بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 01:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2007, 07:39 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!!

    "الصحافة" تنفرد بأول حوار مع العالم السوداني اسامة عوض الكريم مستشار وزارة الخارجية الاميركية

    كان إختياري من بين مئة بروفيسور أميركي...وجامعة الخرطوم فصلتني في التسعينات







    حاوره في واشنطن:
    صلاح شعيب

    البروفيسور اسامة عوض الكريم إكتسب وضعية متميزة وسط السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة، وفي الحقل الاكاديمي الاميركي حيث برز فيه كعالم في مجال الفيزياء إكتسب ايضا تقديرا كبيرا أهله أن يكون مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية للشؤون العلمية، ولعل هذا النجاح الذي حققه يمثل إعترافا حقيقيا بتميزات الاكاديميين السودانيين وسط أقرانهم العرب والافارقة المهاجرين من جهة وكذلك وسط اقرانهم الاميركيين من الجهة الاخرى.
    من ناحية ثانية فان هذا النجاح الذي حققه البروفيسور اسامة يدفع بالكثير من التساؤلات حول عقبات وظروف يعاني منها الاكاديميون السودانيون والتي كان آخرها إنهاء خدماتهم في الجامعات بالكيفية التي اثارت ردات فعل فحوى مضامينها أكد أن قرار إنهاء الخدمات يعني إفقارا لهذه الجامعات من الخبرات في التدريس والادارة.
    فضلا عن ذلك فإن الخلفية الدينية والاثنية التي لم تعق البروفيسور ـ لتسنم هذه الوظيفة وفي أوقات الشكوك الاميركي من المنحدرين من اصول إسلامية وعربية .
    إضافة لكل هذا فإن الاهتمام السياسي الاميركي بتحقيق طموحات للتسيد على هذا القرن الميلادي عن طريق التنمية الشاملة الاميركية وربطها بالاهتمام بالعلم والعلماء وإغداق الصرف المادي نحوهما بلا هوادة يخولاننا مقاربة موقع العلوم في تفكير النخبة السياسية الحاكمة اليوم في السودان ويخولاننا ايضا طرح مساءلات نحوها حول ما إذا كانت تولي ــ أو لا تولي ـ تقديرا للاستشارية العلمية في إصدار القرار السياسي الاستراتيجي، إن وجد.
    "الصحافة" جلست إلى العالم السوداني البروفيسور اسامة عثمان عوض الكريم بمكتبه بوزارة الخارجية الاميركية وطرحت عليه بعض القضايا ذات الصلة بما هو مثار في هذا التقديم وبعض التساؤلات الاخرى فإلي مضابط الحوار:

    قليلون هم الذين يعرفونك في الحقل الأكاديمي والسؤال هو أين نشأت وماذا عن مراحلك التعليمية؟

    - ولدت ونشأت في الخرطوم وبدأت مراحلي الدراسية بمدرسة الاتحاد الاولية بالخرطوم "2" ثم المرحلة الوسطى بالخرطوم جنوب"الاميرية" ثم المرحلة الثانوية بمدرسة الخرطوم الثانوية القديمة ولقد إستعنت ببعض هذه الاسماء القديمة ولكن هذه المدارس موجودة حتى الآن في اماكنها ما عدا الثانوية القديمة التي حولت إلى مبان ٍ جديدة .بعد ذلك إلتحقت بجامعة الخرطوم/كلية العلوم "قسم الفيزياء وتخرجت في عام 1977 وعينت في ذات العام كمساعد تدريس بالقسم وإبتعثت إلى بريطانيا للتحضير لدرجة الدكتوراة والتي أكملتها في عام 1982 وكان تخصصي في الفيزياء التجريبية في مجال "أشباه الموصلات" وفي عام 1982 بدأت العمل كمحاضر بجامعة الخرطوم وبقيت بها إلى عام 1987 وفي الاعوام من 1984 إلى 1987 أتيحت لي فرص عديدة للذهاب والعمل بالجامعات ومراكز الابحاث الاوربية وخاصة السويدية وقد كنت أذهب تقريبا إلى السويد كل عام وأقضي عدة شهور في البحث بجامعات "لينكوبنج" و"أبسالا" ومؤسسة ابحاث الدفاع السويدية... كنت في تلك الفترة أذهب إلى السويد في فترات متقطعة وأعود إلى الخرطوم للتدريس في الجامعة ولكن بعد ذلك ذهبت إلى السويد في إجازة بدون راتب وبقيت بها حتى عام 1991 وفصلت من جامعة الخرطوم بدعوى أنني تغيبت عن العمل لاكثر من سنتين بعد رفض طلبي بتمديد الاجازة وفي عام 1992 إستقر بي المطاف بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الاميركية، حيث أعمل الأن كبروفيسور بكلية الهندسة وأيضا أعمل كمدير مشارك لمركز ابحاث "النانوتكنلوجي" بالجامعة.

    حدثنا عن جامعة بنسلفانيا؟

    - جامعة بنسلفانيا واحدة من أكبر الجامعات الاميركية خاصة في الهندسة وواحدة من الجامعات المميزة في مجالات البحث العلمي والتكنلوجي خاصة أن لها ما يفوق العشرين فرعا بولاية بنسلفانيا وعدد طلابها يقارب السبعين ألفا كما أن عدد الطلاب الذين يحضرون في فروعها حيث أعمل هناك ما يربو على الخمسة ألف طالب.
    ويجدر بي الذكر أنني وجدت مساعدة كبرى من الاسرة خلال كل مراحل دراستي وكان ابي يرحمه الله والوالدة أطال الله عمرها يحرصان على تذكيرنا بأداء الواجبات المدرسية والتحصيل، أما إختياري للعلوم والهندسة فإن الفضل الكبير فيهما يرجع لاساتذتي بالخرطوم الثانوية وعدد من الاصدقاء بالحي وخلال عملي في السويد وهنا في اميركا وجدت دعما وتشجيعا كبيرين من زوجتي بروفيسور سامية أحمد سليمان التى تعمل بكلية الهندسة بنفس الجامعة وابنائي وهي وهم يمثلون حافزا لى لمواصلة العمل والاجتهاد.

