المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 00:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حيدر أبو القاسم محمد(HAYDER GASIM)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2009, 08:01 PM

الريح كودى
<aالريح كودى
تاريخ التسجيل: 09-10-2005
مجموع المشاركات: 641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا (Re: HAYDER GASIM)

    Quote:


    كان لا بد لي أن أبدا بمسألة الإنتماء الوجداني فى هذه المناولة السياسية, لان قضية الشيوعية فى السودان وربما روابط أخر لا يمكن تناولها بمعزل عن عواطفهم الإنسانية, وليس ذلك لأنهم أشد عطفا وحنانا عن بقية خلق الله, بقدرما لأن إرتباطهم بالشيوعية هو كأي إرتباط شمولي آيدولوجي, يتحول إلى منهج متكامل للحياة مستقرا بذلك فى أعماق الشعور ومسيطرا على بؤر الوعي واللا وعي , فيتحول مثل هذا الإرتباط بالزمن والتقادم إلى هوية يصعب إنتزاعها. أعتقد أن هذه حالة تبدت تماما في المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني. وعلى أية حال فإن سيطرة الإرتباط العاطفي على منظومة آيدولوجية, لا يترك مجالا لنقد تلك المنظومة نقدا عقلانيا مستوفيا لشروط اللحظة ومستوحيا لفكرة الخطأ والصواب, وهنا حيث يحدث التمترس والإنكفاء على تلك الإيدلوجيا وتتعذر إحتمالات الفكاك أو حتى الإبتعاد قليلا عن ذلك الحيوان الخرافي الآيدلوجي , لزوم النظر الأفضل إليه ولما هو كائن حوله.
    ولعلني كنت مترددا فى مناولة هذا الأمر من شدة إشتباكاتي الكثيرة مع الشيوعينن منذ أن غادرت حزبهم, فقد أخدت كوتي من هذا النزاع, بل وتوصلت إلي نقطة سلام { إفتراضية } بيني وبينهم , بإعتبارهم قوى سياسية موجودة وأيا كان رأي فيهم, وبإعتبار الآمال اللي كانت محدقة حول إحتمال صعود تيار الإصلاح الديمقراطي داخل الحزب, وبإعتبار اولويات القضية الوطنية السودانية فى هذا الظرف الحرج والمستشرف لآفاق التوافق أكثر من التضاد. بل كنت في واقع الأمر أنتظر أي تنازل ملموس يدخله الحزب على مرجعيته الفكرية أو هيكلته التنظيمية, لأقول على الأقل أن بدأ ت حركة الإصلاح وأن على أن أقترب أكثر منهم لنتعاون جميعا فى إنجاز المراحل القادمة, لكن واحتكم { القراء الكرام } الناس ديل طلعوا صعبين خلاص, وأيقنت أن إعتقادهم فى الماركسية مش لعب, وأن أي محاولة لتغيير الأوضاع التاريخية للحزب هي ردة تقابل بكل حسم وحزم ثوريين.
    ورغم ان الحصيلة النهائية للمؤتمر الخامس مخيبة للإمال { على الأقل آمالي أنا ومن يتوافق معي } وهي وفق هذا التقدير تعتبر خسارة على المستوى الإجتماعي الوطني الموصول بأفق ديمقراطي, لكنها حصيلة بعثت دفئا ورضى فى جوانحي وخلجات تفاكري الداخلي, بإعتبار أننى إستشعرت مبكرا جدا لا جدوى الإنتظار داخل الحزب من أجل تغيير ديمقراطي داخله, وأعطيت نفسي مزية {credit}فى القراءة الصحيحة لأوضاع تاريخية غابرة, وبالمقابل تجدوني أرفع اليوم عقيرتي لأرى كيف يتحدث من كانوا يلوموننا بالشفقة والخروج المبكر من الحزب, دعاة الإصلاح من الداخل والعمل الدؤوب وما يتصل.
    ورغم ان الحصيلة النهائية للمؤتمر الخامس مخيبة للإمال { على الأقل آمالي أنا ومن يتوافق معي } وهي وفق هذا التقدير تعتبر خسارة على المستوى الإجتماعي الوطني الموصول بأفق ديمقراطي, لكنها حصيلة بعثت دفئا ورضى فى جوانحي وخلجات تفاكري الداخلي, بإعتبار أننى إستشعرت مبكرا جدا لا جدوى الإنتظار داخل الحزب من أجل تغيير ديمقراطي داخله, وأعطيت نفسي مزية {credit}فى القراءة الصحيحة لأوضاع تاريخية غابرة, وبالمقابل تجدوني أرفع اليوم عقيرتي لأرى كيف يتحدث من كانوا يلوموننا بالشفقة والخروج المبكر من الحزب, دعاة الإصلاح من الداخل والعمل الدؤوب وما يتصل.
    لكن ... وربما هناك حسرة لا تقوى أمام إستشعاري أعلاه بل تفوقه اهمية, هي تلك ا لحسرة المتعلقة بوحدة القوى الديمقراطية السودانية كصمام امان على طريق بناء سودان المستقبل, فقد تعثرت كل المحاولات الرامية لخلق مركز ثقل ديمقراطي جديد, من غابر زمن السودان المعاصر إلى يومنا هذا, ولا أخفي فشلنا حتى نحن كطلائع خارجة عن الحزب فى التاسيس الصلد لهذا المنبر الديمقراطي الجامع المنتظر, وأظن أن دورات غير مكتملة ومحاولات غير موفقة تمت فى هذا السياق, إذ تعثرت وطوتها الخيبات والإنقسامات والنزعات الشمولية الموروثة. كان عشمي أن ينتبه الحزب لهذه الخاصية المهمة فى حياة السودان المعاصرة, وأن يتشرف بإعادة تأهيل مسار القوي الديمقراطية وتوحيد صفها, وحيث خطوة البداية هي تحول الحزب الشيوعي إلى حزب وطني بسقف إشتراكي وميكانيزم ديمقراطي, وأظن أن هذا من مبتغيات الحزب نفسه وهو يحلم بالتحول إلى قوى إجتماعية كبرى, خاصة ولما نصب هذا الحلم شعارا لمؤتمره الثاني, وهذا هدف له مستحقاته وتنازلاته وديناميته, فلا يمكن أن يتحول هذا الحزب إلي قوى إجتماعية وهو قااااااعد فى محلو ومنتظر الجماهير تجيهو , وإذا كان غير ممكن فى الماضي تقديم أي تنازلات آيديولجية بسبب المنعة الظاهرية للمعسكر الإشتراكي , فما الذي يمنع حدوثها الآن وبعد أن إنهارت الشيوعية وعلى رؤوسنا كأشهاد؟
    سأحاول أن أتعرض لبعض مظاهر ومخرجات هذا المؤتمر , وربما إبتدأتكم بنقطة شكلية تبدو عابرة, لكنها أحدثت فى دواخلي تقاطعات ذات طابع فكري, إنه الهتاف الذي إستصحب دخول الأستاذة سعاد أحمد ابراهيم { أطال الله عمرها } إلى باحة المؤتمر, وحيث يبقى طابع الحفاوة والترحيب فى شكلهما الإنساني المعبر عن الوفاء والطاعن فى الود. لكن هل إنتبه الرفاق إلى هذا الهتاف الذي شيعوا به سعاد { أنثى ولا دستة رجال } هل يعلموا أنه عدواني وينضح بالعنصرية الجندرية, فأي دستة من هؤلاء الرجال المغضوب عليهم, هل هم عمال وكادحين, هل هم علماء أم أغنياء , هل هم معاقين أم أصحاء, في كل الأحوال يتحرى أن يكون كل إنسان في هذه الدنيا مصان الكرامة ....وكدت أزعم أن ربما تكون تلك الدستة من رجال الإنقاذ لكني إستدركت أن العلاقة الحالية بين الحزب والمؤتمر الوطني, لا تسمح بمثل هذا القدح.
