|
|
 Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ (Re: bayan)
|
منشورات مركز السودان لأبحاث المسرح ، الثقافة والتنمية
د.ابو القاسم قور
مقدمة
يتناول هذا الكتيب مفهوم المسرح التنموي. لقد وجدت هذه التجربة قبولا واستحسانا كبيرا لدى المنظمات العالمية ومنظمات الأمم المتحدة مثل منظمة اليونسيف UNICEF والبرنامج الانمائى للامم المتحدةUNDP على وجه الخصوص. لعل أهم الدوافع التى دفعتنى الى تطوير هذا الكتيب هو ما استشعرته من حاجة الى تعريف طلاب المسرح و هواته على تجربة المسرح التنموى. تشكل تجربة توظيف المسرح التنموى فى نشر وبناء ثقافة السلام وسط المجموعات القاعدية و المجموعات التقليدية محورا هاما لهذا الكتيب فعليها قامت تجربت (دراما السلام) مركز ثقافة السلام بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا2000-2006م ، وهى الفترة التى عملت فيها منسقا لذات المركز. الجدير بالذكر ان التجربة تعرضت لعواصف وعمليات سطو مبرمجه .لكن ما يهمنى فى هذه المقدمة هو اننى لا زلت مقتنعا بان المسرح ابداع ، ولكى يتسنى للابداع مواكبة التحولات الكبيرة التى تجدث فى عصرنا يحتاج لتفكير وعمليات عقلية رفيعة أى يحتاج الابداع للعقلية النقدية فى هذا العصر الذى بلغ درجة من الشفافية والحساسية لدرجة انه لم يعد يحتمل مجموعات السذاجة ، والمقلدين ، فالمقلدون لا ينتهى سمهم فى خصيهم الابداعى أوتكلسهم الفكرى لكن بهم افرازات قاتلة وناسفة للابداع نفسه.سيجد القارئء لهذا الكتيب تركيزا على ثلاث مفاهيم تقوم عليها منظومة المسرح التنموى من أجل ثقافة السلام وهى المفاهيم التالي
1- مفهوم المسرح التنموى
2- مفهوم ثقافة السلام
3- دليل توظيف المسرح التنموى فى نشر ثقافة السلام
كما يشمل الكتاب تقارير ، ومعلومات تم استنتاجها بعد التجارب العملية الحقلية التى قام بها مركز السودان لأبحاث المسرح بالتعاون مع مركز ثقافة السلام بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا فى مجال توظيف المسرح التنموى فى نشر ثقافة السلام . لابد لى فى هذه المقدمة من ازجاء الشكر لعدد من أساتذة المركز والمتطوعين بمركز ثقافة السلام وأخص بالشكر الاستاذ عاطف عجيب المنسق لبرنامج الدراما من أجل ثقافة السلام بالتعاون مع منظمة اليونسيف. والاستاذ جمال سليمان الذى لا زال يكابد فى تأسيس منظومة التدخل الثقافى عبر الممثل كوسيط تنموى وهى تجربة ستكون الاولى من نوعها . كما لابد من ذكر مجهودات المخرج الفكير ربيع يوسف الحسن الذى على يده انتقل المشروع من خانة التنظير الى خانة التطبيق وهو يكسر اغلال الخوف ليقدم عروض مسرحية البرمكة فى منطقة ابيى. وهنا يجيئ ذكر الفنان حسن عباس ، الذى لا زال يحمل بين جوانحه التبشير بهذا المشروع فى اصوله الفكرية . ومن الزميلات يطيب لى ذذكر الاستاذة ايمان حسين وأخريات تقادم الزمان فسقطت اسمائهم من ذاكرة خربة تبحث عن الاستقرار بعد طول رحلة وهول نتيجة. أخيرا عزيز القاريئ ان عملية نهب تام قد تمت لهذا المشروع تحت عين ادارة المصنفات ...ولا نملك ازائها الا الدعاء ( حسبنا الله نعم الوكيل)
تعريف المسرح التنموي:
إذا كانت المشاكل تورث فمن الممكن اختراع الحلول. والمسرح التنموي هو حل يتم اختراعه بتوظيف الأشكال الثقافية والأجناس الإبداعية المتعددة وسط المجموعات البشرية بغية تنشيط عناصر التنمية البشريةHuman Growth لتوصيل بعض المفاهيم التنموية مثل البناء، التعليم، الصحة، حماية البيئة، ونشر ثقافة السلام المختزلة داخل عناصر الثقافات تلك فالعملية الدرامية التي نطلق عليها تعبير (المسرح التنموي Developmental Drama /Theatre ) هناك بلا شك عدد من الأسباب التي يمكن اعتبارها دافعاً وسبباً في بذوق تيار المسرح التنموي في مطلع هذا القرن الحادي والعشرين. ومن تلك الأسباب:
1. ازدياد الوعي وسط المجموعات المسرحية والدرامية وإحساسها الكبير بضرورة تحريك هامش التجريب والانفتاح على الفضاء الثقافي السوداني.