    وكيف تم إختيارك كمستشار بوزارة الخارجية الاميركية؟

    -تم إختياري في منافسة قومية في الولايات المتحدة ، اشتركت فيها حوالي مئة بروفيسور من الجامعات الاميركية .كل جامعة تجري منافسة داخلية وترشح اثنين من البروفيسرات من الكليات العلمية "الهندسة، العلوم، الطب.." بعد ذلك تقوم الاكاديمية القومية للعلوم بالتعاون مع وزارة الخارجية الاميركية بإختيار خمسة أو ستة لزمالة جيفرسون بالتعاون مع وزارة الخارجية الاميركية. يعمل الذين يقع عليهم الاختيار كمستشارين علميين بوزارة الخارجية لفترة ست سنوات يقضي المستشار فترة العام الاول منها متفرغا بالوزارة بواشنطن ثم يعود بعد ذلك إلى جامعته ولكنه يبقى متواجدا لتقديم الاستشارة للوزارة في حالة الحاجة إليه..الفكرة لزمالة جيفرسون نشأت من الاكاديمية القومية للعلوم وتتلخص في إشراك الاكاديميين العلميين في إتخاذ القرارات السياسية ذات الطابع العلمي والاستفادة من نصائحهم في امور التعاون الدولي في البحث العلمي.
    إخترت أن أعمل بوزارة الخارجية الاميركية كمستشار في مكتب أفريقيا ومكتب المحيطات والشؤون البيئية والعلمية، هذا الاختيار كان لرغبتي في العمل لإيجاد تعاون بين الباحثين الافارقة والاميركيين في مجالات العلوم والتكنلوجيا والمساعدة في التبادل والتأهيل العلمي للاكاديميين والباحثين في كل من القارتين، ومن الاهداف المهمة في هذا العمل إننا نسعى لتوقيع اتفاقات علمية وتكنولوجية بين اميركا وبعض الدول الافريقية. فضلا عن هذا فإنه من خلال عملي بالخارجية الاميركية قمت بزيارات شملت عددا من الدول في الجنوب والغرب الافريقي، منها جنوب افريقيا وبتسوانا ونيجيريا واتوقع أن ازور قريبا عدة دول من القرن الافريقي بالاضافة إلى غانا والسنغال وفي هذه الرحلات التقيت العديد من الباحثين والاكاديميين بالاضافة الى السياسيين من صانعي السياسات العلمية، كما قدمت محاضرات أوضحت فيها مجالات وفرص التعاون العلمي مع الولايات المتحدة الاميركية.

    إختيارك عبر هذا المنافسة يطرح سؤالا حول دور الخلفية القومية والدينية التي هي مرتبطة بك، ألم تؤثر هذه الاشياء حين الاختيار للوظائف الاميركية المهمة كهذه وماذا عن تجاربك الاكاديمية في هذا الخصوص؟

    -عملت بالعديد من الجامعات ومراكز الابحاث في دول مثل السويد وانجلترا والنرويج وهولندا وايطاليا لفترات ليست بالقصيرة وشاركت في مؤتمرات عالمية علمية ودعيت لتقديم محاضرات في عدة دول آسيوية منها اليابان والصين والهند إضافة لعدد آخر من الدول الافريقية والعربية كما عملت محاضرا بجامعة افريقية "جامعة الخرطوم" وزرت ما يقارب الاربعين قطرا ولي علاقات مع اكاديميين وباحثين في العلوم في كثير من هذه الاقطار... ربما ساعدت كل هذه العوامل والتجارب في إختياري، أما سؤالك عن عرقي أو قوميتي أو ديني وآثار ذلك في الاختيار "فالله أعلم" ولكني اقول إنني أول مسلم أو اسود تم إختياره في هذا البرنامج منذ بدايته قبل ثلاثة أعوام وأتمنى إختيار عدد آخر للاسهام في هذا البرنامج المميز.

    بإعتبار ــ كما تقول ــ أن إختيارك لهذه الوظيفة أتي من الحقل الاكاديمي الاميركي، إذن كيف ترى المقارنة بين هذا الحقل ونظيره السوداني ، خصوصا وأن لك تجربة تدريس في جامعة الخرطوم؟

    - بالطبع أن الفرق الاول والاساس يكمن في الامكانات المادية والبشرية المتاحة في الجامعات الاميركية لاداء المهمتين البحثية والتأهيلية للسلطات الفيدرالية والولائية في اميركا قناعة راسخة بأهمية البحث والتأهيل العلمي وعليه فهم يصرفون بسخاء في دعم النشاطات البحثية والاكاديمية بالجامعات .المواطن الاميركي العادي أو المسؤول الحكومي الرفيع في اميركا يدرك تماما ان التقدم والرفاهية اللتين يتمتع بهما نتاج مباشر للابحاث والاكتشافات العلمية التي يحققها الباحثون الاميركيون. أميركا هي البلد الوحيد في العالم الذي ليس به وزارة وحيدة ومعزولة، فالعلوم والتكنلوجيا في اميركا جزء مكمل لكل وزارة اميركية وتتمتع بقدر كبير من ميزانية كل وزارة. في ميزانية عام 2006 بلغ صرف وزارات الطاقة والزراعة والصحة حوالي 9 و4 و29 بليون من الدولارات على التوالي بينما صرفت وزارة الدفاع حوالي 28 بليونا في البحث العلمي البحت معظم هذا الصرف يذهب لدعم الجامعات ومعاهد البحث بالاضافة لدعم مماثل او اكبر من وزارات ومؤسسات اخرى ايضا هنالك دعم كبير للجامعات يأتي من القطاع الخاص وخاصة قطاع الصناعات.
    انا لا احاول الايحاء بان السودان او اي دولة اخرى يجب ان تنفق على البحث العلمي بنفس القدرولكن فقط اردت ان اؤكد على اهمية دعم البحث العلمي. خلال الفترة التي عملت فيها بجامعة الخرطوم لم يكن هناك دعم للابحاث العلمية اطلاقا وقد كنا نعتمد إلى حد كبير على المعونات الاجنبية من دول مثل السويد وهولند اوايطاليا في توفير معدات البحث بل وفي بعض الاحيان توفير المجلات والكتب العلمية كانت الميزانية المخصصة للجامعة بقدر ما يكفي لاعاشة الطلاب وتوفير الاجور للاساتذة والعاملين الآخرين بالجامعة عليه اقتصر دور الجامعة والحالة كهذه فقط في تدريب وتخريج حملة الشهادات الاساسية اي البكلاريوس والدبلومات. هذا دور عظيم ومقدر ولكن يجب على الجامعات الكبرى المساهمة الفاعلة في البحث والاكتشاف وبالتالي تخريج حملة الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراة. اقول هذا وانا على قناعة كبيرة بقدرات وامكانات الاكاديميين بالجامعات السودانية على القيام بهذا الدور، فقط إنهم يحتاجون للدعم المادي الحكومي وايضا دعم الصناعات الخاصة وأحيانا اسمع في الاخبار بعض المؤشرات الموجبة مثل اقتراحات السودان بقيام مؤسستي العلوم والثقافة الافريقية والعربية وبعض الدعم الذي خصص للبحث العلمي رغما عن قلته بالاضافة لجهود وزارتي العلوم والتكنلوجيا والتعليم العالي، يبدو ان هناك لدور البحث العلمي ولكن هذا الدعم وتلك الجهود يمكن ان تضاعف عدة مرات وقطعا سيكون العائد كبيرا.

