يا جماعة ماذا فعلت مصر لحكومة البشير هذه الأيام ليشتمها الطيب مصطفي منذ الفراعنة و حتي اليوم ؟؟

Quote: مصر وخليل إبراهيم والدور المشبوه!! (2) طباعة الكاتب Administrator الاثنين, 17 مايو 2010 10:24 قلنا إن خليل إبراهيم قد تحوَّل فجأة إلى مصر وبات يتحدث عن «أهمية إشراكها إشراكاً فعلياً في كافة قضايا السودان» بالرغم من أن الرجل كان قديماً يرفض أي دور لمصر في معالجة أزمة دارفور كما أن مصر لم تكن تُضمر للرجل إلا مشاعر التوجُّس والحذر!!.. كيف لا تفعل وهي التي تعلم عن العلاقة القوية التي تربط خليل إبراهيم بعدوها اللدود د. الترابي؟! وهكذا يهبط خليل فجأة في مطار القاهرة ويُستقبل كما يُستقبل رؤساء الدول في نفس الوقت الذي تقوم فيه قواتُه بالاعتداء على القرى والفرقان وتقتل وتسلب وتنهب وتروِّع المواطنين كما فعلت يوم قامت بمحاولتها الفاشلة لغزو أم درمان بمباركة الترابي الذي يصر حتى آخر لحظة من عمره على أن يلطخ تاريخه ويهوِي عليه بمِعْوله تدميراً وتخريباً وهكذا يصف خليل تحوله المفاجئ من الدوحة التي كان يتغنى بها إلى اتهام الوساطة القطرية «بعدم الحياد» ويقول عن القاهرة ودورها الجديد إنها «تدخلت في لحظة تاريخية» فهل بربكم نملك غير أن نبارك «للتعيس وخايب الرجا» حبهما وعشقهما المفاجئ؟! مصر تستقبل خليل إبراهيم في اليوم التالي لوصول وفدها المكوَّن من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ووزير الأمن عمر سليمان إلى الخرطوم في «بلطجة وفهلوة» تحكي عن الاستخفاف المصري الدائم بالسودان منذ عهد الفراعنة مروراً بالتاريخ الحديث من لدن الغزو المصري للسودان والذي يُعرف تأدباً بالتركي بالرغم من أن ذلك تزوير للتاريخ ثم غردون ثم كتشنر وكلاهما لم يقدما إلى الخرطوم من لندن وإنما من القاهرة التي جاءا منها على رأس جيوش مصرية جرارة ثم قرنق الذي كان يقتل أبناء السودان الشمالي ويُستقبل في مصر كما يُستقبل خليل اليوم «بالبساط الأحمر» في وقت كان يتعذّر على الرئيس البشير دخول القاهرة وتفتح من حين لآخر جبهة حلايب لتخفيف الضغط على قرنق وإرباك الجيش السوداني حتى ينشغل بحلايب عن قرنق ويقيم التجمُّع الوطني الديمقراطي الذي يتزعم جناحه العسكري قرنق «ويبرطع» في جنباته الخونة والمارقون الذين سوّدوا وجه السياسة السودانية وأغرقوا السودان في الاضطراب السياسي بالتعاون مع الأجانب بمن فيهم أمريكا وحلفاؤها وبمن فيهم جيران السوء الذين اتخذوا إستراتيجية ثابتة بأن يتخلف السودان ويظل غارقاً في الفوضى وتابعاً ذليلاً للسيادة المصرية وللخديوي في القاهرة قديماً وحديثاً فما إن تلوح فرصة للسلام في السودان إلا وأجهضتها مصر وها هي تحوِّل الملف من الدوحة إلى القاهرة أو قل تسعى لذلك بكل ما أُوتيت من قوة وهل أدل على ذلك من مقولة الناطق الرسمي لوزارة الخارجية المصرية حسام زكي التي أصبحت مثلاً وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها... تلك المقولة التي لخّص فيها الرجل «بعظمة لسانه» في اعتراف صريح لا يستطيع الإنس والجن أن يجدوا له مخرجاً وتبريراً... هل أدل على ذلك من «جليطة» حسام زكي الذي قال (لا فُضّ فوه): «إن مصر لن تسمح بتجاوزها في السودان وعلى من يرغب في التدخل في