القابلية للاستحمار وتهافت اليسار بين جلد الذات وجلد الشريعة

Quote: الأخ عمر، تحياتي: ما قصدت أن يتهكم جرير من الفرزدق. أردت أن أطرح ببساطة ما يحدث على أحد الأصعدة من تحولات على مستوى الإنسان في السودان. منها أنني أرى أن تدخل الدين في السياسة سبب ولا يزال الكثير من الآلام للبشر. وهذه المسألة تزداد سوءا في مجتمع ذي تعددية وتنوع عرقي وثقافي. ناهيك أن المجتمع نفسه المتجانس عرقيا وثقافيا تستنفد معظم جهوده في حال سيادة نزعة التدخل الدين في السياسة في إنتاج تأويل وإنتاج تأويل مضاد لنفس مرجعية تم إنتاجها في زمان ومكان مختلفين. ففي السودان الحالي يوجد حسب بعض الدراسات حوالي 600 مجموعة عرقية وثقافية تتحدث بأكثر من 120 لغة وليست لهجة. وإذا كانت الثقافة العربية الاسلامية هي الثقافة السائدة في السودان، فدورها في تصوري لا يتحدد في تسييد تصوراتها للعالم قسريا، بقدر ما يتحدد وفق تصورات من علم الاجتماع في توجيه الحراك الاجتماعي نحو دمج وتوحيد ذلك التعدد والتنوع بصورة تحقق تعايشا سلميا من جهة وتعمل على تكوين ما يمكن تسميته شخصية قومية من جهة أخرى. لكن الدين في تصوري وتصور آخرين يكون أكثر رحمة بالبشر حين يكون علاقة خاصة بين الإنسان وما يعتبره مقدسا مطلقا