العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 01:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2003, 04:25 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22534

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب

    هل تذكرون تلك القصة الساخرة التي تقول :
    عندما هاجر أهلنا الطيبين لحلفا الجديدة ، و عند حصاد أول إنتاج من القمح بالمشروع ، وقف زولنا ينظر بفخر لمحصوله ، و قطع حبل فخره تيس ماكن يصول و يجول في الحواشات يأكل من كومة القمح هذه و يتركها ليقرقش من كومة أخرى ، و قد أعطته شعيرات بيضاء و سوداء متدلية تحت أسفل فكه الأسفل وقارا و هيبة ، فأخذ زولنا عكازه و ضرب به التيس بعد أن كال له ما كال من السباب غير المستطاب و الذي طال التيس شخصيا و أصحابه و بعض معتقداتهم.
    فجرى نحوه واحد من قبيلة البني عامر كان يعمل في حواشة زولنا و قال له : إنت مجنون يا زول ؟، دة تيس سيدنا ، أوعك تهبشو أو تشتمو ، بعدين يسخطوك.
    زولنا و لأنه حديث عهد بالمنطقة و بالتيوس المتشيخنة ، فقد تسلل الخوف إلى قلبه ، و لم ينم ليلتها، و شبح التيس يناوشه بقرونه التي تشبه دريكسون العجلة فيهب مذعورا ليعاود نومه مرة أخرى ، و عند الفجر ، جاء نفس التيس يتبختر و يقدل و قد تناسى عقاب البارحة و كأنه أتى خصيصا ليعطي زولنا آخر فرصة قبل أن يسخطه إلى قرد، و هجم على أكوام المحصول يعمل فيها هرسا و أكلا بدغالة أكثر من دغالة الأمس و كأنها مقصودة ، و عندما شبع ، تبختر نفس البخترة و غادر الحواشة و هو يطلق الصوت الرسمي للتيوس ناظرا لزولنا و كأنه يتحداه ، فقال له زولنا بصوت يشوبه الخوف و السخرية :
    بدري يا خليفة.
    قصص خداع الناس و إيهامهم بمقدرات خارقة مزيفة ، و إنخداع الناس بأمور عرضية ينسجون عليها قصصا مشابهة يعج بها السودان في كل مناطقه.
    أذكر عندما كنت معلما بالشمالية ، قمنا بتلبية دعوة زواج إحدى طالباتي التي أصر عريسها أن تقطع دراستها و تذهب معه للخرطوم مقر عمله ، و في الليلة السابقة لليلة الدخلة ، فاجأ العروس صداع رهيب ، ثم فقدت النطق تماما و عجزت عن فتح عيونها. و إنقلب الفرح إلى مندبة و تقاطر الناس عليها من كل أطراف القرية ، و عجز المساعد الطبي عن فعل شيء و نصح بنقلها إلى أقرب مستشفى ، و قال البعض أنه عين و لا بد من شيخ أو فكي ، و ذهبنا أنا و بقية طاقم التدريس إلى منزل العروس لنجد طالبتنا ترقد و كأنها في غيبوبة ، و أمها و قريباتها يجلسن على الأرض يذرفن الدموع في صمت ، و العريس يدخل و يمرق و هو في حيرة من أمره. أحد المعلمين من الذين كانوا برفقتنا كان ماخد ليهو كاسين في تلك الليلة و تردد كثيرا في الذهاب معنا لأنه كان شارب و الريحة فايحة ، و لكننا أقنعناه بالذهاب معنا و لكن بشرط أن يلتزم الصمت و عدم التصرف. و ما أن دخلنا ، و رأينا منظر تلك المسكينة تئن من ألم الصداع ، حتى رق قلب أستاذنا السكران فقد كان رقيق القلب و حنون و سريع البكاء، فتقدم نحو السرير مبعدا أيادينا التي إمتدت لتمنعه من التقدم خوفا من أن يطبظ و يلبخ ، إلا أنه جلس على الأرض و وضع يده على جبينها و راح في صمت يتمتم بآيات و أدعية وسط ضحكات مكتومة من مديرنا و بقية الزملاء. و خرجنا و نحن ندعو لها بالشفاء العاجل ، و لكن ما أن وصلنا لباب الحوش حتى إنطلقت زغرودة مجلجلة ، تبعتها زخَات أخرى من الزغاريد آتية من غرفة العروس التي فتحت عيونها و قامت على حيلها و طلبت ماءا و طعاما.