2. الامتعاض والتذمر المستمر وسط المسرحيين من عراقيل المؤسسة المسرحية الرسمية في السودان التي لا زالت تعمل على تكريس ثقافة المركز ولم تعد تتسع لاطروحات وتجارب الهامش المسرحي.
3. التأثر الكبير بالقضايا المعاصرة مثل قضايا الفقر، الحرب، السلم وقضايا البيئة، صحة الطفل وقضايا المرأة، والتنمية بأنواعها المختلفة.
4. الوعي والمشاركة في المؤتمرات العالمية للحركة المسرحية والخروج من الفضاء العربي إلى الفضاء الأفريقي والأوروبي، وازدياد الإحساس بالعالم وقضايا العولمة والنزوع نحو كسر أغلال المحلية والإنطلاق في فضاء عالمي يمتاح من دراسات الأداء Performance Studies كمنهج ومدخل جديد للمسرح في عالم متغير.
يحتاج المسرح التنموي لمقدرة ذكائية عالية وخيال إبداعي ثر بالإضافة لمعرفة دقيقة بطبيعة أفكار وقيم الشعوب والمجموعات البشرية المختلفة. كل ذلك لابد من أن يكون مصحوباً بموهبة درامية كبيرة. لأن المسرح التنموي يتعامل مع المكونات الثقافية، والأشكال الفنية والإبداعية الشعبية لدى الشعوب المختلفة، والمجموعات القبلية المتعددة. ويعرف الدكتور أوبيو موما، استاذ الدراما بجامعة نيروبي- كينيا- المسرح التنموي قائلاً "فالدراما أو المسرح التنموي Development Drama/ Theatre في العادة توظيف لأشكال الفنون الشعبية بخيال واسع وحذر كبير لأن برنامج المسرح التنموي يهدف إلى بث الوعي الثقافي والتحول لدى المجموعات المستهدفة بغية التطور والتنمية البشرية Human Growth .ومجال المسرح التنموي مجال خصب يحد اليوم رواجاً كبيراً في كافة أنحاء العالم والدول الأفريقية على وجه الخصوص، هذا بالإضافة إلى الجدل الأكاديمي الذي وفره تيار المسرح التنموي بين الدراميين الأفارقة والذي يرون أن دور الدرامي الأفريقي يختلف عن مثيله الأوروبي "لا يمكن للكاتب الأفريقي أن يلج إلى عمق التاريخ ما لم يع دوره الحاضر ولكي يتم كل ذلك يجب أن يكون الدرامي الأفريقي فناناً قبل كل شيء وليس دعائياً Propagandist، فيلسوفاً وليس صانع محاكياً ". هذا بلا شك أمر يضع العاملين في مجال الدراما التنموية في محل التجربة الفعلية والمعرفة العلمية والحرفية التامة والوعي بتوظيف هذه الأجناس الإبداعية دون تغريبها – من غربة- لكي لا تفقد أثرها السيسيولوجي والقيمي. والمسرح التنموي بهذا المعنى الشامل معروف لدى كافة الشعوب وتوجد عناصره في ثقافات المجموعات القبلية والمجتمعات المتعددة والمنتشرة في كافة بقاع القارة الأفريقية. ومن التعاريف المفهومية والعملية للمسرح التنموي التعريف التالي "المسرح التنموي Theatre For Development TFD، هو تيار أشبه بالمسرح الجماهيري والشعبي Popular Theatre العروض. ويوجد المسرح من أجل التنمية حيثما يتوفر عدد من المسرحيين الذين يعملون مع المجموعات المتنوعة والمتعددة في مجال التنمية، أو مع المنظمات المختلفة التي تعمل في هذا المجال الحيوي، يساعدون في خلق نوع من المسرح ذا رسالات إنسانية حيوية في مجالات متعددة مثل التغذية، محو الأمية، وصحة البيئة، والزراعة حول أماكن السكن (الجباريك). هذا النوع من المسرح يتراوح بين الدراما والأغاني والرقص، وفي الغالب ما تكون الأغاني بسيطة تحمل ألحان ذات رسائل واضحة في الحقل المحدد. ويكون العاملون في مجال المسرح التنموي في شكل مجموعات أو منظمات أو Animators منشطين ".
