تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-03-2003, 09:03 AM

ديامي

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر (Re: ديامي)

    اثراء للنقاش ، دونكم وقائع هذه الندوة حول الحداثة والحداثيين العرب

    حداثة أم حداثيون؟

    نظرة في السياق العربي

    (2ـ 2)

    إعداد: وائل عبد الغني

    • ضيوف الندوة:

    . أ. د. إبراهيم الخولي: أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر

    . أ. د. مصطفى حلمي: أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة

    . د. علاء عبد العزيز: المدرس بمعهد التمثيل بالقاهرة

    . أ. محمد إبراهيم مبروك: الكاتب الإسلامي المعروف

    • مقدمة:

    جاءت الحلقة الأولى بحثاً في السياق الغربي وتطوراته التي أنتجت الحداثة، كيف تطورت الأفكار وسارت الأمور، وماذا خلفت من سلوك اجتماعي، وخلصنا إلى أن الحداثة خصوصية ثقافية متصلة بالسياق الغربي.. وفي هذه الحلقة نبحث في الحتمية التي يحاول بعض الحداثيين أن يدعيها لتطبيق أو فرض الحداثة على العالم الإسلامي والعربي، ونقلب النظر في واقع الحداثة العربية وأهم ما تحمله من قضايا وأفكار، ونستهل هذه الحلقة بتساؤل يطرح نفسه:

    البيان: هل يمكن تصور حداثة عربية كما يقول بعضهم؟

    • د. إبراهيم الخولي: ليس هناك ما يمكن أن نسميه حداثة عربية على التحقيق.. بل ولا يوجد حداثيون عرب، لدينا دعاة حداثة عرب، ونسبتهم إلى الحداثة نسبة المقلد لا المنتج أو المبدع، فهؤلاء لم يقدموا فكراً مستقلاً، وإنما نقلوا عن الغرب دون أن يراعوا خصوصية مجتمعاتهم، فهؤلاء ليس لهم جهد فكري مستقل في هذا الباب.

    • أ. محمد مبروك: الحداثة تطور عن العلمانية الغربية التي تقتصر على العقل الإنساني وتجتنب القداسة بترك المسيحية، وإذا كانت قد تعايشت مع المسيحية فلا يمكن هذا مع الإسلام؛ لأن الإسلام منهج كامل غير قابل للتجزيء.

    الإسلام والعلمانية نقيضان، ومما وقع عليه الاتفاق بين العلماء والمفكرين العرب أن العلمانية كفر، وما أجمل الإشارة في هذه النقطة إلى قول الدكتور محمد البهي ـ وكان وزيراً للأوقاف ـ في كتاب له: «العلمانية أخذ بعض الدين وترك بعضه؛ فهي كفر»، وهذا يعدُّ موقفاً رسمياً في الدولة، ومما يزيد الأمر حجية على العلمانيين عندنا أن هذا المؤلِف إلى جانب منصبه الرسمي حائز على دكتوراه الفلسفة من ألمانيا؛ بمعنى أنه محيط بهذه القضية من الناحية الشرعية ومن الناحية الفلسفية.

    البيان: وماذا عن قول بعضهم إن العقل الحداثي العربي قد تحول من استهلاك الحداثة الغربية في الثمانينيات إلى بناء نموذج عربي مستقل في التسعينيات؟

    • د. علاء عبد العزيز: هذا كلام غير معقول؛ لأن الحداثة مبدئياً تعني القطيعة مع التراث؛ فكيف ستتطور عنه وهي في قطيعة كلية معه، ثم كيف ستكون عربية وهي لم تتحرر من النظريات والمصطلحات والأفكار التي ولّدها السياق الغربي، وجميع ما يردد في المحافل الحداثية مستورد ليس إلا، نحن لا نطعن في توليد نموذج عربي، بل نطعن في وجود ما يمكن أن يسمى حداثة عربية مستقلة؛ لأن ما أحدث القطيعة المعرفية مع التراث في الغرب غير موجود في تاريخ العالم الإسلامي.. في المجتمع الإسلامي تشيع حالات من التراحم والتكافل، جنبته ويلات الصراع الطبقي الموجود في الغرب، ولهذا فإن ماركس لم يستطع أن يطرد نظريته على العالم الإسلامي، وتهرب بتسميته نمط إنتاج آسيوي.

    الأوقاف على سبيل المثال، وهي جزء من نظام عام للتكافل الاجتماعي في الإسلام، كان لها دور مهم للغاية في تجنيب العالم الإسلامي ما حدث في الغرب من صراع، وقد ذكر بعض الباحثين أن ثلاثة أرباع أراضي الدولة العثمانية كانت أراضي أوقاف وليست ملكاً للدولة؛ إذن هناك مجموعة من المكونات هي التي أوجدت القطيعة والتمرد على التراث ورفض الدين في الغرب، هذه المكونات ليس لنا بها أدنى صلة لا تاريخياً ولا دينياً ولا حضارياً، ومن ثم فمن غير المنطقي أن تطبق نظريات الحداثة على مجتمعات خالية من الظرف التاريخي الذي ولّد الحداثة.

