تم التطرق عرضاً إلى شخصية الراحل (محمد حسنين هيكل) الذي كنا نظنه وقتها ما يزال في عنفوان صحته.
فنأمل أن تكون "عيننا باردة" على (الدكتور منصور خالد) غطاه الله بأثواب العافية ومتعه بطول العُمر.
ودعونا نتشارك لعقد مقارنة بين العملاق، بمقاييس الجغرافية السودانية، (د. منصور خالد) والعملاق ،بمعايير العالم العربي/الإسلامي والعالمي، (حسنين هيكل) رحمه الله.
فالمشتركات بين الشخصيتين عظيمة و عديدة وأكثر من أن يحصيها شخص متواضع الإمكانات مثلي. لذا فأتطلع وأتوقع مشاركات الزميلات/الزملاء خصوصاً وأن كتابات هيكل ومنصور ومواقفهما السياسية كان لها التأثير الطاغي على العشرات من أعضاء المنبر، ومن مختلف الأجيال.
في انتظاركم .. وايدكم معانا ... .. .
02-21-2016, 04:33 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24991
سلامات الصادق غايتو اجمل ما في الاتنين ديل مهما اختلفنا حولهم انهم رفدونا بكتب عظيمة كانوا من افضل الشهود على عصرهم الله يرحم هيكل ويمتع منصورنا بالصحة والعافية
واحد هيكل صحفي و محلل سياسي بارع منذ 1974م قبلها كان جزءا من النظام السياسي الناصري و ناطقا و ربما مستشارا لعبد الناصر منصور: سياسي له رائه و توجهاته مايويا حتى 78 ثم معارضا لمايو حتى 85 ثم احد اركان الحركة الشعبية حتى اتفاق نيفاشا و الان يبدو مستقلا
ثانيا: التاهيل الاكاديمي هيكل عصامي نال كورسات و يبدو انه استفاد جيدا منها بعد الثانوية و جود لغته الانجليزية بحيث صار يكتب بها في الصحف الانجليزية منصور وصل اعلى السقف في التاهيل العلمى و من جامعات مرموقة
ثالثا كلاهما وصل لمنصب الوزارة هيكل لمدة سنة في اواخر العهد الناصري و منصور منذ 69 و حتى 78
التوجه السياسي كلاهما يمكن القول بعدائهما لليسار كلاهما قريبان من الغرب (حتى في عهد ناصر كان هيكل يدعو لتحييد امريكا و هذا عمليا يعني تحسين العلاقات معها و ايجاد مصالح مشتركة)
كلاهما عمرا طويلا (منصور مولود في 1930م و هيكل في 1923م) كلاهما يمتازا بالذكاء الشديد و المقدرة على التنبؤ بمالات المستقبل و ان كان هيكل يفوق منصور هنا
النشاءة هيكل ابن قرية و من اسرة متواضعة و لهذا يرى بعض خصومه ان الحياة الارستقراطية التي يحرص عليها منذ شبابه ربما كانت تعويضا لنشاءته الفقيرة منصور (ود المدينة) و من اسرة من العلماء المرموقين في حي ابوروف في ام درمان فهو ارستقراطي (بالسليقة). خائلة فيهو
مالات مشاريعهما الكبرى هيكل اصيب مشروع هيكل الاكبر مع ناصر بالهزيمة الماحقة بعد يونيو. حاول بعدها الاقتراب من السادات الا ان العناصر اليمينية التي التفت حول السادات لم تقبل به لعدم ثقتها به كاحد (ربايب) العهد الناصري و ل (عجرفته) و ربما غروره. بعدها (منذ 1974م) تفرغ هيكل لعمله الصحافي و ابدع فيه و هذا ما سوف يخلد به. فهيكل يعد من ابرز كتاب العالم الصحافيين و تتسابق كبريات صحف العالم لنشر كتاباته و تحليلاته و تنشر كتبه الاف النسخ و تطبع عديد الطبعات منصور خالد اصيب مشروعه المايوي بالفشل قبل سقوط النميري بسبع سنوات و لا يبق من فترته الا نجاحات في وزارة الخارجية ربما تجاوزها الزمن و مناكفاته مع بعض المايويين مثل عمر الحاج موسى و بعض اهل اليسار ممن التحقوا بسفينة مايو. كما اصيب مشروعه مع الحركة الشعبية بالفشل بعد الانفصال. و لا اظن ان الزمن سوف يمهله و هو في السادسة و الثمانين لبدايات جديدة
اجمالا كلاهما هيكل و منصور كانوا رجالا (مو) هينين تب و في مقدمة رجال عصرهم و من مجودي ما يصنعون
الا ان هذا يجب الا يعصمهم من اضواء النقد و الا يصل الافتتان و الاعجاب بهم حدودا تعمينا عما قصروا فيه او تقمط افضال معاصريهم فهيكل لم يتوانى عن بيع رفاق و تلاميذ عبد الناصر لصالح السادات من اجل عيون السلطة في ما عرف ب (ثورة) 15 مايو و مؤامرة مراكز القوى في مايو 71 عقب مقتل السادات و منصور عميت عيونه عن رؤية دكتاتورية و جرائم النظام المايوي ضد معارضيه طيلة فترة مشاركته فيها كما كان من (ترزية) قوانين و دساتير نميري التي كرسته دكتاتورا طاغية. و قد افاض منصور في كتبه في وصف ما جرى دون ان يقر صراحة بندمه
هم بشر و يعتريهم ما يعتري بقية الناس من اطماع و شح نفوس
02-22-2016, 07:30 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
Quote: غايتو اجمل ما في الاتنين ديل مهما اختلفنا حولهم انهم رفدونا بكتب عظيمة كانوا من افضل الشهود على عصرهم الله يرحم هيكل ويمتع منصورنا بالصحة والعافية
أهلاً بحامل المِسك عزيزنا (حيدر حسن ميرغني) وامتناني لكم أخي حيدر وأنت تبتدر المداخلات وتفتح الباب للمزيد من المساهمات.
وكما ذكرتم فإن هيكل ومنصور كان كل منهما كريماً ثر العطاء لم ينقطع مداد قلمه على مر العقود الماضية. وقد رفد أحدهما المكتبة العربية والعالمية، والآخر أرفف الكتب السودانية بأهم المؤلفات وأخطر الوثائق والمستندات.
فمن من أعضاء المنبر لم يقرأ لمنصور خالد؟ ومن منهم لم يسهر الليالي مع الضخم هيكل، ومن منا لم تتأثر ذائقته وهو يقلب صفحات مؤلفاتهما الضخمة، ويسافر بصحبتهما مستمتعاً في دهاليز السياسة وأحابيل صناع القرار شرقاً وغرباً؟
وحسناً أن الأستاذ الدكتور عوض محمد أحمد حدد للنقاش محاور ارتكاز ننطلق منها وزوايا نظر جديدة يمكن الإطلال من خلالها ومحاولة الاقتراب أكثر لرصد نقاط الالتقاء والاختلاف بين هاتين الشخصتين الإشكاليتين.
فهاتوا لنا من بيت الكلاوي فلا بد أن من بين أعضاء منبرنا العشرات ممن قرأوا هيكل وغالبيتنا قرأوا لمنصور أو عن منصور، وهناك من عمل معه، ومن التصق به عن قرب. ... .. .
02-22-2016, 09:16 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
وكيف لا يكون هيكل ومنصور من أفضل الشهود على "العصر" وعلى التاريخ إن لم يكونوا هم التاريخ يمشي على قدمين. فلك يا حيدر أن تتخيل نفسك وزيراً كمنصور يعمل تحت إمرتك في السِلكين الإداري والدبلوماسي نجوم سودانية بسطوع: * محمد المهدي المجذوب * فرانسيس دينق * سيد أحمد الحردلو * صلاح أحمد إبراهيم * محمد المكي إبراهيم وغيرهم من النجوم.
