|
Re: ثورات التغيير للنظم .. من يجني ثمارها .. ومن جنى ثمار أكتوبر وابري (Re: Frankly)
|
Quote: وجاء دور السؤال : ماذا بعد التغيير ..؟
بقلم نهاد الغادري
فرحنا جميعاً بالتغيير ، ماوقع منه أو يقع أو سيقع ، ولكن أحداً لم يسأل ، بروعة الحلم وعظيم الحدث ، وماذا بعد ..؟
لقد رفعت جماهير الجيل الجديد من الشعوب العربية شعار التغيير ونجحت في إسقاط نظامين والثالث آت وربما تلحق أنظمة أخرى ، ولكن تغيير الرئيس وبطانته ليس هدفاً كافياً لأن مابعده قد يكون أسوأ في ظل غياب التنظيمات السياسية والأفكار والمشاريع والأدوات . فهل من جواب على سؤال وماذا بعد ..؟
من المعروف أن أي تغيير يطال نظاماً يسقط لحساب نظام آخر ومشروع بديل تقوده جماعة ذات هدف أو حلم ، فمن يقود التغيير في تونس ومصر واليمن غداً ، وحتى في ليبيا حيث يمكن القول إن أي نظام لن يكون أسوأ من نظام القذافي ويبقى السؤال هو هو ذاته : من بعد القذافي ، وهل يكون « قذافي » جديداً أم نظاماً لامشروع له وأفراداً صالحين سرعان ماتفسدهم السلطة ، أو تضعهم الأحداث جانباً ..؟
يقول الرافضون للأنظمة التي تم تغييرها إنها سيئة ونقول معهم ذلك وأكثر ، ولكننا نسأل : أي بديل لها ، أي مشروع لمستقبل مصر وتونس واليمن وليبيا و ..وو ..وهل يكون القرضاويون ـ نسبة للشيخ القرضاوي ـ هم البديل الخ ؟
حتى اليوم لم يسمع المواطن العربي صوتاً يدعو لشكل محدد حديث من نظام جديد ومعه برنامج عمل مقروء وآليات وأدوات ورجال تنظيم . مازال الحديث عن فساد الراحلين وهو صحيح دون أن يجيب أحد على سؤال وماذا بعد .. ومن يضمن أن لايكون القادم سيئاً أيضاً أو يغدو سيئاً في غياب المشروع وآليات العمل والمراقبة وصيغة الحكم البديل .
تحتاج الثورة ، أية ثورة ، لبرنامج عمل ورجال ومشروع وآليات تنفيذ . لاتكفي النظافة والوطنية لأن الذين ثار عليهم الشعب لم يولدوا لصوصاً جواسيس وقتلة . جعلهم ذلك غياب الضوابط وآليات الرقابة . كانوا ربما جيدين فحوّلتهم السلطة المطلقة إلى ماصاروا إليه .
السلطة بلا رقابة مفسدة . لابد إذن من نظام جديد آخر مكتوب يمنع مستقبلاً أن يحدث ما حدث بالأمس من خلل .. يمنع تسلل الفساد ـ وهو قديم قديم ـ من الثقوب والشقوق ليلد الخللُ رجاله والنقص فسادَه والثورة طغاتَها الجدد .
سريعاً يجب البحث في الضمانات ، في التنظيمات ، في الأحزاب والمشاريع ، في آليات العمل والمراقبة .. أخيراً ـ أولاً في نظام قضائي ذي حصانة ضد الفساد .
ليست الثورة مجرد رفض لواقع ، ولكنها بناء واقع جديد يملك الرؤية والمشروع والرجال ، ويجيب على هذه الأسئلة : ماذا بعد .. كيف .. ومن .. متى ، وإلى أين ..؟ . وللذين يحلمون بالتغيير ويريدونه ويثورون من أجله نقول : من التنظيم والفكر ومشروع يستجيب لحاجات الشعب تبدأون وليس من مجرد الثورة على واقع عفن أو التطلع لغد أفضل . الأفضل هو أن نعرف جميعاً إلى أين يقودنا التغيير ، ومن يقودنا ، وكيف ..؟
ومن هنا ، من هذه النقطة ، يبدأ التغيير في صيغة التنفيذ ، لامن خلع رئيس والمجيء برئيس بديل ..
.. وقد يكون البديل أسوأ .
في ثقافة الشعر العربي عظيم الدلالة بيت يقول : رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه .
ولانريد أن نبكي .
بيروت في 28 / 2/ 2011
|
ويا حليل عبّود
ويا حليل النميري
وربما غداً
يا حليل البشير
|
|
|
|
|
|