    • أ. محمد مبروك: العالم الإسلامي في هذه المرحلة يفتقد وجود مفكرين وفلاسفة يتطورون لكي يأتوا بفكر جديد يناسب المرحلة، أما ما يحدث ففي تصوري أن هناك مجموعة من المتمردين على الدين لا يحبون الله، يريدون أن يصنعوا لأنفسهم إطاراً موضوعياً يحتمون به، لذلك قاموا باستيراد فكرة الحداثة من الغرب، وأخذوا منها ما يتناسب مع مشروعهم الانتهازي في تدمير النسيج الإسلامي القوي وترويج وجودهم الإلحادي.. في الماضي كان المتمردون والزنادقة قلة، ونتيجة لتمكن الدين كان يتم اجتثاثهم سريعاً سواء بالعقل أو بغير العقل.. ولكن بالنسبة للعصر الحديث، فهناك قوى كبرى في الغرب يحتمون بها، ومن هنا كان من طبيعة الأشياء أن يميل هؤلاء إلى الحضارة الغربية، ويشعرون بالانتماء إليها لأنها هي التي تناسب مسلكهم، فيجب أن يلتحقوا بها، ومن ثم جاء الموقف متسقاً مع ما يعتقدونه؛ لأن من لا يؤمن بالله سيبحث ولا بد عن النسق الفلسفي الذي يمكن أن يتطور فيه، فهم انساقوا وراء النسق الفلسفي الغربي، واعتبروا كل ما يتطور إليه النسق الفلسفي الغربي يمثل التطور الفلسفي للعالم، فالقضية ليست غرباً وشرقاً، ولكن ما يمثل أقصى تطور للفكر الإنساني يرون تعميمه على العالم كله، فهم كانوا متسقين مع أنفسهم حين أرادوا أن يصنعوا إطاراً موضوعياً لإلحادهم وعلمانيتهم، فالتجؤوا لآخر موضة موجودة في الغرب والتي تسمى الحداثة، هل هم أخذوا الحداثة كتطور للمجتمع عندنا؟ هذا غير صحيح مطلقاً، ولكن لأنهم يؤمنون أن ما ينتج عن المجتمع الغربي يمثل الإنسانية جمعاء اعتبروا أن الحداثة تمثل فكرهم، فاستوردوها، هذا من الناحية الموضوعية.. أما من الناحية الأخلاقية فالذي حدث هو أنهم تمسحوا بها، وأخذوا ما يتناسب مع مشروعهم الانتهازي في تدمير النسيج الإسلامي القوي، وتسويغ وجودهم الإلحادي.

    • د. إبراهيم الخولي: ما يسمى الحداثة العربية أو نقل الحداثة الغربية إلى المجتمع الإسلامي؛ هو بمثابة نقل أعضاء لجسم هو يرفضها ولا يمكن أن يتقبلها، فالسياق التاريخي والفكري والاجتماعي مختلف، ولمثل هذا النقل أمثلة في تاريخنا، مثل كتاب (نقد الشعر) الذي ترجمه «قدامة بن جعفر»، وكتاب (الشعر) لأرسطو الذي ترجمه «متى بن يونس»، وكان ذلك في وضع قوة الدولة الإسلامية التي كانت تستقبل استقبال الناقد المتفحص الذي يأخذ ويرمي وينقي ويترك، ثم يهضم، ثم يضيف فيخرج للبشرية ما لا قِبَل لها بأخذه في البداية، ولذلك رفض المجتمع كتاب (نقد الشعر) لتأثره بالفكر الأرسطي، ولننظر كيف الغرق في الهزيمة الفكرية، هذا إذا لم نذهب إلى أبعد من ذلك، وكم هو البون بينهم وبين «السيرافي» شارح كتاب سيبويه حين ناظر «متى بن يونس» لمَّا تفاخر بالمنطق اليوناني، وأن العرب لم ينتجوا منطقاً كالمنطق اليوناني، رد عليه السيرافي وقال: جهلتَ.. فليس المنطق إلا نحواً إلا أنه مسلوخ من العقل، وليس النحو إلا منطقاً إلا أنه مسلوخ من اللغة، وسأسألك عن حرف الواو، وأدلك على أسراره واستخداماته... إلى آخر كلامه، فأين منطق (أرسطو) من النحو العربي.

    فالحداثيون يجهلون التراث الإسلامي العظيم؛ لذلك فهم يعادونه لأن الإنسان عدو ما يجهل، فأنا لا أخشى من دعوتهم فهي ستزول كما زال السابقون، أما حداثة الغرب فهل تستحق من المجتمع الإسلامي كل هذه الجلبة والضجة التي يثيرها الحداثيون العرب؟ لقد ماتت في بيئتها ودخلت المتحف لا لتحيا فيه وإنما لتتحلل وتبيد.