وكيف لا يكون الفرعون حسنين هيكل هو التاريخ، إن كان يعمل تحت دِكته في مؤسسة الأهرام ويدين له بفروض الطاعة أمثال هؤلاء العمالقة: - توفيق الحكيم - نجيب محفوظ - يوسف إدريس - لويس عوض - عبدالرحمن الشرقاوي
فمثلما كان منصور يستمد جزءاً من بريقه من هؤلاء النجوم ،، إضافة إلى سيف النميري وذهبه وما أتاحه نظام النميري من سفرات وجولات ومستندات. فإن هيكل، سبق منصور في الاستفادة من سلطة عبد الناصر، ومن أرشيف عبدالناصر، فأصبح أعلى قامة و أكثر وهجاً وأقوى إشعاعاً وشهادته أكثر رسوخاً من جميع نجومه المرؤسين.
... .. .
02-22-2016, 06:44 PM
Elmoiz Abunura Elmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008
شكراً دكتور عوض محمد أحمد.. وقد حفزتني شهادتكم التي تقول فيها أن:
Quote: منصور عميت عيونه عن رؤية دكتاتورية و جرائم النظام المايوي ضد معارضيه طيلة فترة مشاركته فيها كما كان من (ترزية) قوانين و دساتير نميري التي كرسته دكتاتورا طاغية. و قد افاض منصور في كتبه في وصف ما جرى دون ان يقر صراحة بندمه
أن أضرب بعرض الحائط التسلسل و الترتيب الذي كنت قد أعددته مسبقاً لاستعراض نقاط المقارنة التي كنت أنتوي عرضها .. وأن أقفز متجاوزاً كل ذلك لأبصم بأصابعي العشرة موافقاً و مؤمِّناً على ما قلتموه بشأن منصور.. ففي كتابه: (السودان قصة دولتين) قال د. منصور خالد، ومعه الحق، عن د. حسن الترابي ما لم يقله مالك في الخمر. وقال عن الصادق المهدي نصاً: (انه تهافت للصلح مع نظام الرئيس البشير، وأن الصادق ضحى بكل حلفائه لأجل المصالحة التي لم تثمر شيئا) .. لكن د. منصور الذي كان من السهل عليه أن يرى اعوجاج رقبة غيره، كان من الصعب عليه إن لم يكن من المستحيل أن يلمح أي كعوجة في خطواته هو ناهيك أن يُقر بأخطائه أو يصرح بندمه.
منصور لا يرى نفسه ألا في صورة (دكتور جيكيل) ذلك المعطر الأنيق الطيب الرقيق المستقيم الخُطى، وهو يعمل جهده على إخفاء صورته الأخرى، صورة (مستر هايد) الذي عمل في السنوات الأخيرة مستشاراً للبشير خلال نفس الفترة التي أثمرت حنظلاً، واشتعل فيها حريق دارفور وتُوجت بانفصال الجنوب، بخلاف التاريخ الشخصي العريق للشاب منصور في خدمة الجنرالات منذ البواكير الأولى لاستقلال السودان.
... .. .
02-23-2016, 09:55 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
نعود لحسنين هيكل، ونقرأ في الأسفل مقاطع لـ (د. فؤاد زكريا) نقلها عنه السيناريست (بلال فضل):
Quote: حين يروي هيكل وقائع مجيء أنور السادات نائباً لعبد الناصر، يحرص على التأكيد أن اختيار السادات كان مجرد مصادفة وقعت في غفلة من الزمان، وأن سجل السادات كان حافلا بالشبهات، من دون أن يرى في ذلك أي تناقض مع ما سبق أن رواه في الكتاب نفسه عن كونه صاحب الدور الأكبر في تثبيت صاحب السجل الحافل بالشبهات على عرش مصر.
في حوار لهيكل يقول إنه “كان يعلم أسباب القصور في السادات، لكنه تصور أنه سوف يتطور، قبل أن يخيّب السادات ظنه”، وهو ما يعلق عليه الدكتور فؤاد زكريا في كتابه “كم عمر الغضب؟” قائلا بحدة: “ ما الذي أرغمك على هذا التصور، يا سيد هيكل، ألم يخطر ببالك أن الحكم والقوة ستزيد السادات فساداً”، مضيفا أن هيكل يهين عقل القارئ، حين يتصور أن القارئ سيتغافل عما سبق أن رواه له هيكل عن مؤازرته السادات، وأن القارئ لن يلتفت إلى أن هيكل يقدّم لوقائع حياة السادات وجهين: وجها ساطعا وبراقا في عامي 71/72 ووجهاً قاتماً تماما في عام 83 عندما أصدر كتاب “خريف الغضب”، والمؤسف الذي ربما أدركه فؤاد زكريا، مع مرور الوقت، أن رهان هيكل على ضعف ذاكرة القارئ كان صائباً، وأنه نجح في استغفال عموم القراء الذين صدّقوا أن غضبه على السادات كان أصيلاً وصادقاً، ولم يكن مرتبطاً بغرض ومصلحة.
فإن حذفنا في المقتبس في الأعلى أسم هيكل ووضعنا بدلاً عنه اسم منصور خالد ، وحذفنا اسم أنور السادات واستبدلناه بجعفر نميري، فلن نرى اختلافاً يذكر، بل سوف تظهر لنا بجلاء تناقضات منصور وهو يرسم صورة نميري الوسيمة الناصعة البياض ومنصور بجانبه، ثم صورة نميري التي تحولت إلى شائهة قبيحة كالها السواد والرماد فور أن قفز (حمّاد خالد) من سفينة نظام مايو أو اُجبر وأرغم على المغادرة .
... .. .
02-23-2016, 11:49 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
Quote: هيكل ابن قرية و من اسرة متواضعة و لهذا يرى بعض خصومه ان الحياة الارستقراطية التي يحرص عليها منذ شبابه ربما كانت تعويضا لنشاءته الفقيرة
لا أظن يا دكتور عوض أن هيكل نشأ فقيراً .. هيكل وُلد لأسرة ميسورة ولأب قروي نعم، ولكنه كان تاجراً للغلال. ولا أذكر أنني شاهدت صورة لحسنين هيكل بملابس أبناء القرى و الفلاحين، فهو دائماً ما يظهر متأنقاً بالزي الغربي الكامل برغم أنه يؤكد في كتاباته على انتمائه العربي. وهو – كما نعلم جميعاً - يكتب بلغة عربية سهلة وشاعرية ومحلقة بلا آفاق.
مِثله بالمقابل أظن أن العثور على عدة أرطال من لبن الطير أسهل من الحصول على صورة واحدة بالزي القومي السوداني لمنصور خالد. و قد نبشتُ دماغ السيد قوقل استحثه دون جدوى أن يبحث في ذاكرته لتزويدي بلقطة لمنصور خالد وهو يرتدي جلابية أو سروال ومركوب، أو عِمة بيضاء مكوية.
وبعكس كتابات "القروي الفلاح" هيكل المفتوحة كما حقول القمح، فإننا نلمس في كتابة "ابن المدينة" منصور ارستقراطية الصالونات وانغلاقها، والحرص على تقعيد اللغة وتعقيدها في بعض الأحيان، و الإيحاء بعروبية الكاتب وتبحره في علوم العربية التي يحرص أن يغوص ليستل منها مفردات تراثية بعضها ماتت واختفت آثارها حتى في زوايا قطيع جده (محمد عبد الماجد)، بل ربما لم يعد يتبقى منها إلا النذر اليسير عند (سيبوبيه) وغيره من العتيقين فقهاء التراث و حراس متاحف اللغة وسدنتها.
الاخ الصادق الفقر نسبي في حالة هيكل بالطبع لم يكن يعدم مصاريف الدراسة او الملابس المناسبة في نشاته الاولى لكن الحياة المترفة التي كان يحياها هيكل و فلته الفاخرة على نيل القاهرة مقارنة بحياته السابقة تغدو معها نشاته الاولى ضرب من الفقر على كل حال لا اظن انها نقطة جوهرية او فارقة: لكن مثل هذه الاشياء (الصغيرة) مهمة جدا عند اخواننا المصريين فيعاير الواحد فيهم خصمه بنشاته الريفية او الفلاحية و بنوع مدرسته او مهنة ابيه........الخ
02-25-2016, 08:23 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
نعم يا دكتور عوض، نفور منصور خالد من اليساريين لا يمكن للعين أن تخطئه برغم أن عناصر يسارية عديدة في السودان تهيم عشقاً في دباديب منصور. كما أن حسنين هيكل لا يحب الشيوعيين، لكن سحر هيكل الذي يأخذ الألباب تسري مفاعيله تقريباً في أوردة كل يساريي شمال الوادي. كراهية هيكل ومنصور لا تقتصر فقط على تنظيمات اليسار السوداني والمصري وأحزابه وتياراته المتباينة، فهما أيضاً يكرهان ويمقتان اليمين عموماً واليمين الديني خصوصاً.