    كيف تنظر لامر تعريب المقررات الدراسية في الجامعات وكيف تقيم ما تم الاصطلاح عليها بثورة التعليم العالي؟

    -بما أن الاغلبية في السودان يتحدثون ويكتبون بالعربية فإن تعريب المناهج والمقررات الدراسية يكون منطقيا ولربما قال البعض إنه من الواجب. أيضا يمكن للشخص أن يعدد فوائد كثيرة جدا للتعريب ولكن التعريب في نظري لا يعني إطلاقا تجاهل اللغات الاخرى وخاصة اللغة الانجليزية. في الوقت الحاضر يمكن للباحث أن يتقن ابحاثه بلغته الام ويتعلم اللغة الانجليزية ويجيدها من اجل مطالعة الجديد في العلوم والذي هو متواجد في المراجع التي يصدر معظمها بالانجليزية. أيضا اللغة الانجليزية هي الآن مثلا الباحثون والاكاديميون في الصين، مثلا، يهتمون جدا بتعلم اللغة الانجليزية خاصة العلمية للاطلاع على الابحاث والنشر.كذلك نفس الشئ يمكن أن يقال عن اليابان وكوريا الجنوبية وبعض الدول الإسلامية مثل تركيا وماليزيا وحتى الدول الاوربية المتقدمة بحثيا مثل السويد وألمانيا، عليه يكون تشجيع الترجمة في دول العلم الثالث والسودان من ضمنها شيئا ضروريا ويجب تحفيز الناشرين والمؤلفين بالعربية والمترجمين للعربية من اجل المواكبة العلمية والارتقاء بالتأهيل العلمي
    أما سؤالك بخصوص "ثورة التعليم العالي" فأنا غير ملم بكل جوانب هذه الثورة لكن الشئ الملاحظ هو العدد الكبير من الجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة التي قامت حديثا في السودان.

    وماذا تقول عن الانتقادات التي واجهت هذه السياسة؟

    -رغم الانتقادات التي افهمها جيدا وأتفق مع الكثير منها إلا إنني اعتقد ان المحصلة النهائية سوف تكون موجبة .قطعا المستوى العام لا يمكن أن يماثل مستوى جامعة واحدة أو إثنتين توفر لهما كل الموارد المالية والبشرية . لكن الفائدة الكبرى في إتاحة الفرصة لاكبر عدد من خريجي المدارس الثانوية العليا للتأهيل فوق الثانوي والجامعي ولحسن الحظ فإن اغلب هذا التأهيل في مجالات الهندسة والعلوم والدراسات الطبية وقد يقول البعض إن التأهيل ليس بالمستوى المطلوب لكن كما قلت أنت في تحليلك للمحاضرة التي قدمتها أنا في واشنطن "المال تلته ولا كتلته" وأنا اضيف هنا أن بعض التاهيل أفضل من اللاتأهيل .فقط آمل في ثورة تعليم عالي أخرى لـتأهيل وترفيع مستوى هذه الجامعات والمعاهد لا سيما والسودان دولة بترولية حاليا ويتوفر لها قدر لا بأس فيه من الامكانيات المادية .أيضا يجب تأهيل بعض من الجامعات بشكل متقدم لتمكينها من البحث العلمي الجيد وتخريج أعداد اكبر من حملة الشهادات فوق الجامعية وهنا يمكننا أن ننتقي بعضا من هذه الجامعات .كما أود أن اضيف أن إقتحام القطاع الخاص لمجال التعليم الجامعي يعتبر من الايجابيات ولكن يجب وضع الضوابط الصارمة جدا لمنع ظواهر "الفساد التعليمي" التي يتحدث عنها البعض حاليا.

    يثار دائما في اروقة المهتمين بالعمل العام السؤال حول الاقتصاد السوداني، إذن كيف يمكن النهوض به في إتجاهات علمية وأنت كما تعلم أن السودان غني بموارده وكيف يمكن ايجاد المعادلة العلمية بين محاربة الفقر وتوظيف الموارد؟

    -إذا نظرنا للاقتصاد العالمي نجد أن أحجام اقتصاديات الدول تتناسب طرديا مع مقدرات هذه الدول علميا وتكنلوجيا. من أكبر الاقتصاديات على التوالي :امريكا ، اليابان، ألمانيا، الصين ، انجلترا ، فرنسا وهكذا. هذه الدول من أولى الدول في العالم التي تنفق على البحث العلمي وربما كان صرفها على البحث العلمي بنفس التوالي. أكبر موارد هذه الدول هي الموارد البشرية المؤهلة"مهندسين، أطباء" والموارد العلمية والتكنلوجية وليست بأي حال من الاحوال مواردها الطبيعية ، هذا يبدو جليا في دول وإقتصاديات متقدمة جدا مثل اليابان وكوريا الجنوبية ومعظم دول اوربا الغربية حيث الموارد الطبيعية متواضعة بل وجدناها شحيحة في بعض من هذه الدول. القاسم المشترك بين هذه الدول هي المقدرات العالية في العلوم والتكنلوجيا والدعم السخي لتطويرها. وبالمقابل لو نظرنا إلى العديد من دول العالم الفقير خاصة في أفريقيا فإننا نجد أن وجود الموارد الخام ــ في غياب تطوير خواصها وتصنيعها ــ لم يساعد في محاربة الفقر .
    الخلاصة التي لا بد منها أن وجود الموارد الطبيعية وإستغلالها كخام لا يكفي للقضاء على الفقر بينما توظيف العلوم والتكنلوجيا ربما كان كافيا لتقدم ورفاهية الدول والسبب في ذلك أن كثيرا من الموارد الطبيعية ، مثل المعادن، يمكن الآن الاستعاضة عنها بمواد يمكن تركيبها في المعامل. من أمثلة ذلك إستعمال المواد "البوليميرية" بدلا من المعادن والاخشاب في صناعة العربات ومواد البناء..إلخ وهذه الظواهر والفرص ستزداد كثيرا مع التقدم في إبحاث "النانوتكنلوجي" حيث يمكن تركيب المواد وتغيير خواصها على مستوى الجزيئات وحتى الذرات.