    • د. علاء عبد العزيز: القطيعة المعرفية مع التراث الإسلامي وضعت المتأثرين بها في منطقة غائمة، فهم ليسوا غربيين، في الوقت الذي هم فيه مفرغون تماماً من تراثهم الحقيقي التراث الإسلامي أو الحضارة الإسلامية الفاعلة فيه، فلا هم إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، ومع هذه القطيعة تمتد أيدي الحداثيين ليقيموا علاقة مع هوية أبعد وتراث أقدم كالفرعونية والآشورية والفينيقية والكلدانية بإذكاء النزعات العرقية والإقليمية في مناهج التعليم وفي الإعلام، ويشوشوا بها على الانتماء الإسلامي، وهو ما أطلق عليه حامد ربيع ـ رحمه الله ـ اسم: «التسميم السياسي».

    • د. مصطفى حلمي: الغرب لا يريد لنا أن نصبح على صورته الحداثية، وإنما هو يفرض صورة من الحداثة تناسب جو المستعمرات تبقي على هذا العالم سابحاً في ركاب الغرب دون أن يبلغ ما بلغه الغرب من تقدم؛ لأن وجود منافس حضاري للغرب مسألة مرفوضة منه تماماً، وأي محاولة حقيقية للنهوض تقابل بقسوة وعنف من الغرب، ومن هنا نلفت النظر إلى أن المعركة في مسألة الحداثة في عالمنا تدور حول القيم والأخلاق، أما مسألة التطوير والتقنية فهي خارج نطاق الحداثة، بل على العكس نجد أن كل الاتفاقيات تسعى لتغيير العادات والتقاليد والقيم، بينما يحرص الغرب على توسيع الهوة بيننا وبينه فيما يخص الجانب التقني، فهي حداثة انتقائية يراد فرضها علينا؛ فهل يمكن مع هذا تصور أن هناك حداثة عربية؟! وأنى لها الاستقلالية وهي تمثل قطيعة تامة مع التراث العربي.

    • د. إبراهيم الخولي: اللعب بالمصطلحات مسألة تحتاج إلى معالجة وتأصيل.. حين يثور الحداثيون على قيم الإسلام باسم التقدم؛ لا يعنون سوى التقدم المادي الذي يحوّل الإنسان إلى كائن يعيش على معدته وفرجه ويعيش لهما، لكن التقدم في المفهوم الإسلامي تقدم الإنسان في إنسانيته حتى يسيطر بإرادته على غرائزه، يصبح صاحب قيمة.. صاحب نظرة فلسفية في الوجود.. يعمل بعلم، يؤمن بقيم، ينتهي به إلى أن يخرج من الأنانية المنحطة في التكوين الإنساني إلى الإيثار الذي هو قمة التسامي، هذا هو التقدم، هل بوش راكب الشبح أكثر تقدمية بالمفهوم الإنساني البحت؛ من محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- راكب الجمل أو الناقة؟!

    محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها»، ويخبرنا في حديث آخر عن بغيٍّ عاشت فاجرة، رأت كلباً في الصحراء يأكل الثرى من العطش فرقت له ونزلت إلى البئر فملأت خُفَّيْها وظلت تناوله؛ حتى شرب وهدأ واطمأن، فشكر الله لها فغفر لها، هذه هي التقدمية.

    لكن تقدمية المادة وتقدم العلم التجريبي ما ثمرته؟ لم يزد عن أن طور مطعم الإنسان وملبسه ومسكنه ليصبح مثله مثل البقرة في قصر من ذهب، بينما لو وُضع الراعي في حظيرة البقر وكان إنساناً يظل إنساناً متقدماً، هذه هي المعايير.. أما اللعب بالمفاهيم واللعب بالألفاظ فهي أولى خطوات الغزو الفكري، وأول مرحلة في تهيئة العقل المسلم للتقبل السلبي، وشحن المصطلح الجديد بما يغري.

    • د. مصطفى حلمي: هناك شهادة مهمة لأرمسترونج تقر بوجود حداثتين أحدهما تابعة والأخرى متبوعة، وتوجه لكلا النموذجين فتقول: «لم تكن المعضلة هنا تختلف عن معضلة الكثيرين في البلدان النامية ممن لا يفهمون الثقافة الغربية إلا فهماً سطحياً دون أن يستطيعوا الانتماء الحقيقي لثقافتنا التقليدية بسبب التأثير المدمر الذي أحدثته الحداثة بأساليب حياتنا المقدسة، فالحداثة في الغرب تتميز بالاستقلال والتجديد، أما في مصر وإيران فارتبطت بالاعتماد على الغرب ومحاكاته كما وعى هذا الإسلاميون وعياً شديداً»، فالتبعية موجودة لكن الفرق يزيد الصورة العربية تشوهاً وانحطاطاً؛ لأن هؤلاء حين ثاروا على ثوابت الإسلام لم يلبثوا أن سقطوا في أسر قيود التبعية للغرب، وهي أكثر قهراً وأكثر إيلاماً من كل ما يطعنون به زوراً على الإسلام.

    البيان: يدعي بعض الحداثيين إمكانهم التعايش بين الحداثة والإسلام، أو إمكانية الجمع بين التراث والمعاصرة؛ بينما يسفر بعضهم عن استحالة ذلك ويدعو إلى الإجهاز كلية على التراث طلباً للتقدم، أي الموقفين معبر عن حقيقة الحداثة؟

    • أ. محمد مبروك: الجمع ما بين التراث والمعاصرة والتراث والحداثة أمر مستحيل في القواعد الغربية نفسها؛ لأن الحداثة تنطلق أصلاً من القطيعة مع الماضي ومع الفكر الإنساني؛ فكيف سيفلح الجمع بين التراث والمعاصرة؟!

