كوســتاوي انت انسان غير محترم ومطالب بالاعتذار للدكتور عبد الرحيم محي الدين!!

Quote: مراجعات سياسية: د. عبد الرحيم عمر محيي الدين بين دار الأرقـــم ودار كــــاهل تتمدد( أُمَّـــة الإســــلام) عند نهاية فترتي التي امتدت لمدة أربع سنوات في العمل الدبلوماسي كمستشار إعلامي بسفارتي السودان بلبنان وتركيا، قررتُ أن أقتحم الجامعات السودانية كأستاذ صاحب رسالة وقضية يسير على طريق الأنبياء والمرسلين والدعاة المعاصرين كالأستاذ محمد قطب والدكتور علي شريعتي ومالك بن نبي والندوي والمودوي خاصة وأن الجامعات السودانية قد افتقدت الكثيرين من المفكرين الإسلاميين الذين أخلدوا إلي الراحة تحت ظلال السلطة الوريفة وثمارها اليانعة وحتى الذين ذهبوا للجامعات تبوأوا مواقع إدارية عليا عزلت معظمهم عن قاعات الدراسة ومعاشرة مجتمع الطلاب حيث احتمى الكثيرون منهم بحجب إدارية ومجموعات حراسة بل إن بعضهم اتخذ عمارة كاملة مكتباً له بينما يكتظ أكثر من عشرة أساتذة من أساتذة جامعته في مكتب واحد.. فأستاذنا العلامة الكبير البروفيسير سيد محمد نجيب العطاس المدير والمؤسس للمعهد العالمي العالي للفكر والحضارة الإسلامية بكوالا لمبور عاصمة ماليزيا كان مكتبه الصغير جزء من مكاتب إدارة المعهد ولا تزيد مساحته عن ثلاثين متراً مربعاً وهو العالم الجليل والمؤلف الفيلسوف والمفكر الذي ترجمت مؤلفاته الكثيرة والعميقة لعدة لغات بل لقد ظل يقدم محاضراته في الفكر الإسلامي والفلسفة الإسلامية لطلابه بصورة عادية كبقية الأساتذة في المعهد ويتفوق عليهم بمحاضرته العامة التي تقدم مساء كل سبت يؤمها المفكرون والعلماء الماليزيين والأجانب.. بينما يتمدد مدراء جامعاتنا الذين ليست لهم علاقة بعلم الإدارة ونوابهم في بنايات كاملة وقد عزلوا أنفسهم تماماً عن محيط الطلاب وأصبحت مكاتبهم في أغلب أوقاتها محطات للأنس والحديث في السياسة المحلية والعالمية الطارئة بينما تجتاح محيط الطلاب موجات الماسونية والعلمانية والإفساد المنظم والجهل بأبسط قواعد الدين والأخلاق والقيم الفاضلة لدرجة أن تجارة المساحيق وكريمات التجميل تعرض على بوابات الجامعات من غير حسيب ولا رقيب ولا ناصح ولا موجه.. أما الحركة الإسلامية في الجامعات فقد أصبحت جزء من الديكور السياسي ذو الخطاب الفاتر والخواء الفكري الظاهر والجدل العقيم الماكر.. همها الوحيد هو أن تنال مقاعد الاتحاد بأي طريقة كانت ثم تدخل في بيات فكري قاتل حتى موسم الانتخابات القادم!!. أما قاعات الدراسة فلم تعد تستوعب الطلاب الذين تم قبولهم وفق برنامج الجامعات للجباية وجمع الأموال.. فالقاعة التي تستوعب سبعين طالباً تجد أن عدد الطلاب المقبولين فيها والذين ينبغي أن يحضروا المحاضرات داخلها أكثر من مائة وخمسين طالباً (!!) لذلك تجاهلت الجامعات مسألة حضور الطلاب للمحاضرات حيث أصبح الحضور غير ضروري وغير مُلزِم للطلاب فانقطعت الصلة بين الطلاب وأساتذتهم فأضحى الطالب يعتمد على المذكرات والـ spotting وبذلك ظلت الجامعات تُخرج أعداداً من الطلاب فاقدي