    ولكن ما هوهذا النانوتكنلوجي يا بروف؟

    -كلمة "نانو" أغريقية وتعني القزم وفي لغة الرياضيات هي عبارة عن واحد على بليون ــ البليون هنا واحد وتسعة أصفارــ من الشئ. في كلمة النانوتكنلوجي يرمز النانو إلى الطول وهو عبارة عن أعلى بليون من المتر. هذا الطول يقارب ابعاد الذرات والجزيئات الصغيرة، عليه النانوتكنلوجي هو المقدرة على التصميم والتركيب والتصنيع على هذا المستوى من الطول، اي تركيب المواد على مستوى الذرات والجزيئات وصناعة ماكينات واجهزة وأجسام صغيرة ابعادها على هذا المستوى من الطول وعندما نستطيع تركيب موادا على مستوى الذرات نكون قد أستطعنا تركيب مواد جديدة غير تلك التي توجد في الطبيعة وتفصيلها على خواص معينة كما نريد. ايضا يمكننا صناعة أجهزة إحساس ربما على عدد محدود من الذرات والجزيئات.
    ربما كان السؤال لماذ التصغير والاجابة نجدها في ما حدث في مجال الكمبيوتر حيث أدى تصغير مكونات الكمبيوتر الاليكترونية إلى هذه الثروة المعلوماتية والثورة في الاتصالات اللذان نعايشهما الآن. أيضا التصغير له فوائد إقتصادية في إستعمال مواد اقل وأيضا فوائد في ضبط الجودة.

    وكيف تنظر لتوقعات هذا الاكتشاف عمليا على سطح الواقع الانساني؟

    -التوقعات هي أن النانوتكنلوجي هي بداية الثورة الصناعية الثالثة بعد الاولى في القرن التاسع عشر والثانية في الكمبيوتر والمعلومات والاتصال في النصف الاخير إلى أواخر القرن الماضي. لكن ثورة النانوتكنلوجي ستكون أكبر الطفرات الصناعية حيث تنسحب آثارها على أوجه حياة البشر من طب إلى بيئة إلى طاقة إلى إتصالات على رياضة ومواصلات ونقل وخلافه. في الطب مثلا تخيل نانوجزيئات تحمل كيماويات قاتلة للخلايا السرطانية ترسل بدقة إلى هذه الخلايا وتبيدها من غير التأثير على الخلايا السليمة المجاورة وذلك عكس العلاجات الكيماوية والاشعاعية حاليا والتي تقتل كل الخلايا بجانب أو حول الخلايا السرطانية. هذا مثال بسيط في العلاج وهناك محاولات في علاجات امراض مستعصية مثل السكري والضغط والالزايمر تستعمل فيها النانوتكنلوجي حاليا في طور البحث. ايضا هناك العديد من التطبيقات للنانوتكنلوجي في مجالات التشخيص والكشف عن الامراض.هذا في مجال الطب فقط وهناك أمثلة في كل المجالات مثل الزراعة والهندسة المدنية والتطبيقات الضوء ــ غليكترونية وخلافه. ومن مزايا النانوتكنلوجي إنها تجمع كل العلوم في تطبيقاتها وربما إضطرت الجامعات لتغيير الحدود والفوارق بين الكليات والشعب المختلفة وخلق تخصصات جديدة تناسب هذه المستجدات.

    ومتى ظهرت هذه الكلمة لاول مرة؟

    -ظهرت في القرن الماضي بعد إكتشاف ميكروسكوب يعتمد على ظاهرة رؤية الذراري بل وتحريكها كيفما يشاء.
    عموما النانوتكنلوجي ثورة شاملة وكل العالم يحسب حساباته لها ويدعم البحث فيها بسخاء لانها المستقبل والافارقة عامة والسودانيون خاصة يجب عليهما المواكبة تدريبيا وبحثيا في هذا المجال.

    تحدثت في اجابتك السابقة عن المعادن ومن ما قلت هل معنى هذا إنه سيأتي اليوم الذي تصبح فيه المعادن غير ذي اثر إذا كان من الممكن تركيب جزيئاتها؟

    هناك الكثير من التطبيقات التي تستوجب إستعمال المعادن الموجودة في الطبيعة مع وجود تطبيقات أخرى كانت تستعمل فيها هذه المعادن وإستعاض عنها مؤخرا بالمواد المركبة معمليا..عليه يقل الطلب لبعض من هذه المعادن وتتناقص اسعارها كخام بمقادير كبيرة.
    ألا تتفق معنا أن غياب الديمقراطية والانظمة الادارية الروتينية وسوء البنية التحتية من الاسباب التي لا تحقق نجاحا للتطبيقات العلمية في الدول الافريقية والعربية والاسلامية؟
    -الاجابة السهلة والمباشرة هي "أوافقك بشدة" ولكنك تجدني أوافقك بشدة لو عكست نفس السؤال ليكون فحواه هل عدم تحقيق نجاحات علمية في هذه الدول هو السبب في غياب الديمقراطية والانظمة الادارية ...إلخ . إننا إذا أخذنا العالم العربي كمثال ونظرنا إلى بعض الاحصائيات نجد الآتي:
    الكتب العلمية والثقافية في العالم العربي تشكل
    0.08 من المئة من المنتوج العالمي.
    كل 100.000 كتاب ينشر في اميركا يقابله 4200 كتاب ينشر في اميركا الجنوبية وفقط6500كتاب ينشر في العالم العربي
    العالم العربي ينفق فقط 0.02من المئة في المتوسط من دخله في البحث والتطوير العلمي بينما دول العالم المتقدم تنفق ما بين 2.5ـ 5 من المئة.
    في العالم العربي هناك 3.3 اكاديمي وباحث في كل 10.000 نسمة بينما في العالم المتقدم هناك 110 أكاديمي وباحث في كل 10.000 نسمة.
    حجم إقتصاد دولة متقدمة واحدة متواضعة الموارد الطبيعية كإسبانيا يفوق حجم إقتصاد الدول العربية مجتمعة وهذا يشمل دول الخليج العربي الغني بالبترول.

