غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد:

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2008, 09:45 PM

abdelmoniem ali

تاريخ التسجيل: 02-13-2007
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة (Re: abdelmoniem ali)

    ويتضح من منهجة مطابقته للشعر الشعبى ومغايرته له فى نفس اللحظة. فالشعر الشعبى اعتمد على الدوبيت فى البادية والحضر ، وإن غاير شعراء الحضر النمط قليلاً فجاءت قصائد ما يسمى بأغانى الحقيبة ، وإن كان الشعر قديماً فى شكله معتمداً على العمود والقافية والوصف الحسّى للفتاة التى لم يكن متاحاً رؤيتها ، ولكن المسرحيات الشعرية احتفظت بشكل الدوبيت مثل مسرحية با مسيكا وتاجوج والمحلّق فإبراهيم العبادى مثلاً ألّف مستخدماً الشكلين.
    ثم ظهرت ما يعرف بالقصيدة الحديثة ، التى اعتمدت على تعابير واضحة خفيفة تأخذ من واقع الأحداث ، بعدما اختلفت علاقة الفتيان بالفتيات وأصبحوا أكثر اختلاطاً وأصبحن أكثر تبرّجاً ونلن من الحرية فكان زمان التويست وتقليعات الشعر مثل "دردقنى فى النجيلة" والفساتين القصيرة ، ولكن نمطها لم يتغيّر كثيراً ، وإن كان مضمونها قد غاير ما قبله وهى أشبه تاريخياً بالموشحات الأندلسية عندما ظهر الترف وانتفت الحاجة ، ولكنّها ظلّت تكتب من طرف واحدٍ وهو طرف الشاعر الذى يلخّص نتاج تجربةٍ له بحبيبٍ له ولكنّنا لا نسمع الطرف الآخر وكانت معظم القصائد عن الهجر والبكاء وقلّت قصائد الفرح. وبرع فى هذا النوع من الشعر الأساتذة عبدالرحمن الريح وحسين بازرعة وحسن أبو العلا على سبيل المثال لا الحصر حتى وصول الأستاذ إسماعيل حسن ، الذى طور القصيدة السودانية الغنائية فخطا بها خطوة إلى الأمام وركّز على البعدين الدرامى والاجتماعى دون الوصف الحسّى وبذلك كسر القالب المعهود المرتبط بما يعرف بحقيبة الفن. فانظر إلى قول إسماعيل حسن يصف "من الخارج" موقفاً درامياً بينه وبين حبيبته ، ولا يحدّثنا عن صفات هذه الحبيبة إلا وصفه لها بالطيبة مغفلاً عمداً هذا الطرق المعهود :
    "بعد إيه جيت تصالحنى بعد إيه؟
    بعد ما ودرت قلبى الكنت فيه
    جيت تشكى ليا ليه؟
    جيت تبكى ليا ليه؟"
    ثم يعرج إلى دراما ما حدث لها اجتماعياً:
    "ضيعوك .. ودّروك
    إنت ما بتعرف صليحك من عدوك
    استغلّوا الطيبة فى قلبك وبى اسم العواطف خدعوك
    الله يغفر ليك ذنوبك ويجازى الظلموك".


