دلع البنات ... ما عسل ... والدم شربات !!!

Quote: تجربتي القصيرة في الغربة .. وفي بلد عربي مسلم جعلتني ارى كيف يمكن ان ينشا جيل من السودانيين وهم يعانون من الانسلاخ عن الوطن بكل عاداته وتقاليده وقيمه .. يجهلون ابسط قواعد السلوك الاجتماعي في السودان ... يجهلون جغرافيته وتاريخه .. جيل اعتاد على الرفاهية وسهولة الحياة واستمرا الحرية التي اكتسبها من غير مجهود سوى وجوده في اسرة مغتربة او مهاجرة ... يؤلمني كثيراً ان ارى بعض ابناء المغتربين هنا وقد تنازلوا عن لغتهم السودانية المميزة .. وتبنوا لغة هجين غير معروفة ... يؤلمني ان ارى الاطفال وهم يشبون على ( اللماضة ) و ( قلة الادب ) عدم احترام الكبير.. وتجاهل العادات والتقاليد السودانية الاصيلة بدعوى انها ( متخلفة ) ولا تواكب متطلبات العصر ... زاد الامر سؤا الظروف الاقتصادية الضاغطة ... وانخفاض سعر الدرهم والريال والدولار امام الجنيه السوداني ... مما جعل غالبية الاسر تتنازل عن فكرة الاجازة في السودان ( الا للشديد القوي ) ومعظمهم يسافر بلا اطفاله حتى لا تزيد التكاليف ... فماذا نتوقع من طفل لا يعرف عن بلده الا اسمه وموقعه في احدى الخرائط ؟؟ حسب معلوماتي المتواضعة في امريكا بالذات تحرص كل الجاليات على تراثها وثقافتها .. تغرسها بقوة في الاجيال التي شبت بعيدا عن الوطن الام ... يتكلمون لغتهم ويفرضونها حتى على الغير ... يسوقّون بذكاء لطعامهم وموسيقاهم وادبهم ... يضعون الحدود والحواجز حتى لا تتغول الثقافات الاخرى وتقضي على ارثهم ... في المقابل ملاحظة مؤسفة .. بعض السودانيين الذين يصطحبون ابناءهم لقضاء الاجازة في السودان ... يفخرون بلغتهم الاجنبية السليمة ... وبعدم اتقانهم للغة العربية !!! يلتمسون لهم الاعذار لعدم تقيدهم بآداب السلوك وجهلهم بعادات وتقاليد المجتمع السوداني ( معليش .. اتربوا برة السودان ) ... يجارونهم في تاففهم من كل شئ .. من الجو .. من الاكل .. من الناس !! ... ( معليش ما متعودين ) !!.. اذن قيام صناديق تكافلية وسط تجمعات السودانيين بالخارج لا يجب ان تقتصر على الجانب المادي فقط بل يجب ان تشمل كل الجوانب الاخرى التى من شانها تعزيز وزرع القيم السودانية في نفوس الاجيال التي ولدت وترعرعت خارج الوطن ..