    إذا كيف يكمن الحل؟

    -يبدو أن الحل يكمن في البحث العلمي ودعمه. تركيا دولة إسلامية ولكنها تأخذ البحث العلمي بمزيد من الجد وعليه عدد الكتب العلمية والثقافية التي تنشر في تركيا وحدها أكثر من العالم العربي مجتمعا .هذه الاحصائيات ظهرت مؤخرا في تقرير التنمية الانسانية لكن بعض الاخبار السارة مؤخرا بالنسبة للعالم العربي هي إنه في هذا الشهر تم الاعلان عن قيام مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بتمويل قدره عشرة بلايين دولار للتأهيل والبحث العلمي في العالم العربي. أيضا الملك عبدالله الثاني في الاردن أعلن حديثا عن قيام صندوق دعم العلوم بالشرق الاوسط بتمويل قدره عشرة مليون دولار. آمل أن يقوم السودان بإنجاز التزامات مماثلة في القريب العاجل. البطالة في العالم العربي حاليا... والعالم العربي يحتاج إلى 15 مليون وظيفة خلال العشرين عاما القادمة. أما في افريقيا فالصورة قاتمة جدا فهناك 25 مليون افريقي مصاب بالايدز وحوالي مليون افريقي يموتون من الملاريا كل عام و40 من المئة من الافارقة لا يملكون ماء صالحا للشرب و70 من المئة لايعرفون عن الكهرباء وهذه المشاكل لا يمكن تجاوزها إلا بالبحث العلمي الجاد.

    حديثك عن فقر التنمية في العالم الثالث هذا يقودنا للقول إن هناك احاديث مستمرة في العقود الاخيرة عن البنك الدولي وسياساته، وهناك عدم ثقة في خططه في دول العالم الثالث، لماذا لا يقدم البنك مساعدات ملموسة لهذه الدول لتجاوز عثراتها ومن خلال وجودك في الولايات المتحدة هل ترى أن سياسات البنك الدولي تخدم التنمية في الدول الفقيرة؟

    -أنا لست خبيرا إقتصاديا لاتحدث عن سياسات البنك الدولي وتأثيرها على التنمية في دول العالم الثالث وأعلم أن هناك جدلا حول هذه السياسات ، لكنني حضرت منتدىً عالميا في واشنطن في فبراير الماضي بعنوان... وحضره جمع من وزراء العلوم والتكنلوجيا في عدد من الدول النامية بالاضافة لخبراء أكاديميين وإقتصاديين وعدد كبير من ممثلي الشركات الكبرى وإستمر لمدة ثلاثة ايام .الشئ الملاحظ أن البنك بدأ في دعم مشاريع تأهيل البنيات العلمية لكثير من دول العالم الثالث خاصة في أميركا الجنوبية وأفريقيا. نيجيريا مثلا تفاوض حول دعم كبير من البنك الدولي وبنك التنمية الافريقي للحصول على قروض تفوق المئة مليون دولار إضافة للدعم المحلي لانشاء "معهد ابوجا للعلوم والتكنلوجيا" وهو واحد من عدة معاهد تحمل اسم الرئيس الجنوب الافريقي السابق نيلسون مانديلا ومبنية على فكرة معاهد العلوم التكنلوجيا الهندية ومن بعدها البرازيلية . هذا المعهد تحت الانشاء الآن ويتوقع أن تبدأ الدراسة به في نهاية هذا العام ويركز كثيرا على البحث العلمي وستكون له بعض الفروع في جنوب أفريقيا وتنزانيا وبوركينا فاسو. ويعتمد هذا المعهد في التدريس والبحث على تعاون من الاكاديميين الافارقة بالجامعات الاميركية والاوربية. وهناك لغط وجدل كثير حول جدوى هذا المعهد يثار من بعض خبراء السياسات العلمية الافريقية ولكنني غير ملم بكل التفاصيل لاعطي رأيا سديدا في هذا الشأن. إن دولا افريقية مثل رواندا ويوغندا في الوقت الحاضر تناقشان دعما من البنك الدولي يخصص كلية لدعم البنيات التحتية للعلوم والتكنلوجيا وهذا مؤشر موجب في حد ذاته كون أن الافارقة يفاوضون لدعم البحث العلمي حيث شهدنا في السابق أن كل القروض كانت بمثابة مشاريع اخرى بعيدة كل البعد عن التكنلوجيا..انا لا ادافع عن سياسات البنك الدولي ولا ينبغي لي ذلك، فقط لانني لا اعرف كل التفاصيل ولكن هذه بعض ملاحظاتي في ذلك المنتدى الذي شارك فيه وزراء العلوم والتكنلوجيا وتفاكروا مع الاقتصاديين في اروقة البنك حول دوره في دعم العلم.

    أراك ذكرت رواندا والتي خرجت للتو من الحرب، هل تقصد إنها تريد أن تعوض السنوات الماضية بالبدء في طريق الاهتمام العلمي؟

    -نعم وهنا يجدر بي الاشارة إلى دولة مثل رواندا وحماسها لدعم البحث العلمي مع صغر حجمها وإمكاناتها البشرية المحدودة وماضيها القريب المؤلم ولقد إتيحت لي فرصة مقابلة دكتور رومان مورنزي وزير العلوم والتكنلوجيا في رواندا ومستشار الرئيس الرواندي بول كيقامي ولقد لمست تحمس الرجل للبحث العلمي وايمانه القاطع بضرورته لتطور رواندا وتجاوز الفقر بها وكان دكتور مورنزي في طريقه للبنك للحوار مع المسؤولين فيه حول القرض الذي ذكرته في الاجابة السابقة.. ايضا اشير إلى أن الرئيس الرواندي كان من أكثر الرؤساء حماسا لتخصيص جزء مقدر من ميزانية كل دولة افريقية للبحث العلمي وذلك في إجتماعات القمة الافريقية في يناير الماضي. رواندا من أعلى الدول الافريقية صرفا في البحث العلمي من نسبة الحجم الكلي للميزانية وهي حوالي 2 من المئة وعلى حد قول مورنزي فهم ماضون لجعلها 6 من المئة في السنوات القليلة القادمة، وبالمناسبة مؤتمر القمة الافريقي الاخير عقد تحت شعار العلوم والتكنلوجيا والبحث العلمي في افريقيا ولكن إنشغل المؤتمرون بدخول القوات الاثيوبية ارض الصومال بالاضافة لمواضيع اخرى، عليه كانت القرارات في دعم العلوم في افريقيا اضعف مما كان متوقعا ولكن الشئ الذي يستحق الذكر هو قرار وزراء الخارجية الافارقة اثناء
    التحضير لمؤتمر القمة بمنح العلماء الافارقة جوازات سفر ديبلوماسية مثل التي للوزراء وكبار السياسيين لتسهيل تحركاتهم بين الدول وأود أن اسأل كم من العلماء السودانيين منحوا هذه الجوازات..؟

    في إجابتك يحس المرء بإحباط تجاه حقيقة وضع الاهتمام العلمي في العالم العربي والافريقي والاسلامي؟

    -لكني تطرقت لبعض الاخبار السارة عن خطوات حدثت في الفترة الاخيرة في العالمين العربي والاسلامي ونأمل أن يستمر حدوث مثل هذه الخطوات.

