|
الحزب الشيوعي السوداني / بيان صحفى
|
الحزب الشيوعي السوداني
في سبيل حركة جماهيرية فاعلة من أجل:
ديمقراطية راسخة، وتنمية متوازنة، ووحدة مستدامة، وسلم وطيد تصفية مكامن الفساد المنظم والقهر الفردي والجماعي والهوان الوطني تطل علينا الذكرى التاسعة والأربعين لاستقلال بلادنا المجيد، وقد أنفق شعبنا سنوات عزيزة من تاريخه منذ الاستقلال وحتى الآن يتجرع مرارة المظالم الاجتماعية والقومية والاستعلاء والحرب المحرقة. وهي مرارات أبدى شعبنا تصميمه على تجاوزها بمختلف أشكال المقاومة بدءاً بفجر الاستقلال والسعي لاستكمال التحرر السياسي بالتحرر الاقتصادي والاجتماعي مروراً بملحمتيه فى اكتوبر 64 وأبريل 85 وانتهاءاً بصموده الباسل أمام شتى أنواع العسف الفردي والجماعي وفي أوكار التعذيب، بالثبات خلف أسوار المعتقلات والسجون، وبالثبات أمام حملات التشريد والفصل التعسفي ومواجهة ضيم الحرمان وهوان الفاقة.
إننا في هذه المناسبة الجليلة لا نملك إلا أن نحني الرأس إجلالاً لذكرى كل الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداءاً لقضايا الشعب والوطن وتحية لكل الذين يناضلون حتى الآن من كل المشارب وفي كل المواقع من أجل إعلاء راية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية.
تطل علينا ذكرى الاستقلال وبلادنا تستقبل فترة سياسية جديدة بعد أن وقع طرفا التفاوض في نيفاشا على آخر وثيقتين من وثائق اتفاق السلام، ليتجدد الأمل الذي طالما راود جماهير شعبنا في سلام يوقف نزف الجرح الغائر في جنوب بلادنا منذ أكثر من عشرين عاماً دفع شعبنا خلالها ثمناً باهظاً من أرواح بنيه وموارده.
إننا نرحب بكل خطوة على طريق السلام وندعو بشدة إلى توسيع رحابه ليشمل كل ربوع بلادنا التي يخيم عليها شبح الحرب في دارفور وكردفان والشرق والشمال أيضاً. إلا أن للسلام مطلوبات ومقومات لا يمكن الحديث على الحفاظ عليه وإدامته إلا بإستيفائها، وأولى هذه المطلوبات هي استعادة الديمقراطية التي سلبتها الإنقاذ بليل وأحالت بلادنا إلى وكر كبير يعشعش فيه الفساد المؤسسي بالتعدي على ممتلكات الشعب والتصرف فيها وفرض الجبايات بعيداً عن رقابته ورغم إرادته بعد أن جردته من حريته وحرمته حقه في التعبير والتنظيم والإبداع الفكري والثقافي، وهشمت مبدأ المواطنة –أس الديمقراطية- بمطرقة الاستعلاء العرقي والديني والتحيز القبلي والاستبداد السياسي والإداري، فما كان للحرب إلا أن تشتعل وتطال كل أرجاء الوطن. لقد أهدرت الإنقاذ قيمة الوطن بإهدارها قيمة المواطنة بفعل سياساتها الضالة وهي وحدها المسؤولة عن ما حاق به من خراب فاق كل ما سبقه، وعن ما يحيط به من مهددات وحدته وسيادته.
وإذا كانت الديمقراطية هي أحد جناحي السلام فإن التنمية المتوازنة هي جناحه الآخر ... لقد عانت بلادنا طوال تسع واربعين عاماً على استقلالها من سوء التخطيط التنموي، وصارت مواردنا نهباً للتبديد العشوائي والانتهاك المنظم ليقع شعبنا فريسة للجوع والمرض والجهل ... فريسة للضياع والإفقار الشامل. التنمية المتوازنة هي الطريق الوحيد لانتشال شعبنا من وهدته وفتح منافذ المساواة والعدالة الاجتماعية.
الديمقراطية الراسخة والتنمية المتوازنة والسلام العادل هي مكونات الوحدة وضماناتها، وحدة تصون بها سيادتنا الوطنية وتزود عن حياضها ... وحدة تحفظ تنوعنا العرقي والثقافي والديني دون استعلاء أو تحيز وتجعل من هذا التنوع مصدراً للخصب والنماء لا للفرقة والتناحر.
لقد ناضل شعبنا طوال الأعوام التي خلت منذ استقلاله من أجل ديمقراطية مستحقة يحقق في إطارها مشروعه الوطني الكبير في التنمية والعدالة والرفاه، فالديمقراطية حق إنساني أصيل أحرزته البشرية عبر تاريخ طويل من النضال الجسور، ولقد نالها شعبنا من قبل عبر النضال الجسور، وسيستعيدها حتماً عبر النضال الجسور.
إننا نهيب بكل جماهير شعبنا أن تكسر طوق الحصار والتهميش المضروب حولها ويحجب عنها ما يدور في قاعات التفاوض المغلقة، سواء تلك التي اكتملت في نيفاشا أو تلك التي ستكتمل في القاهرة وأبوجا أو أي مفاوضات قادمة .. مؤتمراً دستورياً كانت أو جامعاً أو وفاقياً! .. أن تحاصر وتطوق منابر التفاوض وتطبق على قياداتها السياسية وأن تفرض حقها في مراقبة ما يدور حول مصيرها، فالجماهير هي صاحبة الحق وهي الوصية على مكاسبها ومصيرها. نهيب بها أن تعيد بناء منظماتها المدنية الأصيلة وأن تبتدع أساليب نضالها لانتزاع حقوقها.
في ذكرى الاستقلال المجيد .. لتتوحد كل الجهود، وتتماسك كل الأيادي، وتنطلق كل الطاقات لتصفية معاقل الفساد والقهر واستعادة الحريات غير منقوصة ودون تسويف أو مماطلة، وإرساء قواعد السلام العادل النزيه في كل أرجاء البلاد، والعمل يداً واحدة لإبراء الوطن من جراحه النازفة بالتنمية المتوازنة، والديمقراطية الراسخة.
· عاش نضال شعبنا أبداً
عاش السودان حراً مستقلاً الحزب الشيوعي السوداني
مدينة الخرطوم
يناير 2005م
|
|
|
|
|
|
|
|
|