وخلط الدين بالسياسية لا يجوز وخطر ومحظور بحسب رؤية هيكل ومنصور وإن سُمح لنا التلصص على خصوصياتهما فإننا نجد أن نظرة هيكل ومنصور للعقيدة الإسلامية متحررة إن لم نقل متحللة من كل الالتزامات ومن كل المعتقدات والمناسك والعبادات. فلا أظن أن هيكل الذي رافق عبد الناصر إلى مدينة جدة أكثر مرة فكّر أن يعرج إلى مكة ليحج البيت أو ليطوف ويأتي بحج أو عُمرة.
ولا أحسب أن منصور المتعدد الأسفار والرحلات، والذي امتطى كل ظهور الطائرات، فكر يوماً أن يهبط في عرفات أو يسعى بين الصفا والمروة والميقات، أو يرتدي مئزراً ويرمي الجمرات.
لعل الفارق الوحيد أن هيكل بمعينه اللغوي الذي لا ينضب، وبغنى قاموسه وثرائه نجده وحتى في كتاباته يستغني ما أمكن ويبتعد عن المفردات الدينية، ويتحاشى – بعكس منصور - الاستشهاد بالأحاديث النبوية أو التوقف عند النصوص القرأنية.
... .. .
02-25-2016, 08:29 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
Quote: خيط هام وفكرة المقارنة جيده مع اختلاف التأثير المحلى و العالمى لهيكل و منصور خالد اذا سمح الوقت لى ساشارك فى الخيط
شكرنا وامتناننا للعزيز ( معـز) على تشريف البوست وتقريظه. ونأمل أن تتمكن أخي أبو نورة من مغالبة وقتكم وأن نرى مساهماتكم هنا وأن نقرأ ما تسطرونه من أحرف عن أي من الشخصيتين اللتين ملأتا الدنيا وشغلتا الناس فكلاهما (هيكل ومنصور) انغمس في الشأن السياسي والشأن العام، وساهما بشكل أو آخر في تشكيل الواقع الذي نحياه في السودان وفي المنطقة عموماً.. وكلاهما ، وكما شهد الدكتور عوض: (كانوا رجالا مو هينين تب). ويقيني أن الكثيرين من أعضاء منبرنا يا أخي معز يترقبون بشغف لسماع شهاداتكم الهامة.
... .. .
02-25-2016, 10:51 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
معذرة لأن المداخلة السابقة جاطت وفشلت في تعديلها..
=
Quote: كلاهما قريبان من الغرب
هيكل ومنصور لاحقتهما الاتهامات يا دكتور ليس فقط بالاغتراب عن مجتمعاتهما والاقتراب الشديد من الغرب، وإنما وصل الأمر إلى حد الاتهام بالعمالة الصريحة لاستخبارات الغرب والتجسس لصالحه. نفى هيكل هذا الاتهام جملة وتفصيلاً ، ويبدو أنه خرج خروج الشعرة من العجين بعد أن ترافع عن نفسه أمام المحاكم المصرية في عهد السادات، بينما فشل رئيسه السابق (مصطفى أمين) في رد اعتباره أو تبرئة نفسه من إدانته بالتهمة الثابتة وهي التخابر مع أمريكا.. أما بشأن منصور فقد كان اتهامه بالعماله لأمريكا في غياب أي دليل واضح، لا يعدو أن يكون نوعاً من الحسد والقوالات والشمارات، إلى أن عُرض في هذا المنبر قبل سنوات قليلة، أن الدكتور عبد الله علي ابراهيم نجح في النفاذ إلى الأدراج السرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية الـ(CIA) ، حيث وقعت عينه على وثيقة (The Snitch) التي استلها من هناك، لتثبت بالدليل المادي القاطع أن "القوال" منصور خالد كان عميلاً لأمريكا منذ أيام دراسته الجامعية.
لاحظ انني كتبت (قريبان) من الغرب و لا استسيغ الاتهام بالعمالة او التجسس دون دليل او حكم محكمة كما حصل لمصطفى امين القرب من الغرب اقصد به الاعجاب بقيم الحياة الغربية او الامريكية مثل النزوع للليرالية و البراقماتية و نظام السوق الحر.........الخ
منصور خالد متمكن من اللغة العربية وأشتقاقات المفردات فله قدرة هائلة في التلاعب بالالفاظ لدرجة التطريب .. قبل ذلك عقدت مقارنة بينه وبين العقاد وقلت أن منصور يتفوق في ناحية السهل الممتنع ..لأن العقاد يستخدم اللغة الخاملة مثل شكسبير في الانجليزية ويرهق القارئ بين المتن والحاشية بحثا عن المعاني .
أما هيكل أعتقد من ناحية اللغة فهو يستخدم الاسلوب السهل غير معني بالنواحي الجمالية للغة .. المهم يوصل المعلومة .. بالنسبة لهيكل اللغة وعاء مثل الأوعية الدموية توصل أفكاره فقط بغض النظر عن جمالياتها .
02-28-2016, 10:44 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
معذرة يا دكتور عوض واسمح لي قبل العودة للرد على مداخلاتكم أن أرحب بشاعرنا الدرديري كباشي الذي يقول:
Quote: منصور خالد متمكن من اللغة العربية وأشتقاقات المفردات فله قدرة هائلة في التلاعب بالالفاظ لدرجة التطريب .. قبل ذلك عقدت مقارنة بينه وبين العقاد وقلت أن منصور يتفوق في ناحية السهل الممتنع ..لأن العقاد يستخدم اللغة الخاملة مثل شكسبير في الانجليزية ويرهق القارئ بين المتن والحاشية بحثا عن المعاني .
أما هيكل أعتقد من ناحية اللغة فهو يستخدم الاسلوب السهل غير معني بالنواحي الجمالية للغة .. المهم يوصل المعلومة .. بالنسبة لهيكل اللغة وعاء مثل الأوعية الدموية توصل أفكاره فقط بغض النظر عن جمالياتها
ذكرتني يا كباشي إشارتكم لأسلوبية هيكل بعبارة منسوبة لـ(نجيب محفوظ "صاحب نوبل") يقول فيها أنه : (لو كان هيكل روائياً لما أكلناش عيش في هذا البلد) وبالمثل أظن أنه لو قُدر لـ منصور خالد، صاحب القلم المطرز بالعاج و (الديباج والحُلي والحُلل) أن يكتب القصة والرواية لربما زاحم الراحل (الطيب صالح) في صفة أشهر الروائيين السودانيين، وفي لقب (عبقري الرواية العربية).
... .. .
02-28-2016, 10:53 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
حسنين هيكل يا درديري يكتب في السياسة بخيال روائي بديع، وهو خبير في إضافة البهار والشمار الحارق الذي يجعل شهيتك مفتوحة تنادي دائماً : هل من مزيد؟ هيكل غالباً ما ينجح في أن يستحث حواسك ويحبسك متسمراً لا تقوى على الفكاك من بين أقطاب مغناطيسه، مع براعة ملحوظة في خلط أجواء السياسية بالصحافة بالتأريخ بالغراميات وتصوير كل ذلك بقلم ساحر لا يتوقف ليرصد الأحداث فقط، وإنما يمضي ليصورها بعدسة بديعة تضاهي أمهر المخرجين السينمائيين.
هيكل صوّر غراميات الملكة فيكتوريا التي كتب لها قائدنا المهدوي (يونس الدكيم) (أجمل حروف وأصدق فواصل نادرة في لغة الكلام) والتي كانت – كما أخبرنا هيكل- غارقة وقتها لشوشتها في علاقة مع حارس الأسطبل الملكي من وراء ظهر الملك، وبالطبع من وراء ظهر أميرنا المشوكش السيء الحظ.
... .. .
