من الادب الافريقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أحمد أمين(أحمد أمين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2004, 02:26 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3370

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)




    يطلقون عليه ( صوت إفريقيا)
    لقاء مع الروائي النيجيري أجينوا آتشيبي: أحلم بحضارة نشارك جميعاً في صنعها!!



    «أجينوا آتشيبي» «الأب المؤسس للادب الافريقي باللغة الانجليزية» على حد وصف فيلسوف جامعة هارفارد الأمريكية أنطوني أبياه أو «صوت افريقيا» كما وصفه الروائيون والكتّاب الافارقة، ويمكن تتبع أثر هذا الكاتب النيجيري البارز بصورة جيدة باعتباره الموجه الاول في خمسينيات القرن الماضي لرواية جويس كاري الشهيرة «السيد جونسون» التي دارت أحداثها في نيجيريا مسقط رأس أتشيبي.
    وقد قرأ الكاتب النيجيري البارز آتشيبي هذه الرواية أثناء دراسته الجامعية في أبيدجان عاصمة كوت ديفوار خلال العام الاخير للاستعمار البريطاني لنيجيريا، وكان المقرر الدراسي في الجامعة يتضمن الكثير من الادباء البريطانيين مثل شكسبير وكولريدج ووردزورث ولكن كان كتاب «السيد جونسون» هو أحد الكتب القليلة التي تتحدث عن افريقيا، وكانت مجلة تايم الأمريكية قد أعلنت أن رواية « السيد جونسون» هي «أفضل ما كتب عن افريقيا على الاطلاق» ولكن آتشيبي وزملاءه كان لهم رد فعل مختلف، فهؤلاء الافارقة الذين كانوا يدرسون الادب في جامعة أبيدجان رأوا أن الكتاب يصور بطل نيجيريا باعتباره «أحمق ومرتبك» على حد تعبير آتشيبي نفسه في كتابه «الوطن والمنفى».
    كتب آتشيبي يقول: «فتحت عيناي على حقيقة أن وطني يتعرض لهجوم ولم يكن الهجوم يستهدف مجرد المنازل والمدن ولكن الاكثر أهمية أنه كان يستهدف قصة نهوض الوطن»، وفي عام 1958 رد آتشيبي على رواية « السيد جونسون» برواية عن نيجيريا حملت عنواناً يقول «تداعي الاشياء» Things Fall Apart الذي كان من أوائل الكتب التي حكت قصة الاستعمار الاوروبي لافريقيا من منظور افريقي، وقد تحول هذا الكتاب فيما بعد إلى واحد من كلاسيكيات الادب العالمي حيث جرت ترجمته إلى أكثر من خمسين لغة حول العالم، وكان كتاب « تداعي الاشياء» نقطة تحول بالنسبة للكتاب الافارقة الذين بدأوا في الخمسينيات والستينيات العودة بالادب الروائي إلى ما يسمى «بالقارة السوداء»، والحقيقة أن آتشيبي شجع الكتاب في العالم الثالث على البقاء في بلادهم والكتابة عنها بطريقة تساعد في تحقيق التوازن المطلوب، وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه آتشيبي مع كاتي باكون من مجلة «أتلانتيك مانثلي» الادبية حول تجربته في عالم الابداع الروائي:
    * أطلقوا عليك لقب مؤسس الادب الافريقي، كما أن رواية « تداعي الاشياء» ما زالت تحتفظ ببريقها رغم مرور عشرات السنوات على كتابتها، فهل فوجئت بما كان لهامن تأثير؟
    نعم، في البداية فوجئت، فلم يكن عند صدور هذه الرواية أدباً افريقياً بالصورة التي نعرفها اليوم. ولم يكن لديَّ أدنى فكرة عندما كنت أكتب هذه الرواية ان كانت ستقبل أو حتى ستنشر من الاساس، فقد كان كل شيء جديداً، ولم يكن هناك شيء يمكن من خلاله توقع الصدى الذي يمكن أن تحققه الرواية، بعد فترة بدأت أفهم لماذا كان لهذا العمل كل هذا الصدى، وبدأت أفهم تاريخي بصورة أفضل، عندما كتبت تلك الرواية كنت خبيراً في تاريخ العالم، كنت شاباً، عرفت ان لديَّ قصة ولكنني لم أكن أعرف إلى أي مدى يمكن أن تتماشى هذه القصة مع قصة العالم، فقد كان معناها بالنسبة للشعب الذي انتمي إليه واضحاً ولكنني لم أعرف شيئاً عن معناها بالنسبة لشعوب العالم الاخرى ولا عن الطريقة التي تجاوبوا بها معها، لم أكن أعرف هل ستحمل هذه الرواية أي صدى أو معنى بالنسبة لهم؟ والحقيقة أنني أدركت فيما بعد أنه كان لها معنى وصدى لدى شعوب العالم الاخرى.