والمسرح التنموي بهذا الشكل والمضمون نشاط أصيل في السودان تمتد جذوره وفروعه في الثقافة والقيم الحضارية السودانية التي تمتاز بمفهوم الأسرة الممتدة والتي تقوم على التماسك، والتشاطر والعطاء، والكرم، وإغاثة الملهوف والتحمل والصبر وهي جميعها عناصر لثقافة السلام وفقاً لبيان الأمم المتحدة وإجماع المختصين في هذا المجال. ظل نموذج المسرح التنموي موجوداً منذ زمن بعيد تمارسه المجموعات البشرية السودانية كنشاط اجتماعي واقتصادي بأشكال وأساليب عديدة يعبر عن قيمها ومفاهيمها التقليدية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية. كما ظلت الممارسات الشعبية والأشكال الثقافية المتعددة تحمل في طياتها أساليب ومناهج تقليدية لبعض القضايا الإنسانية الحساسة مثل قيم السلام وفض النزاعات. فـ (النفير) –على سبيل المثال- هو أحد أشكال المسرح التنموي الذي يكاد يكون موجوداً في كافة بقاع السودان، ذلك لما يحتويه من معاني وقيم تصب كلها في خانة التماسك Solidarity والتشاطر والعطاء.
المسرح التنموي.. النموذج والمنهج:
نموذج المسرح التنموي نموذج تجريبي بالمعنى الدرامي النقدي للمفردة، ولا يقوم المسرح التنموي إلا عند نشوء الحاجة للتنمية البشرية بكل أنواعها.
فالتعاريف وحدها لا تكف لجعل التجربة المتخيلة تجربة عملية وواقعية لذلك يمثل الحقل الذي يتم فيه تجريب النموذج المعني دوراً كبيراً وأساسياً لجعل التجربة تجربة واقعية. ذلك يقودنا إلى البحث عن المنهج والطريقة التي يتبعها العاملون في مجال المسرح التنموي.
وهنا سأقوم بهذا التصميم كنموذج Module للمسرح التنموي وهو النموذج الذي أرى يمكن اتباعه لتوصيل مفهوم ثقافة السلام وبناء سلام لقواعد Grassroots Peace Building كقضايا تنموية للفئات المستهدفة بهذا البرنامج.
ينبثق مفهوم المسرح التنموي ونموذج الذي ظل موجوداً في القارة الأفريقية من مفهومين أساسيين اتسمت بهما الظاهرة الدرامية/ المسرحية طيلة تطورها عبر التاريخ وهما:
أولاً: الاعتماد على أساليب المسرح عامة في توصيل الرسائل والمفاهيم المستهدفة. فالمسرح في شكله التقليدي الغربي Western Theatre يقوم على توظيف خشبة المسرح Stage التي توجد داخل مبنى المسرح Play house بغية توصيل رسالة بعينها للمتلقي داخل قاعة المبنى. وهذه هي العملية المسرحية Theatrical Process التي سادت العالم كمنظومة اتصال ثقافية. لأن المسرح بهذا هو فن غربي-أوروبي تمتد جذوره إلى الحضارة الإغريقية القديمة، يمثل المسرح الإغريقي القديم Ancient Greece Theatre ذي البنائية الفلسفية الأرسطي الأصول الكلاسيكية والفكرية لهذا الفن. أما تجربة المسرح التنموي لا تقوم على أصول فكرية أرسطية، فالجمهور هو الممثل المشارك، والمشاركة تعني تجنب شكل الحوار الدرامي.
ثانياً:
المعرفة العميقة بمكنيزمات الثقافة لدى المجموعات البشرية المستهدفة ببرنامج التنمية البشرية والقدرة على تحليل تلك الثقافات وإرجاعها إلى عناصرها الأولية لأن المسرح التنموي يوظف تلك العناصر سيسيولجيا وأنثربولوجيا ليكشف العناصر الحقيقية لعمليات التحولات الاجتماعية Transformations التي تركز على المفاهيم الثقافية والاجتماعية.
نخلص من كل ذلك إلى ضرورة توفر خمسة عناصر أساسية يستهدفها (المنشط الدرامي) Drama Animator نصب أعينه وهو يقبل على مشروعه التنموي وهي:
1. اللغة: ما اللغة المناسبة التي يمكن استعمالها في الحقل؟
2. البيئة: ما هي البيئة التي تناسب هذا الموضوع؟ بمعنى ما هو المكان المناسب لطرح الموضوع والمشروع.
3. المشاركون: من يفعل وما الذي يجب فعله؟ وهذه أساسية بالنسبة لمنسق المشروع Project Co-Ordinate.