    بوصفك منتم عمليا للخارجية الاميركية ماذا ترى في الآراء الناقدة للسياسات الخارجية لوزارتكم فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية العلمية التي تبذلها لدول العالم الثالث؟

    -كما ذكرت سابقا في إجابتي فإنني أعمل بالخارجية الاميركية خلال هذا العام بمكتب يعني بالاتفاقيات العلمية بين أميركا ودول العالم المختلفة. أميركا حاليا لها إتفاقيات علمية وتكنلوجية مع ما يفوق الاربعين دولة ومنها كل دول المغرب العربي بالاضافة إلى مصر .صحيح أن هناك عددا كبيرا من الاتفاقيات في أفريقيا جنوب الصحراء عدا جنوب أفريقيا وكيب فيروي ولكن خلال وجودي في الخارجية إستطعنا في المكتبين اللذين أعمل بهما إنجاز إتفاق تفاهم علمي بين أميركا ورواندا .والآن ألمس رغبة حقيقية في الخارجية الاميركية لانجاز عدد أكبر من الاتفاقيات مع دول أفريقية اخرى مثل ليبيا والسنغال ونيجيريا .أهمية هذه الاتفاقات إنها تشجع التعاون العلمي بين أميركا والاقطار الاخرى كما أنها تقنن ملكية الاكتشافات وتنسق أمر الضرائب على المعدات العلمية والتدريبية وجوانب قانونية أخرى .الخارجية الاميركية لا تدعم البحث بطريقة مباشرة ولا تقرر في تفاصيل البحث العلمي ولكنها تشجع الجهات الاميركية التي تدعم البحث في التعاون مع الدول التي لها إتفاقات علمية . من أمثلة الجهات الاميركية الداعمة للبحث مؤسسة العلوم القومية ومعهد الصحة القومي إضافة إلى أغلبية الوزرات الفيدرالية.

    وماذا عن الاتفاقيات مع الدول غير الافريقية؟

    -نعم هناك إتفاقات علمية بين أميركا وعدة دول لاتينية ودول آسيوية مثل الهند والباكستان والعديد من الدول الإسلامية مثل تركيا والاردن. وأريد أن أنوه هنا أن هذه الاتفاقيات ليست هبات أومساعدات وإنما تخضع لمنافسة حامية جدا وإختيار صعب ودقيق داخل الخارجية بعد موافقة الجهات الداعمة للبحث. بمعني آخر هناك تشديد علي الفائدة العلمية التي يمكن أن تجنيها أميركا من هذه الاتفاقيات ويكون أغلبها في مجال البيئة والبحار والصحة وأمراض المناطق الحارة إلخ. كما يلاحظ إختلاف هذه الاتفاقيات عن برنامج المعونة الاميركية حيث الدعم والتعاون في هذا البرنامج هوعبارة عن هبات تمنح للدول المحتاجة.
    الخارجية الاميركية تشرف علي أكبر برامج التدريب داخل وخارج الولايات المتحدة مثل زمالات "فلبرايت" و"همفري" وعدد كثير آخر يربو على 2000زميل من دول العالم يحضرون للولايات المتحدة لمدد تتراوح بين اسابيع وثلاث سنوات أو أكثر للتدريب وعدد مماثل من الزملاء الاميركيين يزورون دول العالم لذات البرنامج. بعض من هؤلاء الزملاء في مجالات العلوم ولكن العدد قليل بالمقارنة مع التخصصات الاخرى وقد قمت مع زملاء هنا بالخارجية بمجهود كبير لاقناع القائمين علي امر هذه البرامج بزيادة أعداد الزملاء في مجالات العلوم والتكنلوجيا خاصة في أفريقيا وهم الآن يشجعون ذلك. جدير بالذكر أن أعدادا كبيرة من هؤلاء الزملاء يأتون من أفريقيا ودول العالم الثالث وعدد كبير من الزملاء يذهبون إلى هذه الدول لكن بالرغم من ذلك هناك اصوات ناقدة حتى داخل أميركا نفسها تقول بأن الذي ينجز قليل عبر هذه البرامج ويمكن عمل الكثير لمساعدة الدول النامية ووجدتني اضم صوتي لهذه الاصوات، ايضا أحاول الاتصال ببعض المنظمات غير الربحية وغير الحكومية لمحاولة إيجاد تمويل لزمالات أخري تتيح فرصا أوسع لتدريب الكوادر من الدول النامية خاصة أفريقيا وأسال الله النجاح في ذلك.

    كان هناك المجلس القومي للبحوث..ماذا أفاد علي المستوي القومي كما تري؟

    -من خلال الاعوام 1982 إلى 1988 واثناء تواجدي في جامعة الخرطوم كان هناك تعاونا بحثيا نشطا بين قسم الفيزياء ووكالة الطاقة الذرية السودانية ومعهد ابحاث الطاقة وكلاهما يتبعان للمجلس القومي للبحوث .كان التعاون مثمرا وأخذ عدة اشكال، منها الدعم المالي لشراء بعض معدات البحث وتقديم منح لطلاب الدراسات العليا بالقسم. أيضا شارك العديد من الباحثين بالمجلس في الاشراف على ابحاث الطلاب والتعاون في تدريس مواد متخصخصة بالقسم. والحقيقة هي أن المجلس كان هو الجهة الحكومية الوحيدة التي كانت تدعم الابحاث بقسم الفيزياء إلى حد ما. لكن يجب أن أذكر أن ذلك كان نتيجة علاقات صداقة وزمالة خاصة جدا كانت تربط بين أعضاء هيئة التدريس في قسم الفيزيياء والباحثين بالمجلس. المجلس القومي للبحوث شمل مجموعات أخرى كالابحاث الاقتصادية والزراعية ولا أستطيع أن أقيم تجربة هذه المجموعات. كان كل ذلك علي ما أعتقد يتم في زمن إدارة البروفيسور أحمد عبدالرحمن العاقب ومن بعده استاذنا بروفيسور سعد عبادي. لا علم لي بما آل إليه حال المجلس الآن وإن كان لا يزال موجودا أو أعيد تنظيمه بصورة أخرى.