    * ولكن من الواضح أن الشعوب التي لم تعان من الاستعمار تجاوبت مع روايتك أيضاً؟
    هناك أشكال كثيرة للقهر وهناك طرق كثيرة جداً جداً يمكن من خلالها حرمان الناس أو جعلهم ضحايا بصورة أو بأخرى، فالامر لا يقتصر على الاستعمار المباشر فقط، فبمجرد أن تسمح لنفسك بالتوحد مع الناس في الرواية فسوف تبدأ في رؤية نفسك في الرواية حتى لو كانت هذه الرواية تبدو من على السطح بعيدة عن موقفك، وهذا هو ما أحاول تعليمه لتلاميذي في الجامعة، وهذا أحد أعظم الاشياء التي يمكن أن يفعلها الادب، فهو يستطيع أن يجعلنا نتوحد مع شخص آخر لا يشبهنا، وإذا فعل العمل الادبي ذلك فقد حقق المعجزة بالفعل، انا أقول لتلاميذي أنه ليس من الصعب أن تتوحد مع شخص ما يشبهك او يسكن إلى جوارك أو تحبه، ولكن الاكثر صعوبة بالفعل أن تتوحد مع شخص آخر لا تراه ويعيش بعيدا عنك جدا ويختلف عنك في اللون ويأكل أنواعاً مختلفة من الطعام، عندما تبدأ في عمل ذلك يكون الادب قد حقق غايته القصوى.
    استعادة الهوية
    * في رواية «تداعي الاشياء» كتبت في وصف الرجل الابيض تقول: «يمسك بسكين ليضعها في الاشياء التي تجمعنا معا لنسقط جميعا»، فهل الامور ما زالت بنفس الحدة أم أن الجراح بدأت تلتئم؟
    ما كنت أشير إليه أو ما يشير إليه الراوي في هذه الرواية هو عملية قلب المجتمع رأساً على عقب في افريقيا وتحطيم النظام الاجتماعي، فقد اضطرب المجتمع في قرية أوموفيا التي جرت فيها أحداث رواية «تداعي الاشياء» بسبب قدوم الحكومات الاوروبية والبعثات التبشيرية المسيحية وهكذا، ولم يكن هذا الاضطراب أو الخلل الاجتماعي مؤقتا فقد كان في لحظة من اللحظات بمثابة تغيير كامل لنظام المجتمع، ولكي أعطي لك مثالا من نيجيريا يوضح رؤيتي أقول إن شعب أجبو الذي يسكن نيجيريا كان ينظم نفسه في مجموعات صغيرة يعيشون خلالها سواء في مدن صغيرة أ وفي قرى صغيرة وكل واحدة تحكم نفسها بنفسها، ولكن مع قدوم الاحتلال البريطاني فقد تم ضم أراضي شعب أجبو إلى أراضي شعوب أخرى لتكوين دولة نيجيريا التي ضمت شعوبا افريقية تختلف عن بعضها البعض في اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد، ونتيجة مثل هذا العمل لا يمكن علاجها بسرعة، فلكي يعيد المجتمع تنظيم نفسه مرة أخرى عليه أن يتعلم حقائق جديدة تماما وأن يكيف نفسه مع متطلبات هذه الحقائق الجديدة التي هي الدولة التي تسمى نيجيريا، فقد أجبر الاحتلال البريطاني قوميات مختلفة لكل منها عاداتها وتقاليدها ودياناتها على العيش معا، ولذلك وبعد خمسين عاما من الاستقلال ورحيل الاستعمار البريطاني تحاول هذه الشعوب في نيجيريا استعادة هويتها مرة أخرى وبصورة مفاجئة، إذن فالمشكلات التي تواجهها نيجيريا حاليا يمكن اعتبارها نتيجة للجهود التي بذلها الحكم الاستعماري لتكوين دولة جديدة، والحقيقة أنه لا يوجد اي مؤشر على نجاح أو فشل هذا، فالامر كله نسبي ويتوقف على الزاوية التي تنظر منها على الموقف ككل، وربما يسمع البعض شخصا ما يسأل: ما هو الوقت الذي تحتاجه هذه الشعوب الافريقية لكي تتحد معا؟
    الحقيقة أن مثل هذا الامر يحتاج إلى وقت طويل جدا جدا لان الامر ينطوي بالفعل على كثير من المعوقات والاضطرابات فتمضي هذه الشعوب خطوة واحدة للأمام ثم تتراجع ثلاث خطوات للوراء.