4. الثقافة: ونعني المعنى الكامن للثقافة Intent Culture والذي قد لا يبدو ظاهراً للعيان في حالة التعامل، بعجلة واهتبال مع المجتمع. وهنا يمكن تضمن تتبنى الأشكال الفنية المحلية.
5. الزمن: ما الزمن المناسب للعمل وسط المجتمع المستهدف وتنفيذ المشروع؟
ملحوظة: ينبغي أن يضع المنشط في اعتباره وهو يقوم بعمله الدقيق ذلك أن التحول الاجتماعي Social Transformation مسألة مؤلمة ومعقدة وتمرين بطيء فإذا ما اكتشف المنشط أو المبادر ليس لديه من الزمن الكافي فمن الأفضل له أن يتمهل حتى يتوفق في توفير الزمن الكافي لهذه العملية أو أن لا تقل من ستة أشهر في الحقل.
أيضاً على المنشط الدرامي التمتع بخصائص اكتساب صداقة وثقة المجموعة المستهدفة بالبرنامج التنموي، وأن يضع نصب أعينه ضرورة تعاون أفراد المجتمع معه لتوفير المعلومات الهامة. بالمعنى الآخر إن ما نطلق عليه المعنى الخفي للتعبير الثقافي Latent Culture هي مجموعة قيم عميقة.. وهي ذات القيم التي يقوم المنشط الدرامي بتبنيها وتنشيطها وتفعيلها، وهي مسألة تحتاج للزمن الكافي وعدم التسرع. لأن المسألة التي يقوم المنشط الدرامي/ الموصل الدرامي عملية إبداعية متداخلة تبدأ من داخل المجتمع Within Community، لأن الموصل Communicator أحياناً يلعب دور الموجه, فهو أشبه بحادي الرحلة الذي يقرر المواصلة أو عدم المواصلة في السير. ومن المعروف كي تقود مجتمع ما ذلك أمر يحتاج لكسب ثقة ذلك المجتمع. ولكي يكسب شخص ما ثقة المجموعة يحتاج للزمان الكافي. إن الموصل المسرحي Theatre Communicator الذي يسعى إلى بث رسالة تتنموية محددة وسط مجتمع محدد مثل (ثقافة السلام) أو (تنظيم الأسرة)، أو (الخفاض الفرعوني)، أو (رفض الحرب مع العدو الذي يعيش معه في أرض واحدة).. الخ يستوجب عليه إذا ما علم أن موضوعه قابل للنزاع أو ربما رفض بعنف أو اعتبر وعد كاذب، عليه أن يتحرى الدقة وأن يكون ذكياً وقادراً على التحليل البنيوي لموضوعه وفقاً للمعطيات الثقافية لتلك الجماعة.
كل هذا يدل على أن نموذج المسرح التنموي هو نموذج للتداخل والاتصال يدخل للناس بواسطة لغتهم الخاصة وثقافتهم المحلية. قالشعوب تتحدث بلهجات وتعبر عن قضاياها الخاصة والإنسانية الحساسة بنظمها ودلالتها المحلية. وبهذا يمكن مخاطبتهم بواسطة أناس يعرفونهم. كما يجب تصميم الرسالة في قالب لا يحتوي على أي نوع من الغرابة والمفاجأة والفوقية، أي أن يكون قالباً به نوع من الألفة والسهولة والإنسياب.
فمثلاً إن كنت غريباً Outsider على هذا المجتمع عليك على سبيل المثال أن تتعلم وتستعمل بعض المفردات، والأمثال، التي تخصهم أثناء حديثك فأمر من هذا القبيل يجعلك قريباً منهم. فالذي يعمل وسط مجتمع (المسيرية) ينبغي أن يضع في اعتباره أنه يتعامل مع مجتمع تقليدي عشائري، وبدوي في أكثره، ويتحدث الأفراد فيه كثيراً بصيغة الأمثال، وهو مجتمع حذر وبه جدية يتمتع ببنية فوقية قوية فالمسيرية لا يحبون المزاح، وتمثل الإدارة الأهلية سلطة قوية، ونموذج البطولة لدى ذلك المجتمع هو الشخص الجاد المتماسك. وعلى الرغم من أن مجتمع المسيرية هو مجتمع غني بإبداعه ذي الظواهر الدرامية، لكن ليس بمعناه الحضري والثقافي وجود، فالهداي (الشاعر في تراث المسيرية) يلهب حماسهم بشعره لكن نظرتهم إليه لا تخلو من إزدراء وانتقاص في وضعه الاجتماعي إلا ما نموذج المسرح التنموي لتدريب معملي الأساس على السلام:
Drama Peace: Basic School Teachers Training Model
النموذج التالي يمكن إتباعه في تدريب معلمي مرحلة الأساس على السلام يرتكز هذا النموذج على المسرح التنموي بوصفه دراما تعليمية Educational Drama وهو منهج قيد التجريب.