02-28-2016, 10:55 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
نعم يا دريردي، أخبرنا هيكل أنه وفي نفس تلك الأيام التي قيل أن أميرنا اشتهى الملكة فكتوريا، و همّ أن يقفز فوق ظهر حصانه الأغر وينطلق عابراً تلال كرري، ومتجاوزاً الغفار والمحيطات والبحار ليصل إليها ومعه (أربعة قدور محلبية، وأربعة قدرو سُرتية) ويستعرض أمام تلك الملكة الشقراء "المبغبغة" جبروته وما يخبئه في جرابه من أسلحة. لم يكن لأميرنا العاشق الولهان المقيم في بقعة امدرمان علم بتلك العلاقة بين الملكة و حارس خيولها الذي كانت تستدعيه فيخلع ملابسه المخلوطة برائحة الروث و"صُنانة" الخيول، ليقفز معها إلى هذا السرير الذي تراه في الصورة، ويسهر معها الليل ويرمحان في الدُجى الساجي كما ترمح الخيل.
... .. .
02-28-2016, 12:37 PM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
منصور خالد لم يتطرق ،كما فعل هيكل، لمغامرات الملكتين فيكتوريا و فريدة، ولا لعبث زوجة النحاس باشا (السيدة زينب الوكيل) مع فؤاد سراج الدين، و لم ينصب كاميراته لمراقبة وترصد ما يدور خلف الستار للشابة الأمريكية (مونيكا لوينيسكي) وهي تدغدغ غُدد أقوى رئيس في العالم فتلوث سمعته بعدما أسالت لُعابه.
منصور يا درديري- الذي كان قريباً من رئيس السودان، ومرافقاً لنميري في أسفاره وإقاماته خارج السودان، والذي ربما انفرد بمعرفة أخبار نساء لم يحط بأمرهن سوى منصور لا هُدهد سليمان ولا إنس ولا جان.
برغم ذلك فإن منصور لم يخض في ذلك المسار الشائك الموحل، ربما باستثناء إشاراته العابرة لعلاقة آثمة للرئيس نميري مع إحدى الصحفيات اللبنانيات، إضافة إلى اقتران "الإمام مجدد القرن" بعلاقة فاضحة مع السيدة (ساندرا خاشقجي) التي لم يكن إمامنا يعصي لها أمراً، بعدما بايعها إمامنا على السمع والطاعة في المنشط والمكره.
والغريب يا درديري أن هيكل ومنصور كتبا عن سيرة كل الشخصيات الفاعلة في محيطهما لكن هيكل، الذي عاش قرناً من الزمان، زهد أن يكتب عن حياة (محمد حسنين هيكل) الشخصية وعن علاقاته الغرامية، بل لم يكلف نفسه أن يتفرغ يوماً واحداً للكتابة عن الفتاة التي أختارها زوجاً ورفيقة حياة و أماً للأبناء.
كما أن منصور الذي ما يزال قلمه سَنيناً وهو في العقد التاسع من السنين، لم يُتِح لقرائه حتى الآن إمكانية فك شيفرة حياته الخاصة، ليصطحبهم معه للولوج في دهاليز سيرته الذاتية the autobiography وإلقاء نظرة خاطفة على ماجرى أيام اليفاعة والصبا والشباب ومغامرات تلك السنوات العذبة لأشهر عازب في تاريخ السودان.
امتناني لتشريفكم وإطرائكم البوست أيها الشاعر الراقي الجميل درديري كباشي وشكراً لحروفكم الجميلة .. وليتك زودتنا برابط موضوع مقارناتكم بين العقاد ومنصور كما نأمل في تلقي المزيد من مداخلاتكم حول هيكل ومنصور. ... .. .
انتقل هيكل الي جوار ربه . نحن في السودان اصابنا هيكل وتعرض لنا بالاساءة . لقد قد قال ان السودان ما هو الا جغرافيا . بمعني انه ليس بدولة او كيان . ولهذا دخلت مصر حلايب وسفكت دم السودانيين. ولسوء الحظ ان حكومة الجبناء والمشوهين لاتستطيع الرد عليهم . ولكن سيأتي اليوم . هيكل انتهازي من الدرجة الاولي . ككثير من المصريين تطلعاته اوربية . مثل الصعيدي الذي يريد ان يخلع الزغبوط بسرعة ويلبس الكرفتة والبدلة ويصير اوربيا . وهيكل في امريكا واوربا ليس من البيض . ويفرق وينظر اليه ك ,, نيقر ,, بملامحة المصرية الواضحة . وفي جنوب افريقيا كان المصريون مصنفين بانهم من غير البيض لا يسمح لهم بدخول حمامات البيض والا وجدوا انفسهم في السجن . مركب النقص كان يدفع هيكل لان يذهب الي فستفال الموسيقي الكلاسيكية كل عام في فينا ليستمع لشوبان وبتهوفن واشتراوس الكبير والابن ... الخ حتي يحشر في زمرة الاوربيين ويريد ان ينسي ... الاغاني امثال ,,, العتبة قزاز السلم نايلو في نايلون. يدعي الاشتراكية ويعيش متنكرا لاصله المصري محاولا بدون نجاح ان يكون باشا او بارونا اوربيا, بعيش في ترف . جعل منه ناصر امبراطورا علي الاعلام . نعم لهيكل ملكات ومقدرة علي الكتابة وشخصية وكاريزما واتيحت له فرص لم تتاح للآخرين . ولي نعمته ومن خلقه هو الصحفي الكبير مصطفي امين يوسف الذي غدر به هيكل واتهم بالخيانة الوطنية وسجن وعذب بموافقة هيكل ومطالبته بتشديد العقوبة . انه ليس فريد عصرة . ولن يبلغ ابدا مستوي منصور خالد صاحب الذكاء والعقلية والذي يجيد العربية والانجليزية خيرا من هيكل . ولغة هيكل الانجليزية متوسطة لا تسمح له بكتابة الكتب بالانجليزية ، ولكن كان عنده جيش من الاتباع والمساعدين كتبوا له بالمرتب ولم يتطرق لهم ابدا بالشكر . كان مقاولا يأتي بمن يرمي الاساس ومن يركب الشبابيك ويصب الاعمدة والسقف ومن يقوم بالبياض والديكور والفرش . وتصدر الكتب تحمل اسم هيكل . ويهلل الاتباع ... مدد يا شيخ هيكل . وهو في النهاية كان مناصرا للدكتاتور ناصر الذي ارتكب كثير من الغلطات التي دفع ثمنها الشعب المصري والعرب . لقد كان يحلم بأن يبني هرما ككل الفراعنة . وبني السد العالي علي جماجم النوبيين بعد ان بلطج علي نظام عبود وبمساعدة القوميين العرب السودانيين . ولا يزال الشعب النوبي يعاني في السودان ومصر , وناصر من اضاع القدس وسيناء والجولان . بسبب سياسته الرعناء التي كان هيكل خلفها فلقد كان راسبوتين القيصر المصري . والسيادة علي سيناء الي اليوم ليست كاملة . ووافق هيكل الكاتب والصحفي بالتعذيب وسجن المصريين المعارضين وتصفية بعضهم خارج مصر بواسطة رجل الامن محمد التابعي وآخرين . ذهب هيكل وسيأتي هياكل كثر .