    و بزغ نجم زميلنا السكير على أنه زول إيدو لاحقة ، و نحن نقول الما عارف يقول عدس. فكانت النساء يهرولن نحوه عندما يمشي في الشارع و يقبلن يديه وش و ضهر ، و هو يسحبها على إستحياء متمتما : إستغفر الله.
    الحكاية إبتدأت تأخذ منحى آخر ، و لم نستطع تشويه سمعة الزول رغم أننا أكدنا للناس إنه حتى لا يؤدي الفرائض بإنتظام ، فبدأ الناس يقولون أننا نغير منه ، و البعض عرض عليه مغادرة ميز العزابة و السكن معهم ، و هنا طلب زولنا نقلا سريعا من القرية حتى لا يتورط في أمور تخرج عن إمكانياته في التخلص منها. و قبل أن تتم تلبية طلب نقليته ، حدث ما لم يكن في الحسبان ، فقد قام عقرب أسود اللون ممتليء سما ناقعا بلدغ إمرأة كانت تحلب الغنم عز الفجر ، فحملوها مسرعين إلى ميز المدرسين الذي إنقلب إلى مزار يقصده الناس حتى من القرى المجاورة للتبرك بشيخ الصدفة. فخرج لهم صاحبنا و عيونه حمرا و شرارة من سكرة الأمس و ما أن وضعوا المرأة أمامه على عنقريب الحبل ، توكل على الحى القيوم و إعتذر لهم بأنه لا يقدر على علاج لديغ العقرب فهذا ليس من إختصاصه و تخصصه و أن عليهم أن يأخذوها إلى الشفخانة بسرعة لأن المساعد الطبي لديه العلاج السريع ، و عندما أظهروا الزعل و لاموه ، قال لهم : هوى يا جماعة أسمعوني كويس ، و الله أنا لا فكي ولا حاجة ، أمبارح كاتح لى نص عرقي براى و حسع أنا بتكلم معاكم و بايتة معاى و حأفكها بي كاس حسع.
    البسطاء هم الذين يغذون الحدث الذي يحدث بالصدفة المحضة ، وثم يظلون يغذونه بحكاوي من تأليفهم ، و هم يدرون أنها من تأليفهم ، ثم يصدقونها في النهاية و تعشعش في أدمغتهم ، فيتوارثها الأبناء و الأحفاد بعد إضافات تواكب روح العصر.
    خفير إحدى العمارات تحت التشييد بالخرطوم ، كان يسكن داخل حوش العمارة في خيمة مصنوعة بمهارة من الخيش و الشوالات و الكرتون ، و لزيادة مستوى معيشته و رفْع دخله اليومي ، كان يقوم بصناعة العرقي و بيعه بطريقة أربعة إتنين أربعة. و هذه طريقة ينفرد بها هؤلاء النفر ، حيث يقوم المشتري بالولوج للحوش و معه ماعون عبارة عن أي شيء يسع السوائل ، ثم ينادي الخفير من وراء حجاب، فتأتي زوجة الخفير مستطلعة بمد رأسها من الخيمة متعددة الخامات للتعرف عليه دون طلب إبراز الآى دي ، ثم تلج لكى يخرج لك هو فتقوم أنت بمد الماعون و المبلغ ، فيعطيها للولية التي تخرج و تدلف إلى راكوبة جانبية غير مرئية للمشتري ، و لكن يمكن أن تسمع صوت إندلاق السائل من ماعونهم إلى ماعونك و أصوات أخرى صادرة من ملكات النحل العاملات بالمصنع غير المرخص و المتهرب من ضريبة الإنتاج ، ثم لكى يطمأن قلبك ، يناولونك كأسا لزوم الضواقة تماما كما يفعلون في المطاعم بأوربا عند تقديم النبيذ بلونيه الأحمر أو الأبيض حسب نوعية طعامك و يقول لك النادل بفخر و إعتزاز : سيدي ، هذا النبيذ معتق صناعة فرنسية من إنتاج عام 1898 و قد شرب منه الفوهرر و دوق أدنبرة و كل مهراجات الهند و السند.