هناك عدد من الخطوات تم إتباعها لتنفيذ هذا البرنامج أهمها المدربين
ثانياً: لماذا تدريب على هذا برنامج السلام؟
يمكن كسر دائرة ثقافة الحرب بتوسيع دائرة ثقافة السلام.. أهم أطر هذه العملية هو التوغل داخل المؤسسة الاجتماعية وفقاً لمنهج المسرح التنموي، حيث يتم الغوص داخل العمق الثقافي لدى المجموعة المستهدفة بالبرنامج. وتمثل مدارس الأساس مرتكزاً أساسياً وحجر الزاوية لقواعد المجتمع، فتدريب المنشط على برنامج السلام وتمليكهم منهج المسرح التنموي من أجل السلام يعني وبصورة مباشرة التأثير على النشء وبناء السلام داخل عقولهم خاصة تلك المدارس التي تقع في المجتمعات والمناطق المتأثر بالحرب. وهنا يمكن الإشارة إلى العملية التي نطلق عليها التمليذ والمعلم و منشط المجتمع بوصفها وسيط سلام.
فمعلم الأساس هو حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية إذ يمكن لمعلم الأساس بث روح الدراما التعليمية بين تلاميذه متخذاً من العناصر الثقافية والأجناس الإبداعية الفلكلورية ذات الأشكال والخصائص الدرامية لنشر ثقافة السلام وبث قيم الحب والإخاء التسامح، ونبذ الحرب والصراعات القبلية وظواهر التخلف التي تقود الصراعات والنزاعات القبلية. أيضاً يمكن لمعلمي الأساس –بوصفهم طبقة مستنيرة- ذات حضور فاعل ومؤثر في أماكن النزاعات القبلية توظيف الثقافات المحلية والأشكال التقليدية في فض النزاعات مثل (الجيدية) ووضعها في قوالب درامية ومسرحية ليؤديها التلاميذ أمام ذويهم.
وتمثل المهرجانات وليالي السمر التي يقيمها معلمو الأساس آلة إعلامية ضخمة يمكن توظيفها في نشر ثقافة السلام وإرساء قيم التعايش السلمي والإخاء.
ثالثاً: المهرجانات الدرامية المدرسية في المجتمع المعني من أجل السلام:
ظلت المهرجانات والاحتفالات المدرسية منذ وقت بعيد معروفة لدى كافة المدارس السودانية في مرحلة الأساس. بالفعل لم تعد هذه المهرجانات وليالي السمر موجودة بالكثافة التي كانت من قبل ويرجع لعدة أسباب تندرج كلها تحت ما تعاني منه تلك المدارس. لكن النظر إلى المشكلة دون التحرك نحو حلها يعني الاستسلام لها. والمهرجانات تمثل تظاهرات ثقافية فاعلة خاصة في المجتمعات التقليدية التي توجد فيها ومدارس الأساس. أيضاً وجود تلك المدارس في القرى التي يحل فيها من وقت لآخر بعض الفئات المترحلة كما هو في ولايات التماس المتأثرة بالحرب فمن خلال المهرجانات تكتشف أسرة التلميذ ذلك الوعي الذي اكتسبه ابنهم، وتحوله من ثقافة الترحل إلى ثقافة الحضر.
رابعاً: عناصر مهرجان الدرامي المدرسي من أجل السلام:
التمكن من عناصر الدراما:
ونعني هنا أن يكون معلم الأساس من الذين تلقوا كورساً، أو دراسة لا تقل عن شهر، وتعرف على أسس المسرح، تاريخه، ونشأة عناصره وأصوله الثقافية هذا المعلم يمكنه تطوير بحثه الدرامي في إطار عناصر الثقافة المحلية والدرامات محلية، والممارسات الثقافية ذات خصائص احتفالية درامية. على سبيل المثال يمكن للمعلم الذي يعمل بمدارس الأساس بولاية غرب كردفان، جنوب كردفان، جنوب دارفور أن يبحث في الممارسات الثقافية التقليدية لقبائل تلك المنطقة على سبيل المثال المسيرية، والرزيقات، النوبة، والدينكا وقبائل البرقو والبديرية والفلاتا كمجموعات تعيش في هذه المنطقة بسلام وتتمتع بعلاقات تاريخية أزلية متميزة. فممارسات (النفير)، و(جلسات البرامكة) ورقصات النقارة والمردوم والأغاني السائدة يمكن توظيفها في المهرجان ليؤديها التلاميذ بعد أن يتم التركيز على عناصر ثقافة السلام. مثل تصوير أعيان القبائل ورحالات العشائر الكرماء الذين يقومون على أمر الكيان القبلي والعلاقات التي تربطهم ببعض، وما يمتازون به من حكم وقيم أدت إلى تماسك الأسر. ايضاً يمكن البحث في أشعار (الهداي) وأشعار (الحكامة) وتوظيف تلك الأشعار في نشر ثقافة السلام ومكافحة ثقافة الحرب، أيضاً مناقشة قضايا التنمية.