    ثم كان الهتاف المتأجج بحياة الطبقة العاملة, وكان ذلك في تقديري من الإمارات الباكرة على وجهة المؤتمر وتأكيد إرتباطه العضوض بالماركسية, لم أحتج من بعد لإنتظار نتائج بقية الجلسات, فكل إناء بما فيه ينضح وما خاب ظني. إذ ما يزال الحزب يتمثل الطبقة العاملة ويتقمصها بلزوجة مغيظة, فهو حزب يعلم أنه حزب مثقفين ومتعلمين ومهنيين وطلاب بالدرجة الأولي أي أن تركيبته العضوية تشير إلى أنه حزب برجوازي صغير ووفق المنطوق النظري الماركسي نفسه, كما أنهم على مستوى الرسالة السياسية يطرحون أجندة لم تخرج عن المنجزات التاريخية للرأسمالية, من ديمقراطية وحقوق إنسان ومساواة المرأة , وعدالة إجتماعية وإقتصاد مختلط, فإيه خصوصية للطبقة العاملة في كل هذا الزخم { الإصلاحي } على أفضل إعتبار؟ بل يعلم شيوعيو اليوم أن تركيبة الطبقة العاملة فى العالم الرأسمالي المعاصر, تغيرت وكثيرا عن تلك الصورة التي رسمها لهم كارل ماركس, فتغيرت بذلك نظرتهم للأشياء وموقعهم فى خارطة الصراع الطبقي, فإنتقلوا بسلامتهم { إلا من من هو معاق } إلى الطبقة الوسطى بحكم مستوى المعرفة والتعليم والتدريب والتعامل مع الآلة المعاصر, كما أن دخولهم المتوفرة عن هذا العمل تفوق وكثيرا جدا حالة { ما يقيم الأود } والأخيرة بنى عليها ماركس جل إفتراضاته عن الطبقة العاملة ومستقبلها, وبموجب هذا التغيير الكبير الذي حل بوضعية الطبقة العاملة, فقد تأثرت بالمقابل قناعاتهم وإنتماءآتهم السياسية, والتي بالمقابل تفرقت على كافة نواحي المشهد السياسي { ما عدا الشيوعية } ... بل أن الطبقة العاملة هي التي خرجت إلى الشوارع وحطمت حائط برلين وأسقطت الشيوعية عنوة وإقتدارا ... فقد تغير كل شئ ... عدا الذهن الشيوعي السوداني, من ستينات القرن المنصرم وإلى الآلآن يا هو ... هو .
    الواضح أن محمد ابراهيم نقد حصل على كل شئ يترجاه في هذا المؤتمر, لإعتقادي بأن إنتماءه ورفاقه الباكر للشيوعية وشقاوتهم لأجل تكون , لا يسمح لهم بالتخلي عن الشيوعية بل لا يسمح لهم بنقدها لدرجة تؤثر على صحتها { عندهم } فإستطاع نقد أن يلف حزبه حول هذه المفهومية وعلى قدمها وعدم سلامتها, لأن الإنتماء الفكري عندهم يقوم على مكونات حزبية إستراتيجية مثل الوحدة الفكرية والمركزية الديمقراطية والقيادة التاريخية, فكل هذه تؤثر فى إستقلالية العقل الشيوعي وتقوده للتسليم أكثر من التدارس وللتماهي أكثر من المواجهة... سأحاول هنا أن أتناول عبر لمسات خفيفة أثر نقد الضارب في تحديد إتجاهات الحزب وخياراته المستقبلية, وذلك عبر التعرض لثلاث قضايا محورية تلخص فى تقديري كل ما يود أن يعرفه الناس عن الحزب ... هي أولا إسم الحزب وثانيا مرجعيته الفكرية وثالثا القيادة الحزبية. ولا شك أن مواقف نقد هنا وهناك لم تمنع الأعضاء من التداول والتصويت على تلك المحاور, لكن نقد إستغل كل مهاراته في التأثير على أعضاء حزبه وإنتصر لكل خياراته بدون مقاومة تذكر .
    ففي المحور الأول فقد إستطاع نقد أن { يزفت } التيار الداعي لتغيير إسم الحزب عبر موقف درامي عابر, إذ قرر أن يخرج عن النص أثناء إلقائه لكلمته فى الجلسة الإفتتاحية, وعندما كان يتحدث عن قضية دارفور أشار فيما أشار لضرورة العودة بدارفور لإسمها القديم وهو مديرية دارفور, ثم طفق يمتدح التمسك بالأسماء القديمة عموما, وفي إشارة خاصة قال ... إذا سمينا حزبنا ده الحزب الإشتراكي الإسلامي, برضو الناس حا إقولوا ديل الشيوعيين , فتوغلت مزحته هذه فى أعماق أذهان قابلة للتسليم كما أستلفت التوضيح, فما كان من السامعين وجلهم أعضاء حزب, إلا وأن باركوا { المزحة الفكرة } بالضحك والتصفيق, وإنمحق عشم الداعين لتغيير إسم الحزب بغتة وعلى حين غرة.
    طيب نجي نشوف تطابق هذه المزحة في الواقع على الأرض وفي خضم السيرورة الإجتماعية في السودان, وأفضل مثال يمكن أن يدحض كلام نقد أن حزبه الشيوعي كان من قبل إسمه الجبهة المعادية للإستمعار, وكان له أيضا إسمه التأسيسي { حستو } ... فهل ما يزال الناس متمسكين بالإسماء القديمة أم واكبوا الحزب وهو يغير إسمه إلى الشيوعي؟ بل هل نسمع كثيرا اليوم من يتحدث عن جبهة الميثاق أو الجبهة القومية الإسلامية, أم أن الساحة يملؤها الحديث عن المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ... فلحسب ظني أن نقد أراد أن يحسم هذا الموضوع الكبير والخطير بمنطق شكلي واهن لا يتسق وأهميته الفكرية وتداعياته السياسية ومترتباته الوطنية, بل ربما موقف نقد هدا يقدح فى سلامة فهم أهل السودان للسياسة وللمنطق السياسي.