    أما بالنسبة لمجتمعاتنا فقد ظهر أن الحداثة هي تطور للسياق العلماني، وبما أن 1+ 1 = 2، والعلمانية تتناقض مع الإسلام؛ فالحداثة كفر ولا نحتاج إلى جهد كبير لإثبات أن الحداثة كفر، ربما قالوا إن الحداثة تمثل الخط الإيجابي التقدمي للمجتمعات البشرية؛ بحيث إن انتقال المجتمعات إلى المدنية الحديثة يعني المزج بين الحداثة والتحديث، مسألة التحديث مفارقة تماماً عن لمسألة الحداثة، التحديث يتعلق بالتقدم التكنولوجي للمجتمعات، أما الحداثة، كما تظهر من خلال تطور السياق التاريخي لها، فهي على علاقة بتطور الفكر العلماني ووصوله إلى مرحلة العجز والتمرد، فلماذا الجمع بين هذا وذاك؟!

    أما بالنسبة للتحديث نفسه؛ فأنا أرفض القول بقبول التحديث على صورته الغربية بشكل كامل، صحيح أنه لا يمتزج كلية بالحداثة، لو أتينا إلى التعريفات الحقيقية للحداثة من الناحية الفنية البحتة؛ نجد أن الحداثة ثورة على التحديث في الغرب، والحداثة ثورة على المدنية الغربية وعلى المدنية البرجوازية، ونحن لم نزل في عصر الرأسمالية البرجوازية، فالحداثة ثورة على التحديث؛ فكيف يمزج هؤلاء بين هذا وذاك؟!

    ولا يعني ذلك أننا نوافق على التحديث بصورته ومنطلقاته الغربية، فالتحديث نفسه صنع في إطار التوجهات في تطور المجتمع الغربي البرجوازي، وهذا بالطبع سيختلف في تطور المجتمع الإسلامي، ولذلك حتى التحديث نفسه أنا لدي عليه العديد من الإشارات والتحفظات.

    البيان: التمرد على المقدسات هو المقدس الأكبر لدى الحداثيين، وهذا شائع في أدبياتهم بدءاً بصلاح عبد الصبور الذي يصوّر الحلاج بطلاً ثائراً في مسرحية، ومروراً بالسيّاب في قصيدة يجعل فيها من وجود الله ـ تعالى الله عما يقول ـ خرافة يتلهى بها في شعره، وأمل دنقل في قصيدة يمجد فيها الشيطان الذي قال لا في وجه من قالوا نعم، ونزار شاعر الخصور والخمور، وغيرهم ممن يتغنى بالجسد ويقدس الشذوذ.. وتدنيس القداسة وتقديس الدنس لديهم سواء، هكذا الإبداع لديهم، الصورة القريبة لدينا رواية الوليمة وأخواتها اليمنية والأردنيـة، في التطاول علـى ذات الله ـ تعالى ـ وعلى القرآن والرسول -صلى الله عليه وسلم-.

    • أ. محمد مبروك: هذا يؤكد لدي أهمية أن نركز في مواجهة الحداثة على موقفها من الإسلام أكثر من تركيزنا على موقف الإسلام منها، فالأهم من وجهة نظري أن نكشف عن حقيقة موقف الحداثيين من الإسلام؛ لأن ذلك يكفينا مؤنة كثير من المعارك التي يمكن أن يجيرها الحداثيون لصالحهم تحت حجة مواجهة التكفير، أو غيرها من الحجج.

    | د. إبراهيم الخولي: هل هي مصادفة أن يكون عامة الحداثيين في بلادنا من اليساريين ومن المراكسة على التحديد، لن نطعن في ضمير أحد، فالضمائر لله، لكن عندما يصنف هؤلاء ويعلنون بألسنتهم وأقلامهم ويفخرون أنهم مراكسة، وأنا أقول لا يمكن أن نقبل دعوى ماركسي أنه ماركسي ومسلم، إن كان ماركسياً فليس بمسلم، وإن كان مسلماً فلا يمكن أن يكون ماركسياً؛ لأن جذر الماركسية الإلحاد.

    • د. مصطفى حلمي: معاداة الحداثيين العرب للإسلام جاءت بسبب نشأتهم نشأة فلسفية على أساس أن الفلسفة في جانب والدين في جانب، بينما جاءت المذاهب الفلسفية المختلفة في الغرب متأثرة إلى حد بعيد بالعقيدة النصرانية، فـ (روسو) يدين إلى البروتستانتية والكاثوليكية، كما دان (كونت) إلى تقواه، أما (ديكارت) صاحب مبدأ الشك الذي أسيء استخدامه، فقد تلقى تعليمه من جماعة (الجزويت)، والتي يصفها (برتراند راسل) بأنها جماعة تتسم بالإخلاص الكامل للقضية والمهارة في الدعاية، وكان لاهوتهم هو اللاهوت المضاد للاهوت البروتستانت.