    تبرير العبودية
    * في كتابك الاخير «الوطن والمنفى» تحدثت عن الطرق التي صور بها الكتّاب البريطانيون أمثال جوزيف كونراد وجويس كاري الافارقة على مدى عدة قرون.. فما هو غرضهم من تصوير الافارقة بهذه الصورة السيئة؟
    الحقيقة أنهم كانوا بالفعل يخدمون أغراضا محددة، فعلى مدى مئات السنين أسفرت العلاقة بين أوروبا وافريقيا عن نوع من الادب يقدم افريقيا في صورة شديدة السوء ويقدم الافارقة بكلمات شديدة الفظاعة، والسبب في ذلك كان حاجة الاوروبيين إلى تبرير العبودية وتجارة العبيد التي كانوا يمارسونها في حق الافارقة، فقد كانت قسوة هذه التجارة قد بدأت تثير اضطراب البعض في أوروبا، وبدأ بعض الناس يتساءلون عن مدى إنسانية هذه التجارة غير الأنسانية، ولكنها كانت في الوقت نفسه تجارة مربحة جدا لذلك بدأ الناس المتورطون فيها يدافعون عنها ويضغطون على الناس لتأييدها وإيجاد مبرر لها، وقد كان تبرير مثل هذه التجارة او إيجاد عذر لممارستها مهمة شاقة لذلك كانت الخطوات التي اتخذت من أجل الوصول إلى هذا الهدف متطرفة جدا، فقد كان هناك اوروبيون على سبيل المثال يقولون إن الافارقة ليسوا بشرا وأنهم لا يشبهون الانسان الاوروبي.
    رؤية جديدة
    * كتبت في كتابك الوطن والمنفى تقول: «بعد فترة قصيرة من السكون وقليل من الشك في الذات بشأن المهمة الاستعمارية القديمة بدأ الغرب مرة أخرى يستعد لمحاولة استئناف مونولوجه القديم في العالم» فهل بدأ بعض الكتاب في الغرب بالفعل التراجع ومحاولة طرح نظرتهم للقصص الافريقية برؤية جديدة أخرى؟
    هذا التقليد الذي أتحدث عنه استمر لمئات السنين والكثير من الاجيال نشأت عليه. عندما يتجمع أي تقليد معين ليصبح قويا بما يكفي لاستمراره مئات السنين فأنت لا تستطيع التخلص منه في يوم واحد، وعندما بدأ الرد الافريقي على هذا الموقف المتحيز للادب الغربي اعتقدت أنه سيكون هناك توقف فوري من جانب الغرب كما لو أنهم سيقولون: حسنا سوف نوقف رواية هذه القصة لأننا رأينا أن هناك قصة أخرى، ولكن بعد فترة كانت هناك بداية جديدة محددة ليست بالقطع عودة كاملة ولكن شيء ما كرد فعل للقصة الافريقية لا يستطيع بالطبع الذهاب إلى نفس مسافة التقليد الاصلي الذي رد عليه الافارقة. كان هناك رد فعل على رد الفعل وسيكون هناك المزيد من ردود الافعال على ذلك، واعتقد أن الامر سيستمر بهذه الطريقة حتى يتحقق ما أسميه توازن القصص، وهذا بالتحديد هو ما أتمنى رؤيته خلال القرن الحالي أي توازن القصص بحيث يمكن لكل شعب من شعوب العالم أن يحدد ملامحه بحيث لا يكون ضحية لحسابات شعب آخر، وهذا بالتأكيد لا يعني القول بأنه ليس من حق أحد أن يكتب عن الآخر بل إنني أعتقد أنه يجب ان يكتب الجميع عن بعضهم البعض.