    فهو ليس بنقلٍ للحوار الذى جرى بينه وبين محبوبه ولكنّه لوم له على التفريط فيه ، ومن ثمّ الرجوع إليه نادماً حيث لا تنفع الندامة. وكأنّ الشاعر يعزّى نفسه ويقتص لها من حبيب هجره وصدّق الآخرين ففيه نوع من التشفّى لما ذاقه من عذاب الهجر.
    وقد شاع فى ذلك الزمان أن الأستاذ إسماعيل حسن كتب عن قصة فتاةٍ حبلت سفاحاً بعد أن وعدها واحد من أثرياء القوم ما لم يستطع حبيبها أن يوفّره لها فهجرت حبيبها ولمّا قضى منها الثرى وطراً تركها فلجأت لحبيبها السابق ولكنّه تخلّى عنها أيضاً وحكى القصة للأستاذ إسماعيل حسن فتأثر وكتب عنها وشاع أيضاً أنّ الحبيب الهجور كان إسماعيل حسن وقد سألته يوماً عنها ، ونحن نتجوّل فى سوق أمدرمان وبمعيتنا الخال عبدالرحمن الأبنودى ومحمد عفيفى مطر ومحمد إبراهيم أبو سنّة ، فكان ردّه ضحكته الصافية المحبّبة ولمته ، بنـزق الشباب ، على ما أسميته "الإنهزامية والاستسلام" فى قصيدة المستحيل ، فانفعل وزجرنى قائلاً : "أسكت يا ولد يا شيوعى" ، ولم أعلم لى شيوعيةً تدثرنى من قبل ولا من بعد ولكن ، على ما أظن ، قصد "عادة أصدقائى اليساريين" بالتـزام جانب االثورة ورفض الاستسلام" ، رحمه الله وأحسن إليه .
    ثمّ يجىء زمان القدال وقد تشرّب الدوبيت وشاهد المسرحيات الشعرية ولا بد أنّه مثّلها وحفظ أغانى الحقبيتين القديمة والحديثة ، ولا يزال جيلنا يسمع صدى أغنية الأستاذ حمد الريح الشهيرة أطال الله عمره ومتّعه بالعافية:
    "إنتى كلّك زينة
    وعايمة كالوزينة
    ويحفظك مولاك"
    والتى عشقها الكل ، حتى أصحاب سيارات النقل جعلوا أبواق سياراتهم تحاكيها ، ولا زلت أذكر ، ونحن صغار نلعب "البلّى" أمام القرية فى عطلات الصيف ، الصوت المحبب "للبص الأحمر" أو "اللحمر" كما ينطقها أهلنا ، يعلن وصول أهلنا من "الخرتوم" ومعهم "حلاوة رغيف".
    وبالرغم من تأثر القدال بمجتمعه ، كما ذكرنا سابقاً ، فإنه لم يقلّده وإنما اقتبس منه وعجنه فى عجينة خاصة ، غير غافلين عن تطابق الوصفين بين أغنية الأستاذ حمد الريح والقدال ولم يلبث أن غنّى الأستاذ محمد وردى وا أسفاى عربون الصلح بينه وبين صديقه وشاعره إسماعيل حسن:
    "وا أسفاى
    وحاتكم إنتو وا أسفاى
    إذا ما شفت ناس سمحين
    يتاتو زى قدلة جنى الوزين"
    ولا أحسب أن القدال قد سمع بهذه القصيدة أو أن إسماعيل حسن قد سمع بقصيدة القدال وهو يصف حبيبته:
    "تمشى تهاتى وزينة
    بلا الربعة التحجِّل،
    شاكية من شبكة كتافا"
    فالتأتأة ، كما وصف إسماعيل حسن ، تعنى مشى الصبى الصغير بينما وصفها القدال بالمهاتاه والواضح أن المثالين يغلّبان الوصف الحسى للفتاة على كل شىء ، ولكن القدال طوّر القصيدة ومشى بها خطوتين للأمام ، أولاً بالتركيز على البعد الاجتماعى ، ولذا ابتدأ بالتعريف الاجتماعى لمحبوبته ولم يسمّها فهى مجرد "بنية" منسوبة لأبيها وأمها وجميع من فى القرية .
    ثم عرج على الوصف الحسّى بشكلٍ يخلق تفاعلاً بين هيئتها وحركتها وخلقها وفهمها ، مما يولّد حياة لا صورة جامدة ، ويتعدى بذلك الأبعاد الثلاثية للرسم مضمناً الرابع الحركى المسرحى أو السينمائى أيهما شئتم.
    ومن ثمّ أرفق الوصف بدرامية الحدث ، ولكنها درامية تخرجه من مجرد وصف إلى تعريف كامل يعتمد على تجاربه من واقعه ، كمشاهدة البقرة الوليدة ، وإضافة أبعادها الأخلاقية من طبعٍ جميلٍ ، وعقلٍ راجحٍ متفوّقاً بذلك على أستاذنا إسماعيل حسن ، رحمه الله وأحسن إليه. وقد اعتبر إسماعيل حسن أن القدال سيكون خليفته المنتظر ولكنه صار "الحوار الذى غلب شيخه". فضمون قصيدة القدال تماثل قصيدة صدفة ولكنّ ما تمّ فى لقاء القدال اختلف فى مناسبة اللقاء ومقدرة القدال على التصريح بحبّه وتأمين حبّها :
    "صدفة وأجمل صدفة أنا يوم لاقيتا
    أسـعد يـوم يومـي الحـيـيتا
    نـور عـينيا يـاما حبـيتا