    هناك زيادات في الاصابة بالسرطانات في السودان ، كذلك هناك تقنيات ذرية لعلاجها، لماذا تكاثر الاصابة بهذا المرض الخبيث لدي السودانيين وهل يعود الامر لدفن أشعة ذرية في بقاع من السودان كما يشاع أم تطورت تقنية التشخيص؟

    -أسال نفسي ايضا هذا السؤال في أحيان كثيرة وتعصي علي الاجابة . لم إطلع علي إحصاءات ودراسات طبية في السودان أو في العالم تدلني علي الجواب. ربما كان التقصير في ذلك من جانبي ولكن أعدك إنني أسأل طبيبي هذا السؤال عندما أذهب له في الكشف الدوري القادم. لكن الواضح أن هناك تطورا ملحوظا في أجهزة تشخيص السرطان خاصة في أخذ العينات وتحليلها بالاضافة إلى جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي وبالمناسبة إن مكتشفي القواعد النظرية والتجريبية التي بني عليها هذا الجهاز فيزيائيون ومنحوا جوائز نوبل قبل ثلاثة أو أربع سنوات علي ما اعتقد. أنا شخصيا أرجح أن تقدم التشخيص هو السبب في هذا الاعتقاد . أيضا الاطباء في الوقت الحاضر يكشفون عن مرض السرطان أكثر من ما مضي حيث كانوا يخفونه عن الاهل والاقارب والسبب ايضا يعود كذلك للقناعة بتطور علاج السرطان وإمكانية تطويل حياة المريض.

    على ضوء ما ترى من تطور للعالم الغربي ..هناك اشواق لدي بعض المسلمين فحواها إنهم يتمنون لو أن الحضارة الاسلامية التي برزت علميا في الماضي أستطاعت أن تسترد مجدها وتتفوق على الحضارة الغربية؟

    -سؤالك هذا يطرح عدة تساؤلات: هل تطور العالم الغربي أو حضارته الحالية تنسب إلى الديانة المسيحية أم الديانة اليهودية أم الاثنين معا؟ ..ثم ما هو دور العلماء الشرقيين من صينيين وهنود مثلا في تطور الغرب العلمي حاليا؟ علما بأن هؤلاء في الغالب الاعم يدينون بالهندوسية أو البوذية أو لا دينيين حتي. ما هو دور دولة تدين في غالبيتها بالبوذية كاليابان في التطور العلمي الذي وصل إليه العالم الآن؟ وأخيرا ما هو دور العلماء المسلمين الذين يعملون في الدول الغربية ويساهمون بفاعلية في التطور العلمي للغرب؟...إنني أري إنه في عصر الاتصالات والتفاعل البحثي وإنسياب المعلومات بين العلماء من كل الاجناس والاديان والذي نعايشه الآن يصعب تصنيف الاكتشافات العلمية ونسبتها إلي دين أو عرق أو جنس.

    ولكن هناك آراء ترجح أن نجاح بعض الامم في التطور المجتمعي يعود إلى اسباب جينية تفتقد لها بعض الشعوب التي تحيا في الفقر والحروب مثلا، هل هناك أنزيم داخل الجنس الاسود يمنع تطوره كما يشاع خصوصا وإننا نلحظ أن معظم الدول الافريقية عاجزة عن التنمية ومواكبة تقنياتها؟

    لا أتفق مع هذه الآراء ، لانها أولا تفتقد الدليل العلمي القاطع ولانها بنيت فقط علي حال الدول الافريقية من مجموعات تصنف نفسها بالبحثية ولها أغراضها الاخرى السياسية والعرقية والعنصرية. كيف تفسر هذه الآراء حضارة الرجل الاسود التي سادت في عهود الممالك النوبية والفرعونية والاثيوبية القديمة؟ تلك الحضارات التي ما تزال محور إهتمام علماء الآثار من كل الاجناس والتي يحدثنا المؤرخون عن جانبها العلمي المتقدم نسبيا إلي باقي الحضارات المعاصرة في ذلك الزمان. بل كيف تفسر هذه الآراء التفاوت الكبير في مستويات التنمية بين الدول التي يسكنها في الغالب الجنس الابيض مثلا؟ ونعرف أن بعض الدول في الجنوب الشرقي أو الاوسط الاوربي حالها الاقتصادي والاجتماعي يقارب أو أفقر من حال العديد من الدول الافريقية جنوب الصحراء.

    هناك كتابات في الغرب تشير أن علم الباراسايكلوجي ربما أفاد العالم في تفسير الظواهرالماورائية التي تنجم من حقل الممارسة الاجتماعية ، ما هي معلوماتك في هذا المجال؟

    -بارا كلمة أغريقية وتعني ما بعد أو ما فوق وعليه فإن الباراسيكلوجي هو علم يعني بما وراء علم النفس كالحاسة السادسة والتجانس العاطفي والنفسي وقدرة العقل علي التحكم في الاشياء من علي البعد وخلافه. أنا شخصيا أجد صعوبة في فهم الكثير في علم النفس العادي فما بالك بما فوق علم النفس . بالمناسبة هناك أيضا البارافيزياء وعو علم العلاقات بين الفيزياء والظواهر النفسية واللا طبيعية . أيضا هذا العلم عبارة عن طلاسم بالنسبة لي برغم تواجد كلمة فيزياء في الاسم المركب. هناك جهد بحثي مقدر في هذه العلوم في شعب علم النفس بواسطة باحثين ولكن تفاعلهم مع الباحثين في العلوم والتكنلوجيا قليل جدا في معظم الاحوال.

    ولكن كخبير في العلم إنك تجد في البيئة ما يناقض العلم مثل السحر والشعوذة والضر بالانسان من أخيه الانسان والعلاج بالمحاية وغيرها من الظواهر الماورائية؟

    -هذه الظواهر ليست لها أي أدلة علمية من الناحيتين التجريبية والنظرية وبالتالي يكون حدوثها مناقضاً للعلوم كما تفضلت أنت في سؤالك..عليه هذه الظواهر غير مثبتة عن تجارب لبعض الناس التي تحكي عن حدوث هذه الظواهر..أنا شخصيا لا أكلف نفسي عناء التفكير في صحة هذه الظواهر حيث إنني لم اجابه بأي منها بصورة تدعوني للتفكير الجاد فيها.