    الفائز والمهزوم
    * هذا هو ما بدأ بالفعل برواية «تداعي الاشياء» وغيرها من كتابات الافارقة خلال خمسينيات القرن الماضي؟
    نعم، هذا ما حدث بالفعل، ولكننا في ذلك الوقت لم يكن واضحا أمامنا بصورة كاملة ما نفعل على وجه التحديد، نحن كنا ببساطة نكتب قصصنا، ولكن القصة الاكبر كانت في كيفية ترابط هذه القصص المتنوعة معا. لقد أدركنا واعترفنا انه لم تكن قصص الشعوب الخاضعة للاستعمار فقط هي المقموعة، ولكن هناك شعوب عديدة في مختلف أنحاء العالم لا تتحدث، وهي لا تتحدث ليس لانه ليس لديها ما تقوله ولكن عليها ببساطة أن تشارك في تقسيم القوى لان رواية القصة لا تتم إلا في وجود القوة، ومن سيفوز سيروي القصة ومن سيهزم لن يسمعه أحد، ولكن يجب أن تتغير هذه القاعدة، فمن مصلحة أي شخص بما في ذلك الفائزون معرفة القصة الاخرى وان هناك قصة أخرى بالفعل. إذا استمعت إلى جانب واحد فقط من القصة فلن تفهم شيئا على الاطلاق.
    القوى الثقافية
    * أنت تتحدث عن تحولات القوة، فهل يعني هذا أنه سيكون هناك توازن للقوى الثقافية في العالم أكثر مما هو عليه الآن؟
    حسناً، إنه ليس تحول في هيكل القوة، فأنا لا أفكر ببساطة في القوة السياسية، فالتحول في القوة سوف يخلق قصصا ولكن القصص سوف تخلق أيضا تحولا في القوة، إذن فهذا يعني أن كل عنصر يلغي الآخر، وسيصبح العالم أكثر ثراءً مما هو عليه الآن.
    * هل ترى أنه يمكن ظهور هذا التوازن في القوى في ظل العولمة واستيراد الثقافة الامريكية حول العالم؟
    هذه هي المشكلة الحقيقية، فالقبول بكل الافكار الامريكية والثقافة والسلوك الامريكي من جانب شعوب العالم لن يؤدي إلى هذا النوع من توازن القوى الثقافية كما لن يساعد العالم في الوقت نفسه، فالناس قيدت نفسها برؤية واحدة للعالم تأتي من مكان مختلف، وهذا هو الشيء الذي يجب علينا محاربته طوال مسيرتنا سواء ككتاب أو كمواطنين، لأنه ليس فقط الفن أو الادب هو الذي يستأثر بهذا، وانا أعتقد أن مثل هذا التقيد برؤية ثقافية واحدة لن يكون في مصلحة المجتمعات التي تخلت عن نفسها.
    ديكتاتورية مختلفة
    * يقول الشاعر إيكيم في قصيدته «كثبان السافانا» ان الفشل الاول لحكومتنا كان الفشل لحكامنا في إقامة روابط داخلية مع هذه الدولة الفقيرة المقهورة مع هذه القلوب المجهدة التي تنبض في صدر هذه الامة»، وهل هذا ينطبق على نيجيريا اليوم؟
    نعم هذا إلى حد كبير هو الموقف في نيجيريا اليوم، فالبريطانيون سلموا الحكم إلى مجموعة صغيرة من الناس المتعلمين الذين أصبحوا الحكام للبلاد، وما تحدث عنه إيكيم هو المسافة التي تفصل بين هذه الطبقة الحاكمة الجديدة والشعب النيجيري، وما يجب أن يتم هو إعادة الربط بين الطرفين مرة أخرى، بحيث يرى هؤلاء الذين يقبضون على السلطة العلاقة المباشرة مع الناس الذين حصلوا على السلطة باسمهم، وهذا الاتصال لن يحدث تلقائيا ولن يحدث في كثير من الاحوال، وفي حالة نيجيريا فإن حكومة الجنرال سان أباتشا السابقة كانت مثالا جيدا، فالقصة التي خرجت من فترة حكم هذا الديكتاتور كانت تحكي كيف تتحول دولة غنية تمتلك ثروات كبيرة مثل نيجيريا إلى دولة فقيرة وبائسة بسبب تحويل ثروات البلاد إلى الحساب المصرفي الخاص بالديكتاتور في بنوك أوروبا في الوقت الذي تتدهور فيه كل الخدمات العامة في البلاد من تعليم وصحة وطرق واتصالات، فهذا ليس سلوك شخص يرى نفسه خادماً للشعب النيجيري، فقد تم ترك البنية الاساسية للبلاد حتى انهارت تماما لان أنانية شخص واحد كانت في حاجة إلى وضع مليارات الدولارات في حسابه الخاص.