    ولكن لماذا تغيير الإسم فى الأساس, الإجابة ... للوفاء عمليا بتلك المقطوعة النظرية التي زينت خطاب نقد الإفتتاحي حين قال { الإدعاء بأن هناك طريقا واحدا للإشتراكية ... ينفي حقيقة المميزات الوطنية لكل شعب } فقد كان تغيير الإسم هو المدخل لإثبات فرضية نقد حول تقرير المميزات الوطنية لشعب السودان حول التجربة الشيوعية, وهي تجربة يعرفها نقد ورفاقهم أكثر من غيرهم, وكيف أورثهم هذا الإسم متاعبا جمة, وكان سببا فى إبتعاد الكثيرين عن الحقل الشيوعي بل وعدم الإقتراب منه, جراء تعبير إسم الحزب الشيوعي عن نظمية آيدلوجية غير متناغمة مع الإحداثيات الثقافية والنفسية للمجتمع السوداني, دون أن يعني تمسك قلة من أهل السودان ومثابرتهم لإجل الشيوعية, أن إختيارهم صحيح, هذا ناهيك عن أن تغيير إسم الحزب كان سيفتح له آفاقا أوسع للنمو وسط المجتمع دون أن يكون ذلك مقرونا بالضرورة بالتنازل الكلي عن مقرراتهم النظرية التي يزعمون صحتها, فقد إختارت بعض من الأحزاب الشيوعية ألا يقترن إسمها بالشيوعية, رغم كون الشيوعية هي مرجعيتهم النظرية وكما الحزب الشيوعي السوداني, وليس من مرد لهذا الأمر غير { حساسية } تلك الأحزاب تجاه مستوى القبول وسط الناس, بل أن من فعلوا ذلك هم أحزاب أوربية ليس لها نفس إرثنا الشرقي المضاد للشيوعية. .. . تصوروا!!
    وفي زواية آخرى من معرض الدفاع عن إسم الحزب الشيوعي, يروج بعض الزملاء لأن تغيير إسم الحزب فيه خيانة للقضية ولدم الشهداء وعموم تضحيات ومجاهدات الحزب عبر التاريخ, وهنا أيضا نصطدم بالتقرير العاطفي لأحوال فكرية وسياسية متغيرة وبالضرورة, هذا لغير أن هذه النظرة { ترحل } ميكانيكيا أموات الحزب للصف الذي ما يزال متمكسا بالماركسية , ودون أدني خيال لإحتمال تغير وجهات نظر هؤلاء على ضوء الزلزال الذي حل بالشيوعية, إن ظلوا على قيد الحياة إفتراضا, وأعتقد أن عقلا جبارا مثل الذي كان يحمله المرحوم عبدالخالق محجوب, لا أظنه كان سوف يستسلم لآيدلوجيا فشلت في معرض التجربة, ليحبس طاقته الفكرية فيما تبقى من جيوب تلك الآيدلوجيا الضامرة الخرقة, وأن يسبح بحمدها الراحل وفي نمطية بلهاء. هذا لغير إمكانية مواجهة منطق خيانة الشهداء العاطفي بمنطق عقلاني, فالذي يخون الشهداء هو من يحبس رسالتهم عن الحياة وعن مواكبة المتغير, لتموت عاجلا أم آجلا وتلحق بزمرة شهدائها ... وبئس المصير. بل يقود التحميل الآيدلوجي العالي لشهداء الحزب لتساؤل مشروع, فهل مات هؤلاء من أجل الوطن ... أم من أجل الشيوعية؟ هذا إن تقاضينا عن أن معظم شهداء الحزب راحوا ضحية مغامرات عسكرية يحتل فيها حزبهم موقعا أساسيا ... وفي كل الأحوال كان يرجى توقيع إسم الحزب في إطار أروقته السياسية والفكرية وكمدخل للمجتمع لأداء رسالة سياسية وهذا كل الأمر.
    أما المحور الثاني فهو تأكيد الحزب على هويته الماركسية, بدءا تتسع كل الأفئدة القابلة للتعاطي مع الديمقراطية بإختيار الحزب لشيوعيته, خاصة وهي تحدث هذه المرة بمباركة ممثلي الحزب فى المؤتمر وعبر عملية ديمقراطية , على الأقل فى مظهرها . لكن دعوني أبتدر حديثي هنا بملاحظتين أراهما هامتين , لأؤسس عليهما وعلى غيرهما ما أهم بطرحه حول هذا المحور. الملاحظة الأولي هي غياب اللينينية عن كونها مرجعية للإستراشاد الحزبي, إذ كان الحزب ماركسيا لينينا إلى ما قبيل المؤتمر الخامس, فيما إختفت أثناء وبعد المؤتمر تماما على كونها صفة متحققة فى هوية الحزب الفكرية, حدث هذا { الإخفاء } للينينية بدون شروح ولا توضيح وأعتقد أن معظم عضوية الحزب لا تعلم لماذا إختفت تلك الصفة عن حزبهم, مع ملاحظة أن هذه مسألة فكرية وما دايرة لبيد, وليت الحزب أسمع رأيه للناس حول التعديل الذي طرأ في قاماته المرجعية, وفي إطار حوارات المؤتمر أو جنباته.
    الملاحظة الثانية... فهي كذلك إختفاء عبارة { التراث الفكري الإنساني } والتي كانت ملحقة بالماركسية فى مشروع دستور ولائحة الحزب للمؤتمر الخامس , وبإعتبار أن سيكون للحزب مرجعين, الماركسية وعموم التراث الإنساني, فصارت الماركسية هي المصدر الوحيد للحزب الشيوعي ... أو على الأقل فهذا ما إفتهمته من خلال العرض الفكري الخاص بهوية الحزب في خطاب محمد إبراهيم نقد فى الجلسة الإفتتاحية.... فمن الذي أسقط تلك الفقرة ولماذا وحيث لا أستقصي هنا إلا بمقدار أن الحزب طرح مشروع دستوره هذا للناس ... ومن حقهم أن يعرفوا ما الحاصل.
    عموما يظل الإرتباط الأهم حاليا هو إرتباط الحزب بالماركسية, ومع أن الماركسية واحدة متحدة بين غاياتها ووسائلها,ولها مكوناتها ومرتكزاتها الواضحة وضوح الشمس, ولها تاريخها الممعن فى الصراع لأجل تميزها وإستفرادها . وللتذكير دعوني ألخص لكم الماركسية وكما عرفتها لمصلحة الحوار هنا ولأجل مقاربات ومباعدات أضحت ضرورية... ... لنفهم بالضبط ما بصدده الحزب الشيوعي ... وصححوني ما أخطأت.
    فالماركسية هي دعوى آيدلوجية لإعادة صياغة الفرد والمجتمع وبإعتبارها منهاجا متكاملا للحياة, يتوخي الصراع الطبقي والعنف الثوري كلوازم تاريخية لتقويم مسيرة المجتمع الإنساني, والذي تفترض الماركسية أن المشاعية البدائية كانت أولى مراحله, لكن تغولت عليها المنازع الفردية وظهرت في سياقها الملكية الفردية لوسائل الإنتاج, فكانت العبودية هي المرحلة اللاحقة والمؤكدة لبداية إستغلال الإنسان لإخيه الإنسان, والتي تطورت فيما بعد بمؤثرات مجتمعية وإقتصادية إلى مرحلة الإقطاع, والذي تطور فى مفاعله الإجتماعي ليفرز المرحلة الرأسمالية , والتي فى تداعيها الإنتاجي والتاريخي تختنق أمام الطبقة العاملة, لتقود الأخيرة ثورتها الإشتراكية وتنقل كل أهل العالم للمجتمع الشيوعي, وفيما يمثل نهاية المطاف للصراع الطبقي وتحقق أحلام الإنسان فى العدل { الحتمي }... وكل ما يلتحق بأعلاه يقع تحت بند المادية التاريخية, وهي إحدي مصادر الماركسية الثلاث.
