|
Re: كنا في معية السامق الباسق ( ود المكي) واخرين من الزمن الجميل! (Re: هشام هباني)
|
وشكري الجزيل لصديقي و(استاذي) العزيز عبد اللطيف على الفكي الذي اتاني صوته الهاديء الرصين عبر الهاتف وهو يعتذر بأسف عن لقائي العشوائي به من غير ميعاد لانه كان مسبقا مرتبطا بميعاد مع اخرين من الاصدقاء لم اتشرف بلقائهم في هذه الرحلة وقد اكبرت فيه هذه الروح الراقية المتحضرة التي نحتاجها نحن بنو السودان في هذا الزمن العجيب واخي عبد اللطيف ظل كما عهدته منذ ان التقيته علي ارض ليبيا في اوائل التسعينيات بذات الهدوء والانضباط اي شخص متحضر وحينها كان يعمل كمحاضر اوحد للغة العربية للناطقين بغيرها في ذات الكلية التى درست فيها اللغة العبرية بجامعة الفاتح وهي كلية اللغات وكنا نقطن سويا في داخل الحرم الجامعي حيث كان شخصي حينها طالبا بالكلية وايضا متزوج ولديه طفلة (نضال) وبجانب دراستي النهارية كنت اعمل عملا مسائيا في خارج الجامعة وفي حرم كلية اللغات كان زملائي الليبيين من الطلبة في قسم العبرية يتعجبون من علاقتي بالاستاذ عبد اللطيف واخي الدكتور الفاتح محجوب بقسم اللغة الروسية عندما التقيهما واحييهما وانا احكي لهم بانهما اصغر سنا مني ويبدوان هكذا عبد اللطيف والفاتح فيضحك زملائي اللليبيون على هذا الطالب العجوز الذي يتمختر وسطهم وهو اكبر من بعض الاساتذة ويضحكون اكثر عندما احضر الى الكلية في بعض مناسباتها العامة ومعى زوجتي وبرفقتنا الابنة الطفلة انذاك (نضال)... واذكر انني عندما تخرجت من قسم اللغة العبرية قرر بعض الطلبة من اصدقائي السودانيين بالجامعة ان يقيموا حفلا ساهرا بمناسبة تخرجي ورفضت الفكرة من اساسها وانا اقول لهم( يا جماعة مالكم ومال الفضايح انا هسع بخلقتي ودقني ده حايم في الجامعة لي زمن وكتير من الموظفين والطلاب والدكاترة بفتكروا انى استاذ بالجامعة وحكاية حفلتكم دي بتجيب لي الهوا ساكت وتكتر فضايح اخوكم الطالب العجوز قدام طلاب الجامعة والموظفين) ولكن ملحة واصرار و(لياقة) السودانيين انتصرت على ارادتي واقيم الحفل وهو حفل تخرج (اكبرو اهرم) طالب فى الجامعة وقد دعى منظمو هذا الحفل بعضا من موظفي الجامعة الذين يخدمون في مجال الاسكان والاعاشة كنوع من التواصل الذي رسخه الطلاب السودانيون في تعاملهم مع ادارة الجامعة وكان حفلا رائعا وجميلا واكل و(سكسك) موظفو الاسكان والاعاشة الليبيون وانتهي الحفل على سلام..... ولكن كانت المفاجاة المضحكة في صباح اليوم التالي عندما كنت في طريقي عابرا الجامعة عندما التقاني واحد من اولئك الموظفين الليبيين الذين (تعشوا وسكسكوا في حفلة الطالب العجوز هباني) وهو يبادرني بتحية صباحية مشفوعة بقوله : ( والله ما شاء الله كانت حفلة باهية يا دكتور) وشكرته وانا اكتم الضحكة القنبلة التي كادت ان تفجرني حامدا الله ان هذا الموظف الطيبان بعد كل هذه (الهلولة والهيلمانة) من طقوس التخريج لم يدرك ان كان المحتفى به طالبا ام دكتورا ولله في خلقه شئون! تحياتي الى الاستاذ عبد اللطيف على الفكي وزوجه الكريم اختنا الاستاذة مريم احمد الطيب التى كنت اشتاق لرؤيتها وبنتيها الكريمتين (السيدتين سالي وعزة) واللتين كانتا طفلتين انذاك وايضا الابن علي (علاوي) الذي كنت مشتاقا لرؤيته لانه كان يصغر ابنتي نضال بحوالي الثلاثة اعوام وللاسف لم احظ برؤية هؤلاء الجميلين وكثيرين من الاصدقاء لم تسعفني ايامي القصيرات في التشرف بلقائهم ولهم عميق اعتذاري واتمنى ان التقيهم ساعات خير وحبور.
|
|
|
|
|
|
|
|
|