سماسرة مأساة دارفور (مستشارو قريشن) يطبخون مع قريشن و الحكومة و مصر و ليبيا و الجامعة العربية

Quote: ما وراء كواليس اجتماعات القاهرة حول دارفور ترتيبات لاتفاق مع الحركات الراغبة في السلام القاهرة : رفيدة ياسين بدأت السبت بالقاهرة الاجتماعات التشاورية الثلاثية بين كلاً من مستشار الرئيس السوداني ومسئول ملف دارفور غازي صلاح الدين، وأمين لجنة الاتصال الخارجي بليبيا موسى كوسا برعاية السلطات المصرية ، ووصل فجر الأحد المبعوث الأمريكي للسودان "سكوت جرايشن" حيث إنه من المقرر أن يعقد اجتماعاً رباعياً بوزارة الخارجية المصرية بحضور أحمد أبو الغيط ، ومشاركة الجامعة العربية بحضور عمرو موسي اليوم وبحضور جرايشن ومستشار الرئيس السوداني ومسئولين ليبين في إطار جهود مصر وليبيا وأمريكا الرامية لحل أزمة دارفور. وقالت مصادر مصرية مطلعة للشروق أن اجتماع السبت ضم كلاً من مستشار الرئيس السوداني وأمين لجنة الاتصال الخارجي بليبيا لاطلاع حكومة الخرطوم علي الخطوات والجهود التي وصلت إليها مصر بالتنسيق مع ليبيا حول مطالب الحركات وسبل توحيدها في وفد تفاوضي واحد لتحديد موقفها من مفاوضات الدوحة المقرر استئنافها عقب شهر رمضان الجاري. وأوضحت المصادر التي طلبت عدم ذكر إسمها أن الاجتماعات ستتركز علي أزمة دارفور ومشكلة جنوب السودان وتنفيذ اتفاق السلام الشامل بالإضافة إلي ملف المحكمة الجنائية و العقوبات المفروضة علي السودان من قبل الإدارة الأمريكية. وعلمت الشروق أن هناك ترتيبات من قبل الوسطاء والجهود الإقليمية للوصول إلي اتفاق سلام خلال شهرمن الآن سيتم نقاشه داخل الاجتماعات المغلقة بين هذه الاطراف السودانية الليبية الامريكية مع القيادة المصرية متوقع فيه جمع كل الحركات الدارفورية المسلحة الراغبة في السلام للتوقيع بينها وبين حكومة الخرطوم بوقف اطلاق النار في الاقليم المضطرب غرب دارفورفي الوقت نفسه فضلت بعض المصادر عدم الافصاح عن تفاصيل الاتفاق لعدم اكتمال صيغته حتي الآن كما علمت الشروق أن هناك مساع مصرية لإقناع حركة العدل والمساواة للدخول في مفاوضات جماعية والتخلي عن موقفها المتشدد إزاء التفاوض بشكل منفرد مع حكومة الخرطوم وعدم اعترفها بالآخرين إلا أنها لم تفضي بنتيجة حتي الوقت الراهن ، فيما بدأت تتجه الجهود الاقليمية والدولية لاستبعاد عبد الواحد نور رئيس حركة تحرير السودان عن إشراكه في التفاوض نظراً لتعنته. وكانت ليبيا تبذل جهودا بالتنسيق مع مصر في محاولة لتوحيد ثمان حركات دارفورية استضافتها طرابلس وتوصلت الحركات هناك إلي رؤية تفاوضية مشتركة فيما بينها ،وفي خطوة لم يتبين أسبابها حتي الآن وصلت بعض الحركات الي القاهرة حيث جاءت من طرابلس أبرزها حركة العدل والمساواة جناح أزرق ،وعلمت الشروق أن هذه الحركات جاءت للقاء السلطات المصرية للنقاش مع مسئولي ملف دارفور في القيادة المصرية حول وحدة الحركات والتسوية السياسية المرتقبة. يذكر أن" جرايشن" التقي بعدد من حركات التحرير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد زيارته الأخيرة للخرطوم قبيل توجهه للقاهرة وكان علي رأسها حركة تحرير السودان بقيادة الوحدة وست قادة منشقين عن جيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد محمد نور عزلهم عبد الواحد عن الحركة إثر هذا الاتفاق كما شاركت أيضا فيه حركة تحرير السودان وحدة جوبا بقيادة عبد الشافي ، ووقَّعت الحركات اتفاقا ، وصفته قيادة الوحدة "بأنه اتفاق تعاون وليس اندماجا". من جهة أخري قال "موسي حسن الطاهر" الناطق باسم حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد في الشرق الأوسط في تصريحات خاصة للشروق" أن حركته لم ولن تشارك في أي مفاوضات قبل أن يتم نزع سلاح الجنجويد واستتباب الأمن في دارفور ودفع التعويضات للمتضررين من الحرب ، وشن "طاهر" هجوما عنيفا علي جرايشن ووصفه بأنه اداة لحكومة الخرطوم نافيا ما تردد بعزل نور عن رئاسة الحركة ، ورأي طاهر أن الوسطاء غير ملمين بما يجري في دارفور وغير مدركين لحجم الأزمة هناك مما يزيد من تعقيد المشكلة. من جانبه رفض السفير "إدريس سليمان" نائب رئيس البعثة الدبلوماسية لسفارة السودان بالقاهرة ما وُصف به جرايشن بأنه آداة للحكومة السودانية قائلا في تصريحات خاصة للشروق : " إن حكومة الخرطوم مرنة وتسعي جاهدة للوصول إلي حل لأزمة دارفور لذا تعاملت مع الأمريكان رغم أنها لا زالت تعتبر السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب ولا زالت تفرض عقوبات عليها ، وأضاف أن جرايشن جاء إلي السودان بعقل وقلب مفتوحين وفهم ما يجري علي الأرض في دارفور مما جعله يتعامل مع الأمر بنوع من الموضوعية . وأشاد سليمان بالجهود الإقليمية والدولية لحل أزمة دارفور ، واختص بالإشادة الجهود المصرية ورأي أن المشكلة الأساسية في الحركات الدارفورية نفسها مشددا علي أنه لابد من استجابتها لهذه الجهود وإلا اصبحت دون جدوي ، وأوضح سليمان أن مشكلة الحركات أنها إلي الآن لم تحسم أمرها في إرادة السلام وفي موقفها التفاوضي ، وقال :لا نأمل في توحد الحركات لأن ذلك مستحيلا، وحول كثرة المبادرات قال لا نعتقد ان هناك تعدد في المبادرات لان هناك مبادرة واحدة تأخذ الشرعية الدولية وهي المبادرة القطرية ، أما البقية فهي جهود تكميلية تعمل علي تهيئة هذه المجموعات للتفاوض واقناعها للمشاركة في مفاوضات الدوحة .