|
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني (Re: نهال كرار)
|
قوت الرسام
حتى بعد أن تناول ثلاث رشفات من فنجان القهوة، مازال الرسام متوتراً، وكعادته، ذهب لاشعورياً إلى مرسمه، فالجنين قد اكتمل بأحشائه، فرسم طفل سمين وآخر نحيف.
كان سارحاً وهو يسأل نفسه من أوحى له برسمهما.. وبهذه الروعة؟!! فسمع صراخ يخرج من اللوحة.
أنا أحسن منك، هكذا قال السمين. بل أنا، رد عليه النحيف فتصارعا بالأيدي...
لم يتمكن الرسام من الدخول في لوحته كي يفض الصراع الشقي، تذكر قدرات ريشته السحرية، فهي الوحيدة القادرة على تجسيد كل غائب وتعويض كل فائت، فرسم رجل عجوز، حليم وطيب وحكيم، هكذا استطاعت الريشة، وبكل بساطة، أن تجسد هذه الملامح المحبوبة على وجه الرجل العجوز.
لا عليكما، هكذا قال الرجل العجوز للطفلين.. (كل واحد منكم له دور لا يقدر عليه الآخر، فانتم كالبصمات تتشابه ولا تتطابق).
فأدخل الرسام ريشته مبتهجاً، في اللون البرتقالي، ورسم بالون طائر وخلفه طفل يجري باكياً لإمساكه، وبسرعة الذوات الخفيفة، ركض الطفل النحيف كالبرق نحو البالون.
ولم تكد الريشة ترفع شعيراتها الدقيقة، وهي ملطخة باللون الأخضر، من رسم بطيخة ضخمة، وهي على رأس أشيب لامرأة، منحني من ثقلها، حتى حمل عنها الطفل السمين البطيخة الضخمة، ويديه ملوثة بلونها الأخضر اللين...
وحين كان الطفل الصغير يلعب جزلاً في داره بالبالون البرتقالي، والمرأة المسنة تمضغ بلذة مع أسرتها حبيبات البطيخ الحلوة، كان الطفل السمين والنحيف يستمتعون بالاستماع إلى قصص وحكايات سعيدة وساحرة من فم الرجل العجوز، الخالي من الأسنان والتهور، وهو يحكي لهم عن الحكمة من خلق كل شئ، كل شئ في الوجود، من الدراي للذراري..
دخل عليهم الرسام، سلموا عليه بحرارة، أحسوا بأنهم يعرفونه، ولا يعرفونه.. فخرجت إليهم المرأة المسنة، وهي تحمل صحن ملئ بالبطيخ...
قال الرسام لنفسه، ( أحلى شئ في الوجود أن يأكل المرء من عرق خياله)، وهو ينظر لفنجان القهوة البارد أمامه..
عبد الغني كرم الله مهداه، إلى (انتصار)، الرسامة الصغيرة، بنت اخي
العزيزة/ نهال، كنت اتمنى ان ارسم في طفولتي، ولم تسعفني أناملي، وحاولت ان ارسم بالكلمات، فلم يسعفي قلمي، ولذا اقف مشدوها امام كل لوحة، كي اقرأ، تلك الروح المبثوثة وراء الألوان، اليس هذا الكون المترامي الأطراف لوحة كبرى، (اينما تولي ثم و جه الله)، ألم يقل النابلسي، الصوف العظيم (يا جمال الوجود، طاب فيك الشهو، والبرايا رقود، أن عيني تراك، ما لقبي سواك)...
حقا، اللوحة الكبرى، هي الوجود المنظور، واللوحة الاعظم، ترقد على حواشي القلب، واللوحة الصمدية (هي القلب ومشاعرة الخافية، العظيمة)...
موضوع شيق، شيق، ....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-20-06, 01:44 PM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | عبدالغني كرم الله بشير | 01-20-06, 02:11 PM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | khaleel | 01-20-06, 03:30 PM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | احمد العربي | 01-20-06, 10:20 PM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | bayan | 01-21-06, 01:05 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | بدر الدين الأمير | 01-21-06, 05:15 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-24-06, 04:07 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-22-06, 04:31 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-22-06, 04:17 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-22-06, 04:06 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-22-06, 04:00 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-21-06, 11:52 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | محمد عكاشة | 01-21-06, 01:52 PM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | waleed500 | 01-21-06, 03:19 PM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-24-06, 04:24 AM |
Re: 10 تجارب متنوعة في التشكيل السوداني | نهال كرار | 01-24-06, 04:09 AM |
|
|
|