    أما المصدر الثاني للماركسية فهو المادية الجدلية, وهي منهاج فلسفي يحدد كيفية نظر الماركسية للعالم, بدءا ومنتهى, مادة ورح , مقدمات ونتائج , علة ومعلول , وحدة وصراع الأضداد ... وهكذا , فالواضح في هذا المنهج هو التأكيد الأكيد على مادية الكون وقطع الماركسية لأي دابر يقع ما وراء الطبيعة, بمعنى عدم إعتراف الماركسية بالتفاسير الغيبية لوجود الكون أو إدارته , ولعلاقة الفرد بالمجتمع والمجتمع بالطبيعة , وبالتالي نفي وجود منظم خارج العيان المادي للمجتمع والطبيعة. أما المصدر الثالث والأخير للماركسية فهو الإقتصاد الإشتراكي والذي هو حصيلة التفسير المادي التاريخي لمسيرة المجتمع البشري, وحيث تحدث التجليات العملية لهذا الإقتصاد في مرحلة الإشتراكية, بإمتثال المقولة المنظمة لهذه المرحلة والقائلة بمكافأة الفرد حسب إنتاجه, فيما تتطور هذه الصيغة فى المجتمع الشيوعي لتصير { من كل حسب قدرته ولكل حسب حوجته }
    ربما قصرت قليلا أو كثيرا فى سبر أغوار الماركسية, لكني ولا شك أتيتكم بالعظم منها, وهذا مهم لأن الباقي شروح وشروح للشروح وتفاصيل ترمي فى ذات الإتجاه, لهذا أرى أن اللوحة الماركسية صارمة القسمات والملامح, محددة الإتجاهات وبينة الرسالة, ليس فيها ديمقراطية ولا تعددية ولا تنوع ولا حقوق إنسان ولا تبادل سلمي للسلطة ولا إقتصاد حر ولا مشترك ولا طبقات إلا العاملة ولا دين إلا الماركسية نفسها , بل كل الحياة البشرية صراع طبقي صباح مساء حتى تظفر الطبقة العاملة وعبر الثورة { لاحظ } بكامل سلطتها وعلى كل المجتمع... وإلى الأبد... وفيما يعني صراحة نفي الطبقات والثقافات والإعتقادات الأخر ... أي غير العمالية بموجب الفرضيات الماركسية... وليس أدل على وضوح الماركسية فى إصطفائها لثقافتها غير مصطلح { ديكتاتورية البروليتاريا } وليس ديمقراطيتها ولا سلطتها ... فالماركسية حقا نظرية ديكتاتورية وكانت صادقة مع نفسها ومشروعها ... وربما لم يكن هناك أدني مبرر للتدخل فى هذه الأحوال الماركسية, لو أن محمد ابراهيم نقد إختار الماركسية كما هي وكما تداعت تاريخيا ونظريا وعمليا, لكن أنظروا للرجل يختار بعناية مثلى الماركسية, فيما يطرح لأهل السودان ديمقراطية راسخة ووحدة الوطن وما يتصل. ... فهذا لا يستوي و هنا تناقض فاقئ للعين, وهنا لمة لا تسو غير معابثة فكرية سئية الصيت والإخراج ... لـأنها لا تحترم الماركسية ولا الامانة الفكرية المتحراه أولا ولا القارئ المتابع لما يدور فى العالم ثانيا, ولا الأهداف الوطنية التي يتطلع إليها شعب السودان ثالثا... وعلى أن أشرح ما سددته من تعابير.
    فإما أن يكون هناك صراع طبقي متحد مع أداته الثورية لإحداث التغيرات الإجتماعية بالعنف مرة وإلى الأبد, وإما أن تكون هناك ديمقراطية لا تفرز صوت العامل عن المزارع عن المستثمر عن المثقف, لتحكم معاييرها الكمية فى تحديد الفريق السياسي المؤهل للقيادة وفي إطار التبادل السلمي للسلطة, وإن يختار نقد الديمقراطية فهو يلغي موضوعيا السمت الماركسي على طريق الصراع الطبقي, وإن يختار الماركسية فهو يشيع الديمقراطية إلى مثواها المحتوم ماركسيا. فلا طريقة لترفق الإثنتين وقديما قالوا ... صاحب بالين كضاب.
    بالمقابل فإن الثقافة المادية لا تتعايش مع الأفكار المثالية, خاصة عندما تكون تلك الثقافة المادية جزءا من نظرية شاملة ومقيدة التنفيذ كالماركسية, وحيث قيض نقد تبني كامل الماركسية دون أن { يفرز } المنهج المادي عن حياضهم الفلسفية ورؤاهم السياسية, بل دون أن ينتبه لعدم أهمية وجود مكون فلسفي { من حيث المبدأ } لحزب يعمل فى السياسة ويتحرى خدمة كل المجتمع وغض النظر عن رؤى أفراده الفلسفية ومرتكزاتهم الدينية ... فلماذا إذن { الإصرار } على فلسفة بعينها وهي ذات محتوى معلوم وفي تضاد مع فلسفات ومعتقدات أخر؟ ... فهنا أيضا تناقض لا يحتمل المنطق ولا يصمد في تقديري أمام الوقائع الموضوعية.
    كما أن الماركسية لا تعترف في واقع االأمر بثلة سياسات { رأسمالية } تتسيد العالم اليوم, مثل حرية الإستثمار والملكية الفردية لوسائل الإنتاج وإقتصاديات السوق وما شابه, فيما حزب نقد الشيوعي متصالح مع إستثمارات القطاع الخاص, ومعترف بالحيازة الفردية لوسائل الإنتاج , بل لا يطرحون أي أفكار تذكر حول تأميم الإقتصاديات القومية أو ذات الطابع السيادي, وفي تقديري أن حزب نقد تحول عبر الممارسة إلى حزب ناقد للسياسات الإقتصادية السائدة فى السودان المعاصر, أكثر من كونه حزب يطرح حزمة أفكار إشتراكية إقتصادية بديلة لما هو كائن... وفي كل الأحوال فهنا أيضا تناقض جلي بين الإلتزام النظري بالماركسية والتواقع العملي مع إقتصاديات اليوم.