التمكن من عناصر بناء وثقافة السلام:
يجب أن يطلع المعلم الذي يقوم بالتحضير لمهرجان الدراما من أجل السلام على عناصر ثقافة السلام التي وردت في بيان الأمم المتحدة UN ومنظماتها المتعددة مثل اليونيسيف UNICEF واليونسكوUNESCO ويمكن أجمال تلك العناصر في النقاط التالية:
1. نبذ العنف: رفض العنف بكل أشكاله الجسدي، النفسي، الاقتصادي، الاجتماعي.
2. احترام الحياة بكل أنواعها: أن احترام حياة وكرامة كل كائن بشري بلا تمييز.
3. الإصغاء سبيل التفاهم:أدافع عن حرية التعبير والتنوع الثقافي مؤثر الإصغاء والحوار دائماً ولا أنساق إلى التعصب.
4. التحمل والتشاطر والعطاء: بذل الكرم والسخاء نوضع حد للنبذ والطغيان السياسي والاقتصادي.
5. صون كوكبنا: أدعو إلى سلوك استهلاكي مسئول وإلى نمط إنمائي يراعيان أهمية الحياة بكل أنواعها ويصونان توازن الموارد الطبيعية للكوكب.
6. احترام الآخر.
يمكن للمنشط أن يكتشف هذه المعاني داخل الثقافات المحلية، خاصة إذا ما وضع نصب أعينه أن مجتمع الريف والمجتمعات التقليدية اربطها أسس التماسك، والتشاطر، والكرم وتمثل الأسرة والعلاقات الطيبة القبلية رابطا كبيرا وأساسا للحياة.
مقدرات التلاميذ الدرامية:
للمنشط دور كبير في اكتشاف مقدرة التلاميذ والتلميذات الإبداعية. فالحقيقة هي أن طلاب الأساس يحملون في داخلهم مقدرات وإمكانيات إبداعية لصيقة بثقافتهم المحلية... أن فلسفة المسرح التنموي تعنى بتطوير هذه الإمكانيات وليس مسحها من ذاكرة الطالب... ولتلاميذ المدارس إمكانية استيعاب هائلة لمنهج أداء العرض الدرامي الاحتفالي إذا ما لمس هذا الأداء بيئته الثقافية ومكوناته الإبداعية الأولى.
تنفيذ المهرجان:
أولا: يقوم المنشط بعمل تخطيط مبدئي، يشمل الفكرة، الخطة الأهداف، الوسائل الزمان، المكان، النتائج المتوقعة، وخطة مختصرة.
ثانيا: تقديم هذه الخطة للجهات التالية: مثل منسق المجتمع بصورة إلىمدير المدرةو الي مكتب التعليم و ممثل اليونيسيف أو أي منظمة تعمل في مجال السلام ـ السلطات المحلية.
ثالثا: بعد الموافقة وتوفير الميزانية، يمكن للمنشط أن يقيم مهرجانا داخليا بغية المنافسة بين التلاميذ لاختيار العناصر التي تقوم بقيادة العمل. يجب أن يكون المنشط حذرا وإلا يبعد التلاميذ عن المنافسة لحجة أنهم فاشلين في التنافس, لأن أجراء مثل هذا كفيل بأحداث خسارة ونتائج وخيمة لدى التلميذ المبعد على المدة الطويل. الحقيقة لأن معلم الأساس يكون أكثر نجاحا في مشروعه إذا نظر إليه بعين جمالية واعية تقوم على أساس الإنسان في الأصل كائن مبدع، والتدني في الأداء الإبداعي ما هو إلا درجة أخرى من درجات الأداء الكامل!!!
بهذه الرؤية المتكاملة الإبداعية يمكن للمنشط أن يستوعب كل التلاميذ والتلميذات المجتمع المعني في مشروعه. أيضا ينبغي مراعاة تمثيل كافة الفئات القبلية وأن لا يتم الاختيار من فئة أو مجموعة قبلية واحدة.