    أوباسانجو
    * ما رأيك في الرئيس النيجيري الحالي أوباسانجو؟ وهل أنت أقل تفاؤلا بالنسبة له الآن عما كنت عليه عندما انتخب رئيسا لنيجيريا في مايو عام 1999؟
    عندما تحدثت عن الحكام الذين يثيرون الصراع الديني لم أكن اتحدث عنه على الرغم من وجود الكثير من الامور التي يتحمل مسؤوليتها، ولكنني اعتقد أنه يتولى مهمة شديدة الصعوبة، فما حدث لنيجيريا خلال العشرين عاما الماضية كان مأساويا فعلا، وبعض الخطوات التي تم اتخاذها جيدة، وما زالت هناك خطوات يجب أن تتخذ وربما بسرعة أعلى، ولكن من السهل أن تقول هذا عندما تكون تتحدث من مكان بعيد عن مكان الاحداث الفعلية. إن قيادة دولة ديناميكية مثل نيجيريا التي تضم حوالي مائة مليون نسمة ليست نزهة.
    استخدام اللغة الإنجليزية
    * في حوار لها قالت أديبة جنوب افريقيا وصاحبة جائزة نوبل في الادب نادين جورديمر: «يستخدم الكتاب السود الذين كانوا ضحايا للاستعمار اللغة الانجليزية بصورة صارخة في كتاباتهم على الرغم من وجود لغات إفريقية يمكنهم اختيار احداها للكتابة، ولكنني اعتقد أنه بمجرد أن تتقن لغتك فإنه يمكن استخدامها ضدك ولكنك يمكن أن تحرر نفسك وتستخدمها كما يفعل الكتاب السود»، فهل توافق على ذلك؟
    نعم اوافق تماما، فاللغة الانجليزية هي اللغة التي أمضيت عمرك في تعلمها واستيعابها لذلك فسيكون من الحماقة ألا تستخدمها، أيضا فإنه بالمنطق الاستعماري والتحرر من الاستعمار فإنها تصبح سلاحا قويا في المعركة من أجل استرداد حقوقك، فالانجليزية كانت لغة الاستعمار ذاته، وانت لا تستخدمها ببساطة لانك امتلكتها بطريقة ما ولكنك تستخدمها باعتبارها شيئاً يمكن أن تزعم أنها سلاح فعال في مواجهة الاستعمار.
    * كتبت أن الكاتب الغاني أما أتا يقف في «الجانب الصواب مؤيداً الفقراء والمهمشين وهم الناس الذين لا يمثلون شيئا بالنسبة للاديب صاحب نوبل في إس نايبول الذي لا يجد أي مشكلة في السخرية من هؤلاء المهمشين ويدق على رؤوسهم بمطرقة مميتة»، فهل تعتقد أن كاتبا من دولة مثل نيجيريا لديه العذر الاخلاقي ليكتب عن دولته بطريقة ما؟
    لا، لا يوجد أي عذر أخلاقي للكتابة بطريقة ما، ولكنني أجد عذرا أخلاقيا بالطبع عندما لا تقف إلى جانب ذوي القوة ضد الضعفاء العزل من القوة.
