|
Re: شجرة الزقوم (Re: ندى عثمان حسن)
|
مرورك جميل يا ندي و لك كل الشكر ونواصل ---------------------- لم يأتي المطر كما مخطط له بموجب القانون الأذلي , لم ينزعج الكبار كثيراً لهذا الأمر في البدء , و لكن الاطفال بحدسهم الذي لم يتلوث بترسبات التجارب و العمر بعد ,هذا الحدس كان مصدر قلقهم و كان رد الفعل الغريزي إستجداء الله تحت ظل شجرة الكرامة .... فشجرة الكرامة تعتبر الشجرة الوحيدة التي تمسكت بخضرتها حتي أضحت نشاذاً وسط جيوش الأشجار الجرداء المتجاسرة التي عملت بحكمة التينة الحمقاء. شجرة الكرامة في اي مكان خضرتها لا تتأثر بمزاج السماء حتي أضحت مصدراً للشتيمة و المدح في أن واحد... فالنساء في بداية ملاسنتهن المعتادة غالباً ما يبدأن ب: .....الله يكتلك.......... ترد الأخري بعبارة محفوظة ( و أنتي الله يخليك شجرة كرامة) , و بعدها يتواصل الردحي الغير ضار في كثير من الأحيان. و هذه الشجرة ايضاً مدعاة للمدح و ذلك عندما تثني الأم علي صغيرتها لحظة قيامها بعمل محمود , فالحمد هنا نسبي لابعد الحدود, فالحمد قد يكون أن الطفلة لم تتجاوز الثامنة بعد و أضحت تصنع العصيدة, و ربما أجادت كنس المنزل, أو فارقت شقاوة الأطفال و بيولوجيا لم تزل طفلة , و لكن كل هذا غير ذو أهمية , المهم عندما تقوم الصغيرة بعمل محمود, أي بعمل فوق العادة تثني الأم بعبارة: (الله يخليك لي يا شجرة الكرامة) خرج الصغار الي شجرة الكرامة تسولاً بغلي حب الذرة و التضرع الي الله مرددين موال حزين علي شاكلة ( حبينا دبينا.... الحصاص كسر كرعينا.... يا ابوفاطنة جيب المطر لينا...) هذا الدعاء تحفظه أي ام لصغيرها أو صغيرتها قبل الذهاب الي شجرة الكرامة , و لكن في هذه المرة كما في مرات سابقة أو لاحقة كثيرة يذهب هذا الدعاء الطفولي مع الريح , فلا أبو فاطنة يأتي بالمطر , و لا الطبيعة تتراجع عن قرارها التعسفي كما في لغة الساسة و من ولاهم . فعند تأخر المطر لمدة لحد ما غير مقبولة يدعم فريق الأطفال بالنساء و بدلاً عن وجبة الذرة المغلية تكون وجبة التضرع هذه المرة العصيدة بالروب و اللحم المجفف (شرموط).... يكررنفس السناريو بواسطة الأطفال و في هذه المرة يكون مصحوب بإستجداء و تهديد النسوة للصغار ( أحبي يا صبي فالح ... يا ود ما تحبي تحبي ديمة) بهذا السناريو النسوي المصحوب بكورجة الأطفال تحول الحال الي أسوأ حيث الكرامة بدلاً عن الأمطار أتت بمسحوق اصفر ناعم من الغبار ... و عند انتهاء الموجة الإعصارية تحول الي أكداس تحتضن جزء ليس باليسير من أشجار التبلدي و كل الأشياء الثابتة الأخري.... بعد هذا الإعصار المخيف كان الخروج الأخير تحت شعار (المطر أو الموت).... كتيبة الخروج الأخير تكونت من الأتي: الرجال و انحصرت مهمتهم في زبح و تقطيع الثور ومن ثم الإنصراف الي صلاة الإستسقاء الرجالية... علي النساء الطبخ و قليل من الهرجلة المشروطة بعدم وصلوها الي مسامع الرجال حتي تشغلهم عن مهمتهم المصيرية. أما الأطفال فقط إنحصرت مهمتهم في الحبو علي ركبهم و ترديد المواويل السخيفة السابقة... بعد إنتهاء الأطفال من مسح بقايا الدهن الحيواني علي أوجههم و بعد أن فرغت النساء من تجميع أواني الطبخ , وقف إمام القرية و بثقة عمياء مصدرها إيمان العجائز و تبحره الفردي في إمور الدين , فهو يصنف نفسه في المرتبة التي تلي المهدي عليه السلام مباشرة , و لكن للأمانة هذا التصنيف ليس دافعه الغرور أو أي شيئ من هذا القبيل , فقط لان في مخيلة هذا الأمام أن الكون ينتهي عند المهدي و بما أن ليس هنالك ما هو اكثر مرتبة منه فعليه أن يحتل المرتبة التي تلي المهدي مباشرة دينياً. بهذه الثقة العمياء وقف هذا الإمام خطيباً في حشد الكرامة المكون من الجنسين إضافة للأطفال , وقف و الكل مطأطي رأسه في خشوع مذل كأحد