البعض بدا في عمل المكياج اللازم للمهمة منهم هاني رسلان الذي بدون حق وبكثير من الغباء اعطته الانقاذ اهتماما لايستحقه . اقتباس مشروع الجزيرة منذ قديم الزمان كان عند المصريين غبينة مع مشروع الجزيرة . فلقد هاجموه بشراسة واتى محمد حسين هيكل الأول, وهذا يختلف عن محمد حسنين هيكل الذي يزور التاريخ. والأول شتم السودانيين بكل قباحة ولؤم ووصفهم بالعبيد وشتم حتى طعامهم الكسرة ناسيا المش المدود الذي يتلذذ بأكله المصريون. المصريون كانوا يقولون بالمفتوح ان ري السودان يضر بري مصر. وان على السودان ان يكتفي بالزراعة المطرية وان ينتج الحبوب واللحوم التي تحتاجها مصر ويكتفي بذلك. وهذا يعني ان السودان يجب ان يكون جبراكه لمصر. لمعلومية من لا يعلم فإن الجبراكه هي المزرعة الصغيرة التي تزرعها المرأة خارج منزلها اسوأ مثال للصحافة المصرية هما هيكل وهيكل. هيكل الاول هو محمد حسين هيكل الذي اتى للسودان بعد تشييد خزان سنار 1919 وشجب السودانيين وعايرهم باشكالهم وشتم حتى طعام السودانيين ، الكسرة. وكان ثائرا كأغلب المصريين وقتها . وكانوا يقولون بان ري السودان سيضر بري مصر. وان السودان يجب ان ينتج الغلال واللحوم والمنتجات لكي يأكل المصريون ، وان انتاج السودان للقطن يعني منافسة مصر في انتاج القطن طويل التيلة الذي لا ينتج الا في مصر والسودان وجزء صغير في بوليفيا. ومحمد حسين هيكل ومن بعده محمد حسنين هيكل كانوا في بداية حياتهم خدما للبلاط الملكي. والاثنان كانا من المدافعين عن اتفاقية ثروة شمبرلين التي تبسط سيطرة الانجليز على مصر. في جريدة الاخبار القاهرية في عدد 23 يوليو 1928 من المفكر وشيخ الصحافة المصرية وقتها ، هيكل الاول ، و بعد اقالة الملك فؤاد للنحاس الذي هو بطل قومي ولا يزال المصريون يحاولون العودة الى حكم حزب الوفد. واليكم ما كتب ( الا انه لشرف النعال ، وانها لكرامة الاوحال وانها لامانة المحتال ، وانها لصيانة دستور الدجال...الا تخشى ان يتلطف معك صاحب الجلالة ويسألك اين استقالتك؟. فبماذا تجيب ايها النتن القذر؟).( محمد حسين هيكل... رئيس تحرير جريدة السياسة). اما محمد حسنين هيكل الحالي، فقد شتم السادات بما يعتبره هو اقذع شتيمة ليس بعدها او قبلها شتيمة ، ووصفه بان امه سودانية. هذا لان السادات لم يعطه الوضع المميز الذي اعطاه له ناصر ، بل لقد وضعه في السجن. وهيكل الحالي لا يعتبر من البيض واذا ذهب الى امريكا فهو من غير البيض . وعندما اشترك فى دورة صحفية تدريبية في امريكا احتج لان المنظمة الداعية كلفت صديقه وزميله عبدالرحمن مختار بكتابة بحث. كان هو على اقتناع بأنه اجدر من صديقه البربرى. فأحتج عند المسؤولين الذين لم تعجبهم عنجهيته وافهموه بأنه ضيف فقط ولا يمكن ان يملئ ارادته على المضيف وقاموا بطرده. وهذا الكلام موجود في كتاب عبدالرحمن مختار خريف الفرح . فى دول الخليج وكثير من الدول يحاول بعض المصريين الاساءة للسودانيين ، أو مضايقتهم ، ولا يتجرأون لمواجهة الفلسطينين أو اللبنانيين . من العادة أن أى فرعون يأتى الى العرش يحاول أن يستولى على مجد الفرعون السابق . ولقد وضح اخيرا ان توت عانخ امون قد استولى على منشئآت خصت فراعنة سابقين واكتفى بإزالة اسماهم ورموزهم . ولكن بعض الرموز بقيت. محمد حسنين هيكل الحالي هو ربيب عميد الصحافة العربية وهو الصحافي الوحيد الذي عمل في الصحافة اكثر من خمسين سنة و على رأس الصحافة ، وهو مصطفى امين يوسف ، ولي نعمة محمد حسنين هيكل والذي سجنه ناصر بإيعاز من هيكل . وعندما ذهبت ابنة مصطفى امين الى هيكل تناشده ان يساعد في الافراج عن والدها ، قال لها (ابوك مجرم وخائن وجاسوس ). بل لقد كتب هيكل منددا بوجود الفاكهة في سجن مصطفى امين عندما لا يجد الشعب المصري الفاكهة. هيكل بجانب عمالته والتصاقه بنظام ناصر الدكتاتوري القمعي ، كان كذلك يستخف ويسيء الى السودانيين. بل لقد بلغت به قلة الادب والاستخفاف ان السادات كان يتكلم مع جعفر نميري ويقول ان مايو لم تخرج عن كونها انقلاب عسكري ، وانها ليست ثورة مثل ثورة 23 يوليو المصرية . فتدخل هيكل وقال بإستخفاف ( مايو اي كلام. ) فلطمه النميري لطمة قوية مما اجبر السادات لان يتدخل قائلا ...لا... عيب يا جعفر ما يصحش كده. سمعت من الكثيرين ثم سمعنا في قناة الجزيرة برنامج شاهد على العصر ...نائب الرئيس المصري يقول ... ان ناصر قبل ذهابه للخرطوم استدعى صديقه ورفيق دربه عبدالحكيم عامر الى منزله في القبة. وكان عبدالحكيم سعيدا وكان يحسب ان الود قد عاد بينه وبين جمال، وانه سيرافقه الى الخرطوم ولكن ناصر تركه للبقية وذهب الى غرفته. فقام الجميع بعملية شتم واساءة واستهزاء بعبدالحكيم وهو يرد ويدافع عن نفسه. ولكن عندما تدخل السادات خرج عبدالحكيم عامر من طوره وقال حتى انت بتتكلم يا بربري يا ابن الاحبة. فلقد كان للجميع الحق في النقاش والشتم ولكن البربري ليس له حق . كثير من المصريين لم يقبلوا بالسادات لانه (بربري) . والسادات وجد الدعم من ناصر لانه كان تابعه. والسادات هو الذي صفع محمد نجيب في المطار بعد وداع الملك سعود . فلقد قال محمد نجيب قبل اقلاع طيارة الملك سعود ( يا ريت لو كنت اقدر اروح معاك دي الوقت اعمل عمرة وازور بيت الله) وكان بادئ التأثر وعلى وشك ان يبكي. وبعد انصراف الملك سعود احس السادات بأن جمال ليس راض عن كلام محمد نجيب. ولإثبات ولائه لجمال صفع نجيب وقال له ما معناه ..انت بتبكي قدام ده ...دول اعدائنا وعاوزين نتخلص منهم. هل يبدو هذا غريبا ؟... طبعا. ولكن ما مر به نجيب في حياته من اهانة وذل و احتقار حتى من صغار الضباط كان اكثر من هذا بكثير. ولقد طردوا نجيب ثم اعادوه لانه كان مقبولا عند السودانيين ، فأمه امدرمانية وهو قد نشأ وترعرع في السودان وكان يفكر كسوداني وليس كمصري. وهو الذي قال للشيخ بابكر بدري عندما يئس من رجال الثورة المصريين خاصة ، صلاح سالم وجمال سالم الصفيقان.. ( يا شيخ بابكر ما تتحدوش مع المصريين ، ده شعب اووطه وخيار). انا اظن الشعب المصري ليس بشعب اووطه وخيار ولكن محمد نجيب كان محبطا، انه شعب عريق وشعب عظيم . و لكن حكامهم منذ الازل يعاملونه بإحتقار وظلم. الصحفي الشجاع الذي كان يزور محمد نجيب في آخر ايامه كتب كتابا رائعا عن البطل محمد نجيب الذي نحبه ونحترمه. كتب نقلا عن محمد نجيب ، ان اول مشكلة كانت بين محمد نجيب ورجال الثورة هو انهم كلفوا عبدالناصر بأن يفاتح نجيب بأن يأخذ كل واحد منهم عشرة الف جنيه مصري وان يأخذ محمد نجيب خمسة عشر الف جنيه. الا ان محمد نجيب رفض واحتد مع ناصر. فمحمد نجيب قد رفض مرتب الفريق الذي هو الف ومائتين جنيه مصري واكتفى بمرتبه القديم ستمائة جنيه. هذا التصرف ليس غريبا عن محمد نجيب . وهو وشقيقه على سودانيي المنشأ . وله اخت غير شقيقة اسمها سكينة والدتها شايقية . وهذا ما اكتبه من الذاكرة. والد محمد نجيب الذي كان ضابطا اقترح عليه الزواج من فتاة امدرمانية ، وهو ضابط مصري في الجيش. فكان يطوف حول الدار على حصانه في امدرمان وعندما لم يحظى بمشاهدة الفتاة طرق الباب متوقعا خروج الفتاة فخرجت والدتها . فطلب شربة ماء . وعندما كرر الامر ذهبت والدة الفتاة واتت بكوز ماء كبير وسكبته على رأس الضابط . وفي المرة الثالثة ، وقبل ان ياتي كوز الماء قال للأم (انا جاي اخطب البنت) . فقالت له الام الامدرمانية من اصل مصري (البنات بيخطبوهم من ابائهم ). محمد نجيب نشأ في السودان ودرس في مدرسة مدني ، وهو الوحيد بجانب زكريا محي الدين من من حظي من رجال الثورة المصرية بتعليم جامعي. عندما طرد الرجل المحترم ،محمد نجيب ، اهين ووضع في استراحة زوجة النحاس وتفنن صغار الضباط في الاساءة اليه ، بل انه قد كتب بانه عندما كان جالسا على اريكة مع زوجته ان قام احد الضباط بالجلوس بينهم . وحذف اسمه من الكتب المدرسية كاول رئيس لجمهورية مصر. عندما كان ابن محمد نجيب في احد كازينوهات الهرم قال لبعض الجالسين انه ابن محمد نجيب . اول رئيس لمصر فقال له احد رجال الامن الذين كانوا يتبعونه ...