رابعا: المكان, يمثل المكان الذي يتم فيه المهرجان جزءا مهما في نجاح أو فشل المشروع, وقد يكون المكان حرم المدرسة, أو ميدان عام أو استاد, أو مدى للرقص التقليدي, وأحيانا قاعة أو فسحة بالقرب من سوق القرية.
الزمان: لاختيار الزمن المناسب دور كبير في نجاح أو فشل العديد من المناسبات والمشاريع الخاصة في مناطق القرى, حيث يتوفر الناس حول أماكن موقع المدرسة في فترات محددة مثل يوم(سوق القرية) وهو ما يسمى (سوق أم سويقو) حيث يتوافد المواطنون الرحل من القرى المجاورة في القرية ندر. وتمثل المرأة نقطة ارتكاز في المعاني القيمية والإنجاز الاجتماعي والسياسي(قيادة القبيلة), فالرجل المسيري لا يخيب للمرأة رجاء مهما كلفه ذلك, وتمثل المرأة سلطة اجتماعية كبيرة وبالتالي كسب ثقة هذه المرأة أمر أساسي بالنسبة للرجل المسيري... لذلك يمكن وضع اعتبار كبير لدور شاعرة القبيلة(الحكامة).
يناقش المسرح التنموي بطبعه قضايا عديدة, وبعض هذه القضايا متداخلة بعضها لا يقبل النقاش أو الحوار كقضايا(تنظيم الأسرة) و(الختان الفرعوني) لهذا يستوجب أن يكون المبادر والعامل في هذا المشروع ذو دراية تامة وعميقة بأصول هذه المفاهيم. على سبيل المثال أن مجتمع الريف, والمجتمع البدوي يتمحور حول العلاقات العشائرية بصورة أعمق من مجتمعات المدن أيضا من المهم للغاية أن يتمكن المنشط من معرفة عقائد ومثل وطقوس هذه المجموعات, لن الشخوص التي يمكن صناعتها وابداعها من داخل هذا المجتمع تحمل في طياتها وبنيتها الاجتماعية هذه العلاقات الهامة لذا يعطي العاملون في مجال المسرح التنموي اهتماما كبيرا لهذه الأشياء الدقيقة لأنها تفيد كثيرا في أحداث التحول المطلوب. فالذي يعمل وسط إحدى قبائل النوبة التي تؤمن (بالكجور) ليوصل رسالة فحواها(النظافة من الإيمان), تكون رسالته أكثر قابلية إذا ما تمكن من إبراز الكجور ووظفه في إيصال مفهوم(النظافة من الإيمان) بدل مطالبة المواطنين بالتخلي عن كجورهم. وهكذا يمكن أن نغير طبيعة تفاهمنا مع هذه المجموعة البشرية فيصبح(الحوار) بدل(المحاضرة) و(المشاركة الجماعية) بدل الأداء المسرحي المنفرد أمام متفرجين. أي أنه من الضروري تقليص عناصر العملية المسرحية, وتصعيد عناصر المشاركة الدرامية الثقافية الشعبية,
نموذج:
فلنفترض أننا سوف نقوم ببث رسالة عن(ثقافة السلام Peace Culture) أو(صحة الطفل Child Health) يمكن أن نتبع الخطوات التالية:
مقدمة: قبل الذهاب إلى الحفل لا بد من إقامة بروفة لفترة 30 دقيقة لمسرحية قصيرة من أجل الاستمتاع والضحك, ذلك لجلب الناس للمشاهدة بواقع الفضول.
المكان: سوق, قاعة عامة, فسحة في أي مكان جماهيري, يوم عطلة أو احتفال, يوم قومي. يمكن أن نستفيد من أعيان القرية أو أشخاص محليين حتى لتوضيح المعنى الأساسي للمسرحية, مثل موضوع (الرضاعة)يمكن دعوة المواطنين للمشاركة في العمل.
الأسبوع الأول: عمل مسرحية مرتجلة جماهيرية عن الصحة يشترك فيها القرويين. لأن ذلك مفيد في خلق نوع من الإشاعة عن ماذا تم عمله. بتأسيس صداقة وعلاقات إعلامية. لا بد من خلق علاقة بين هؤلاء المشاركين ذلك لبناء الثقة بينهم.
الأسبوع الثاني: بعد خلق ثقة وعلاقة كافية, مع أفراد هذه المجموعة, بالإمكان أن تبدأ المسرحية بصورة مشذبة واشتراك المواطنين المحليين في العرض وجعل بعضهم وفقا للسيناريو قادة فكر أو صناع قرار. مع منحهم تفسير وتوصيل هذه الرسالة.