    تشويه الصورة
    * هناك من يقول إن التغطية الإعلامية لافريقيا أحادية الجانب بحيث تركز على المجاعات والاضطرابات الاجتماعية والسياسية والعنف وتتجاهل المنظمات والدول التي تعمل بجد في القارة، فهل تتفق مع هذا الرأي؟ وإذا كنت كذلك فما هو تأثير مثل هذه التغطية؟
    بالطبع أتفق مع هذا الرأي، واعتقد أن مثل هذه التغطية تخلق نوعا من التعب سواء كان تعبا خيريا أو تعبا تجاه كونك خيِّرا بالنسبة لهؤلاء الناس سيئ الحظ، أعتقد أنه نوع من الشفقة، والسبب وراء هذا التركيز على فشل الافريقيين هو نفس الشيء الذي تحدثنا عنه من قبل وهو الميل الاوروبي لتصوير الافريقي في صورة سيئة، أو تصوير افريقيا باعتبارها مكانا مختلفا عن باقي بلدان العالم. مكان لا يعترف فيه بالانسانية، فعندما تأتي كلمة افريقيا يتصور الناس صوراً معينة، فإذا شاهدت صوراً لمنازل جميلة في لاجوس بنيجيريا فلن تتفق هذه الصور مع الصورة التقليدية المرسومة في ذهنك مسبقا عن هذه المدينة الافريقية، فالمنازل الجميلة لا تتماشى على الاطلاق مع الصورة التي تبحث عنها لمجموعة من اللاجئين الذين يعيشون في أماكن قذرة، وهذا هو ما يتوقعه العالم من أي صحفي يذهب لتغطية الحياة في مدينة إفريقية، والآن إذا أردت أن تغطي الحياة في أمريكا فلن تركز على الفقراء والبائسين الذين تلتقى بهم كل يوم، فأنت ترى هذا البؤس مرة واحدة وربما تتحدث مع أحدهم ولكن باقي الوقت انت تتحدث عن أشياء أخرى. إنها القدرة على رؤية تعقيدات أي مكان وهي القدرة التي لا يمتلكها العالم عندما ينظر إلى افريقيا بسبب تراكم مئات السنين من الصور التي استقبلها العالم عن افريقيا، والنتيجة أن العالم لا يعرف افريقيا الحقيقية، إذا كنت افريقيا أو عشت في افريقيا فستكون لديك القدرة على معرفة الصورة الحقيقية لافريقيا وسترفض هذه الانباء السيئة التي تصر وسائل الإعلام على بثها عن هذه القارة دون سواها لانك تعرف أن هناك أنباء جيدة في القارة تستحق أن تنقل للعالم، وهذا لا يعني أنه لا توجد أنباء سيئة في افريقيا فأنا لا أقول هذا، ولكنها توجد إلى جانب أشياء أخرى إيجابية، فإفريقيا ليست مكانا بسيطا والناس تريد تبسيطها، افريقيا معقدة جدا، والاشياءالسيئة التي تقع في القارة يجب تغطيتها ولكن هناك أيضاً أشياء إيجابية تحدث، والحقيقة أن هذا مرتبط بخلل موازين القوى الذي تحدثنا عنه من قبل، فالناس الذين يستهلكون الاخبار في الغرب لا يهمهم كثيرا معرفة انباء ما تحققه باقي مناطق العالم من نجاحات، وهؤلاء القادرون على إرسال البعثات الاعلامية لاعداد الرسائل والتغطيات الاخبارية إلى افريقيا حريصون على نقل الصور التي تتفق مع التصورات المسبقة لعملائهم عن مختلف مناطق العالم، فلا توجد دولة إفريقية قادرة على إرسال فريق تلفزيوني إلى أمريكا لتصوير ما بها من كوارث ولكن تلفزيونات هذه الدول الافريقية تعتمد على ما تبعثه لها أمريكا من صور للنجاح والقوة الذي يغطي كل شبر في أمريكا على غير الواقع بالتأكيد.
    تبرير الكسل الغربي
    * ذكرت أن هذا النوع من الادب استخدم لتبرير العبودية والاستعمار، فلأي غرض تستخدم التغطية الاعلامية الغربية السلبية لافريقيا؟
    تستخدم هذه التغطية السلبية لتبرير الكسل الغربي عن تحمل مسؤوليته تجاه إفريقيا وغيرها من مناطق العالم التي تحتاج إلى مساعدة، فالاوروبي عندما يرى مثل هذه الصور يسأل نفسه: لماذا أهتم بإفريقيا؟ فلا شيء ينفع هناك ولا شيء سينفع حتى في المستقبل، وهناك قلة من الناس تفكر بهذه الطريقة وربما يكونون يؤيدون هذا الاتجاه ويعملون على نشره، ولكن حتى لو لم يكن هناك من يعمل على نشره فهو ينتشر بنفسه، فقد أصبح عادة عقلية.