    بل في الإمكان الذهاب إلى منتهيات آخر لا تكرس غير المزيد من التناقضات, فالدعوة الموصولة بحقوق الإنسان هي دعوة حداثية نهضت مع مبتديات عصر التنوير وأخذت مكانها تدريجيا بين الشعوب وتواصلت ضمن حلقات منجزاتها على صعيدي الفكر والممارسة, فهي إذن تنتسب تاريخيا للتراث الرأسمالي وتتماهي مع قيمه الأخرى الموصولة بالحرية, فأين التراث الماركسي{ نظري أم عملي } و الذي يعتني بحقوق الإنسان؟ فيما ليس للفرد وسط الماركسية غير فضلية إنتمائه للمجموع, وأن دوره في صناعة التاريخ تقيضه ظروف ذات طابع جمعي, وحيث أن هذا السقف الجمعي لا تطاله أي قامة ولأي فرد كان ومهما كانت منجزاته, هذا ناهيك عن حقوق الناس العاديين فى الحرية والإعتقاد والإختيار والإستثمار, فهذه جمعيا وعلى علو قيمتها الإنسانية تجدها { محشورة } فى سراديب الصراع الطبقي, وليس لها براحاتها المستقلة والمرتبطة بالفرد غض النظر عن المجتمع. وهنا كذلك تناقض آخر يحيل الدفاع الشيوعي عن حقوق الإنسان إلى سوق النخاسة السياسية , هذا إن لم يقدح كذلك فى الذمة الفكرية لمن يعنيهم الأمر, خاصة عندماترى الشيوعيين يثابرون في السيطرة على منظمات حقوق الإنسان ... تستغرب ... فكيف بمن يعتقد فى ديكتاتورية البروليتاريا ويلتزم فكريا وتنظيميا بمنظومة شمولية كالماركسية, أن يكون مؤتمنا على حراسة حقوق الإنسان ومن حيث هو كإنسان, ومهما تكن طبقته أو أفكاره أو حزبه ... وهنا كذلك يقوم تناقض يستعصي على الإدراك.
    عموما ... بطرف القارئ بذلك حزمة من المفارقات التي فرضها إختيار الشيوعيين السودانيين للتواصل مع شيوعيتهم, وطالما هم يصرون على أن الماركسية ما تزال ملهمة , فليحددوا للناس أي ماركسية يعنون وفيما أقصد إجتهاد الحزب الشيوعي السوداني فى تطوير الماركسية { ما كان ذلك زعمهم } ... تعالوا إلينا برؤيتكم التي تجعل الناس يكفون عن النقد العام لكلاسيات الماركسية, ليتوجهوا لمأدبتكم الفكرية وليعيدوا قراءة الماركسية على ضوء منجزاتكم الفكرية فى تطوير الماركسية أو سودنتها أو إخراجها من لبوسها الشمولي وهندمتها بسيماء العصر { الديمقراطي } .. . علما بأن الحزب الشيوعي السوداني هو من أفقر الأحزاب الشيوعية فى الإسهام النظري لجهة نقد الماركسية, إذ لم يقدم طوال عمره مساهمة فكرية إلا فى إتجاه تعضيد { وتطبيق } الماركسية ... كما فى كتابهم ... الماركسية وقضايا الثورة السودانية, بل أظنه المكتوب الوحيد الذي يتخذ من الماركسية مرجعا لنشاط فكري سياسي يخص الحزب... علما بأن إمتداد فترة التحضير للمؤتمر الخامس وطولها العجيب كان يوحي بثمة منتوجات فكرية منتظرة, وبإعتبار ذلك العذر الموضوعي لهذا التأخير, لكن خلا وفاض الحزب وخاب التوقع ... بل أن التراجع وصل لحد عدم نشر توصيات المؤتمر الخامس ... ناهيك عن ثمة معروض فكري بديل.
    لا أعلم أين يقف النقاد الآخرين للمسألة الشيوعية, أما أنا فسوف أظل أطلب من الحزب دوما أصرح موقف له تجاه أفكاره وموقفه من الماركسية , بل سوف أظل في حالة شك حتى أطلع على مكتوب للحزب الشيوعي يوضح ما الذي يقبله ويرفضه في الماركسية, وعلى كافة منطلقاتها النظرية ومصادر تكوينها الآيدلوجي, وسوف أظل أطرح الإسئلة المتصلة بمفهومي آنفه حتى أعلم كيف يفسر الحزب إختياره للديمقراطية فيما يناجز الصراع الطبقي, وكيف يتكيف مع التعددية فيما يتأبط العنف الثوري, وكيف يخدم كل المجتمع فيما له طبقة مفضلة, وكيف يحس أعضاءه الخشوع و الإيمان فيما تذهب مار كسيتهم في الإتجا ه المعاكس , وكيف يدعو للسودان وطنا واحد فيما ليس للعمال وطن, كيف وكيف وكيف.
    وجدير بالملاحظة أن صرامة الماركسية لا تترك هوامشا لنقدها من داخلها, فمبلغ إعتدادها بنفسها وحتمياتها المنتشرة فى سوق الآيدلوجيا لا تجعل ناقد الماركسية { الأمين } متصالح معها , خاصة عندما يمس جوهرها, بل من هنا نشأت الماركسية نفسها, ولما أعمل كارل ماركس نقده الجدلي فى المنهج الهيغيلي ورغم تصالحه مع متن الدعوة الهيغلية , إلا أن إختلافه مع هيغل حول قوة الدفع والمآلات الراتبة لمنهجه, وبعد تجريد هذا المنهج مما رأه ماركس عيبا, فلم يقل ماركس بالهيغيلية الجديدة أو المعدلة, إنما إختار الماركسية كبديل وكحالة قطع معلوم للمفاصلة بينه وبين هيغل, وهنا تقرير عقلاني لأحوال الفكر الإنساني كما أرى, فكلما إختلف جوهر الأشياء إختلفت الرسالة مضامينا ومسمى, وليس في دنيا البشر ما يستدعي التمسك بالرسالة الأولى إلا فى حالة الأديان, لأن كل إجتهاد ديني وكل مذهب وكل مدرسة موصولة بهذا الدين أو ذاك لا بد وأن تنطلق من عقالها الديني الأول, لأن الخروج عنه يعني السفور فى معاكسته والمس بقدسيته وهو في شائع الثقافة الدينية يعني الخروج عن الملة ... لكن ما بال فكرة { إنسانية } تتبعها أو تنفيها أخرى ... فهنا مساحة أفضل للتداعي الإنساني وللشفافية الفكرية وللتطور الموضوعي, وحيث إحتلت الماركسية موقعها فى التاريخ الإنساني وهذا مما لا يمكن محوه, لكن قانون التطور الذي تتبناه الماركسية نفسها قائم على نفي المرحلة ما إستنقذت غرضها التاريخي, لتفسح المجال لأخرى أصبأ وأكثر قدرة ومواكبة ... لهذا تجدوني أستغرب عدم الفكاك من الماركسية وكأنها دين, ورغم التعارض البين بين مطارحها التاريخية ومقتضيات العصر الراهن ... لكن هذا ما يحاول أن يفعله نقد ومن خلفه حزبه ... للأسف.
    ولعل أخطر ما يترتب على أنساق التفكير عاليه, الإعتقاد بأن أن الدنيا تذهب الآن مذهبا خاطئا, طالما لفظت الإشتراكية ودانت لسطوة الرأسمالية وثقافتها, وأن الصحيح الأبدي هو الماركسية وأحزابها, وأن التاريخ سوف يدور دورته الماجنة هذه ليعود أعقابه طارقا أبواب الماركسية من بعد, وغلاة الشيوعيين ينتظرون تلك اللحظة التي يجثو فيها التاريخ على صدر الماركسية مستغفرا كسيفا ... فيما ليس لي تفسير لهذه الظاهرة غير كونها العزة بالفكرة ... ورحم ربي من تواضع.
