|
صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة
|
بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لرحيله حاولت أن اعتمد على الذاكرة لاستعيد صورته وما إن تراه حتى تحس انه ملك نوبي عاد إلى الحياة والأغرب انك إذا لم تر هذا رأيت فارسا من الذين اندفعوا من اليمن إلى الحجاز والى اشبيلية وغر ناطة أي انه وجها زنجيا عربيا معا..له شخصية تحمل كل مقومات الشخصية السودانية بكل مناقضاتها وثرائها صوته حزين لدرجة الانكسار وفتى لدرجة العنفوان قوى إلى درجة الاستبداد ورقيق إلى حد الشجن متعلق بالحياة إلى درجة الشبق والاندفاع غارق في الرومانسية إلى حد التأمل والتصوف عذب إلى درجة النعومة وحاد إلى درجة الحراشة منفلت إلى درجة الجنون وخجول إلي حد الانطواء جرئ إلى درجة المغامرة وحالم إلى حد الخجل متسلط إلى درجة الطغيان ورقيق إلى حد التذلل..هذا نوع من الأصوات لا يموت وهذا نوع من الشعر غير قابل للفناء فالشعر مرآة الشعوب وهو باق ما بقيت والشعر هو التجسيد الصوتي لهذه الشعوب وهو التعبير الحي عن ثقافتها وتاريخها ومعالم هويتها00.شاهدت صلاح وأنا صغير في مدرجات الدرس في حنتوب الجميلة وتارة في حواري امدر وأحيانا أخرى شاهدته في المنتديات الثقافية والأدبية والليالي السياسية والندوات العامة وعندما يصافحني ويمضى يخيل إلى أنني صافحت ظلا لرجل لاوجود له وهذه عادة سودانية شائعة أن يغلب التهذيب على الوجود والطيف على الحقيقة ..تتبعت سيرة صلاح واعماله الشعرية والأدبية لقد عاش صلاح حياة صعبة هي الأخرى جزء من شاعر يته أو على الأرجح سببا لها ..وهاهو صلاح بدوره يكتب عن الطفولة الحالمة والرخصة في نفاجات وحواري أم در ومن كتاباته تبدو الستينات والسبعينات في سيرته وكأنها من عصر آخر لا من عقد آخر ويختلط هنا الشاعر بالناثر ويستكملان.. نرى فقرا في سيرة صلاح ..بساطة نص جميل ويسير فيه شئ من الورع وعندما سئل لماذا لا يكتب سيرته الذاتية أجاب لم أتهيب شيئا من تأليف مثلما تهيبت كتابة سيرتي الذاتية لان كل ما أخرجته كان غيري المعروض وأنا العارض أو غيري الموصوف وأنا الواصف والعين لا ترى نفسها إلا بمرآة والشيء إذا زاد قربه تصعب رؤيته والنفس لاترى شخصها إلا من قول عدو أو ثناء صديق أو بمحاولة للتجرد ثم توزيعها على شخصيتين ناظرة ومنظورة حاكمة ومحكومة وما اشق ذلك واضناه ..مع هذا كيف يكون الأنصاف ..إن النفس أما أن تغلو في تقدير ذاتها فتنسب لها ما ليس لها أو تبالغ في تقدير ما صدر عنها أو تبرز ما شاء من تصرفها واما أن تغمطها حقها ويحملها حب العدالة على تهوين شانها فتسلبها ما لها أو تقلل من قيمة أعمالها أو تنظر بمنظار اسود لكل ما يأتي منها..أما أن تقف من نفسها موقف القاضي العادل والحكم النزيه فمطلب عز حتى على الفلاسفة والحكماء..ثم إن للنفس البشرية أعماق كأعماق البحر وغموضا كغموض الليل ..فالوعى واللاوعي .العقل الباطن والعقل الظاهر .الشعور البسيط والمركب .الباحث السطحي والعميق .الغرض البعيد و القريب كل هذا وامثاله يجعل تحليلها صعب المنال وفهمها اقرب للمحال.. كان يقول عن فاطمة الحبيبة إنها تعتبر في طليعة مناضلات السودان بدأت حياتها السياسية بصوت رومانسي ولكنه متمرد رفضت للفتاة السودانية أن تكون مجرد وجه أو جسد جميل رفضت مواضعات فرضتها عليها التقاليد الصارمة التي سلبتها إنسانيتها وحولتها إلى مجرد فرد من الدرجة الثانية في جماع يحكمها الذكور تلتزم بما تقوله الجماعة وتفعل كما تؤمر واكتشفت من خلال روحها الثائرة ضرورة تفردها فتفردت وأصبحت صوتا قويا أصيلا فريدا يعبر عن العصر بكل مفرداته.. كان صلاح وسوف يظل يلاحقه الانقسام حول شعره وادبه لقد رأى كثيرون أن صلاح مجرد حكواتى ثائر بائس يردد سرد حياة المشردين وقساة القلوب وإلا بماذا تفسر قوله وهو يشدو يوم رأى جسمان الشهيد محمود محمد طه على حبل المشنقة وهو يخاطب قوى النظام..
جلابيته من كفن الشهيد مقطوعة سبحته من حبال المشنقة المرفوعة صحة عضلوا من لبن الأهالي وجوعا أب فاتورة من لبن الرضيع مدفوعة
ورأى آخرون فيه موهوبا تأخر في النزول إلى سهول الورق فتعثر في الصخور والاوديه وبقى صلفا كالوعر..واتفق فريق آخر مع الكتاب والأدباء والنقاد الذين اعتبروه أحد ثقاة الواقعية الأدبية والرواية الشعرية لعذاب الكادحين ومناصرة المسحوقين..
احمد حماد إدريس –الدمام
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 07-31-06, 04:04 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-15-06, 00:30 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | محمد حسين آدم | 08-15-06, 09:38 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد | 08-16-06, 01:27 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-16-06, 01:39 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | bayan | 08-16-06, 02:52 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-16-06, 03:36 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-19-06, 02:39 PM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-20-06, 09:03 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | bayan | 08-20-06, 09:55 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | عوض محمد احمد | 08-23-06, 04:56 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | Ishraga Haimoura | 08-23-06, 06:33 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | عصمت العالم | 08-23-06, 04:15 PM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | bayan | 08-24-06, 01:00 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-24-06, 02:25 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-24-06, 11:46 PM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-26-06, 07:44 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-28-06, 00:30 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | Mohamed Abdelgaleel | 08-28-06, 07:21 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-28-06, 11:39 PM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 08-30-06, 00:04 AM |
Re: صلاح احمد إبراهيم في ذكراه الثانية عشرة | الطيب شيقوق | 09-04-06, 05:35 AM |
|
|
|