    ثم حدثت كشة واسعة النطاق شملت كل الخيام المشبوهة بعمل المنكر ، و تم إعتقال الكثيرين و الكثيرات ، و تم دلق المنكر مهراقا على الأرض كما فعل أهل مايو بقوارير البلاك ليبل و الرد ليبل ، عندما أفرغوا الزجاجات في النيل فطرب النيل و هام ذاك النهر يستلهم سُكرا فتزاوج البلطي مع الورل و البياض مع التمساح العشاري فكان ذلك الصنف من السمك الذي يموت بعد إخراجه من الماء و لكن شلاليفه تتحرك و كأنها تأكل في لبان لادي..
    إلا أن زولنا الخفير إياه لم تطاله الكشة رغم أن مكانه وسط المكشوشين و المكشوشات و المظلومين و المظلومات. فسألتُ أحد زبائنه الدائمين : كيف نجا زبونك الخفير من الكشة الكبيرة ؟
    فقال : ذهبت إليه ، و سألته نفس سؤالك هذا ، فأخرج الخفير حجابا صغيرا من جيبه و رماه للأعلى ، فوقف الحجاب و كأنه معلق بخيط في الهواء و قال لي لو قدرت تمسك الحجاب دة ، يبقى العساكر حيمسكوني في الكشة الجاية.
    و يواصل صديقي و هو ما زال مندهشا : حاولت أن أمسك الحجاب و لكنه كان يتزاوغ مني و كأن شخصا يحركه بالريموت كونترول أو كأنه مربوط بخيوط غير مرئية بمسرح العرائس. فحلفت أن لا أشتري منه مرة أخرى.

    الشاهد بأن الرجل لم تطاله الكشة ، و لكن هل يمكن لرجل أن يفعل هذا بحجاب بسيط؟ لو صح ذلك إذن لماذا لا يذهب إلى القيادة العامة للجيش أو لناس التصنيع الحربي و يعطيهم هذا الإختراع الذي يمكنهم به عمل أطباق طائرة صغيرة لا يمكن للرادار إكتشافها أو إصطيادها و نرهب به أعداءنا، فيكافئونه مكافأة تغنيه عن مصائب صناعة المنكر و السهر طول الليل ؟
    أما الشيء الذي لن أنساه طول حياتي ، فهو يوم أن زار قريتنا فلاتي يبيع ضمن ما يبيع ، أشياء مثل أسلاك الكهرباء المحروقة ، و قال لنا أنها عروق لمنع لدغات العقارب التي هي في قريتنا أكثر من قشر التسالي في السينما .
    فإشتريت منه بثمن بخس عرقين ، و بدلا أن تبحث عني العقارب ، خرجت أبحث عنها ، و لم يطل بحثي ، فقد وجدت عقربا صغيرا عند جزع نخلة مروية فقررت تجربة العرق عليه قبل أن أجربه في فحول العقارب ، فأخرجت العرق و أمسكته بيدي اليسرى و رفعت العقرب بيدي اليمنى و أنا أقرأ المعوذتين ، و قبل أن أختتم قراءتي ، سرت في جسمي شحنة كهرباء مية و عشرين فولت و كانت ببساطة ممكن تشغل إستشوار شعر بفعل الكهربا التي سرت في جسدي، و شعرت بأن لساني جافا و كأني شربت جالون كلوركس
    فهرولت نحو المسيد حيث كان الفلاتي لا زال يروج لبضاعته ، و بعد أن عالجوني ، قال لي الفلاتي بكل هدوء : إنت مسكت العرقين ولا عرق واهد ؟
    فقلت له : عرق واحد.
    فقال بثقة : أنا أنطيتك إرقين ، واهد للضكر و واهد للإنتاية. إنت مسكت عرق حق شكل و مسكت عقرب شكل تاني.
    يعني عروقو سالب و موجب.

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 08-24-2003, 04:35 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-24-03, 04:25 PM
  Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب almohndis08-24-03, 04:52 PM
    Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-24-03, 04:57 PM
      Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب منعمشوف08-24-03, 05:14 PM
        Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-24-03, 05:22 PM
          Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-25-03, 10:36 AM
          Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب HOPELESS08-25-03, 12:06 PM
  Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب اسامة الخاتم08-25-03, 11:09 AM
  Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب maia08-25-03, 12:13 PM
    Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-25-03, 01:01 PM
      Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-25-03, 01:02 PM
        Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-25-03, 01:04 PM
          Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب bayan08-25-03, 02:05 PM
            Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة08-25-03, 02:48 PM
              Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب SAMIR IBRAHIM10-26-03, 02:45 AM
                Re: العرق الموجب و سالب و حجاب العرقي الكارب ابو جهينة10-26-03, 08:51 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de