(ابوك ! ايه ابوك كان طرطور. وعندما دافع عن ابيه جره البوليس للقسم. ومات تحت التعذيب. اما الابن الآخر فلقد ارسله محمد نجيب للدراسة على حسابه بالرغم من مرتبه الضئيل. فلقد رفض ناصر اعطائه معاش فريق ...قائلا ...ما معناه (مش هو اللى رفض مرتب الفريق ، ما ياخدش معاش فريق) . فتبعت المخابرات ابن محمد نجيب الى المانيا وقاموا بتصفيته. اما الابن الثالث فقد كان على قدر حاله . وانتهى به الامر كسائق تاكسى في مصر واظن انه لا يزال عائشا. ويعيش كسائق تاكسى ، ولم يفتح الله على الصحفيين والمفكرين والادباء امثال هيكل بالمطالبة برد اعتبار اعظم حكام الشرق الاوسط الذي كان كل الوقت ينادي بالديمقراطية والبعد عن الظلم. طيب يا هاني بما انك صرت دي الوقت خبير بالشان السوداني ، ليه ما قلت لاهلك عيب وحرام انو الجيش المصري يصطاد السودانيين على الحدود الاسرائيلية وكأنهم ارانب برية ؟ . اليس من المخجل يا هاني ان يكون الاسرائيليون ارق كبدا من ( اشقائنا) المصريين ! . الم تحركك صورة السوداني الذي اظهرته عدسات التلفزيون بجسمه النحيل وهو ميت ومعلق عل الاسلاك الشائكة ؟. الام السودانية التي عبرت الاسلاك الشائكة وقام الجنود المصريون بانتزاع ابنها في آخر لحظة وانفصلت عن ابنها. ثم قامت زوجة الرئيس الاسرائيلي بمناشدة زوجة حسني مبارك بارجاع الطفل لوالدته. ولقد كان. لماذا لم تقم انت بهذه المهمة وانت مسؤول الشأن السوداني؟. ولماذا لم تدن او تنتقد استخدام الاجساد السودانية للتمرين على اصابة الهدف بواسطة الجنود الاشاوس المصريين؟. يا هاني وزيركم يقول ويصرح ..... المية اذا ما قاتش لمصر، مصر حا تروح للمية. انت ردك كان ايه على الكلام ده ؟ . هذا هو الاسلوب الذي كنا ندينه في البلطجة الاسرائيلية . ولهذا سيطرت اسرائيل على الارض الفلسطينية ، وعلى الماء العربي. وليه لا .. ما هومصر الاضعف كثير من اسرائيل بتبلطج على السودان واثيوبيا ويوغندا وكينيا والكنغو واريتريا ورواندا . يا خي اعتبرنا اخوان اثنين ابونا مات وترك لينا عزبة في المنوفية ، بس الاخ الاكبر عاوز يشيل كل حاجة ، التراكتور والجاموسة والبيت وحتى دماسة الفول . نحنا الاخ الاصغر بنقول لا... عاوزين نكون اخوات. بس ادينا حقنا يا اخي ومافيش لزوم لكلام الوزير .. ولا ايه .. يا هاني ..... برضو حاتسمع مني.
02-29-2016, 09:55 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
أشكركم يا أستاذ عثمان الإمام على تشريف البوست وعلى جلبكم لمقال الأستاذ الكبير (شوقي بدري) فالأستاذ شوقي صاحب تجربة طويلة ومعرفة عميقة، لكنه هذه المرة كتب مقالاً طغى فيه الانفعال وغابت الموضوعية خاصة وهو يُورد هذه المقارنة التي تثير الضحك:
Quote: هيكل ليس فريد عصرة . ولن يبلغ ابدا مستوي منصور خالد صاحب الذكاء والعقلية والذي يجيد العربية والانجليزية خيرا من هيكل
وليس لديّ من تعليق سوى أن أضيف بأن الأستاذ شوقي في شهادته في الأعلى وفي مقاله عموماً كان متحيزاً وقد فارق الحيادية (فُراق الطريفي لي جملو) بل هو يكتب مقاله بحِدة أقرب للنَفَس العنصري. فلا شأن لهذا البوست بـ (محمد حسين هيكل) ولا بعنصرية المصريين تجاه السودانيين أو عنصرية السودانيين ضد المصريين ومعايرتهم بـ( المِش المدوَّد)!!!.
فمن حق الأستاذ شوقي أن يُضفي على الدكتور منصور خالد ما يشاء من الأسماء الحسنى وأن يسبغ عليه كل الصفات العُلى.. ولكن أن يتم تجريد الصحفي (محمد حسنين هيكل) من كل موهبة، فذلك حُكم جزافي لا يتسند لأي منطق، كما أنه رأي متعسف لم يُقدِم ويتجاسر عليه حتى ألد خصوم هيكل.. ناهيك أن يكتبه رجل مثقف، وسليل لرجل خبِر وعثاء التوثيق الموضوعي يُسمى (بابكر بدري).
حسنين هيكل يا أستاذ شوقي ويا أستاذ عثمان الإمام نال الجائزة الصحفية الأولى على مستوى القطر المصري، ولعدة مرات، وكان ذلك قبل سنوات عديدة من قدوم الضابط المسمى (جمال عبد الناصر حسين). هيكل تسلم تلك الجوائز إبان حكم الملك فاروق، وقتها كان التلميذ في مدرسة وادي سيدنا الثانوية (منصور خالد) يكتب شخبطات حائطية أسماها (الهذيان).
هيكل عندما كتب تقاريره الصحفية عن وباء الكوليرا، وعندما كان يدون ملاحظاته من وسط حقول الألغام والقنابل المتساقطة وتعارك الدبابات في مسرح العلمين، لم يكن وقتها في طول مصر وعرضها من سمع باسم ذلك الضابط الذي كان يتشكل في رحم المستقبل ليُصبح بعد ذلك بسنوات أشهر الرؤساء في التاريخ المصري الحديث.
وأشكرك على الاطراء والابحار في السطرين الذين كتبتهما .. وما كنت متخيل أنك ممكن تولد منهما كل هذا التدفق السلس .
البوست بحثت عنه لم أجده كان بعنوان تقريبا ( عندما يكتب منصور خالد ) والمناسبة كانت في العام الماضي . ( ربما البوست ذهب مع الريح )
. بعد موقف شباب شارع الحوادث الشهير والحاجة أم قسمة بائعة الشاي . التي أفتتحت مجمع العمليات الذي شيده الشباب بجهدهم وتجميعهم للتبرعات .. كان أنبرى الصحفي الهندي عز الدين متقدا ترك مهمة قص الشريط لبائعة الشاي دون وزير الصحة .. رد شخص أسمع دكتور منصور خالد |( اسم مطابق ) وانبرى الهندي ردا على منصور خالد المعروف .. مع أنه لو ركز قليلا أو كان مطلعا لعرف الفرق الشاع بين الاسلوبين .. بمعنى منصور خالد لو وضع الحروف الأولى من أسمه تحت أي مقال لعرفه كل من يعرف أسلوبه .وأنا أوردت للمقارنة مقالا يرثى فيه منصور خالد صديقه ابن كسلا البروف عبد العزيز بطران رحمه الله .
