إطلاق الجيل الثالث لأريبا ( ومشاهدة صورة المتحدث على النقال) اخطر من زيادة اسعار الاخيرة

Quote: فتواك يا الطيب اشبه بفتوى بشار ابن برد حدثنى احدهم وما اكثر ما يحدثنى الناس وما اكثر ما انسى حديثهم – اقول حدثنى رجلا لاتربطنى به اى صداقة او مودة او علاقة وقال لى دون ان اساله ان الطيب شيقوق افتى بخطورة الجيل الثالث من الجوال فى السودان . ذكرتنى فتوى ابن شيقوق او مرافعته هذه ببشار بن برد – كان بشار افصح العرب واشعرهم ولكنه كان كثيرا ما يوجه موهبته للهجاء المقذع وقلما يسلم من لسانه احد وكان ضحاياه يستجيرون بوالده برد يشكون اليه ابنه الكفيف ولكن برد كان يرد ويقول لهم فى كل مرة – ليس على الاعمى حرج – وينصرفون من عنده وهم يقولون فقه برد اغيظ لنا من شعر بشار واصبح قولهم مثلا لمن ياتى بفتوى غريبة او مخالفة للواقع او لمن ياتى بعذر اقبح من الذنب . لم ار فى حياتى شعب يتوجس ويتخوف من الجديد مثلما يفعل الانجليز وبهذا ظلت انجلترا بلد العادات والتقاليد العريقة فقد توجس الانجليز وجزعوا عندما قراوا مؤلفات اتش جى ويلز وهو يتنبا لهم بظهور السيارة فى المستقبل –وظهرت السيارة التى تنبا بها ويلز واختفت العربة التى تجرها الخيول وقيل للكاتب الكبير انظر لقد تخلى الانجليز عن عرباتهم التقليدية القديمة وركبوا السيارة وقال ويلز ضاحكا ماذا كنتم تتوقعون هل كنتم تريدون ان يشدوا خيولهم للسيارة – وقد بلغ الحذر والخوف مداه عند ظهور الطيارة والتى تنبا بها ويلز فى عالم الغد المتغير وراح اصدقاء ويلز يترقبون فى هدوء هؤلاء المجانين الذين سيقبلون على ركوب هذه الالة التى تطير بركابها فى السماء – مرت سنوات قبل ان يلتقوا به وراحوا يسالونه من الذى يقود هذه المركبة الطائرة –قال ويلز وهو يبتسم الم اقل لكم ان الرجل الانجليزى لا يقدم على شىء الا بعد ان يتاكد من الارض من تحته راسخة ثابتة وقالوا له لكنه صنع الطيارة وقال ويلز لا باس فهو قد صنعها لكى يقودها الامريكى والايرلندى والاسكتلندى – اما اول انجليزى قاد المركبة الطائرة قادها بعد ظهورها بخمس سنوات – الحيطة والحذر والخوف من الجديد ظهر جليا فى رواية فرانكشتاين لللكاتبة الانجليزية مارى شيل 1818م لتعبر بنا ما يقارب المئتين عام فابدت تخوفها عن احتمالية قيام البشر بصناعة بشر اخر وفعلا تحققت مخاوفها عندما تفجرت الصاعقة التى خرج بها علينا فى تسعينات القرن الماضى العالم الاسكتلندى ايان ويلميت حيث نجح فى استنساخ النعجة دوللى وما تلى ذلك من محاولات عديدة فى هذا السياق وصلت بنا فى نهاية المطاف الى اعلان بعض العلماء عن عزمهم استنساخ البشر بل ان شيلى رمت بفنها الى ما هو ابعد من الاستنساخ ذاته بما لم نصل اليه حتى يومنا هذا الا وهو فقدان سيطرة الانسان على العلم فيما بعد وهو ما يرى البعض ان البشرية تتجه اليه ونحوه بخطى ثابتة. الخوف من الجديد والمجهول والقادم والجديد ظهر بصورة جلية فى مسرحية الكاتب التشيكى كاريل كابيك التى خرج بها علينا عام 1920م وهى المسرحية التى كانت اساسا لفكرة اختراع الانسان الالى – الروبوت- فيما بعد وذلك حين تناولت المسرحية قصة عالم يقوم بتركيب الات ذات شكل بشرى بعدما تم تزويدها بالذكاء ليسخرها فى الاشغال المختلفة فيهىء للانسان النعيم والراحة فى هذا الكون وقد كان يا الطيب لا تتخوف لا تتوجس يا الطيب من الجيل الثالث الناقل للصورة ففيه خير كثير ومثير ومفيد ويا ليتك شاهدت معى ابنتى احسان – احسا ن الشينة عريسا اب دقينة جات تصور طلعت شينة جات تتكحل طبذت عينة- نقلت لى احسان بجوالها القرنتية التى حفر لها ناس الخرطوم حفرة كبيرة بالقرب من النيل ورموها داخلها وبللوا اطرافها بالمياه فاصبحت الارض صعيدا زلقا وحاولت ان تنجو ولم تستطع الخروج فماتت داخل الحفرة كيف يجوز لاهل المشروع الحضارى ان يقتلوا هذا الحيوان الصديق للانسان وهم يهللون ويكبرون فلم يطعموها ولم يتركوها تاكل من خشاش الارض اليس فى داخلها كبد رطبة.. وقد نعاها هاشم صديق للشعب السودانى – قرنتية لا دبابة برمائية ..لا جاسوسة مدسوسة ..لا غواصة روسية ..لا جندية فى حركة ولا مختلسة مال شركة ..لا قصفت حدود فشلا ولا كسرت صريف كسلا ..ولا معروفة ختمية.. لا شربت مريسة العيش ..ولا قبضوها فى التفتيش ..ولا سجنوها شالوا الفيش— يا طيب لا تتوجس من هذا الاختراع الرائع الذى لولاه واخواته الاخريات لما استطعنا ان نسافر اليك عبر الزمان وانت فى ركنك القصى من الخليج فى السلطنة الفيحاء حفظها الله – وبالرغم من تخوفك فان باب الامل مازال مفتوحا الى الجيل الرابع – فمن سنة الطبيعة ان من كان فى القاع لايمكن ان يواصل الانحدار ونحن والحمد لله والذى لايحمد على مكروه سواه فى قاع القاع فمن ماذا تخاف علينا ..وانه ليس امامنا الا محاولة الصعود لانهم قالوا وخير القول قول العارفينا ان التهيؤ للصعود هو البداية الصحيحة والا قضينا ما تبقى من عمرنا ا بين السفوح والحفر ..يا الطيب دعنا نستمتع بهذا التقنية التقنية الخديثة ..دعنا ..نرجوك احمد حماد ادريس – الدمام ..