    بطبيعة آنف معروضي فلن ينطلي على ولا على كل عاقل, المنطق الشكلي الذي دفع به نقد فى الجلسة الإفتتاحية, لتبرير تمسكهم بالماركسية, حين أشار إلى أن الأزمة النقدية العالمية الراهنة دفعت الناس للبحث عن كتاب رأس المال بحثا عن مخرج, وللحقيقة فهذه أول مرة أعرف أن في كوننا هذا من هرع إلى رأس المال في غضون تلك الأزمة, أي لم أسمع هذا الكلام إلا من نقد, فقد سمعت أن مصادر غربية بدأت ترنو لتجربة البنوك الإسلامية, وغض النظر عن صحة هذا الإتجاه لكنه متواجد فى الإعلام أكثر مما زعم نقد, وأعتقد أن هنا حنو آيدلوجي لرأس المال أكثر من كونه بديل للأزمة الراهنة, فالشاهد أن التجربة الإجتماعية الكبيرة والعريضة والتي إستندت على رأس المال قد إنهارت على عروشها, وما سقوط الشيوعية ومعسكرها الإشتراكي إلا دليل على ذلك, فيما الوضعية الإقتصادية الراهنة والمنتسبة تاريخيا للرأسمالية تتعرض إلى أزمة, أي أنها ما تزال قائمة ولم تنهار كسابقتها, فما الذي يجعل { المنهار } هو البديل { للمأزوم } فهنا تحامل آيدلوجي صريح, علما بأن الأزمة قيد البحث أزمة عابرة وقد تكررت فى الماضي وربما تتكرر فى المستقبل, ولا غبار فى ذلك من الناحية الدالة على أن الرأسمالية لم تدع كلية الشمول والصحة كما فعلت الماركسية, فالخطأ وارد بين البشر وفي حياة الناس وفي تجاربهم الإجتماعية. وربما هنا حادثة للتذكير بكيف إنهار المعسكر الإشتراكي وكيف تعالج الرأسمالية أخطاءها, فقد إنهار المعسكر الإشتراكي وعلى نحو مفاجئ وبغير حسبان العامة, ذلك لأن الأزمات كانت محنطة فى سراديب الحزب الشيوعي الحاكم, فلا يعلم الناس ثمة مشكلة طرحت عليهم وعلى سائل الإعلام لإستقصاء جذورها ومتابعة تداعياتها والبحث عن حلول لها قبل أن تتفاقم, حتى تراكمت كل المشاكل وتعاظمت أثقالها فحدث الإنهيار. لهذا فشكرا للرأسمالية المعاصرة وهي تضع كل الأزمة أمام الناس وبكامل تفاصيلها وآثارها الإقتصادية والإجتماعية وبكل الشفافية ... درس آخر آمل أن يتعلمه الماركسيون.
    بطبيعة آنف معروضي فلن ينطلي على ولا على كل عاقل, المنطق الشكلي الذي دفع به نقد فى الجلسة الإفتتاحية, لتبرير تمسكهم بالماركسية, حين أشار إلى أن الأزمة النقدية العالمية الراهنة دفعت الناس للبحث عن كتاب رأس المال بحثا عن مخرج, وللحقيقة فهذه أول مرة أعرف أن في كوننا هذا من هرع إلى رأس المال في غضون تلك الأزمة, أي لم أسمع هذا الكلام إلا من نقد, فقد سمعت أن مصادر غربية بدأت ترنو لتجربة البنوك الإسلامية, وغض النظر عن صحة هذا الإتجاه لكنه متواجد فى الإعلام أكثر مما زعم نقد, وأعتقد أن هنا حنو آيدلوجي لرأس المال أكثر من كونه بديل للأزمة الراهنة, فالشاهد أن التجربة الإجتماعية الكبيرة والعريضة والتي إستندت على رأس المال قد إنهارت على عروشها, وما سقوط الشيوعية ومعسكرها الإشتراكي إلا دليل على ذلك, فيما الوضعية الإقتصادية الراهنة والمنتسبة تاريخيا للرأسمالية تتعرض إلى أزمة, أي أنها ما تزال قائمة ولم تنهار كسابقتها, فما الذي يجعل { المنهار } هو البديل { للمأزوم } فهنا تحامل آيدلوجي صريح, علما بأن الأزمة قيد البحث أزمة عابرة وقد تكررت فى الماضي وربما تتكرر فى المستقبل, ولا غبار فى ذلك من الناحية الدالة على أن الرأسمالية لم تدع كلية الشمول والصحة كما فعلت الماركسية, فالخطأ وارد بين البشر وفي حياة الناس وفي تجاربهم الإجتماعية. وربما هنا حادثة للتذكير بكيف إنهار المعسكر الإشتراكي وكيف تعالج الرأسمالية أخطاءها, فقد إنهار المعسكر الإشتراكي وعلى نحو مفاجئ وبغير حسبان العامة, ذلك لأن الأزمات كانت محنطة فى سراديب الحزب الشيوعي الحاكم, فلا يعلم الناس ثمة مشكلة طرحت عليهم وعلى سائل الإعلام لإستقصاء جذورها ومتابعة تداعياتها والبحث عن حلول لها قبل أن تتفاقم, حتى تراكمت كل المشاكل وتعاظمت أثقالها فحدث الإنهيار. لهذا فشكرا للرأسمالية المعاصرة وهي تضع كل الأزمة أمام الناس وبكامل تفاصيلها وآثارها الإقتصادية والإجتماعية وبكل الشفافية ... درس آخر آمل أن يتعلمه الماركسيون.
    ولعلى أختم حديثي حول المحور الثاني والمتعلق بتأكيد تبني الحزب الشيوعي السوداني للماركسية كمصدر وحيد لمعرفته وإسترشاده , بأن ما قاله نقد في صدر خطابه الإفتتاحي ... أو تلك العبارة الساحرة والقائلة ... { الإدعاء بأن هناك طريقا واحدا للإشتراكية ... ينفي المميزات الوطنية لكل شعب } ... فهذه يا نقد قولة حق أريد بها باطل ... لأن من يقولها هو من فارق الطريق الوحيد لبناء الإشتراكية, والوحيد هنا بمقياس التاريخ هو الطريق الماركسي الذي سارت علي هديه جل شعو ب العالم الإشتراكي وحلفائه قبل السقوط, فيما أنت اليوم وبكامل إرادتك تختار الطريق الوحيد القديم, فدع هذه العبارة لمن يأنسها فكرا ويترجمها عملا ... وحوا والدة.
