|
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)
|
العامل الثانى يبداء من كون قضية الحرية الانسانية اخذت تكتسب ابعادا فى العمق من تاريخية الاسلام , اى من التصاقه اكثر فاكثر بحركة الواقع التاريخى , ومن دخوله عملية التاثير الفعلى فى مسار هذه الحركة على الصعيد العربى قبل انتشار الفتح الى خارج الاراضى العربية , وعلى اكثر من صعيد عالمي بعد امتداد الفتح الى جهات العالم الاربع, عالم ذلك العصر مع بدء تاريخية الاسلام, بمعناها الحركى هذا, تبدا الحرية الانسانية عملية التخطى , اعنى تخطى نواتها المعرفية اللاهوتيه , لتضيف الى هذه النواة خصب الارتباط بحركة الصراع الاجتماعى_السياسى الاخذ بالاحتدام منذ مصرع الخليفه الراشدى الثالث, سيدنا عثمان... فمنذ ذلك الزمن العصيب ارسى الاساس الواقعى الماكى لقضية الحرية الانسانية, ولامتدادها وانتشارها على اوسع مساحة من تاريخ الفكر التراثى العربى الاسلامى... فان التطورات التى جاءت خلال هذا الزمن نفسه , وابرزها نهوض دور الامويين فى تاسيس الدولة العربية_الاسلامية كمؤسسة ذات مضمون حضارى, وبدات هذه التطورات الايجابيه تنتج نقيضها السلبى , وهوهنا تعريض الحرية الانسانية لسياسية الردع والقمع باسم المؤسسة ذاتها , وخرج فى المجتمع الاموى, وفى صفوف العلماء والمثقفين خصوصا , من يتصدى لذوى السلطة المؤسسية دفاعا عن حرية الانسان, ومعارضة لسياسية التسلط المطلق على المجتمع بحجة حماية الاسلام والشريعة , بقدر ما كانت سياسة التسلط هذه تمتد, فى مابعد, الى العصور العربية الاسلامية اللاحقة , كانت قضية الحرية الانسانية تتعمق ابعادها, اكثر فاكثر , فى ارض الواقع الاجتماعى _السياسى , وفى معركة الصراعالفكري_الايديولوجى
راينا,فى ما سبق , ان النواة المعرفية اللاهوتية لقضية الحرية الانسانية يتكون مضمونها من اشكالية العلاقة بين الله وارادة الله , ارادة الانسان بشان افعال الانسان ... وتتلخص هذه الاشكالية بالسؤال التالى هل الانسان مجبر, بمعنى ان ارادة الله وحدها مصدر افعاله... او هو مخير , بمعنى ان افعاله تصدر عن ارادته واختياره؟
هذان العاملان كانا مصدر استحقاق الحرية الانسانية ان تكون لها فى الفكر التراثي قضية , وان تكون قضيتها بهذا القدر من العمق والامتداد فى هذا الفكر التراثى
|
|
|
|
|
|