الأسبوع الثالث: بعد الطلب من السلطات المحلية, بالامكان إقامة عرض موسع لكن لا بد من المحافظة على طبيعة المتعة والتشويق في الرسالة. يجب عدم جعل النقاش والسؤال عن مدى فهم الناس هو الهدف في أثناء العرض لكن ذلك يأتي عند النهاية في إطار التقويم بعد كل عرض.
ملاحظة: هناك دائما مستمع في هذا المنهج. واستيعاب أفكار جديدة من واقع المنطقة. أيضا لا بد من وضع اعتبار خاص للأحداث والأشياء غير المتوقعة. هذا المنهج هو المنهج المتبع من قبل مجموعة السيقوتي Sigoti Theater Group والرابطة الكينية للدراما والتعليم KDEA وبه الكثير من العناصر المسرحية, واتجاه تطوير العملية إلى عرض مسرحي وهو نموذج يمكن التعديل فيه بغية تقليص عناصره المسرحية ليتناسب مع بعض المجتمعات المتأثرة بالحرب مثل مجتمع المسيرية.
المعنية في يوم محدد من أيام الأسبوع. فمن العبث بمكان أن يتم مهرجان بدون حضور المواطنين فذلك أمر فيه إهدار للمال ومضيعة للزمن.
البروفات: يقوم المنشط بعمل البروفات على المستوى التقليدي والأداء. معتمدا أولا على المقدرات الأولية للتلاميذ المجتمع المعني , وأن يكون هدفه عمل مهرجان دعائي إعلامي ضخم وليس عرضا مسرحيا صغيرا محدود. مهرجان به نوع من التنكر والأقنعة المحلية, والأزياء وكل أنواع الفنيات والممارسات التقليدية الفولكلورية يتم فيه تقليد أدوار الحكامات والهدايين, كل يصب في خانة السلام.
على المنشط تمرين تلاميذالمجتمع المعني في توظيف الإمكانيات المحلية في الإعلان عن مشروعه, مثل الإذاعة المحلية, والإعلان التقليدي بواسطة مكبر الصوت من على ظهر سيارة، أو كارو، أيضا بمكن الوصول إلى محلات تجمعات المواطنين ودعوتهم بطريقة مباشرة وكذلك توظيف المسجد ودور العبادة المتعددة مثل الكنائس والخلاوي لهذا الهدف. يمكن اختيار شعار للمهرجان من البيئة مثل(إيد على إيد تجدع بعيد) وهو شعار يدل على التماسك والتشاطر والتعاون كعناصر أساسية لثقافة السلام.
ما بعد المهرجان: مرحلة ما بعد المهرجان مهمة للغاية حيث يمكن متابعة التلاميذ ومكافئتهم بهدايا رمزية. وأن يقوم منسق المجتمع المعني بكتابة شهادة وأرسال رسائل لذوي تلاميذ المجتمع المعني، تنص على الأداء الرائع الذي قام به أبناؤهم في نشر ثقافة السلام لأن مثل هذه الرسائل هي الأخرى وسيلة لنشر ثقافة السلام... لأن منظومة الدراما من أجل ثقافة السلام تهدف لتكثيف مثل هذه الدلالات بين المواطنين.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-08-07, 08:50 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-09-07, 12:55 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Muna Khugali | 04-09-07, 01:43 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | عفاف أبو حريرة | 04-09-07, 01:52 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-09-07, 02:08 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 03:25 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-09-07, 03:37 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 03:57 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-09-07, 04:07 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-09-07, 04:24 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-09-07, 04:47 PM |
 Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-09-07, 06:09 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 06:17 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 06:46 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-10-07, 03:22 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 07:27 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 08:31 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 08:34 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 08:51 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 09:14 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 09:34 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | معتصم ود الجمام | 04-09-07, 09:50 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-10-07, 05:37 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-09-07, 09:47 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-10-07, 01:56 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-10-07, 05:24 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-10-07, 05:51 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-10-07, 09:59 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-10-07, 01:23 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-10-07, 01:27 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-10-07, 02:15 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-10-07, 03:19 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-10-07, 04:01 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | معتصم ود الجمام | 04-10-07, 04:45 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | عبد المنعم سليمان | 04-10-07, 04:13 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-10-07, 04:59 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | ناذر محمد الخليفة | 04-10-07, 05:02 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-10-07, 05:13 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-11-07, 07:37 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-11-07, 12:49 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-11-07, 12:57 PM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | bayan | 04-13-07, 10:22 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-15-07, 06:13 AM |
| Re: حتى انت يا ناذر....أين أنا؟؟ | Abuelgassim Gor | 04-15-07, 06:14 AM |
|
| |
Abuelgassim Gor
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست