يوم من أيام فاطنة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 12:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2006, 01:43 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوم من أيام فاطنة (Re: هشام آدم)


    ( الحلقة السادسة )


    في الجانب الآخر يخرج الرجال من الجامع متجهين صوب البحر، يحملون أدواتهم وقد اتفقوا على جمع ما يتيّسر لهم من شواويل وأكياس، ومن ثمّ يعبئونها بالرمل. وقف عوض الزين وخلع جلابيته البنية وعلّقها على شجرة شوكية قريبة، أوثق ربط ( التِكّة ) ثم نزل إلى القيف حاملاً جرّافته وبدأ في العمل بكُل جِد. دبّت الحركة والنشاط في تلك المنطقة، وهناك بعض الأطفال الذين جنّدهم آبائهم لخدمة الرجال العاملين في المتراس فقد قام بعضهم بإحضار حافظات المياه الباردة، ويقوم هؤلاء الأطفال بإمداد الرجال بالماء عند الطلب. وكلّما فرغت حافظة أسرع أحدهم لملئها مرةً أخرى من أقرب منزل. ساهم سُكان الحي بما يستطيعون فمن استطاع جلب شواويل، فعل. وبعضهم جلب أكياس ضخمة، وبعضهم لم يجد إلاّ أكياس المخدات، بينما جلب البعض الآخر قطع قماش كبيرة. استمر العمل في بناء المتراس حتى بعد المغرب. حتى أصيب الرجال بالإنهاك والتعب. فقرروا العودة وإكمال العمل غداً صباحاً.

    كان عوض الزين ذو الجسم النحيل، قد أصابه ما أصابه من إرهاق وتعب، وبرزت عروقه الخضراء في ساعديه وجبينه. كان العرق يتصبب منه بغزارة، فوضع جلابيته على كتفه واتجه إلى البيت ممسكاً حذاءه بيده بعد أن اتسخ بالطين. جرّ عوض الزين سلك باب منزله، ليجد مُزّمل وأخاه إبراهيم قد أخرجا السرائر إلى الحوش، وما أن شاهداه حتى نهضا جالسين. سلّم عليهما ثمّ سأل على (الصادق) فأخبراه أنه جاء وخرج إلى الفرن. أعطى جلابيته إلى إبراهيم لكي يُعلّقها على حمار ملابس غرفة نومه، ورمى بحذائه جوار شجرة الحناء، حمل البنبر ودخل الحمام حتى يُزيل ما علق بقدميه من طين:

    - يآبا .. أجيب ليك صابون؟
    * هنا في صابون.
    - دي بروة يابوي. أجيب ليك واحدة كاملة؟
    * لا لا .. دي كفاية. ... إنتَ أُمك لسه ما جات؟
    - لا لسه ما جات.

    صمت عوض الزين وهو منهمك في غسيل قدميه بعناية، ثم خرج ليجلس إلى أقرب سرير في الحوش. كان إبراهيم في هذه الأثناء قد عاد بعد أن علّق جلابية والده.

    * وإنت يا إبراهيم ما مشيت مع أخوك الصادق ليه؟
    - هو قال حيمشي بالعَجَلة وحيجي راجع سريع.
    * صليتو المغرب ؟

    ( كلهم بصوتٍ واحد )

    - آآآي.
    * وين وجدي؟ لسه نايم؟
    - وجدي عند الجيران.
    * أمشي ناديهو يا إبراهيم، قول ليهو أبوك دايرك.

    وبينما انطلق إبراهيم إلى باب المنزل، نهض عوض الزين متكئاً على كتف مزمل قائلاً له:

    - تعال يا مُزمّل شوف لي الرادي ده مالو، صوتو بيشخشخ.

    جلس عوض الزين وابنه مزمل في الحوش بعد أن نزع مزمل غطاء مذياع والده العتيق، وبدأ بتفحص أجزاءه الداخلية وهو يقول:

    - إنتا يا أبوي، الرادي ده ما بقى قديم، اشتري ليك واحد جديد.
    * آ ولدي الرادي ده بتاع جِدّك
    - أوكي .. ما تبيعو، سيبو واشتري واحد تاني
    * إنتا بس قول ما بتعرف تصلّحو بس. خلي الحركات بتاعتك دي. مُش كفاية النبّاه بتاع عمّك الحاج عبد المُطلّب؟

    يضحك مزمّل وهو يقول:

    - والله عشان كلامك ده ياأبوي أنا أخرّبو ليك، أخلي ما يتكلّم زاتو.

    يضحك الجميع. ويتمدد عوض الزين على السرير، بينما ينهمك مُزمّل في إصلاح المذياع. يرفع عوض الزين رأسه إلى السماء وهي مُلبّدة بالغيوم وضوء طيّارة يبدو من بعيد.

    * آآآآخ يا ولدي، عارف أول مرّة ركبت فيها الطيّارة أنا وأُمّك كان متين؟
    - متين؟
    * قبل 17 سنة لمّا مشينا مصر لي حبوبتك ( مَلْكة ) إنتا كان عندك أربع سنوات وكتها. حبوبتك حلفت علي ستين يمين إلاّ نجي مصر علشان أُمك تلِد هناك.
    - والله يا أبوي أنا ما متزكر حاجة كولو كولو... إنتو ما قعدتو هناك كتير ... مُش؟
    * لا .. لا .. رجعنا بعد الأربعين طوالي. لكين اللي قال إنو مصر أُم الدنيا ما كضّب. ده حتّى النيل بتاعا ما زي نيلنا ده. ما عارف ليه أنحنا بس اللي خريفنا ده بيهيّج النيل.
    - بيكون عشان السد العالي يا أبوي.

    ( مُقاطعاً له )

    * بسسسسس، أيوا كده.. كده يا دوووب صوت الرادي بقا واضح، الله يديك العافية.
    - بس علشان تعرف ولدك ده بمشهندس قدر الدنيا. إنتا داير ليك سلك كهربا يا أبوي، الرادي ده ما بنفع معاهو حُجار البطارية.
    * حسي إنتا بتفهم أكتر من الخوّاجات؟ وبعدين هي وينا الكهربا زاتا؟ خادم الفكِي مجبور على الصلاة. كدي بس شوف لي إذاعة أمدرمان.

    في هذه الأثناء يدخل إبراهيم وأخوه وجدي، يجلس وجدي بجوار والده المُمدد على السرير، بينما جلس إبراهيم بجوار مُزمّل. ينحني وجدي على أبيه ويقبّله في رأسه. يدفعه عوض الزين برفق ويلكزه في كتفه: ( يا بكّاش .. يا أونطجي ) جلس الجميع يتسامرون ويضحكون على نور حوش جارتهم عزيزة المُنعكس عليهم، إذ لم يكن لديهم نور في الحوش. وكان عوض الزين كلّما سنحت له الفرصة يُحدث أبنائه عن مِصر وجمال مِصر، وطيبة أهلها، وكان يُحدثهم كثيراً عن خالته ( مَلْكة ) كثيراً ويحكي لهم كيف أنها كانت تُحبه وكأنه ابنها. وكيف أنها توسلّت إلى أمه ( وقية ) كي تسمح لها بتربيته في بيتها مع ابنتها الوحيدة ( ابتسام ). وكيف أنها - عندما كان صغيراً - مزّقت ثيابها لتسد به جرحه عندما وقع عن ظهر الحِمار وسقط على فخذه فوق زجاجة مسكورة، ما زال أثر الجُرح في فخذ عوض الزين ظاهراً حتى اليوم. وبينما كان عوض الزين يُحدث أبنائه مّزمل وإبراهيم ووجدي عن ذكرياته مع فاطنة في مصر وعن ذكريات طفولته، انسحب سلك الباب، فُتح قليلاً ثم ظهرت دراجة ثم دخل الصادق ممسكاً بالدرّاجة من الخلف، وفي يده الأخرى سبت بلاستيكي وضع فيه الخبز. سلّم الصادق على الجميع، أغلق الباب وراءه، أرخى دراجته على الجدار، وتقدّم إلى مصطبة البرندة ووضع سبت الخبز عليها وسحب بنبراً وجلس عليه.

    - كيفك يا أبوي.
    * الحمُد لي الله .. جبت العيش؟
    - آآي ..
    * الله يديك العافية يا ولدي.
    - الله يعافيك يآبا . . . شنو؟ سامع ناس الحِلّة بيتكلموا قالوا دايرين تعلموا ترس للبحر.
    * آآي .. اشتغلنا فيهو الليلة وبكرة إن شاء الله حنكمّل.
    - يآبا عليك الله إنتَ بتجي من الشُغل تعبان، خلي واحد من الأولاد ديل يمشي يشتغل مع الرجال. وأنا والله لو ما الامتحانات بتاعتي دي كان نزلت معاهم كمان.
    * ليه؟ وأنا مالي، مكسّح؟ ياود إنتا قايل أبوك ده عجّز وله شنو؟
    - لا بس قُلتا ...

    قاطعة الزين:

    * ياولدي العندو في البحر لازم يشتغِل فيهو. بُكرة البحر ده كان رَمَح بيشيلنا كُلنا.
                  

العنوان الكاتب Date
يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-02-06, 10:06 AM
  Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-02-06, 10:09 AM
    Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-02-06, 10:11 AM
      Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-02-06, 10:13 AM
        Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-02-06, 10:17 AM
          Re: يوم من أيام فاطنة نادية عثمان01-02-06, 08:58 PM
            Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-03-06, 09:03 AM
              Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-03-06, 01:43 PM
                Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-03-06, 01:47 PM
                  Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-03-06, 01:50 PM
                    Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-03-06, 01:56 PM
                      Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-03-06, 01:58 PM
                        Re: يوم من أيام فاطنة هشام آدم01-14-06, 08:13 AM
                          Re: يوم من أيام فاطنة Sahar Abdelrahman01-14-06, 06:28 PM
                            Re: يوم من أيام فاطنة معتز تروتسكى04-04-06, 10:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de