    النظـرات بريئة وممزوجة بخـجل
    البسـمات تضوي زي نور الأمل
    وجهك بين مسايرك زي بدر اكتمل
    والشـامة في خديدك زي طعم القبل
    تسكر قلبي وتشعل حبي يشهد ربي أنا بهواك

    ما قادر أقولك عن حـبي الكـبير
    وصفو علي قاسي وعايش في الضمير
    قدر الكون دا كلو حبي واكبر بي كتير
    مالكني محـيرني شوف قلبي الأسـير
    أسألي قلبك يمكن يقدر يشرح حبي أنا محتار


    صدفة عيوني شافت ليلي الباكي نور
    يا أيام ربيعي عمري معاكي أزهـر
    فيها الطير يغني ومن ألحاني يسـكر
    عمري فراشة حولك وانت شبابك أخضر
    ياما بحبك وبعبد حبك علشان حبك روحي فداك"
    فالقدال ، الذى يصف موقفاً درامياً "من الداخل" بكل الحس المسرحى ، الذى يُريك ما وقع بكلّ تفاصيله الإنسانية من ردّ فعل طبيعى من صبيةٍ لاندفاع محبٍّ مصرحاً ومدافعاً عن عشقه ، ضارباً بالقيود والأعراف عرض الحائط ، كما يقولون ، ولا تملك إلا أن تضحك من براءة الموقف وعفويته وصدقه ، وهذا ما يميز القدال عن غيره منذ بداياته هذه.
    والقصيدة كلّها تعتمد على مشاهد فهو يبدأ بالمشهد الأول وهو تعريف فتاته الاجتماعى ويوضّح لنا "الخلفية للّوحة" ، حسب تسمية أهل الرسم والتلوين ، ومن ثمّ يعرج على وصفها الحسى وحركتها وطبعها وتحصيلها ، ويبدأ المشهد الثانى بانتهاء الحفل وتقديم البنات لدورهنّ حاملين الرتاين ، وهى مهمّة يقوم بها الشباب بعيداً عن رقابة الأهل باعتبار أن أخوانهن أو بنو عمومتهن سوف يقومون بهذا الدور ولكنّهم غرسوا فى نفوس الصبية معايير الشجاعة والعفة من خلال الأغانى الحماسية مثل:
    "أنا حلاّل رفيقه
    أنا الدابى إن رصد للزول بعيقه
    أنا فرّاج الرجال وكتين يضيقوا
    أنا المأمون على بنّوت فريقه"
    وليس هناك من أمان يطلب فى أكثر من هذا الموقف ، وهو ذكاء اجتماعى يعرفه من عاش فى القرى ، يسهّل اللقاء والبوح تمهيداً لما سيأتى ولا شكّ أنّ فيه بعض المخاطرة ولكنّه محاصر بنظراتٍ بعيدة ترقب ما يحدث ولا تسمح بغير الكلام أو ضمّة يدٍ بحرارة وهناك اتّفاق من غير تصريحٍ يُوزّع المحبين فى مجموعات متجانسة تمهّد لكلٍ مبتغاه. ويبدأ الموكب من دار الحفل والصبية يحملون الرتائن والعصى فى المقدّمة ، والصبيّات يتبعنهم متلاصقاتٍ غير بعيدات يتهامسن ويضحكن ويتقارصن ، وحمّى المغامرة واللحظة النادرة تشعلهن بالرغبة وتضفى عليهنّ جمالاً ناطق ، ورنّة الأسورة وحفيف الثياب وضوع العطور تحمله نسائم الفجر ، والقلوب واجفة والأيدى تتندّى بالعرق ويتراشق الطرفان بذكريات الحفل وفى هذا دعوة خفيّة للصبيات ليسرعن الخطو ويلحقن بالصبيان وقد وصفه القدّال أجمل وصف :
    "....وكان فى الحلّة
    يوم حنة عليّ الشاشوق
    مشينا نَقَدِّم البنوت على ضو الرتاين
    عيونهن هارجة (والهرج فى الحديث إذا أفضوا به فأكثروا)
    تنبح فى الفجر والليل قريب واقف يعاين
    (تشبيه هرج العيون بنبيح الكلاب يحمل معنى استمرار الهرج وهو دليل على علوّ الصوت والمثابرة كما تفعل الكلاب وأيضاً ربما يوحى بالواقع الماثل من نبح كلاب القرية فى الفجر وهى تراقب أشباحهم وهو استلاف من الواقع واستخدام مغاير لكلمة النبح كما نعرفها ومن لطائف اللغة تطلق كلمة نبح على صوت الظبية أيضاً)
    خدودهن واجّة (الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار وصوتها وإضاءتها)
    زى جهر الكهارب الفى المداين
    (حتى الرتاين لا يشبه نورها نور هذه الخدود)
    ويستخدم القدال نظام "الفلاش باك" فى المشهد الثالث حينما يرجع لوصف ما دار فى الحفلة وهو وصف دقيقٌ ومكتمل للأشخاص وسلوكهم ودورهم الذى بدونه لا تكتمل البهجة ، فهى عرضٌ مسرحى الكلّ له دوره الذى لا يحيد عنه ، والناس يضحكون بنفس المتعة وليس هناك ملل ولا رغبة فى التغيير ، وأظن أن هنالك عبقرية هنا ، إذ كيف تغيير ما هو كامل؟ ، وكم ذكّرنى تكرار نفس الأدوار فى كل حفلٍ ، بمشاهدة الناس لمسرحية "مصيدة الفئران" عاماً بعد عام ، وبالطبع لمن شهد حفلات القرى تجارب مماثلة:
    "....وكان الليل
    ومن الحفلة ،
    إلا صداها (فى الذاكرة وهو صدى رؤية وليس صدى صوت)
    كان زغرودة ..
    كان غنّاى ... (لا يهم من هو المغنّى)
    رقيص الشامة بت حمدين
    (لاحظ أنّ الشامة هى الوحيدة التى عُرفت باسمها كاملاً ما عدا سالم ولد عتمان ، وراقصة القرية يتسلّل حتى الشيّب من القوم لرؤيتها)
    وعرضة حامد العولاق
    (كل قرية لها ما لا يؤبه له مثل الزين ، ولكن دوره رئيسى فى الأفراح والأتراح ، والعولاق من علق ، كالشىء العالق ، أى لا جذور له وقد تكون جذور عشيرة أو طبعٍ والمثل الأعلى فى القرآن : ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار)
    وشكلة عامر المسكين
    (لا بد وأن عامراً حظّه ضعيف فى الدنيا ولذا فليس له ما يحافظ عليه من كرامة ويبدو أنّ روح الكروم كان لها دورها وشكلة من مشكلة وهى المشتبه أو الملتبس أو المختلط من الأمور ونحن أدرى من نتيجة "الشكلة" فى الأعراس وما تؤدّى إليه من فوضى والتباس )
    وخت الحنة لى يات حضور ضفرين
    (خت أصلها من حطّ وهى الوضع ، وهذه العادة فى حنّاء الرجال عند الختان والزواج لم أجد لها مثيلاً عند الشعوب الأخرى ، وهى تشمل كلّ من يحضر ليلة الحنّة وهى الطقس الأساسى فى تلك الليلة إذ تحضر الأمهات والأخوات "الصينية" وعليها "حُقٌّ" ، والحُقّة هى وعاءٌ من خشب ، فيه ذريرة عود الصندل المخلوط بالمحلب وحنّة معجونة مغروس فى وسطها شموع وبجانبها مبخر وأوانى عطور المحلبية والسرتية وأيضاً "الجرتق" وهو عبارة عن حريرة وخرزة زرقاء وسبحة السوميت)
    ونمّات العديل والزين
    (تغنى الأمهات والجدات "الليلة العديل والزين ، والليلة العديلة تقدمو وتبراهْ" وهو ما يعرف بالنم وهى كلمة عربية فصيحة فالنميمة هى الهَمس والحركة ، أو أى صوت وَتَرٍ أو بشرٍ يستروحه السامع ، والمعنى أن تكون العديلة دائماً من بين يديه ومن خلفه ، والعديل من عدل الشىء ، فهى أجمل وأحلى وأخلص دعاء ، وما رافق الاستواء والعدل شىء إلا زانه وليس هنالك من زينة أفضل من التقوى)
    وشنّق ود سعد طاقيتو ،
    شان فى الحلة سوْ كنتين
    (تشنيق الطاقية هو وضعها على الجبهة تعلوها دليلاً على الفتّوة والثقة بالنفس وهى مستمدّة من الشَّـنَقُ طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً ، ويبدو أن ود سعد ارتفعت مكانته الاجتماعية بعدما صار من صغار التجار بعد أن "سوّى" أى امتلك حانوتاً، "الذى خلقك فسوَّاك فعدلك" ، واستوى أى استولى وظهر ، وهو يُعد صيداً طيباً للصبيات ، فتمعّن فى بلاغة القدال فى ربط صورة ظهور ود سعد وتعاليه على الكل فى الحفل وكلمة "سوْ")
    وعيّط ود مجمّر زيـــن
    عشان الزينة رقصت زين
    وفى الشعقيبة
    كان بازمالو شبّالين
    (يتضح تأثر القدال بالشعب المصرى فكلمة عيّط بمعنى بكى ليست مستخدمة فى السودان ولربما كانت قراءته للأبنودى "صرصار الغيط نط فى صرصور الواد حسان ، حسان عيّط لأمّه" أو صلاح جاهين "إن عيط الواد وقال لك اشترى نعناع" ، ولكن القدال نبّهنى أن كلمة عِيط وعياط موجودة فى البادية وفى غرب السودان وهى بمعنى الصياح ، وهو ما يطابق تعريفها فى لسان العرب ، ولكن أظنّ ، والله أعلم ، أن الأخوة فى مصر يستخدمونها أكثر بمعنى بكى وهو ما يماثل معنى القصيدة ، ولاحظ طباق زيـــن بمعنى لمدّة طويلة وبحرارة من تأثره برقص زينة البنات الرتينة الزين ، أى الجميل ، وكانت قد وعدته بشّبالين وهو أن ترمى المرأة الراقص شعرها المضمّخ بالعطور على وجه الرجل وهو من إشبال أى تعطف على الرجل وأىّ عطفٍ أكثر من ذلك وهو المدلّه فى حبّها ولا بد أنّ ود مجمّر قد أجزل لها العطاء وقت "الشعقيبة " ، وهى عادة سودانية تتخذها الفتيات حجة لجمع المال من الرجال والعادة أصلاً ، قبل أن تتغيّر ، أن يطوّقن عنق الفتى وعنقهن بسبحة السوميت المصنوعة من خشب الأبنوس ، وهى مشتقّة من مساومة فانظر إلى بلاغة أهلنا ، فتشعقبه ، أى تربطه أو تأسره، ولربما تضع عطراً على رأسه أو تعطيه حلوى أو تمراً ، فيسعى ليستعيد حريّته منها بفدية ، ويبدو أنّ ود مجمّر دفع الفدية وأجزل لها العطاء واشترط أن تهبه "شبالين" لقاء إذعانه للأسر ويبدو أنها رضيت فبزمت له بهما ، والبزم هو صريمة الأمر والصريمة هى العزيمة على الشيء وقَطْعُ الأمر)

    وسنواصل بإذن الله ....
    عبدالمنعم عبدالباقى على

    (عدل بواسطة abdelmoniem ali on 12-25-2008, 05:03 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: abdelmoniem ali12-16-08, 02:55 PM
  Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: abdelmoniem ali12-17-08, 02:26 PM
    Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: abdelmoniem ali12-18-08, 05:01 PM
    Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة abdelmoniem ali12-21-08, 09:45 PM
      Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة Elkhawad12-21-08, 10:00 PM
        Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة Elkhawad12-24-08, 03:45 PM
          Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة Elkhawad12-24-08, 03:51 PM
            Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة abdelmoniem ali12-24-08, 07:05 PM
              Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة abdelmoniem ali12-24-08, 07:58 PM
                Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة بدر الدين الأمير12-24-08, 08:30 PM
                  Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة baha eassa12-24-08, 09:06 PM
                    Re: غنوات لحليوة: محمد طه القدال - تأمّل فى معنى القصيد: إضافة جديدة abdelmoniem ali12-25-08, 05:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de