قبيل رحيلة ببضعة شهور ، شعر الأستاذ (محمد حسين هيكل) بـ"الصدمة" وهو يكتشف
أن السفينة المسماة (اُم الدنيا) التي آلت قيادتها مؤخراً لقبطانه المدلل (عبدالفتاح السيسي)
تسير بلا رُبان، وأن هيكلها يتداعى و أخشابها تضعف و ألواحها تتساقط وتتفلخ أمام أبصار الدنيا.
وبنظرة تشخيصية لاحظ الأستاذ هيكل بأن لا مستقبل لسفينته التي باتت لا تقوى على الإبحار ولا مواجهة الأنواء والإعصار.
وبالفحص الدقيق اكتشف هيكل بأن هناك مشكلة في ضعف الأداء وانعدام المهارة، ولم يتردد في أن يصم قبطانه العبقري بالتخبط وانعدام الكفاءة، وأن يعترف ويصرح بوجود:
( أزمة غياب منهج للتفكير، كما أننا نعانى من أزمة كفاءة.)
وحيث تبين أن كفاءة السيسي تؤهله بالكاد لقيادة دراجة هوائية
فإن جميع ركاب السفينة المحروسة كانوا ينتظرون مُلهمهم هيكل صاحب الكفاءة والرؤية التي تكشف الأعماق والألغام
أن يوجه البوصلة إلى سكة السلامة، أو يُلقي عليهم بالسترات الواقية وأطواق النجاة من الغرق،
لكنهم فوجئوا بهيكل نفسه يقف محتاراً ومتسائلاً:
(ماذا نفعل.. نحن أمام ناس تائهة.. العصر طرح حقائق جديدة ومتغيرات جديدة..
ونحن خياراتنا كما هي لم تتغير
ولا تصلح لمسايرة المتغيرات الجديدة).