الحيل لإستجداء عطف ملك الرزق , خاطب الأمام الحشد بعبارات مغتضبة وواثقة كخطوات جميلة بوحيرد , خاطب الجمع قائلاً: ( يا أخوانا بعد الناس تمشي بيوتها و تلم حاجاتها بدري بدري , و ما تخلوا الاولاد بره ,,, أنتو عارفين دي مطرة كرامة ما لعب) فكما جرت العادة فإن مطرة الكرامة المصحوبة بصلاة الإستسقاء دوماً ما تكون عنيفة جداً ,,, فهي مصحوبة بأعاصير و رعود مخيفة , فيحكي أن أحدي مطرات الكرامة التي أستجلب لها خبير في جلب الأمطار من خارج القرية , بعد أن فرغ هذا الخبير الأجنبي من كل تعاويذه و أدعيته صب المطر في تلكم القرية كما لم يصب من قبل ,,,, فالقطاطي , الأغنام و كل ممتلكات الفقراء أضحت سابحة في الماء ,,,, أحدي الأهالي المحليين تضجر من هذه الأمطار فوق العادة و ذهب الي الخبير الذي كان قابعاً في المسجد ,,,, فناداه ( يا شيخنا يا شيخنا ما توقف المطرة دي يا ابونا الشيخ ),,, فهذا الشيخ كان في حضرة خاصة لا تحتمل أحد فما كان رده علي هذا المتطفل إلا ب: (تطير من هنا و لا أجيب ليك صاقعة تنشف حجرك) لهذه الحكاوي المدعومة بمعايشات القرويون فيما يختص بمطر الإستسقاء , الكل رجع الي دياره باكراً و إستعد بما يمكن لأمطاراللعنة هذه...و لكن للمفأجاة بدل عن الأمطار كانت عاصفة الكرامة أو عاصفة بحجم الكرامة و أدعيتها .... عاصفة لم تشهدها القرية و ما جاورها من قبل حتي جعلت الكل يجرد دفتر أعماله العمري بحثاً عن أي عمل سوء إقترف حتي يكون جزاءه و الأخرون عاصفة بهذا الحجم و المواصفات... و من لحظتها دخلت تلكم العاصفة غير الرحيمه قاموس التاريخ الشعبي (سنة هبوب الكرامة)....بعد الإذن نواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 07:20 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 07:23 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 07:29 AM |
Re: شجرة الزقوم | ندى عثمان حسن | 01-19-10, 07:33 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 07:38 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 08:03 AM |
Re: شجرة الزقوم | ياسر بيناوي | 01-19-10, 08:58 AM |
Re: شجرة الزقوم | محمد عبد الماجد الصايم | 01-19-10, 09:02 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 09:07 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 09:09 AM |
Re: شجرة الزقوم | HAIDER ALZAIN | 01-19-10, 10:17 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 10:57 AM |
Re: شجرة الزقوم | عبدالوهاب علي الحاج | 01-19-10, 10:58 AM |
Re: شجرة الزقوم | معاوية عوض الكريم | 01-19-10, 11:11 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 11:12 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 11:29 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 12:29 PM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 12:33 PM |
Re: شجرة الزقوم | هواري نمر | 01-19-10, 12:45 PM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 01:03 PM |
Re: شجرة الزقوم | محمد الطيب يوسف | 01-19-10, 03:44 PM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-19-10, 05:57 PM |
Re: شجرة الزقوم | سارة علي | 01-20-10, 07:00 AM |
Re: شجرة الزقوم | ندى عثمان حسن | 01-20-10, 07:55 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-20-10, 08:08 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-20-10, 08:13 AM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-23-10, 06:39 PM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-23-10, 08:32 PM |
Re: شجرة الزقوم | حافظ حسن ابراهيم | 01-29-10, 03:31 PM |
|
|