    المحور الثالث والأخير لمناولتي ها هنا ... هو القيادة الحزبية المتمخضة عن المؤتمر الخامس ... وحيث تكأكأ كل القدامي إلا من رحمه ربي وأولاه الآخرة دارا ومسقط رحمة, وربما هي سانحة أن أستثني { بين الأحياء } تلك المناضلة الفاضلة الحرة فاطمة احمد ابراهيم, فهي الوحيدة التي إحترمت نفسها وتساوقت مع مشاعر الناس الطبيعيين من حولها, وسلمت الراية بطريقة عصرية وبتواضع يزيدها فخارا,. أعتقد أن التركيبة القيادية الجديدة للحزب تعبر عن صعود التيار المتصالح مع مشروع التعايش مع التضاد الفكري والمساومة السياسية, لهذا غاب عن تلك القيادة المركزية من { أفصح } عن رأي مسبق وإن لا يسلب قائله حبه لحزبه, ولهذا أيضا تمخطرت المشاعر الشيوعية الواقدة والدفينة لتتجاوز تيار الإصلاح الديمقراطي إن جازت تلك التسمية, وكان واضح أن هذا التيار مهزوم أو مهمش قبل المؤتمر, وذلك عبر الحرب النفسية والإعلامية التي أدارها التيار الماركسي, وزعمه بأن تغيير إسم ومرجعية الحزب هي خيانة للحزب, وأن هناك مؤامرة يقودها تيار يمينيي تصفوي للإجهاز على الحزب, ولم يتردد الماركسيون فى توجيه رسالة نصية محددة وواضحة, مؤداها أن من لا يعجبه الحزب الشيوعي والذي سوف يظل شيوعيا, فعليه أن يترك الحزب ويذهب لبناء الحزب الذي يروق له , ويصبح لهذا الموقف وهذا الإتجاه قوة تكتلية جبارة حينما تنحاز إليه قيادة الحزب التاريخية وهذا بالضبط ما حدث . وفي كل الأحوال تبقى الإنتكاسة الكبرى هي تسابق جيل الخمسينات و الستينات من القرن المنصرم على قيادة مطالع الألفية الثالثة. كنت أعتقد أن ظروفا { إستثنائية } هي التي أبقت على نقد سكرتيرا عاما لحزبه لقرابة الاربعة عقود من الزمان , لكني إكتشفت أنه { جاد } فى التواصل مع مظروفه الإستثنائي وبما يمكنه من إطلالة { ديمقراطية } هذه المرة ... وربما لبقية العمر.
    الوضع المفتاحي في قيادة الحزب لجهة مدلوله الفكري وقيمته الرمزية هو السكرتير العام للحزب, وهذا أخذ بواسطة الحرس القديم ... ليظل الحديث عن التغيير القيادي بلا معنى يذكر, أما توسيع عددية اللجنة المركزية وإضافة عناصر جديدة فلا يعني أن تغييرا قد حدث, فالحرس القديم أعاد تحشيد نفسه داخل كابينة القيادة , وحيث لم يتكرموا على منهم أصغر منهم سنا بقدرما أضافوا مقاعد ا أكثر ليبدو الأمر وكأن تغييرا قد حدث, فيما التغيير الذي كان مرجوا هو أن يتنازل أكبر قدر من الكبار وبإختيارهم ليفسحوا المجال أمام العناصر الشابة , ولان هذا لم يحدث فثمة رسالة تتبدى في الأفق مؤداها أن القيادة التاريخية لا تثق بعد في من عداها لمواصلة المسيرة الحزبية, وإن في الإمكان أن يكون صحيحا ما رشح من معلومات مفادها أن إختيار نقد هو الحل لتفادي إنقسام كان محتملا . وعلى كل لم يتغير شئ ملحوظ على الصعيد القيادي, وتظل بهذا الفرضيات الداعية إلى تقدم ممثلي الأجيال الحديثة للقيادة, وإلى تحديد عمر أقصى للتواجد فى موقع القيادة, وإلى تنازل القدامي طوعا للجدد وإلى تحديد عدد دورات الرئاسة ... تظل كلها وغيرها أضغاث أحلام ... وهذا في تقديري ملف وإنطوى او رحل لأجندة المؤتمر السادس .
    أختتم ببعض الملاحظات المتفرقة
    أن النتائج المتحصلة من المؤتمر الخامس على صعيد الإسم والمرجعية الفكرية والقيادة الحزبية, لا تعكس حقائق الأوضاع الحزبية على الأرض, وأعنى هنا إختلاف الشيوعيين حول الموضوعات أعلاه, وذلك وفقا لما سال من أحبارهم خلال عقدين من الزمان المفتوح في إطار المناقشة العامة, وحيث أزعم أن التصور الذي يمكن أن يستوعب هذا الوضع الإختلافي, هو التصور المنطلق من مبدأي المساومة والتنازلات, وبإعتبار ترضية كل الأطراف والوصول إلى حل مشترك عند منتصف الطريق. لكن الشاهد أن حصيلة المؤتمر جاءت منحازة كليا للكتلة الماركسية التقليدية, والتي لم تقدم أن تنازلات تذكر لأي فريق أو فكرة مضادة لها, لهذا أعتقد أن تيار الإصلاح الديمقراطي قد تعرض لتهميش مهين , وحيث لم يمنع حدوث إنقسام داخل الحزب إلا إنحياز المؤتمر للتيار الماركسي, فلو إنحاز المؤتمر لتيار الإصلاح الديمقراطي لخرج التيار الماركسي لأنه ليس ديمقراطي, وعلى كل فثمة منافحات على الطريق ما تزال تنتظر دعاة التغيير داخل الحزب.
    كما الواضح أيضا أن إنشغال الحزب بما قد كان, جعله أسير النزوع للماضي ومحاكمته ومحاولة التفوق عليه بإحداثيات الماضي نفسه, لهذا كان الحزب حريصا على مقاليده الكلاسيكية لمناهضة الدعوة للتغيير , كماأن التدافع فى إتجاه وحدة الحزب سخر لهزيمة الإنقسامات وظاهرة الخروج عن الحزب, ولهذا أيضا رأينا الحزب يمتدح الإنتماء التاريخي والتمسك بالإيدلوجيا, وكأن التحرر من فكرة أو إنتماء, والتساوق مع التغيير والتوفر لإختيار مختلف هو عيب, كما لهذا أيضا أعادت القيادة التاريخية تقديم نفسها ترياقا لثمة قيادة عصرية غير موثوقة في ظنهم التاريخي, ومن قبل الثبات على الماركسية { وتجميلها كمان } فى معاكسة بينة لإتجاهات التحرر والنزوع الديمقراطي والإلتحاق بالعصر... فكل هذه المواقف تثبت إستغراق الحزب فى متعلقات ذات صلة بالماضي, وبحكم ماضويته كذلك ... دون أن يعي أنه بذلك يكشف عورته للمستقبل.