    (روسو) صاحب (العقد الاجتماعي) كان له كتاب آخر حول «عبقرية المسيح»، ويصف (برتراند راسل) طريقة (روسو) في الدفاع عن الاعتقاد الديني بالقوي، وله عبارات كثيرة تدل على اقتناعه بعقيدة البروتستانت المحدثين؛ منها قوله: «أنا لا أستنبط هذه القواعد [قواعد السلوك] من مبادئ فلسفية عالية، ولكن أجدها في أعماق قلبي، كتبتها الطبيعة بحروف لا تنمحي».

    ويقول في رسالة إلى سيدة أرستقراطية لديها شك في الإله: «انظري إلى شروق الشمس وهي تبدد الغيوم التي تغطي الأرض، وتكشف عارياً منظر الطبيعة اللامع، تبدد في عين اللحظة كل سحابة من نفسي، أجد إيماني من جديد، وإلهي واعتقادي فيه.. أنا أعجب به أعشقه وأخر ساجداً في حضرته».

    (روسو) يصفه (مل بترو) بأنه راهب سافوي: «إني أعترف لكم أن قداسة الإنجيل حجة تتحدث إلى قلبي، ويؤسفني ألا أجد صددها رداً حسناً انظروا إلى كتب الفلاسفة بكل ما تحمل من دلائل؛ فما أصغرها إلى جانب هذا الكتاب، إنكم تعارضونني بـ (سقراط) وحكمته وعقله، ولكن ما أبعد الشقة بينه وبين ابن العذراء المسيح».

    • أ. محمد مبروك: لا يمكن أن ننفي حضور المسيحية في تراث الحضارة الغربية، ولكن لو تحدثنا عن الفكر الأساسي الذي يوجه النخبة، فهذا الفكر إلى ما قبل العصر الذي نعيشه الألفية الثالثة يتطور داخل السياق العلماني، وإن يكن بعض الفلاسفة البارزين لم ينفصلوا عن التأثر بالمسيحية؛ خصوصاً المثاليين من العلمانيين إشارة إلى (ديكارت، بركلي)، والإشارة إلى (روسو) لها قيمتها؛ لأنه يمثل وضعية خاصة داخل إطار مدرسة الاستنارة؛ لأنه كان الاستناري الوحيد المتمرد على فلاسفة الاستنارة، وكانت مشاكله مع (فولتير، وبورون، ودلامير) شديدة الخطورة، هذا من ناحية.. وإن كنت أشكك في حقيقة ادعاء (روسو) ميله للمسيحية الغربية. أما بالنسبة للواقع المعاصر فحين نتكلم عن مراحل الحداثة، أعتقد أن هناك علاقة بين الميل إلى المسيحية مرة أخرى وبين الآثار النهائية لفكر ما بعد الحداثة التدميري، ومحاولة الغرب التحول إلى سياق آخر من العلمانية، وإن يكن ما زال كل اهتمام الغرب بالدين هو اهتمام يدخل في طريقة التعامل البراجماتية النفعية مع الدين كنوع من التأويل الذي يتناسب مع اللذة والمصلحة والمنفعة.

    البيان: في التعامل مع النص الشرعي؛ كيف تكون مسلك الحداثيين في ظل القطيعة؟

    • د. إبراهيم الخولي: بداية إذا كان هدفنا من دراسة الكتاب والسنة الوقوف على مراد الله من خطابه، فهم ينفون القصد جملة؛ إذن دخل عنصر جديد، ومعنى هذا أنه لا يعنيهم في تناول القرآن الكريم أو تفسيره أن يسألوا ما مراد الله من هذه الآية ماذا تعني: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]؛ ماذا يعني: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ} [المائدة: 38]؛ إذن ليس الهدف الآن معرفة مراد الله من هذا الخطاب، وبالتالي آيات الأحكام تسقط.. ليس هناك آيات تشريع.. تسقط ويصبح النص القرآني كأي نص قابل للتأويل، وهذا يدخلنا في التأويلية والتركيز على المتلقي، والمتلقي في النهاية سيقرأ قراءة فاسدة وجميع قراءات النص تكون بذلك قراءات سيئة، وهذا يفضي إلى فوضى القراءة، ويصبح القارئ هو الذي يصنع النص، والنص يصنع بعدد قرائه.. أي فوضى هذه وماذا بقي؟ وتذهب: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] هباءً، ومنهج المسلمين الذي علمه القرآن إياهم أن من القول محكماً ومتشابهاً، وعلمهم منهج التناول، وكيف تحل إشكالية المتشابه بحمله على المحكم فيذهب إشكاله: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} [كالحداثيين والتأويليين]، {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [ليس إيمان تسليم فقط، لكن تسليم مع] {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]، فنحمل المتشابه على المحكم فيزول الإشكال.. {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10]، تحمل على: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وتحسم القضية.. هذه الأصول ينسفها الحداثيون نسفاً.

