البيئة بلا شك وعِلم البيئة الحديث نشأ على مبدأ تحكم الفرد عامةً في عدم الإسراف وإيثار الثروات القومية الباقية للأجيال القادمة.


    الصيام فيه ترويض لمداواة الألم (التصبّر فالصبر)،
    ورد في كتاب (تري بيتاكا) لبــوذا قبل أكثر من ألفين وخمسمائة عام أن الهدف الأساسي من رسالته هو القضاء على الألم:
    ألم الولادة، ألم المرض، ألم التخمة، الألم من ظلم الأقارب، الألم من الملل والروتين، إذ كل إنسانٍ يتألم بشكلٍ مـــا.

    إذن الألم هو الذي دفع بوذا ليأتي برسالته للقضاء عليه ببلوغ درجة النرفانا (نرفانا تعني: موت الشهوة أو خمود الشهوات) لذا يروّض البوذيون أنفسهم لبلوغ النرفانا وهي مرحلة التصالح مع الألم، لأن الألم هو التحدي العام لكل بني البشر.
    وروي عنه قول: (الحياة ألم، والألم كالنار التي تلتهب في الحطب، أطفئوها، وتخلصوا منها، أعدموا الألم، فتكسبوا الخلاص) .

    (لا يأكل الرهبان أكثر من مرة واحدة في اليوم، ولا يجوز لهم الأكل ليلاً، كما ولا يجوز لهم الأكل بتلذذ، والتشهي، ...) .

    (أيها الرهبان كلوا من الطعام كما يأكل الوالد لحم ولده الميت في حالة الاضطرار حفظًا لحياته).

    ومن مبادئ البوذية ليس الصيام فحسب بل الصوم عن الكلام على غرار صوم مريم العذراء (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ).



    ملاحظة: إن يكن في هذا الخيط تم الترخّص في ذكر صيام البوذيين كمقارنة، إنما للتدليل على أن للصيام فوائد عظيمة التمستها الإنسانية منذ القدم، إلا أن الاختلاف هو في أن الرهبان البوذيين امتثلوا مقاصد الصيام الحقيقية دون وحي ، بينما الكثير من المسلمين يقومون بالصيام الصوري بأن يستغلوا مقاصد هذا الشهر مقلوبًا:
    فبدلا من التمتع بالإحساس بالجوع لبلوغ منافعه تجد استهلاك الطعام في شهر رمضان قد تضاعف واستهلاك الكهرباء قد تفاقم واستهلاك المياه بلغ التبذير وحتى مخلفات الطعام تعاظمت كالأهرامات.
    ومع التزام الغالبية المسلمة بالصيام تجد التخمة وداء السمنة اكتسح واستوطن العديد من الدول الإسلامية الغنية وأدواء المعدة والإفراط في الطعام أكثر انتشارا .
    ومع تكرار الصيام سنويا فقد غفل الناس فضائل و فلسفة والحكمة من صيامه، فالظلم والحيف والكذب والنفاق والقتل والسحل مستمر في شهر رمضان وكأن لم يمر عليهم شهر الفضائل ليذكرهم بالمقاصد الرمضانية السامية ويذكرني.

    وهذا هو الفرق بين من يصوم تقليدًا ممن يصوم تطبيقًا.

    المصدر: البوذيـــة، تاريخها، عقائدها وعلاقة الصوفية بها وأثرها في الأديان لعبد الله نمسوك


                  

العنوان الكاتب Date
لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 05:03 AM
  Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 05:26 AM
    Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! سيف النصر محي الدين06-22-16, 06:02 AM
      Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 06:10 AM
        Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 06:24 AM
          Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 07:13 AM
            Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 07:17 AM
              Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-22-16, 08:29 AM
                Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! Mohamed E. Seliaman06-22-16, 12:07 PM
                  Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-23-16, 03:14 AM
                    Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-23-16, 05:06 AM
                      Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-23-16, 07:58 AM
                        Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! احمد الشيخ06-23-16, 08:14 AM
                          Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! MOHAMMED ELSHEIKH06-23-16, 08:44 AM
                            Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-23-16, 01:48 PM
                              Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-23-16, 01:49 PM
                                Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-23-16, 01:55 PM
  Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! sadig mirghani06-23-16, 02:53 PM
    Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-24-16, 05:18 AM
      Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-24-16, 07:42 AM
        Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! Abdlaziz Eisa06-24-16, 08:19 AM
          Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-25-16, 03:55 AM
            Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-25-16, 07:31 AM
              Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-25-16, 03:39 PM
                Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-26-16, 04:32 AM
                  Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-26-16, 10:59 AM
                    Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-27-16, 03:59 PM
                      Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام06-29-16, 01:50 PM
                        Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! احمد الشيخ06-29-16, 01:58 PM
                          Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام07-01-16, 09:17 AM
                            Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام07-03-16, 09:48 AM
                              Re: لو لم يكُ من الفرائض إلا رمضان! آدم صيام07-06-16, 09:35 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de