التأهيل العلمي اللازم. أما وضع الأستاذ الجامعي فعنه حدث ولا حرج.. فأي موظف في الجمارك أو الضرائب أو جهاز الأمن أو الشرطة يتفوق على البروفيسير الجامعي من حيث المعاش والمخصصات فأصبحت الجامعات بيئة طاردة لا يلجأ إليها إلا مَنْ لا يجد غيرها.. في هذا الجو الخانق والذي مع سوئه لا يخلو من الغيرة والمكايدات وشيئاً من تصفية الحسابات شعرت أن عطائي خارج الجامعة سيكون أكثر حرية وانطلاقة وأفضل أداءً حيث يستطيع الإنسان أن يعبر عن نفسه بحرية لأنه سيد نفسه ورئيسها.. وصدق إمامنا وشيخنا الشهيد حسن البنا الذي وجهنا في رسالته الهامة التي تشمل أركان الدعوة العشرة والتي أطلق عليها اسم ( رسالة التعاليم) حيث علمنا أن لا نحرص على الوظيفة فقال: لا تحرص على الوظيفة فإنها أضيق أبواب الرزق.. وصدق رسولنا الكريم الذي علمنا أن تسعة أعشار الرزق خارج الوظيفة .. أي في التجارة.. فكل الموظفين يتنافسون في عُشـْرٍ واحد.. لذلك تقدمتُ باستقالتي من الجامعة تلك الاستقالة التي بدأت فعلياً ابتداءً من التاسع من يناير المنصرم 2009م وأنشأتُ ( شركة دار كاهل للدراسات والطباعة والنشر المحدودة) .. والتي تهتم بقضايا الفكر والثقافة وطباعة ونشر كتب التراث الإسلامي ورسائل أساتذة الجامعات للماجستير والدكتوراة تلك الأطروحات الهامة والتي ظلت لعقود من الزمان يحول دون طباعتها ضيق ذات اليد وجشع مؤسسات الدولة وشركاتها للطباعة وعدم رعاية الدولة للمبدعين والعلماء حتى أصبح معاش أصغر شاويش بعد الخدمة يزيد عن معاش أكبر بروفيسير في الجامعة أما معاشات العقداء والعمداء واللواءات والفرقاء فعنها يطول الحديث.. انطلقت شركة دار كاهل لتعلن التوأمة مع دار الأرقم بن الأرقم حيث انطلقت من دار الأرقم دعوة التوحيد والآن تنطلق من دار كاهل دعوة الوحدة الإسلامية وتوحيد أهل القبلة في الهدف والوجهة والمواقف.. فكانت : ( مجلة أُمَّــة الإسلامية العلمية) التي صدر العدد الأول منها صبيحة الإثنين 9/مارس/2009م متوافقاً مع ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى.. حيث حوت العديد من المقالات التي سطرتها أقلام كبار العلماء أمثال الشيخ القرضاوي والدكتور محمد عمارة والدكتور حسن حنفي والشيخ محمد علي التسخيري والسيد/ محمد حسين فضل الله وغيرهم من علماء الأمة الإسلامية.. إن مجلة أمة الإسلام تعتبر الأولي في السودان من حيث الموضوع والشعار والمادة الفكرية التي تتناول قضايا الأمة الإسلامية وتدعو للوحدة الفكرية والسياسية والتقارب بين المذاهب الإسلامية بصورة تنبذ كل ادعاءات الفرقة والشتات بين أفراد الأمة الإسلامية.. فإذا كان شيخنا الأفغاني قد سبقنا بقرن كامل بإصدار صحيفته الشهيرة ( العروة الوثقي) والتي عاونه فيها تلميذه الشيخ/ محمد عبده، فإن مجلة أمة الإسلام تسير على طريق العروة الوثقي وعلى نهج الأفغاني الذي يجمع بين الثورة والإصلاح وعلى نهج تلميذه محمد عبده الذي يدعو للإصلاح عن طريق التربية. الآن (مجلة أمة الإسلام) قد نزل العدد الأول منها للمكتبات. ( نواصل بإذن الله).