    ذاكرة الوطن
    * قلت في حوار مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: «سأكون حزينا جدا إذا ما اضطررت للعيش في أمريكا أو اوروبا، فالعلاقة بيني وبين المجتمع الذي أكتب عنه يجب أن تكون حميمة جدا وهي ضرورية جدا» فماذا كان الحال بالنسبة لك وانت تكتب كتابك الاخير «الوطن والمنفى» وأنت خارج بلدك؟
    ربما يبدو الامر منطقيا أن أقول إنني لا استطيع أن أكتب خارج نيجيريا، ولكن هذا ليس حقيقياً تماما، ولكنني اعتقد أن ما اقصده هو أن وجودي في نيجيريا يغذيني باستمرار بالقدرة على الكتابة، وهذا النوع من التغذية لا يمكن أن تحصل عليه من أي مكان آخر، ولكن هذا لا يعني على الاطلاق أنك لن تكون قادرا على العمل خارج البلد، ولكنك ستواصل العمل بما هو متاح لك سواء عبر الذاكرة او عبر ما يصل إليك من أنباء الوطن أو من الخيال حتى، والآن السؤال ذي الصلة الذي يجب أن تطرحه هو: لماذا لا تكتب رواية عن أمريكا؟ والسبب في ذلك ليس ببساطة لانني لا أريد «ان ابيع الماء في حارة السقايين» ولكنه تطبيق لما تحدثنا عنه من توازن القوى الثقافية، فأمريكا لا ينقصها الكتّاب الذين يكتبون عنها الروايات، لذلك فأنا ارى أنه سيكون من الحماقة والسفه أن أبدد وقتي وجهدي في كتابة رواية عن مجتمع لا يحتاج إلى أن اكتب أنا عنه، وهذا هو السبب في موقفي وهو ليس موقف عاطفي ولكنه موقف عقلاني، فأنا لا أعتزم كتابة رواية عن أمريكا لأن ذلك سيستنفد جزءاً من الطاقة القليلة التي احتاج إليها للكتابة عن أشخاص لا يجدون من يكتب عنهم.
    الصدمة
    * هل الحياة هنا (بأمريكا) غيرت الطريقة التي تفكر بها في نيجيريا؟
    يجب أن تفعل بكل تأكيد، لكن هذا ليس الشيء الذي يمكنك وزنه ولا قياسه، فأنا على سبيل المثال صدمت من الطريقة التي يتم بها إدارة التحول السياسي في أمريكا، لا أعتقد ان احدا ممن يعيشون في أمريكا يمكن أن يشعر بتلك الصدمة إذا لم يكن قادما من حيث جئت أنا حيث لا يمكن أن يتم تحول سياسي هناك بسلام. أتمنى ان تتعلم نيجيريا ذلك، وهناك أشياء أخرى بالتأكيد تتمنى أن يعلمها الامريكيون عن النيجيريين مثل قيمة الشعب كشعب، فالشعب النيجيري دائما مغيب عند التفكير في نيجيريا ولا يتم التفكير في هذه الدولة إلا من خلال حكومتها، وهذا شيء أتمنى من كل قلبي أن يدركه الامريكيون.
    استغلال الثروة
    * ما هي أمانيك لمستقبل نيجيريا؟
    كل ما أتمناه أن تصبح نيجيريا قادرة على استغلال كل مورادها وثرواتها وليس فقط ثرواتها الطبيعية ولكن أيضاً ثرواتها البشرية وبما يضمن لشعبها الرخاء، فنيجيريا تتمتع بتنوع كبير في الثقافات والاديان والعرقيات وكل هذه العوامل يمكن أن تصبح مصادر قوة وليست أسباب ضعف.