الشأن السوداني أن يأتي عبر البوابة المصرية»!! لذلك كان الغضب من الدوحة التي في نظر مصر دخلت بوساطتها في أزمة دارفور في الأراضي المصرية بل في «مزرعة البغال» المملوكة لمصر!! لقد ارتكبنا خطأً فادحاً حين قلنا إن على مصر أن تتعامل مع السودان كما يتعامل معها حتى اليوم أو قل كما تعامل معها حين وقّعت اتفاقية كامب ديفيد مضحِّية بقضية العرب الأولى وانكفأت على نفسها وقزّمت دورها التاريخي الذي جسّده صلاح الدين الأيوبي قاهر الصليبيين وق(.........) قاهر التتار لتترك إسرائيل «تبرطع» في الساحة العربية وتفعل ما يحلو لها في غياب مصر التي بلغ تقزُّمها درجة ألا تتدخل إلا لخدمة الأجندة الإسرائيلية وهل أدلّ على ذلك من انحيازها لإسرائيل في حربها على غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية «حماس»؟! أقول لقد ارتكبنا خطأً فادحاً حين ظننّا أن مصر تستخدم مبدأ المعاملة بالمثل وهي التي تعتبرنا مزرعتها الخلفية وتفترض أن على السودان الشمالي أن يدفع «دم قلبه» في سبيل الوحدة مع الجنوب وأن يظل ضعيفاً منهَكاً مستنزَفاً في حرب أضاعت عمره وأراقت دماءه لتحقيق إستراتيجية مصر وأن يخوض الحرب حتى آخر قطرة من دمه في سبيل تحقيق الأجندة المصرية التي لا تكتفي فقط بوحدة السودان وإنما استنزافه وجعله ضعيفاً ذليلاً غارقاً في الفوضى والتخلف. إن على مصر «الرسمية وليست الشعبية» أقول ذلك للتفريق بين شعب مصر الذي ندّخره لإعادة أمجاده السابقة ولخوض المعركة الفاصلة مع العدو الصهيوني بعد أن يتحرر ممّن قزّموه واختزلوا دوره في أن يأكل ويشرب كما تفعل الأنعام بعيداً عن قِيم الجهاد ومقارعة الأعداء وتحرير الأرض السليبة... أقول إن على مصر أن تعلم أنها بسياستها المتآمرة على السودان تدق إسفيناً في العلاقة بين شعبي السودان ومصر وهذا ما ينبغي تجنُّبه بشتى السبل والوسائل كما أن على الحكومة السودانية أن تكون صريحة مع مصر وعلى د. نافع الذي علمنا من خلال الصحف أنه يقود وفداً لزيارة القاهرة أن يستخدم «رجولته» وقوته التي نفتقدها في كثير من حمائمنا الذين لا يجيدون غير الابتسام في وجه الأعداء في زمان لا يحترم المبتسمين المنكسرين المنبطحين ولديه من أوراق الضغط ما يستطيع أن يجعل الحكومة المصرية تجثو على ركبتيها وتتوقف عن حشر أنفها في ملف دارفور فوالله إن مصر لن تكون إلا نصيراً لخليل على حسابنا كما كانت إبّان الحرب مع قرنق ويكفي أنها ظلت تطالبنا بالتنازل عن ديننا وهُويتنا وشريعة ربِّنا من أجل تحقيق الوحدة أي أنها تريد أن تُدخلنا نار جهنم وتُنزل علينا مقت الله وغضبه وعذابه في سبيل تحقيق ما تصبو إليه بالمجان وبدون أن تدفع قرشاً واحدًا!! إن ورقة مياه النيل ينبغي أن تُستخدم الآن ولا أجد سبباً يجعلنا نستعدي كل دول حوض النيل بما في ذلك إثيوبيا التي أعتبرها اليوم أهم من الناحية الإستراتيجية «السياسية» من مصر ولا توجد مقارنة البتة بين الضرر الذي يلحق بنا جرّاء مطالب دول المنبع بإعادة النظر في اتفاقية مياه النيل والأذى الذي يلحق بمصر فقد أفتى الخبراء بذلك فهلاّ كففنا عن الانحناء أمام من يسعى لذبحنا وهلاّ اعتبرنا بمقولة كيسنجر للرئيس السادات حين قال له: «إن أمريكا لا تدفع ثمن ما يُهدى إليها»؟