|
Re: تصور متوقع لسيناريو سقوط النظام وتداعيات (Re: هشام هباني)
|
الاوضاع الان في المشهد الوطني تعد الاكثر صعوبة وتعقيدا لانجاز التغيير بالمقارنة بظرفية ( اكتوبر 64 وابريل85) التي انجحت الانتفاضتين..ففي المشهد بالداخل احزاب شاخت وضعفت وهي لا تعمل بطاقتها التشغيلية الكاملة المؤهلة للتاثير في الحراك الوطني بسبب التشريد المنظم من قبل الطغمة الحاكمة لغالبية كوادرها التي تمتلك الخبرة والدربة السياسية والتنظيمية والفكرية خارج البلاد وهي القوي الفاعلة التي كان مناطا بها انجاز عملية التغييرفي الوطن ولكنها للاسف ابتلعتها المهاجر والمنافي القسرية وبالتالي فقدت الاحزاب الحيوية في التاثير علي الشارع هذا بالاضافة لاستمرار ازمتها الذاتية والمزمنة المتعلقة بسيطرة العقلية الابوية الدكتاتورية لزمام الامور فيها وهو مما ساهم في تمزيقها الي احزاب صغيرة متنافرة وبالتالي تم اختراقها من قبل الطغمة الحاكمة...واما النقابات وما ادراك ما النقابات كلاعب داخلي دوما كان يعتمد عليه في التغيير فما عادت موجودة ذات تاثير في الشارع بعد ان تم تدجينها والقضاء عليها من قبل الطغمة الغاصبة للسلطة و التي باعت لنفسها في زمن الخصخصة المقصودة كل مؤسسات القطاع العام وبالتالي قضت علي النقابات العامة وهو امر اثر كثيرا في تأخر اندلاع الانتفاضة...ولكن الدمار الاخطر فهو ما اصاب القوات النظامية خصوصا الجيش صاحب الانحيازات المرجحة لانتصار الشارع في لحظات الانتفاض والذي للاسف بعد مسيرة اكثر من ربع قرن من تجريفه وتشليعه من الكوادر الوطنية غير الموالية للطغمة ما عاد يؤمل فيه لانجاز اي انحياز لصالح التغيير بل صار مجرد مليشيات رسمية موالية للدفاع عن الطغمة الحاكمة وبالتالي افتقد الشارع اهم مقومات نجاح الانتفاضة الحلم...ولم يكتفي هؤلاء المجرمون امعانا في اغلاق كل النوافذ المؤدية للتغيير بتدجين القوات النظامية فقط بل انشأوا المليشيات العقائدية الشعبية السرية والعلنية ممثلة في قوات الدفاع الشعبي وغيرها من القوات القبلية المشتراة بثمن معلوم وايضا تتوافر قوات سرية من اجانب توطنوا في السودان كملاذ اخير بعد ان طردوا من بلدانهم الاصلية ولذلك سيستميتون بكل السبل للزود عمن وفروا لهم هذا الملاذ الامن المكين كسداد دين دفاعا عن وجودهم ومصالحهم المرتبطة ببقاء هذا النظام الظلوم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|