واخطر ما في معادلة التغيير القادمة ومن غيرها لا ضمان لنجاح الانتفاضة الا وهو توفر القوة العسكرية الرادعة الحامية للانتفاضة كما حدث في انحياز الجيش في انتفاضتي اكتوبر 64 وابريل 85 حيث كان ذاك الانحياز سببا في نجاح الانتفاضتين لانه كان جيشا وطنيا غير مؤدلج اجبرته الجماهير الثائرة علي الانحياز بالرغم انه في الاساس لم يكن جزءا اصيلا من قوي الانتفاضة ولكن الشعور الوطني الفياض في تلكم الاجواء المشتعلة بالغضب الشعبي استمالته للانحياز للثورة من داخل القوات المسلحة وهو انحياز انساني اخلاقي طاغ علي الكاكي وقسم الولاء للطاغية لانه انحياز الابناء للاباء والامهات والاخوان والاخوات بكامل النخوة للمؤازرة عند الشدة وهذا ما نراهن ايضا عليه في ظل هذه الشمولية البغيضة التي سعت مع سبق اصرار وترصد علي سد هذه الثغرة في ذهنية الجندي الوطني داخل القوات النظامية كي تفصله عن محيطه الشعبي الاسري وذلك من خلال العمل علي تدجينه تحت اجنداتها الايديولوجية حتي يكون حاميا للحزب الحاكم وعقيدته الفاسدة وليس حاميا للوطن والشعب... ولا زلت برغم هذا التدجين المقصود موقن بانحياز هؤلاء الجنود في ساعة العمل الوطني الي نداء الثورة الشعبية المنطلقة من قلوب وحناجر ابائهم وامهاتهم واخوانهم واخواتهم واصدقائهم لانهم سودانيون ولدوا وتربوا في ذات البيوت الفقيرة الثائرة التي نشأت علي قيم واخلاق وطنية اعمق واقدس من تلكم التي حاول ويحاول هؤلاء القتلة واللصوص طمسها داخلهم بسموم افكارهم الاجرامية الفاسدة والتي ايضا انكوي ولا زال ينكوي بها هؤلاء القادة والجنود الفقراء في معاشهم ومسكنهم وهم يعيشون ذات المعاناة التي يعيشها اهلهم وايضا فقد تكشف لهم اجرام وفساد وعمالة قادتهم هؤلاء الحكام الخونة نهابة اموال الشعب وايضا باعة الوطن وسيادته في سوق العمالة الدولية ....ولكن الامر ايضا يحتاج لجهد كبير لخلق هذا الانحياز المطلوب ساعة التغيير .فالجيش وبقية القوات النظامية تحتاج من الان لاختراق وطني ذكي من قبل القوي الوطنية المدنية وبالضرورة بالتنسيق مع الضباط الوطنيين المفصولين من الخدمة النظامية والذين هم ايضا ضحايا هذا النظام الاجرامي العميل حيث فيهم من يستطيع ان يساهم لاحقا في ملء الفراغ ساعة التغيير بحكم خبراتهم العسكرية وعلاقاتهم بكل هذه القوات النظامية فبامكانهم لعب هذا الدور الوطني المطلوب لانه من غير استمالة القوات النظامية لا ضمان لنجاح الانتفاضة مثلما حدث في اكتوبر وابريل لان التنظيمات حاملة السلاح لوحدها برغم بسالتها ووطنيتها لن تتحمل وحدها هذه المسئولية العظيمة في ملء الفراغ لانه امر يحتاج لخبرات عسكرية فنية مدربة ومن هنا لا بد من التنسيق مع الضباط الوطنيين المفصولين والذين اتمني انهم بالفعل مهمومون بالتغيير الوطني وعلي تنسيق عال مع القوي الوطنية المدنية لاجل التغيير من اجل كرامة وعزة هذا الشعب الذي تربوا علي حمايته وترابه وايضا عليهم يقع عبء استعادة قومية القوات النظامية ومن غير هذا لاضمان ايضا لبلوغ الانتفاضة الي غاياتها المنشودة لطالما لا تزال هنالك قوي ردة مغروسة داخل القوات النظامية ولن ترضي باخراجها الي ثوبها الوطني القويم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة