نثار ( يوسف ) ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة جلال داوؤد(ابو جهينة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2006, 02:53 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نثار ( يوسف ) ...

    هناك وجه شبه بينه و بين ( يوسف ) ...
    أقصد ( يوسف ) بن يعقوب .. صاحب القميص المغموس بدم الذئب المتهم زوراً و بهتاناً.
    تتخطى الرغبة المحمومة كل حواجز المحاذير ..
    تختزل جدران الخطر و تجعل القفز فوقها أمراً ميسوراً ..
    غليان مكامن النزق تجعل الدنيا كثقب إبرة تسمح فقط بإنسراب فيْح الشهوة ليسكن في مرمى الهدف المرصود.
    حرارة الشبق تجعل من العينين كشخص ينظر فقط من خلال منظار لا يسمح إلا بما يقع تحت مرمى العدسات الموجهة نحو الهدف المقصود.
    هذا ما كان تماماً من أمر إمرأة العزيز ... زليخا ..
    و هنا ( زليخته ) ... تملك زمام أمرها تماماً .. تجلس القرفصاء في مقعد سيارتها الفخمة يقودها السائق الذي لا يفقه سوى كلمات الأمر و النهي فيما يخص القيادة و التوقف و المضي قدماً.
    عندما ثار بركان جسد زليخا و هي ترى فتاها المترعرع في كنفها قد تورد خده و فرِع عوده فشغفها حباً و هياماً.
    رغبتئذٍ .. تداعتْ كل أعمدة كرامتها .. و ذابت كل حصون عزتها .. و توسلت إلى يوسف بأن ( هيت لك ) ..
    لم تسمع غير همس غدد جسدها ( تنتح ) كما ( دمَّل ) إمتلأ بصديد العروق ..
    رغم محتويات قصرها المنيف .. و جدرانه الشاهقة .. و رغم إحتشاد الخدم و الحشم .. لم تر غير هذا الجمال الإلهي يرفل في دعةٍ و طمأنينة بين ظهرانيها ..
    إنطلق سهم رغبتها المحموم يتفادى كل محظور و يروغ منه.. ليستقر في وسادة فتنته الطاغية .. و لكنه أحدث هرجاً و مرجاً لم تسمعه بتاتاً .. لأنها كانت مشغولة تماماً بلحن داخلي ينسرب بين تفاصيل وجدانها يسابق جريان دمها و يطغى حتى على صوت وجيب قلبها الذي كان يقرع قفصها الصدري كما طبول حربٍ و نُذُره.
    نسيتْ زوجها و مكانته ..
    فقط عاشت أنوثتها المتفجرة ..
    و غاصت بين طيات صيحات الجسد و هتاف النداء الصاخب.
    غمر عقلها فقط إبتلاع هذه الفتنة بين طيات جسدها الذي لا يقتات من عزيز مصر إلا الفتات بين الفينة و الأخرى ..
    و لم لا ؟
    فالفتى ملاك يمشي بين ردهات قصرها فتتلاشى الأمكنة و يتوارى الناس و يختفي أي موروث ملوكي و كل عزة الأسر سليلة الحسب و النسب و ذات الحول و الطَّوْل... فقط هو يتهادى أمامها و لا شيء غيره.
    بل تمادتْ بأن لحقته حتى ( قدَّتْ ) قميصه من دبر فكان ذاك دليل براءته الدامغ و دليل ظلمها البائن.
    و أنثى كهذه لا تقبل أن يطفيء شمعة رغبتها وضيع تحت خدمتها.. و يجعلها أضحوكة بين قريناتها و صويحباتها ..
    فالثروة و الجاه تجعلان من البعض يعتقد بأن كل من كان تحت يده فهو متاح جسدياً أو عقلياً ..
    فكالت له الكيل مضاعفاً ..
    و إن تصادف لقاء النزوة و الصدفة .. فإن لقاحهما أكثر مرارة من سجن يوسف و ظلم إمرأة العزيز ..
    لأن صاحبنا و هو يمشي مطأطأ الرأس .. يدفع حجارة الأرض و حصاها بحذائه البالي .. لم يكن يدري بأن قَدَر يوسف سيأتيه بحذافيره ..
    مهلهل الثياب .. رثُّها ..
    زائغ العينين من مصيره المجهول في هذه الغربة التي لا ترحم ..
    عندما دعته إلى ركوب سيارتها الفارهة ..
    لم يبالِ .. لم يعط نفسه حتى فرصة الإستفسار من هي و ماذا تريد ..
    رغم ( البهدلة ) البادية عليه .. إلا أن بعضاَ من سحر يوسف كان ينفر من بين وجهه الأسمر و عوده الفارع و قامته الممشوقة كما محارب دينكاوي.
    و هناك ..
    تمرغ في كنفِ كما كنف عزيز مصر ..
    سقته كل ما يمكن أن يُشْرب .. و أطعمته صنوفاً من طعام ..
    هتف في سره : ربما أكون في برزخ بين دنيتي الفارغة و الجنة ..
    و كما أعطته .. أخذت منه أكثر مما أعطتْ ..
    رشفتْ رحيقه بيمناها .. و بيسراها كانت تكيل له الرحيق المرشوف ..
    ليله و نهاره سيان ..
    يفيق ليضيع في سحابات الكيف .. و يسبح بين طيات ركام حرير زليخاه ..
    يغيب و يصحو على أوتاره قد أنهكها العزف .. نشازه و المتناغم منه ..
    يكون على شفا حفرة من إحتجاج .. فيضيع صوته بين تلال من نداوة ترْبِتُ على حرمانه الطويل ..
    هذا الحرمان الذي لاحقه منذ أن وعى هذه الحياة و حتى خروجه الذي كان يشبه الهروب من سجن كبير مفتوح ..
    كلما أراد النزوع و الركون إلى بعضِ راحةٍ من هذا النعيم المقيم .. تستدعيه عيناها السوداوان برموش تظلل ( سموم ) أيامه التي كان يضرب فيها بحثاً عن ما يسد رمقه ناهيك عن شهواته التي كان قد أعطاها إجازة قسرية مفتوحة.
    كلما همهم لطلب هدنة من هذا الشلال المتدفق ... إندلقتْ إلى أذنيه كلمات لم يكن يفقه مفرداتها تماماً .. و لكنها كانت كفيلة بأن تجعل روحه تذوب و تذوب حتى تستقر في كفة يدها البضة .. بينما تلتصق عيناه بجبينها الذي شابه قمر قريته عندما كان يستلقي على ظهره يحسب حساب رحلته لينفك من إسار فقره و رتابة أيامه.
    و إستمر به الحال تماماً كأيام يوسف في سجنه ... إلا أنه لم يجد من يفسر له هذه الأحلام التي كانت تراوده بين غمام متعته ..
    و إن كان يوسف قد رد إخوته ببضاعتهم ..
    إلا أنه عندما عاد .. كان قد خسر بضاعته .. و صاعه الذي يكتال به ..
    و أشفق على نفسه بأنه هو الذي سيفقد بصره بكاءاً و نحيباً على نعيم إنسرب منه و عاد حتى دون أن يكون هناك ( ذئب ) بريء يضع على عاتقه دمه المراق حقيقة و ليس كذباً ..

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 07-23-2006, 03:02 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-23-06, 02:53 PM
  Re: نثار ( يوسف ) ... بدرالدين شنا07-24-06, 02:31 AM
    Re: نثار ( يوسف ) ... bayan07-24-06, 02:49 AM
      Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-25-06, 01:27 AM
    Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-24-06, 03:31 AM
      Re: نثار ( يوسف ) ... Emad Abdulla07-24-06, 03:45 AM
        Re: نثار ( يوسف ) ... Omayma Alfargony07-24-06, 12:26 PM
          Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-26-06, 03:07 AM
        Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-25-06, 05:09 AM
  Re: نثار ( يوسف ) ... معتصم دفع الله07-24-06, 12:47 PM
    Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-26-06, 08:26 AM
  Re: نثار ( يوسف ) ... بدرالدين شنا07-24-06, 11:16 PM
    Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-27-06, 01:06 AM
  Re: نثار ( يوسف ) ... أبوذر بابكر07-25-06, 05:18 AM
    Re: نثار ( يوسف ) ... Sidig Rahama Elnour07-25-06, 05:55 AM
      Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-29-06, 08:33 AM
    Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-28-06, 01:15 PM
  Re: نثار ( يوسف ) ... DKEEN07-25-06, 07:32 AM
    Re: نثار ( يوسف ) ... ابو جهينة07-31-06, 02:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de