    • د. علاء عبد العزيز: مسألة موت المؤلف تنتهي بنا إلى نزع القداسة عن أي كتب سماوية، إذا كانت المسيحية الغربية نزعت القداسة عن الكتاب ودخلت في دائرة الهرمنيوطيقا كما عند (شوماخر) وندخل في الدائرة العريضة لأسباب التأويل، التأويل ارتبط أصلاً بالنص الديني قبل أن يرتبط بالنص الأدبي، لكنه انتقل إلى النص الأدبي، ثم أتى الحداثيون العرب ليقلبوا المسألة ويأخذوه إلى تأويل القرآن، ويبدؤون في عياثة الفساد زاعمين أنه نص قابل للتأويل والدراسة كما لو كان كتاباً أرضياً.

    الكارثة أننا نأخذ هذه المقولات أمراً واقعاً ونسلم بها، الأخطر من ذلك أنه ليست هناك اجتهادات فردية، ولكن هناك شبه نظام مؤسسي يؤيد هذه المقولة ويدعمها ويرددها ويفتح لها الأبواق؛ إذن المسألة ليست مجرد اجتهادات من مجموعة من أفراد حداثيين، وإنما تشعر كما لو كان هناك مؤسسة حداثية تتحرك في السينما والمسرح والأدب والشعر والموسيقى.

    البيان: وجّه أحد المثقفين اتهاماً للقائمين على الثقافة في بلاده بأنهم ليس لديهم أي رؤية أو خطة أو تصور لتوجيه الثقافة خلال السنوات المقبلة، وهذا ما اعترف به وزير الثقافة، ألا يعد هذا تناقضاً بين واقع الحداثيين وبين ما يدعونه من تنوير وثقافة؟

    • د. إبراهيم الخولي: هذا من طبيعة الأمور، فعدم امتلاك الرؤية يتماشى مع العبثية التي يحياها الحداثيون قلباً وقالباً، فهم لا يملكون سوى الشعارات والإلهاء، وهي حيلة المفلس، لقد فشل الحداثيون في جميع المشاريع التي رفعوها، ولم تزد عن أن تكون شعارات للاستهلاك الزمني لتخدير الأمة للانصياع لهم، ما تلبث أن تنكشف فتسقط ثم يرفع غيرها إلى حين، وإذا نظرنا إلى طبيعة الفكر الحداثي وجدناه ثورة على النظم والقيم، وإشاعة لروح التفسخ والانحلال، أو ما يسمونه في الغرب التفكيك، فلا غرابة عندي مـن افتقـاد هـؤلاء لأي رؤية هادفة.

    البيان: كيف يمكن أن نقرأ الواقع الحداثي في ظل التناقضات الحاصلة؟

    • د. إبراهيم الخولي: تناقضات المشهد الحداثي ومفارقاته لا تنتهي، وكل منها يعد فضيحة جديرة بأن تسقط دعاة هذا الفكر في بلادنا، وكثير منها يحتاج إلى تأمل، وتستثير السخرية.

    فبينما هي تبشر الإنسان العربي بالحرية؛ إذ جاءت سحقاً للإنسان وافتئاتاً على الأمة المسلمة في امتلاك قرارها، وحيث يكون الكفر والشذوذ مطلباً ومأرباً تكون الحرية هي الشعار، وحين تصرخ الأمة بالأخذ على أيدي المفسدين وتطالب بالحرية المزعومة يرفعون شعار: «لا حرية لأعداء الحرية»، وهكذا نلحظ مفارقة ثانية هي خطيئة لدى الحداثيين حين تتحيز الحرية في مفهومها إلى حرية معينة يؤمن بها الحداثيون ويسعون إليها دون غيرها، ومن المعلوم أن النسبية التي يؤمنون بها تقتضي غير ذلك.

    وحين ترفع الحداثة شعار التسامح نجد أن الحداثيين من أشد الناس عصبية وشراسة وعدوانية مع مخالفيهم وخصومهم، وهذا متسق مع المسلك الغربي الذي يدينون له تماماً، ولا نفهم كيف يكون التسامح في ظل نسبية الأخلاق أو قل انعدامها، ومن يعايش الواقع الحداثي أو يتابعه سيرى تورم الذات والعدوانية والشللية والإرهاب الفكري واستبعاد الآخر وإقصاءه، ليس مع المخالفين من غير الحداثيين فحسب بل حتى مع أبناء ملتهم من الحداثيين.

    وإذا كان الحداثيون يرفضون التراث بزعم امتلائه بالأساطير والخرافات؛ فلماذا تشحن أعمالهم بالأسطورية سواء في الفن أو الأدب والشعر، ويرون في أساطير اليونان والرومان والهند والصين روائع يشاد بها وتضمن أعمالهم مفرداتها، بينما حقائق القرآن في نظرهم ميتافيزيقا وخرافات.

    وبينما هم منفتحون تمام الانفتاح على الآخر؛ تجدهم منغلقين عن ذاتهم الحضارية الأصلية المتمثلة في الإسلام وأهله، فتعاملوا كما لو كان الآخر هو ذاتهم، وذاتهم الأصلية هي الآخر، ومارسوا أقسى ألوان التشويه وجلد الذات معها بحق وبغير حق.

    ثم كيف يدعي هؤلاء التنوير وهم لا يملكون مشروعاً حقيقياً للنهضة وأعمالهم مبنية على الغموض والتفاهة؟ ويدّعون الجماهيرية وهم محبوسون في أبراج النخبوية العاجية؟ يرمون علماء الأمة بالكهنوتيــة وحـراسة الأفكار واحتكار تأويل النـص ـ وهم برآء من ذلك ـ؛ ثم نجدهم يمارسون الكهنوتية ويحرسون حداثتهم بالحد والحديد، فيسفهون عقول المخالف لهم بحجة أنهم وحدهم الذين بلغوا الشأو في فهم الحداثة، ويحتكرون الإبداع، ولا يطيقون أن يقترب أحد بالنقد لأعمالهم مهما بلغت من الانحطاط؟!

    ينفِّرون من الهوية الإسلامية بحجة طرح الرجعية جانباً من أجل التقدم، ولا يأنفون من الانتساب إلى حضارات بائدة حصرت الإنسان في المادة، وأشقته بالكفر وأرهقته بالظلم.

    يسخرون ويستهزئون بأحكام الإسلام بينما يحتفلون بالهندوكية ويدينون بالإعجاب للبوذية!

    ثم لماذا يتبنون الفكر الغنوصي وينشرون أدب جلال الدين الرومي وهرطقات ابن عربي، وتهويمات ابن الفارض، وكفريات الحلاج وأمثالهم من فلاسفة الحلول والاتحاد، ويجعلونها قرآناً ويقدمونها في ثوب التحرر، ويستخرجون من التاريخ صفحات الحركات السرية الهدامة التي شهدها التاريخ الإسلامي على يد القرامطة والزنج والحشاشين، ويقدمونها على أنها النموذج ويطمسون الصفحات المضيئة من تاريخ الأمة؟

    البيان: الإبهام مفارقة من مفارقات الحداثة التي تدعي التنوير والتحضر، وهي سمة غالبة في شعر الحداثة ما سببها؟

    • د. إبراهيم الخولي: ظاهرة الغموض والإبهام في أدب الحداثة يتصور في حصوله عدة أسباب: أولها جهل أغلب الحداثيين باللغة ودلالات ألفاظها، وسبب ثان: ميل الحداثيين إلى نشر أفكارهم دون اصطدام بالأمة خاصة في حالات اليقظة وفي وضح الأمر، فهم يميلون نحو الغموض على طريقة الباطنية من أجل ترويج ما يريدون دون أن يلحقهم أذى. ومن الأسباب أيضاً العشوائية والعبثية والهذيان الفكري وعدم وضوح الهدف؛ حيث تشعر أن الواحد منهم لا يدري ذاته ماذا يريد، فهل يملك أحد من الحداثيين أن يجيبنا: كيف يكون الإبهام المطبق تنويراً؟ ومن هنا اضطر الحداثيون لفتح باب التأويلية والبنيوية والتفكيكية، وهو ما أدى إلى الفوضى وما بات يعرف بالتشظي.

    • د. مصطفى حلمي: الحداثيون يجعلون من الإبداع قيمة مطلقة تفوق كل القيم، حتى ينفتح لهم الباب للنيل من عقائد الأمة وأخلاقها وتدنيسها، ومن يكشف جرمهم يرمونه بقائمة من الاتهامات المسبقة؛ كممارسة التكفير وشهوة تصنيف الناس والجهل بالإبداع والرجعية والتخلف والظلامية، ولو ساغ القول لقلنا إن الحداثيين يمارسون التكفير لكن وفقاً لمفاهيمهم هم، حين يتهمون غيرهم بالرجعية، أو الظلامية، وهم يتقنون كيل التهم والرمي بها جزافاً، وهم يرمون من وراء هذا إلى إسقاط المرجعية الإسلامية من المجتمعات واستبدالها بمرجعية هلامية يعلون فيها من الكفر والفسوق والعصيان باسم الإبداع، فيضيقون على العلماء والدعاة ويسلبونهم حق البيان الذي استرعاهم الله إياه.

    • د. علاء عبد العزيز: حين يُسقط الحداثيون المرجعية الإسلامية يلجؤون إلى مرجعية مستوردة بديلة؛ هذه المرجعية تتبطن أعمالهم سواء على مستوى الفن التشكيلي، أو على مستوى الأدب، أو على مستوى الشعر، أو على مستوى الفنون، هذه الأعمال تشيع أفكار ومفاهيم وآراء ووجهات نظر تشكل رؤية الإنسان للكون، وإذا كانت الثقافة هي نتاج للدين والأخلاق، فإن إسقاط الدين جانباً وإزاحة الأخلاق، فإن النظرة الكلية للكون والحياة تتبدل، ومن هنا يصدق القول بأن الحداثة ليست مجرد مذهباً في الأدب أو نظرية في الفن، وإنما هي نظرة شاملة للوجود.

    • د. مصطفى حلمي: أود أن ألفت النظر إلى المقابلة المصطلحية التي ذيل بها علي عزت بيجوفيتش كتابه «الإسلام بين الشرق والغرب»، تكشف لنا كيف نعيش الصراع المصطلحي في حياتنا بين مصطلحات مادية وأخرى نصرانية ـ يروج لهما الحداثيون ـ وثالثة إسلامية، حيث نظرة الإسلام الشمولية للإنسان ككيان يجمع بين الروح والجسد، بينما تتعامل المادية مع الإنسان كجسد، النصرانية مع الإنسان كروح:

    فالضرائب ومصادرة الملكيات في المادية/ يقابلها الإحسان والصدقة في النصرانية/ ويقابلهما في الإسلام الزكاة.