    من الملاحظ أيضا أن الحزب ووفقا لإعادة تأكيده لهويته الماركسية, فإنه يقيم أداوت وأساليب تحليله للأوضاع السياسية والفكرية العالمية من واقع المعطيات الماركسية, وهو بذلك يكرر نفس مزاعمه السابقة المعادية للرأسمالية, ودون أدنى جهد فكري لإعادة تقييم الرأسمالية فى ظل المتغيرات التي حدثت لها فى الخمسين سنة المنصرمة, وذلك من حيث التغيير الإجتماعي الذي حدث فى المجتمعات الرأسمالية , تحت تأثير النهضة العلمية والتكنولوجية والإتجاهات الجديدة فى الحركة الإقتصادية العالمية ومنظماتها الكونية التي بدأت تتعامل مع العالم كوحدة إقتصادية واحدة أو منسجمة أو فى الطريق إلى ذلك. هذا بالإضافة إلى الإتجاه الصاعد للديمقراطية كأرقى أنموذج إنساني للحكم, وحيث أن الديمقراطية ظلت تتقدم بثبات محاصرة ما تبقى من محميات ديكتاتورية معزولة ولا مستقبل لها ... أي أن سيادة الديمقراطية كل أرجاء العالم ليس إلا مسألة وقت ... فالحزب الشيوعي تخطى كل هذه الأركان التليدة الحاكمة لسياسات العاصر والضابطة لإتجاهه, لتعيد على مسامع الناس كلاما مكرورا من أيام الحرب الباردة, بالدعوة لتكوين حلف عالمي عريض مضاد للرأسمالية قوامه قوى اليسار والجماهير المضادة لمنظمة التجارة الدولية والدول الكارهة لأمريكا مثل فنزويلا وبوليفيا وكوبا, فيما زعماء هذه الدول يعدلون دساتير بلادهم ليحكموا مدى الحياة, وهذا ما فعله زعيمي فنزويلا وبوليفيا قبل بضعة أسابيع, فهذا نماذج غير مشرفة وتكتنفها ظلال الديكتاتورية والتسلط ويسيطر عليها الهياج الثوري الذي ولى زمانه ولغير رجعة.
    فالشاهد أن الحزب مهر إختياراته بكل الفرح, وبكامل الإنتماء للماركسية وكل شجونه الحزبية, لكن سقطا ضروسا تفيأ حواف الشارع السياسي السوداني, فأخال أن تعميد الحزب لخطه التقليدي قد سقط بردا وسلاما على الكيانات الحزبية التقليدية, وسوف يكون لتجربة الحزب أثرها فى تفعيل منطق العشيرة والطائفة والصفوة والقيادة التاريخية , من قبل الكيانات المعنية. وفي كل الأحوال فإن إختيار الحزب لمنهجه الذي أراد, سيظل يترك خانة يسار الوسط شاغرة لمن يأنسون فى نفسهم الكفاءة, وأظنها هي المساحة المتجاذب عليها عبر تاريخ السودان الحديث. فالحزب زهد عن تلك المنطقة, وعلى الآخرين في القوى المتيمنة للحداثة والإستنارة والليبرالية والديمقراطية وسائر ملامح الوسط, أن يتقدموا الصفوف ... ويتحملوا مسئوليتهم فى بناء مركز ثقل لقوى الديمقراطية والعصر.. وفيما أراه أعجل وأهم رسالة تقتضيها أحوال السودان الراهنة.

    ... إنتهى



    كل الشكر الاخ حيدر على هذه الكتابه الواعيه
    ولى عوده


    الريح كودى
                  

العنوان الكاتب Date
المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:22 AM
  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:24 AM
    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:27 AM
      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:31 AM
      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:31 AM
        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:35 AM
          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:38 AM
            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:42 AM
              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:46 AM
                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:48 AM
                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:52 AM
                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 02:55 AM
                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:03 AM
                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:09 AM
                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:11 AM
                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:13 AM
                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:19 AM
                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:21 AM
                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:24 AM
                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:27 AM
                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:29 AM
                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:31 AM
                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:35 AM
                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:38 AM
                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:40 AM
                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:44 AM
                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:46 AM
                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:49 AM
                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:49 AM
                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:51 AM
                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 03:56 AM
                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 04:00 AM
                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 04:03 AM
                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 04:10 AM
                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 04:12 AM
                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 04:17 AM
                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا هاشم الحسن02-27-09, 05:35 AM
                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا خالد العبيد02-27-09, 05:48 AM
                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Badreldin Ahmed Musa02-27-09, 07:10 AM
                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا بدر الدين اسحاق احمد02-27-09, 07:15 AM
                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا أيزابيلا02-27-09, 07:34 AM
                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا قيقراوي02-27-09, 10:00 AM
                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Badreldin Ahmed Musa02-27-09, 10:02 AM
                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 10:16 AM
                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا طارق جبريل02-27-09, 10:50 AM
                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Badreldin Ahmed Musa02-27-09, 11:00 AM
                                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا أبو ساندرا02-27-09, 11:40 AM
                                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا الواثق تاج السر عبدالله02-27-09, 01:01 PM
                                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا قيقراوي02-27-09, 12:44 PM
                                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا أبو ساندرا02-27-09, 01:35 PM
                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 04:38 PM
                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا د.نجاة محمود02-27-09, 04:44 PM
                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 04:52 PM
                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Elmuez02-27-09, 05:15 PM
                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 05:30 PM
                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 06:22 PM
                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amin Mahmoud Zorba02-27-09, 05:52 PM
                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-27-09, 06:23 PM
                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 07:00 PM
                                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 07:32 PM
                                                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 07:45 PM
                                                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 08:25 PM
                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 08:53 PM
                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 08:59 PM
                                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:07 PM
                                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:10 PM
                                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:26 PM
                                                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:37 PM
                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا أيزابيلا02-27-09, 09:12 PM
                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 10:34 PM
                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا طلعت الطيب02-27-09, 09:30 PM
                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:43 PM
                                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:52 PM
                                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 09:59 PM
                                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 10:07 PM
                                                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 10:26 PM
                                                                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Amjed02-27-09, 10:39 PM
                                                                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا د.نجاة محمود02-28-09, 01:40 AM
                                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Badreldin Ahmed Musa02-28-09, 04:09 AM
                                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Bashasha02-28-09, 05:17 AM
                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا أبو ساندرا02-28-09, 08:01 AM
                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Badreldin Ahmed Musa02-28-09, 10:17 AM
                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا awad hassan02-28-09, 11:02 AM
                                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-28-09, 04:17 PM
                                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Bashasha02-28-09, 07:35 PM
                                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Bashasha02-28-09, 07:41 PM
                                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Bashasha02-28-09, 07:42 PM
                                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا الريح كودى02-28-09, 08:01 PM
                                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Bashasha02-28-09, 08:28 PM
                                                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-28-09, 11:03 PM
                                                                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM02-28-09, 11:38 PM
                                                                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا الجيلى أحمد03-01-09, 00:41 AM
                                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا الجيلى أحمد03-01-09, 00:52 AM
                                                                                                                    Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا د.نجاة محمود03-01-09, 05:41 AM
                                                                                                                      Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا الجيلى أحمد03-01-09, 08:40 AM
                                                                                                                        Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا Elmuez03-01-09, 09:22 AM
                                                                                                                          Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM03-01-09, 10:05 AM
                                                                                                                            Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM03-01-09, 10:59 AM
                                                                                                                              Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM03-01-09, 11:14 AM
                                                                                                                                Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM03-01-09, 07:02 PM
                                                                                                                                  Re: المؤتمر الخامس للشيوعي ... سمعت ضجيجا ... ولم أر ... طحينا HAYDER GASIM03-01-09, 07:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de