حدث ذلك في شمال الوادي حيث المحروسة،
أما سفينة "المشروع الحضاري" في جنوب الوادي
فيقال أنه بعد أن أدرك شهرزادها الصباح، وبعد أن عمت نعمائها المُدن والبِطاح
وبعد أن كال الرماد كل أعداء المشروع من السودانيين الجاحدين
ممن وقفوا عائقاً أمام قاطرة المشروع المنطلقة لدهس أمريكا (التي قد دنا عذابها) ، وكان حلالاً على القاطرة من أجل بلوغ "رسالتها الحضارية" أن تدهس الجميع ولم توفر (محمد أحمد) من (حمّاد)
قيل أن (د. حسن الترابي) وبعد أكثر من نصف قرن من غمس أصابعه و أياديه "المباركة" في مياه السياسة السودانية، وقبل بضعة أيام من شهقته الأخيرة شعر هو الآخر بالصدمة..
وتلا على أسماع بعض مريديه "تغريدة البجعة الأخيرة" متضمنة وصيته الحزينة
التي حذَّر فيها من إمكانية تفكك ما تبقى من سُلطة "دولة المشروع الحضاري"
ومخوِّفاً من ذوبان الدولة وتفككها تحت وهج الحقيقة وشمسها الساطعة.