    ولكن ألم تسمع يا بروف بالآراء التي طرحت في إحدي المؤتمرات الاقتصادية للانقاذ في بدايتها حيث أن باحثا اشار إلي ضرورة الاستفادة من الجن لخدمة إستراتيجية السودان؟

    -هذه آراء طريفة وقطعا غير مسبوقة .يبقي السؤال هو كيف يمكن الاستفادة من الجن وما هي الحجج لرفض أو قبول هذه الآراء..وبالمناسبة ماذا كان شعار هذا المؤتمر وهل شارك فيه أكاديميون وباحثون في العلوم والتكنلوجيا..؟

    إلى أي مدى ترى خطورة الابحاث العلمية للاستنساخ والخلايا الجزعية ..فائدتها وضررها؟

    -هناك جدل واسع حول ابحاث الخلايا الجزعية خاصة المشتقة من الجنين البشري...والسبب يعود إلي أن هذا النوع من الخلايا الجزعية يشمل قتل الجنين برغم إحتمالات الحصول علي هذه الخلايا بإستعمال الاستنساخ العلاجي المعملي، لكن موضوع قتل الجنين أجج الصراع حول أخلاقية البحث في هذا المجال الشئ الذي شمل الكثير من التنظيمات السياسية والدينية في الولايات المتحدة واوربا..في المقابل هناك مجموعات مؤيدة وتعدد الفوائد الطبية المتوقعة من هذا البحث حيث يمكن أن تقود إلي معالجة الكثير من الامراض المستعصية والمزمنة كما تقول..كما يمكن أيضا إعادة نمو أو تشغيل العديد من الاعضاء التالفة في جسم الانسان.الموقف حاليا في هذا الجدل أن البحث يدعم من الحكومات والمنظمات في اوربا بينما في اميركا ليس هناك دعما من الحكومة الفيدرالية والحكومات الولائية المحافظة ..ولكن يتوفر الدعم في اميركا لهذا النوع من البحوث من الشركات الخاصة والمنظكات غير الحكومية بالاضافة إلي بعض الحكومات الولائية وأود أن اسمع رأ ي علماء الفقه المسلمين والباحثين في الطب من العلماء المسلمين.

    هناك آراء تشكك في الضبط العلمي للمناهج الاجتماعية بالمقارنة علي المناهج العلمية المثبتة بالتجربة والظاهرة؟

    -الضبط أو النهج العلمي يشمل عدة اساليب وتقنيات لتحليل الظواهر من أجل الحصول علي معرفة جديدة أو تصحيح أو إكمال معرفة قديمة ..في أغلب الاحوال يبدأ التسلسل للنهج العلمي بالملاحظات ثم التجارب والقياسات وتأتي بعد ذلك الافتراضات والمعالجة "الامبريكالية" والنموذج العلمي وربما كان هذا رياضيا في حالة القياسات والنتائج الكمية. أخيرا يصل النهج إلي التعليل النظري الشامل للظاهرة واسباب حدوثها ويوظف النهج العلمي عدة أدوات تشمل الجدولة والرسوم وتبادلات أخري مختلفة. من اهم نتائج النهج العلمي بالاضافة إلي تبرير حدوث الظاهرة القدرة علي التنبؤ أو التكهن بحدوث ظواهر أخري مستقبلا أو حتي الكشف عن ظواهر أخري مرتبطة بالظاهرة الاساسية والتحقق من ذلك تجريبيا..يبدو جليا نجاح هذا النهج في عدد ليس بالقليل من العلوم الاجتماعية من بينها علوم الاقتصاد وإدارة الاعمال والتربية والجغرافيا وإدارة المعلومات ..يجدر بي الاشارة هنا أن جائزة نوبل في عام 2005 منحت لشخصين أحدهما مزدوج التخصص في الاقتصاد والرياضيات وحازا علي الجائزة لعملهما في "نظرية الالعاب" وهو مجال يجمع بين الرياضيات التطبيقية والاقتصاد. وربما ذكر بعضنا جون ناش البروفيسور المتخصص في الرياضيات في جامعة برنستون والباحث النظري في نظرية الالعاب والحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد للعام 1998 وبالمناسبة فإن واحدا من أجمل الافلام السينمائية التي شاهدتها فيلم"العقل الجميل" والذي يحكي حياة البروفيسور ناش...خلاصة القول إنني لا أتفق مع الرأي المطروح في السؤال وأعتقد أن إستعمال الضبط العلمي في العلوم الاجتماعية يفتح آفاقا كبيرة لهذه العلوم وربما ساعد البشرية في التحليل والتوقع وبالتالي تلافي حدوث كوارث إجتماعية عديدة.
                  

العنوان الكاتب Date
بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 07:39 AM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 07:56 AM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 07:58 AM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! bayan06-16-07, 08:08 AM
        Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 08:37 AM
          Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 09:10 AM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! د.ناهد محمد الحسن06-16-07, 12:41 PM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! essam&amal06-16-07, 10:18 AM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! Mannan06-16-07, 01:02 PM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! Mannan06-16-07, 01:02 PM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 04:57 PM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 05:04 PM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! mekki06-16-07, 05:21 PM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! Abd Alla Elhabib06-16-07, 07:29 PM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! سلمى الشيخ سلامة06-16-07, 07:49 PM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 08:08 PM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 08:19 PM
        Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 08:37 PM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! Dr. Faisal Mohamed06-16-07, 08:34 PM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-16-07, 08:51 PM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-17-07, 05:30 AM
        Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-17-07, 05:36 AM
          Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-17-07, 05:40 AM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! Abubakr Osman06-17-07, 10:54 PM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! sharnobi06-17-07, 05:38 AM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-17-07, 05:47 AM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-17-07, 05:57 AM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! الطاهر عثمان06-17-07, 06:12 AM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! bayan06-17-07, 06:53 AM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! عدلان أحمد عبدالعزيز06-17-07, 07:00 AM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! محمد الأمين موسى06-17-07, 08:59 AM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-18-07, 05:54 AM
        Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-18-07, 06:02 AM
          Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-18-07, 06:12 AM
            Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-18-07, 06:26 AM
              Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! نادر الفضلى06-18-07, 08:50 AM
  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! أبو ساندرا06-19-07, 05:23 AM
    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! الفاتح ميرغني06-19-07, 06:29 AM
      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-19-07, 06:51 AM
        Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-21-07, 07:11 AM
          Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-21-07, 07:15 AM
            Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! بكرى ابوبكر06-21-07, 08:12 AM
              Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-22-07, 05:33 AM
                Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! شهاب الفاتح عثمان06-24-07, 05:37 AM
                  Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! Haydar Badawi Sadig06-24-07, 11:39 AM
                    Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب06-29-07, 08:49 AM
                      Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب07-05-07, 06:57 AM
                        Re: بروفيسور أسامة: فصلته جامعة الخرطوم..وعين مستشارا لوزارة الخارجية الاميركية، حوار مصور..!! صلاح شعيب07-07-07, 04:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de