    ويقابل الإنتاج/ الصلاة التأملية في النصرانية/ والصلاة في الإسلام.

    ويقابل المدرسة والمعمل في المادية/ المدرسة والدير والمتحف الفني في النصرانية/ ويقابلهما في الإسلام المسجد والمدرسة.

    والقوة /المعنويات/ الشريعة.

    الصراع الطبقي والعنف في استخدام المصلحة/ الحب واللاعنف/ العدالة والجهاد.

    الفارس ـ المناضل السياسي ـ البطل/ القديس والراهب/ الشهيد.

    اخلق رغبات جديدة في المادية / اقهر الرغبات في النصرانية.

    فكل منظومة مصطلحية من هذه.. تعبِّر عن رؤية كلية للوجود، هذه المصطلحات نجد أنه عبر الفن والإعلام والتعليم؛ يتم إزاحة المنظومة الإسلامية لصالح المنظومتين الأخريين.
                  

العنوان الكاتب Date
تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-24-03, 06:38 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-24-03, 04:19 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-24-03, 04:19 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-26-03, 05:32 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-26-03, 06:53 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-26-03, 07:00 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsadig Alraady09-26-03, 12:44 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-26-03, 01:39 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsadig Alraady09-26-03, 02:31 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-26-03, 02:41 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsadig Alraady09-26-03, 03:07 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-26-03, 03:47 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsadig Alraady09-26-03, 04:20 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر mutwakil toum09-27-03, 00:09 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-27-03, 03:48 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-27-03, 05:38 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-27-03, 05:45 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-27-03, 05:52 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر mutwakil toum09-27-03, 07:46 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Abomihyar09-27-03, 06:01 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad09-27-03, 06:14 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-27-03, 08:14 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Bushra Elfadil09-27-03, 08:55 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر abuguta09-27-03, 10:32 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر THE RAIN09-27-03, 10:12 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-28-03, 05:50 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsawi09-27-03, 11:30 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-28-03, 05:32 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Bushra Elfadil09-27-03, 12:01 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-27-03, 08:47 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-28-03, 04:58 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-28-03, 05:22 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Bushra Elfadil09-28-03, 01:43 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Kabar09-28-03, 07:41 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-29-03, 02:40 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-29-03, 05:57 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad09-30-03, 01:16 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan09-30-03, 02:47 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya09-30-03, 09:40 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad09-30-03, 10:44 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad09-30-03, 11:20 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-01-03, 03:22 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-01-03, 05:58 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-01-03, 06:41 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر abuguta10-01-03, 07:23 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-01-03, 10:30 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsadig Alraady10-01-03, 12:25 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-01-03, 02:09 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Alsadig Alraady10-01-03, 02:22 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-01-03, 03:06 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-02-03, 03:49 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-03-03, 05:06 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-03-03, 07:52 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر ديامي10-03-03, 08:08 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-03-03, 08:42 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر ديامي10-03-03, 08:52 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر ديامي10-03-03, 09:03 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-03-03, 09:03 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر ديامي10-03-03, 09:05 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر ديامي10-03-03, 09:10 AM
        Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر abuguta10-03-03, 09:44 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر محمد عبدالقادر سبيل10-03-03, 11:41 AM
        Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر abuguta10-03-03, 12:14 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-03-03, 09:17 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-03-03, 09:32 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-03-03, 09:53 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر محمد عبدالقادر سبيل10-03-03, 12:05 PM
        Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر محمد عبدالقادر سبيل10-03-03, 02:23 PM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-03-03, 02:32 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-04-03, 05:32 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر محمد عبدالقادر سبيل10-17-03, 08:43 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-04-03, 07:09 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-04-03, 07:29 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-04-03, 08:17 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-04-03, 11:15 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-05-03, 03:44 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-05-03, 06:04 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-05-03, 06:39 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-05-03, 07:02 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-05-03, 09:30 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-05-03, 10:07 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-05-03, 11:16 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-05-03, 10:47 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-05-03, 11:20 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-05-03, 11:41 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-05-03, 11:41 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-05-03, 01:04 PM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر tariq10-05-03, 12:17 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Gazaloat10-06-03, 07:17 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر محمد عبدالقادر سبيل10-06-03, 09:45 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر osama elkhawad10-06-03, 09:48 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-06-03, 11:30 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-06-03, 11:10 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-06-03, 11:25 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-06-03, 11:48 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Shinteer10-06-03, 07:19 PM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر bayan10-07-03, 01:54 AM
  Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر Agab Alfaya10-07-03, 06:30 AM
    Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر nile110-07-03, 07:16 AM
      Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر nile110-07-03, 07:20 AM
        Re: تسآؤلات مشروعة حول قصيدة النثر nile110-07-03, 07:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de