نرجع للموضوع .. الكتابة البحته في السياسة هي كتابة خبرية ليس في ذلك شك بمعنى تحتمل الصدق الذي يجب أن يعضد بالبراهين وكذلك تحتمل التكذيب .. وهيكل يميل لهذا النوع ويشطح فيه يخياله ليؤكده يستدل بأناس أنتقلوا للرفيق الأعلى .. كنت مع الرئيس فلان والملك علان (وآلي ) .. هذه الحكاية أكدها برنامجه مع هيكل في قناة الجزيرة .. حقيقة كنا مبهورين بهذا البرنامج ونهاجر له في مجمعات ومقاهي لنحضره مثل ما نحضر ريال مدريد وبرشلونه .. لكن بالتدريج بدأ يتسلل الملل حتى فقد بريقه تماما .. ليس ذلك فحسب .. بحكيه هذا مس تقريبا كل الدول العربية .. وأعطى نفسه أدوارا أكبر من مجرد صحفي كبير بل تحس بأنه كاد أن يقول أن سياسات الدول الغربية تجاه الشرق الأوسط كانت تتم بإعاز منه شخصيا . تضايق تقريبا معظم المفكرين العرب من أسلوبه .. وأذكر الدكتور محمد الرميح الكويتي ورئيس تحرير مجلة العربي الشهيرة .. تضايق منه وسماه ( الحكواتي ).. لكن هذا بخلاف كتابات الأدب والفكر .. خلينا من منصور خالد قارن هيكل بأنيس منصور ابن بلده ..أنيس منصور أيضا كانت تتم دعوته من قبل رؤساء وملوك العالم .. لكن كيف كان رد فعله وما هو حصاد هذه الفرص .. عشرات الكتب الفكرية الراقية .. أذكر أنيس منصور تمت دعوته من قبل شاه أيران لإحتفال البلاد بالاستقلال أو ميلاد الشاه .. لم يترك شاردة ولا وارده بدأ من تحضير الحفل ..وجلوسه مع الشاه والانتقال .. وحتى بعد انتهاء المهرجان وعودته وهو في الطائرة . جلس قربه صحفي أيراني يقيم خارج بلده سأله (ما رأيك في بلادنا ) قال قلت له أن بلادكم جميلة وأنا حزين لفراقها لدرجة أتمنى لو ألقي نفسي في هذا الخليج العربي ..رد له الصحفي قائلا ( الفارسي لو سمحت ).. ( تك ) على هذه العبارة الصغيرة وقال ما همه أن القي نفسي أو أموت المهم عنده مسمى الخليج ..
هذا الموقف عمره يفوق الأربعين عاما ( لكنه حاليا هو أجنده كبيره بدأ فيها الصراع ) هذا هو الفكر العميق والبسيط من مفكر كبير لملاحظة بسيطة. وكلك كتابه حول العالم في مائتين يوم ومقابلته للديلي لاما في هضبة التبت .. ونجاحه في أول صحفي في العالم يلتقط صورة لهذا الأسطورة . لذلك أنا أرى بغير ما ذهب أستاذ الأجيال محفوظ وأعتقد هي مجاملة منه لهيكل ويمكن تكون ( تملغ ) وأعتقد أن هيكل لم يكن يستطيع أن يكتب رواية لأن الأنا عنده متضخمة جدا وتتسيطر على خياله ..
03-02-2016, 09:42 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
لا يختلف اثنان يا دكتور عوض على ألمعية وتميز (منصور خالد) ولا على ذكاء حسنين هيكل الذي يقارب حد العبقرية.. ولكن كل خلق الله ، بما فيهم شوقي بدري، يسهرون ويختصمون ويختلفون حول كيفية توظيف هيكل ومنصور لذلك الذكاء الحاد والحارق كاشعة الليزر.
فهل تم توظيف ذلك الذكاء المصقول بالخبرة المتميزة والطويلة في التفاني في خدمة الجنرالات والديكتاتوريات أم في خدمة الأوطان والإنسان؟ خصوصاً إن كانت سياسات الديكتاتور تتوافق مع المشروع الشخصي لحسنين هيكل، وتتماشى مع الطموح الذاتي لمنصور خالد.. علماً بأن (منصور وهيكل) تلاحقهما تهمة الإصابة بمتلازمة فرط النرجسية وبعشق الذات وتضخمها.
الأمثلة على أفتتان هيكل بذاته أكثر من أن تُعد وتُرصد.. وشكراً للأخ الدريري كباشي الذي أرشدنا إلى مقال منصور وهو يرثي الدكتور عبد العزيز بطران.. فإن عدت لذلك المقال يا دكتور عوض فسوف تلاحظ ومنذ الأسطر الأولى أن د. منصور خالد يكيل ويعبئ لنفسه آيات المديح ويغرف من بديع اللغة لتدليك وتطييب ذات منصور بأكثر مما يرثي صديق عمره الراحل بطران.
...
..
.
03-07-2016, 02:22 PM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
Quote: و المقدرة على التنبؤ بمالات المستقبل و ان كان هيكل يفوق منصور هنا
هيكل يا دكتور عوض كتب (إيران فوق بركان) متنبئاً بثورة آيات الله وهو يلمح الوميض المدفون، ولم تكن الأعين العادية وقتها تستطيع أن ترى ما تحت الرماد، ولا النُذر المختبئة وراء الغيوم التي تراكمت بعيداً خلف خطوط الأفق.. خصوصاً أن شاه إيراه كان ما يزال "أسداً ناتراً" يرفل في أثواب العز والجبروت، و يطأ الجميع كالعُشب، لا تجرؤ قشّة أن تتعثر له وتعترض طريقه...
لكن هيكل بحساسيته البالغة وقرنا استشعاره لمح تلك القشة المنسية على ضفاف إحدى القرى الفرنسية، فسافر إلى باريس ليعرج من هناك إلى الريف الفرنسي الهادي حيث قرية لوشاتو، ويجلس قرب مُصلاية (الخميني) ويفج لحية آية الله، ويرى وسطها القشة التي كبرت واستطالت ومعطت عرش الشاهنشاه.
لكن تنبؤات هيكل بشأن السودان أحياناً صابت، وغالباً ما خابت..
فهيكل تنبأ بانفصال الجنوب منذ أول زيارة له إلى عاصمة السودان قبل أكثر من نصف قرن.. وقتها لم تكن هناك حركة شعبية، ولا مستشار للحركة يُدعى (منصور خالد).
هيكل التقى القيادات الطائفية، وجلس متقرفصاً يُنصت لما يهمس به السيد (الإمام عبدالرحمن المهدي) ولما يخططه بعصاه على الأرض، ويقرأ هيكل من خلال التمتمات وتساقط حبات مسبحته ما يتساقط من أخبار، وما يدور في بقية أذهان السودانيين ودسائس مستعمرهم.
ومن مجلس السيد عبدالرحمن يسافر هيكل ويشق الغابات ليستطلع ما يدور في أدغال الجنوب حيث لمح خطورة الفخاخ المعدة للانفجار، والخطط المرسومة، والشِراك المدفونة والتي أحكم المستعمِر والمستعمَر نصبها لتشطر لاحقاً في يوليو من العام 2011 الوطن إلى جرحين نازفين غائرين.
...
..
.
03-09-2016, 10:36 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
وهيكل قبل ذلك، همس في اذن ناصر وعامر باستحالة تورط القاعدة العسكرية الإنجليزية في مصر وتدخلها لإجهاض تحركات الضباط الأحرار في سعيهم للإنقلات على الملك والسيطرة على الحكم في مصر في يوليو 1952م. وصدقت نبؤته وقرأته الحصيفة للأجواء التي كبلت أيدي البريطانيين ومنعتهم من إجهاض انقلاب ناصر وعامر.
