|
Re: لـيسَ انتحاراً... (Re: farda)
|
* لمزيد من التلويحات الصامتة ناحية عبدالرحيم أبو زكرى، أورد هنا عرضاً صحافياً قصيراً كتبه القاص بشرى الفاضل عن الرحيل في الليل
صحيفة المدينة - 16 يناير 2005 -
شاعر سوداني مجهول اسمه أبو ذكرى بشرى الفاضل
عبدالرحيم احمد عبدالرحيم الشهير بأبي ذكرى شاعر سوداني من مواليد عام 1943م وتوفي عام 1989م اي انه عاش 46 عاماً لكنه ظل مجهولاً تماماً على امتداد العالم العربي. وله مجموعة صدرت من دار جامعة الخرطوم للنشرعام 1973م وهي بعنوان الرحيل في الليل هي كل غلته الشعرية التي صدرت قبل وفاته لكن له مخطوطات هي العصافير تتعلم الطيران وترجمات من الأدب العالمي. وعلى الرغم من ان ابا ذكرى لم يصادف حظاً من الذيوع الا ان الشعراء المجايلين له كما ورد على لسان محمد المكي ابراهيم يعتبرون أبا ذكرى اشعرهم. ولقد سجل ابو ذكرى مع ذلك صوته القوي في الشعر السوداني.. انظر اليه يقول في قصيدة ( ليس عن الحب) التي افتتح بها مجموعة ( الرحيل في الليل): يا سمائي الدخان/ الدخان صار سقفاً لنبضي ونبضك حائطاً خامساً في المكان/ جيفة في الرياح تفوح السماوات/ والحب ليست هنا/ والهواء المعطر ليس هنا /انظري كلما نمنح الارض من قلبنا/ تصبح الارض منفى لنا ولأشوقنا
كتب ابو ذكرى الشعر منذ الطفولة وعندما بلغ الثانية والعشرين كتب في رثاء السياب عن موت الغريب على الخليج يقول: وأهنت لك البكاء كما تشاء وأعين محزونة الحدق/ وساعات طويلات طويلات من الارق فأين الضوء يدفق؟ /والعراق بعيد وأين الظل يبرد؟/ والخليج مديد ومكسور شراع المركب المهدود والميناء مسدود/ لك التحديق والاطراق والرهق/ لك القلق وحسرة اغنيات لم تتم وخافق قلقولعل المصادفة ان حسرة الاغنيات التي لم تتم ظلت عالقة بأبي ذكرى أيضاً فبالاضافة إلى عدم تحقق نشر مجموعته الثانية ضاعت منه مخطوطة ثالثة كما وجدت بين اوراقه قصيدة مطولة بعنوان ( الظلام) وقصائد متفرقة. في الفترة من عام 1976م إلى عام 1978 عمل ابو ذكرى سكرتيراً للتحرير ومشرفاً على مجلة الثقافة السودانية كما عمل استاذاً غير متفرغ بكلية الآداب جامعة الخرطوم وقبل وفاته بعامين نال ابو ذكرى الدكتوراة في فقه اللغة. ولعل الرحيل في الليل القصيدة التي سمى الشاعر بها مجموعته الشعرية تكشف عن طريقة ابي ذكرى في كتابة القصيدة بجلاء فالاخيلة المنسوجة في صور شعرية متتابعة هي مزيج من الحزن العميق والفرح العابر قصير الأمد ينادي الشاعر راحلاً فيقول: ايها الراحل في الليل وحيداً ضائقاً منفرداً ثم يضرب عن سفر هذا الراحل الوحيد فجأة ليتحدث عن فرح مفاجئ.. امس زارتني بواكير الخريف/ غسلتني بالثلوج وباشراق المروج ثم يعود الشاعر للراحل فيذكره بحالة ما قبل مباغتة البواكير.. أيها الراحل في الليل وحيداً/ حين زارتني بواكير الخريف كان صيفي حامداً/ وجبيني بارداً وسكوتي رابضاً فوق البيوت الخشبية/ مخفياً حيرته في السجر وغروب الانهر وانحسار البصر. ويورد صوت الشاعر صورة غامضة تلي صورة جموده.. لوحت لي ساعة حين انصرفنا ساعة حين انصرفنا فمن هي التي لوحت ولماذا كرر الشاعر مدة تلويحها له ساعة حين انصرفنا .. ها هو الشاعر ان يعود لوصف ما فعلته بواكير الخريف بروحه: ثم عادت لي بواكير الخريف/ حين عادت وثب الريح على اشرعتي المنفعلة/ كانت الاشرعة موجودة في سكون هكذا دون رياح فوثبت الرياح عليها.. سطعت شمس الفراديس على اروقتي المنعزلة/ ومضت تحضنني الشمس الندية والتي ما حضنتني في الزمان الأول/ في الزمان الغائب المرتحل هكذا يكشف الشاعر عن ان روحه كانت خواء قبل عودة بواكير الخريف. لكن الشاعر يعود لحزنه الوجودي فيخاطب الراحل في حركة القصيدة الاخيرة فيقول: انتظرني فأنا ارحل في الليل وحيداً موغلاً منفرداً /في الدهاليز القصيات انتظرني/ في العتامير وفي البحر انتظرني/ انتظرني في حفيف الأجنحة وسماوات الطيور النازحة/ وقت تنهد المدارات وتسوّد سماء البارحة انتظرني وحد الشاعر بينه وبين الراحل الذي خاطبه في أول القصيدة. كشفت القصيدة عن جانب من اهتمامات قصيدة ابي ذكرى هو السفر في الفضاء لكن السفر داخل النفس ايضاً نجده مبذولاً في هذه القصيدة اروقتي المنعزلة .. اشرعتي المنفعلة ويقابلها خارجياً العتامير والبحر وسماوات الطيور النازحة. كتب ابو ذكرى هذه القصيدة عام 1972م وهي من اشهر قصائد المجموعة.
------------------------- التشديدات والفواصل من عندي. ح.خ
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لـيسَ انتحاراً... | farda | 12-28-05, 06:12 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | وانجا | 12-28-05, 06:52 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | mansur ali | 12-28-05, 04:50 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 12-30-05, 04:50 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | Tumadir | 12-30-05, 05:02 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 12-30-05, 05:57 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | Adil Osman | 12-30-05, 06:09 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 12-31-05, 03:44 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 12-31-05, 03:55 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 01-10-06, 02:38 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | معتز تروتسكى | 01-10-06, 02:46 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 01-11-06, 04:41 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | Ibrahim Algrefwi | 01-16-06, 06:30 AM |
تلويحات | mohmmed said ahmed | 01-16-06, 08:07 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | gessan | 01-16-06, 09:27 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | وانجا | 01-16-06, 09:30 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 01-16-06, 09:33 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | Amira Ahmed | 01-17-06, 03:06 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | أبوذر بابكر | 01-17-06, 03:42 AM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | farda | 01-17-06, 12:21 PM |
Re: لـيسَ انتحاراً... | mansur ali | 01-31-06, 07:18 AM |
شعر | mohmmed said ahmed | 01-31-06, 11:31 PM |
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|