    حوار الثقافات
    * هل تحدثنا عن حلمك الذي تحدثت عنه في كتابك «الوطن والمنفي» وهو حلم «الحضارة العالمية» وهي الحضارة التي يعتقد الامريكيون أنهم حققوها في حين ترى شعوب أخرى أنها لم تتحقق؟
    الحقيقة أنني لا أعرف على وجه التحديد ماهية الحضارة العالمية التي أحلم بها ولكنني على الاقل أعرف ما هي الحضارة التي لا يمكن أن تكون عالمية، فالحضارة التي تعرضها أمريكا وأوروبا حاليا ليست بالتأكيد هي الحضارة العالمية التي أحلم بها، فأي حضارة عالمية هي تلك الحضارة التي نشارك جميعا في صنعها، وإذا قبلنا هذه الفكرة التي نرغب في تحقيقها فسوف نشارك في تنفيذها وفي الحديث عنها، وعلينا ألا نخدع أنفسنا فانا اعتقد أننا لو كنا نريد بالفعل حضارة عالمية فعلينا جميعا أن نعمل من أجل إقامتها، وعندما تظهر هذه الحضارة فسوف نعرفها جميعا لانها ستكون مختلفة بكل تأكيد عن كل ما يوجد الآن، وهناك للأسف ثقافات يمكن أن تتلاشى لانه لا يوجد من يؤصلها وعلينا أن نمنع ذلك، علينا أن نحافظ على هذا الحوار بين الثقافات والحوار بين القصص والحوار بين اللغات ونرى ما يمكن أن يسفر عنه.


    عن مجلة الجزيرة
                  

العنوان الكاتب Date
من الادب الافريقي أحمد أمين01-02-04, 01:15 PM
  Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-02-04, 02:26 PM
    Re: من الادب الافريقي إيمان أحمد01-04-04, 07:55 AM
      Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-04-04, 01:36 PM
  Re: من الادب الافريقي نادر01-04-04, 01:56 PM
    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-04-04, 01:59 PM
    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-04-04, 02:03 PM
    Re: من الادب الافريقي خالد الحاج01-04-04, 02:27 PM
      Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-04-04, 03:37 PM
        Re: من الادب الافريقي bayan01-04-04, 06:22 PM
          Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-04-04, 10:33 PM
          Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-04-04, 10:36 PM
            Re: من الادب الافريقي Ishraga Mustafa01-05-04, 01:19 AM
              Re: من الادب الافريقي Adil Osman01-05-04, 02:04 AM
                Re: من الادب الافريقي nassar elhaj01-05-04, 12:16 PM
                  Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-05-04, 02:26 PM
                    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-06-04, 04:48 PM
                      Re: من الادب الافريقي خالد الحاج01-07-04, 02:13 AM
                        Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-07-04, 02:51 PM
  Re: من الادب الافريقي مريم الطيب01-07-04, 02:40 AM
    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-07-04, 12:00 PM
    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-07-04, 02:55 PM
  Re: من الادب الافريقي رانيا مامون01-07-04, 04:27 PM
    Re: من الادب الافريقي Tanash01-07-04, 05:29 PM
      Re: من الادب الافريقي Tanash01-07-04, 05:41 PM
        Re: من الادب الافريقي Tanash01-07-04, 05:49 PM
    Re: من الادب الافريقي Tumadir01-07-04, 05:33 PM
      Re: من الادب الافريقي elmahasy01-07-04, 09:46 PM
        Re: من الادب الافريقي خالد الحاج01-08-04, 02:43 AM
          Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-08-04, 04:15 PM
  Re: من الادب الافريقي nahar osman nahar01-08-04, 06:35 PM
    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-10-04, 10:51 PM
      Re: من الادب الافريقي إيمان أحمد01-11-04, 03:36 AM
        Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-19-04, 12:59 PM
          Re: من الادب الافريقي خالد الحاج01-22-04, 05:54 PM
            Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-23-04, 03:46 PM
              Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-23-04, 03:54 PM
                Re: من الادب الافريقي أحمد أمين01-27-04, 04:44 PM
                  Re: من الادب الافريقي جورج بنيوتي01-27-04, 06:38 PM
                    Re: من الادب الافريقي Solara_sabah01-29-04, 04:34 AM
  Re: من الادب الافريقي Elmamoun khider01-29-04, 10:04 AM
    Re: من الادب الافريقي أحمد أمين02-13-04, 09:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de