لكن لهيكل شطحاته وكبواته المثيرة، خصوصاً حكاية اختراعه لسيناريو (حبة المانجو) التي امتصها السيد (الهادي المهدي) فأمتصت روحه وأودت بحياته. تلك الحكاية التي كانت أقرب إلى الهزل والتخريف الذي يثير الضحك
علماً أنه وعندما جرت أحداث الجزيرة أبا في مارس 1970 كان ناصر ما يزال حاكماً لمصر، هيكل حاول تبرئة عبدالناصر وإنكار المعلومات بشأن مشاركة حسني مبارك أو تورط الطيارين المصريين في قصف الجزيرة أبا.. هيكل حاول أن يوحي بأن الهادي المهدي قُتل بفعل تلك الفعلة الخسيسة والفكرة الخبيثة بالقتل بالمانجو التي نفذها حُسنى مبارك، وبما يبرئ أيدي عبدالناصر وبقية طياريه من قصف السودانيين.
ولم يكترث هيكل وهو يروى حدوته أن هناك شهوداً على واقعة مقتل الهادي المهدي بالرصاص، وأن هناك من رأى الدماء تنزف من جسد الهادي المهدي حتى لفظ آخر أنفاسه، وأن بعض الشهود ما يزالون على قيد الحياة حتى الآن بما فيهم نجله (نصر الدين الهادي المهدي).
...
..
.
03-13-2016, 01:24 PM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
مداخلة كريمة عبر نافذة الفيسبوك من الأخ الأستاذ (حمد النيل) .. أشكره عليها وسوف أعود لاحقاً للرد على ما جاء فيها:
Quote: أجدهم متشابهين الى حد التطابق، كلم منهما موظف سابق لدكتاتور سابق، كل منهما يعانى من إلانا، تضخيم الذات، استعملوا أساليب النفاق فى الوصول الى قلب السلطه لم يعتلوا أبدا عن جداره أكاديمية او عن طريق انتخاب حر، هذا جانب اما الجانب الاخر وهى بقياس العبر بالنتائج، فإما منصور فلم يترك شى او بصمه ايجابيه او إنجاز يذكره له الشعب السودانى غير مساهمته فى دعم القاتل نميري وكذلك له مساهمه مهمه جدا فى تقويه قرنق والحركة الشعبية الى الحد الذى أصبحت فيه الحركه دوله مما دفعها المطالبه بالانفًصال وقد تم بجهود منصور و امثاله من طرف ووافق هذا ما يريده الكيزان الطفيليين الشياطين فى الطرف الاخر،
هيكل كان ينوى مع مجموعته مثل على صبري وراثه عبدالناصر الدكتاتور الاخر، وهو رجل عنصرى وكان لإيريد ان لا يحكم السادات مصر باعتبار أمه سودانية، وما يدعو للشفقة نجد من ملتنا السودانية بعض من يعظمه (يصح فى هذه الحاله للاسف المثل الكلب يريد خانقه)، كذلك هو لا يعترف بوجود السودان كدوله، ويعتبر السودانيين دراويش، هذا يسير من قليل، وهذه حقائق وليس ادعاءات فى حقهما، أرجو ان نحترم أنفسنا كسودانيين و كذلك نحترم ونقدر من يحترمنا فقط، المصريين لا يهتموا او يعرفوا او يقارنوا الشخصيات العامه عندهم بما عندنا وذلك النظره الدونيه فأرجو ان نكف عن هذا و كفى مجاملات يعتبرها الاخر مسكنه وقله حيله،
...
..
.
03-20-2016, 02:02 PM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
قبيل رحيلة ببضعة شهور ، شعر الأستاذ (محمد حسين هيكل) بـ"الصدمة" وهو يكتشف
أن السفينة المسماة (اُم الدنيا) التي آلت قيادتها مؤخراً لقبطانه المدلل (عبدالفتاح السيسي)
تسير بلا رُبان، وأن هيكلها يتداعى و أخشابها تضعف و ألواحها تتساقط وتتفلخ أمام أبصار الدنيا.
وبنظرة تشخيصية لاحظ الأستاذ هيكل بأن لا مستقبل لسفينته التي باتت لا تقوى على الإبحار ولا مواجهة الأنواء والإعصار.
وبالفحص الدقيق اكتشف هيكل بأن هناك مشكلة في ضعف الأداء وانعدام المهارة، ولم يتردد في أن يصم قبطانه العبقري بالتخبط وانعدام الكفاءة، وأن يعترف ويصرح بوجود:
( أزمة غياب منهج للتفكير، كما أننا نعانى من أزمة كفاءة.)
وحيث تبين أن كفاءة السيسي تؤهله بالكاد لقيادة دراجة هوائية
فإن جميع ركاب السفينة المحروسة كانوا ينتظرون مُلهمهم هيكل صاحب الكفاءة والرؤية التي تكشف الأعماق والألغام
أن يوجه البوصلة إلى سكة السلامة، أو يُلقي عليهم بالسترات الواقية وأطواق النجاة من الغرق،
لكنهم فوجئوا بهيكل نفسه يقف محتاراً ومتسائلاً:
(ماذا نفعل.. نحن أمام ناس تائهة..
العصر طرح حقائق جديدة ومتغيرات جديدة..
ونحن خياراتنا كما هي لم تتغير
ولا تصلح لمسايرة المتغيرات الجديدة).
...
..
.
03-20-2016, 02:05 PM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
فيقال أنه بعد أن أدرك شهرزادها الصباح، وبعد أن عمت نعمائها المُدن والبِطاح
وبعد أن كال الرماد كل أعداء المشروع من السودانيين الجاحدين
ممن وقفوا عائقاً أمام قاطرة المشروع المنطلقة لدهس أمريكا (التي قد دنا عذابها) ، وكان حلالاً على القاطرة من أجل بلوغ "رسالتها الحضارية" أن تدهس الجميع ولم توفر (محمد أحمد) من (حمّاد)
قيل أن (د. حسن الترابي) وبعد أكثر من نصف قرن من غمس أصابعه و أياديه "المباركة" في مياه السياسة السودانية، وقبل بضعة أيام من شهقته الأخيرة شعر هو الآخر بالصدمة..
وتلا على أسماع بعض مريديه "تغريدة البجعة الأخيرة" متضمنة وصيته الحزينة
التي حذَّر فيها من إمكانية تفكك ما تبقى من سُلطة "دولة المشروع الحضاري"
ومخوِّفاً من ذوبان الدولة وتفككها تحت وهج الحقيقة وشمسها الساطعة.
...
..
.
03-21-2016, 06:37 AM
الصادق عبدالله الحسن الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244
وفي الأدنى مقطع "مبتور" (لم أعثر للأسف على النص الكامل له) من حديث للدكتور منصور خالد
وهو يشعر بالصدمة أيضاً
ويغرد بصوت مُتعَـب ومتهدج وينعى أخيراً حال البلد لأن الرجال المتواضعين البسطاء الأنقياء المتقشفين
أمثال الراحلين (د. عمر بليل) و (د. علي بدري) وغيرهما، من أولئك الرجال الذين يذهبون إلى أعمالهم على أرجلهم "كداري" جميعهم أرتحلوا بلا عودة.
وكأنه يود أن يقول اختصاراً بأن (كل الرجال ماتوا في كرري) خصوصاً أصحاب الكفاءة والمهارة والتواضع.
أولئك الرجال المختلفين عن نُخب اليوم التي تقطن الفِـلل الأنيقة و تتكالب على الامتيازات، وتمتطي الفاره من العربات، وتستنكف عن النظر إلى الشعب إلا من خلال أبراجها العاجية من فوق سبع سموات.
ود. منصور الذي كان نجماً ساطعاً من بين نُخب السلطة، كما كان صاحب الصولات والجولات ضمن نُخب المعارضة، يوجه وصية مفتوحة يأسى فيها على ما ضاع وتلاشى من (كبريات الأماني) جراء ما صنعته أيادي النُخب الفاشلة:
والغريب أن د. منصور وبعد أن يعترف بتحمله - مع غيره بالطبع- مسؤولية ذلك الفشل الذريع
يعود كمن يغسل يديه وينفضهما، و يبرىء نفسه تماماً وهو يسند رِجلاً فوق رِجل ويجلس مسترخياً في استديوهات قناة أم درمان أو في بهو دارته الإنيقة بشارع الملك نمر ويتساءل مندهشاً:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الصادق عبدالله الحسن
حيدر حسن ميرغني
Elmoiz Abunura
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست