قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 05:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة متولى عبدالله ادريس(elsharief)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2003, 10:46 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي



    قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي

    د. حسين مروة


    شغلت هذه القضية من الفكر التراثى العربى الاسلامى مالم تشغله اية قضية اخرى من قضاياه الكبرى لكن ينبغى ان نفهم منذ البدء ان مقاربة الموضوع مقاربة معاصرة تتوقف على تحديد الاطار التراثى الذى عولجت ضمنه قضية الحرية الانسانية فى الفكر العربى الاسلامى خلال العصر الوسيط فانه ليس لنا حق التصرف بمصطلح (الحرية الانسانية) فى معالجة موضوع تراثى كهذا, انطلاقا من دلالة هذا المصطلح فى عصرنا الاخير. ذلك بان الانطلاق من دلالتة المعاصرة هذه , دون النظر اليه فى اطاره التراثى نفسه, يعنى الابتعاد عن موضوعية البحث, وعن تاريخ القضية , وعن اصولية التراث ايضا نحن فى عصرنا الاخير نفهم الحرية الانسانية انها الحق الطبيعى لكل كائن بشرى, فردا كان ام جماعة, ان يتمتع فعلا بحرية الاراده والعمل, وحرية التفكير والتعبير, وحرية الاعتقاد والانتماء, وان هذا الحق فوق كونه طبيعيا هو مكتسب ايضا بالكفاح الطويل الامد وبالمشقات والعذابات الهائلة, وانه بفضل هذا الكفاح والمشقات والعذابات .اصبح حقا شرعيا بدهيا التزام الاعتراف به اعظم اعلان اصدرتة الامم المتحدة, هو الاعلان العالمي لحقوق الانسان, والتزمت الاعتراف به كذلك مختلف الاعراف والمواثيق والقوانين الدولية والصادرة فى هذا العصر

    نحن فى عصرنا هذا نفهم الحرية الانسانية, اذن انها حق طبيعى ومكتسب وشرعى وبدهى للكائن البشرى لمجرد كونه كائنا بشريا . ونفهمها اذن حرية واقعية مرتبطة بالوجود الواقعى التاريخى لهذا الكائن البشرى ابن الارض
    لكن الحرية الانسانية فى اطارها التراثى العربى الاسلامى, تتخذ وجها اخر, وتنحو بعلاقتها الذهنية منحى.اخر .. فهى هناك تقدم لنا نفسها بوجة ميتافيزيقى يستمد ملامحة الخاصة من ميتافيزيقا الاسلام ذاتها, كما يستمد اشكاليته الفكرية من اشكالية الفكر الميتافيزيقى الاسلامى ذاته.. غير انه يبقى للقضية مضمونها الواقعى رغم الطابع الميتافيزيقى الذى ظهرت به داخل اطارها التراثى ذاك... واعنى بمضمونها الواقعى كونها , بجوهرها , قضية الانسان الواقعى ابن الارض, اى قضية حريته الكيانية المرتبطة بوجوده الارضى دون ان تتاثر هذه العلاقة تاثرا جوهريا بالوجه الميتافيزيقى الذى اتخذته القضية فى موقعها من التراث... فهى بهذه العلاقة ذاتها , لا بوجهها الميتافيزيقى , دخلت حركة الصراع الاجتماعى والفكرى والسياسى والايديولوجى منذ بدات حركة الصراع هذه تاريخها العربى الاسلامى , اى منذ دخل الاسلام تاريخه بالفعل كحركة تغيير وتحويل نوعيين فى حياة المجتمع العربى الاسلامى
    حين اتخذت قضية الحرية الانسانية موقعها فى الفكر العربى الاسلامى , انما اتخذت هذا الموقع كقضية ذات طابع لاهوتى كاد فى ظاهر الامر ان يكون وحيد الجانب , اى لاهوتيا صرفا .. لان القضية اثيرت فى البدء على سبيل البحث فى اشكالية العدل الالهي من حيث استحقاق الانسان للثواب او العقاب الالهيين على الافعال الصادره عنه .. الاشكالية هنا ان هذا الاستحقاق يتوقف على كون افعال الانسان ياتى افعاله حرا مختارا , فيستحق عليها ثواب الله او عقابه . واما انه ياتى افعاله بارادة الله وحده , وحينئذ يكون الثواب او العقاب مخالفا للعدل الالهى.. هكذا بدات قضية الحرية الانسانية , فى تاريخ الفكر التراثى العربى الاسلامى , حاملة اشكاليتها الكبيرة التى ظلت تعتمل داخل اطارها التراثى . لكن حاملة ايضا حيوية الصراع الاجتماعى الفكرى والايديولجى الى مجمل الحياة الفكرية العربية الاسلامية

    للموضوع مواصله
                  

09-06-2003, 10:56 AM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    الاخ ميمى

    اين نحن من هذه الحرية؟
                  

09-06-2003, 04:01 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)


    من هذا التجديد المنهجى لموضوع البحث , ندخل فى محاولة الاجابة عن السؤال الكبير:
    لماذا شغلت قضية الحرية الانسانية كل تلك المساحة الواسعة من تاريخ الفكر التراثى العربى الاسلامى, مرجع ذلك ,فى تصورى, عاملان اثنان:
    اولهما ضرورات التطور الاجتماعية التى رافقت ظهور الاسلام كدعوة توحيدية هدفها ذلك التغيير التحويلى العميق ........ فدعوة الاسلام جاءت مجتمع شبه الجزيرة العربية لتغيير اوضاع كانت قد استنفذت وظيفتها التاريخية وادركتها الحاجة الحتمية الى التغيير النوعي, نعنى بها الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعقلية المتصلة مباشرة بالانسان ككائن بشري واقعى ارضى, لا كمفهوم تجريدى او كمعنى مطلق... ان ضرورات التطور هذا كانت تحتم, موضوعيا, اعادة النظر فى كا العلاقات السائدة حتى نهاية القرن السادس الميلادي , وفى كل المواضعات القائمة عليها اشكال التعامل بين الانسان والطبيعة والكون مباشرة
    فى عمق هذه الضرورات الواقعية الموضوعية , كانت لاشك تكمن ضرورة تتعلق بحرية الانسان... فان هذه الحرية ظلت , خلال العصور السابقة, خارج اطار البحث, فضلا عن ان تكون داخلة اطر الممارسة.. لكون الانسان نفسه , منذ نشاة المجتمعات الطبقية , فضلا عن ان تكون داخلة اطر الممارسة .. لكون الانسان نفسه , منذ نشاة المجتمعات الطبقية , لايحظى بالنظر اليه كقيمة بذاته, فكيف تحظى حريتة اذن بقدر من مثل هذا النظر؟ .. وفى شبهة الجزيرة العربية كان نظام القبيلة السائد, بعد تفكك نظام الاقتصاد الطبيعى , لايرى فى الانسان اكثر من وسيلة او اداة لحماية القبيلة.. لكن تطورا ما كانت تهب رياحه على شبهه الجزيرة من كل جهات العالم المحيط بها , وكانت له علامات غامضة ترتسم على مجمل الحياة العربية هنالك .. وقد ظهر الاسلام وعلامات التطور هذه تتوضح , قليلا قليلا , وتتوجهه نحو الانسان لتكسر عنه غلاف الاهمال التاريخى , اى لتكشف عن وجوده كقيمة كونية لابد من رعايتها لقد جاءت الدعوة الاسلامية بتعبيرات عن هذه الرعاية للانسان وللحرية الانسانية , كاشفه عن تلك الحاجة التاريخية الى اعادة النظر فى العلاقات والمواصفات التى كانت سائدة فى مرحلة ماقبل الاسلام , وكانت قد استنفذت دورها عند ظهور الاسلام


                  

09-06-2003, 04:10 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)



    العامل الثانى يبداء من كون قضية الحرية الانسانية اخذت تكتسب ابعادا فى العمق من تاريخية الاسلام , اى من التصاقه اكثر فاكثر بحركة الواقع التاريخى , ومن دخوله عملية التاثير الفعلى فى مسار هذه الحركة على الصعيد العربى قبل انتشار الفتح الى خارج الاراضى العربية , وعلى اكثر من صعيد عالمي بعد امتداد الفتح الى جهات العالم الاربع, عالم ذلك العصر
    مع بدء تاريخية الاسلام, بمعناها الحركى هذا, تبدا الحرية الانسانية عملية التخطى , اعنى تخطى نواتها المعرفية اللاهوتيه , لتضيف الى هذه النواة خصب الارتباط بحركة الصراع الاجتماعى_السياسى الاخذ بالاحتدام منذ مصرع الخليفه الراشدى الثالث, سيدنا عثمان... فمنذ ذلك الزمن العصيب ارسى الاساس الواقعى الماكى لقضية الحرية الانسانية, ولامتدادها وانتشارها على اوسع مساحة من تاريخ الفكر التراثى العربى الاسلامى... فان التطورات التى جاءت خلال هذا الزمن نفسه , وابرزها نهوض دور الامويين فى تاسيس الدولة العربية_الاسلامية كمؤسسة ذات مضمون حضارى, وبدات هذه التطورات الايجابيه تنتج نقيضها السلبى , وهوهنا تعريض الحرية الانسانية لسياسية الردع والقمع باسم المؤسسة ذاتها , وخرج فى المجتمع الاموى, وفى صفوف العلماء والمثقفين خصوصا , من يتصدى لذوى السلطة المؤسسية دفاعا عن حرية الانسان, ومعارضة لسياسية التسلط المطلق على المجتمع بحجة حماية الاسلام والشريعة , بقدر ما كانت سياسة التسلط هذه تمتد, فى مابعد, الى العصور العربية الاسلامية اللاحقة , كانت قضية الحرية الانسانية تتعمق ابعادها, اكثر فاكثر , فى ارض الواقع الاجتماعى _السياسى , وفى معركة الصراعالفكري_الايديولوجى

    راينا,فى ما سبق , ان النواة المعرفية اللاهوتية لقضية الحرية الانسانية يتكون مضمونها من اشكالية العلاقة بين الله وارادة الله , ارادة الانسان بشان افعال الانسان ... وتتلخص هذه الاشكالية بالسؤال التالى

    هل الانسان مجبر, بمعنى ان ارادة الله وحدها مصدر افعاله...
    او هو مخير , بمعنى ان افعاله تصدر عن ارادته واختياره؟

    هذان العاملان كانا مصدر استحقاق الحرية الانسانية ان تكون لها فى الفكر التراثي قضية , وان تكون قضيتها بهذا القدر من العمق والامتداد فى هذا الفكر التراثى
                  

09-06-2003, 05:21 PM

yumna guta
<ayumna guta
تاريخ التسجيل: 04-07-2003
مجموع المشاركات: 938

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    لى فوق
                  

09-07-2003, 12:31 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)


    اما الاساس الذى انطلق منه السؤال , او الاساس الذى عنه حدثت اشكالية العلاقة هذه , فهو الاساس القائم فى نظرة الاسلام الى الانسان_البشر .. ففى النص القراني ايات ناطقة صراحة برفع مكانة الانسان هذا الى مرتبة الكائن فى الوجود
    مثلا الاية( ولقد كرمنا بنى ادم, وحملناهم فى البحر والبحر ورزقناهم من الطيبات , وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (صورة الاسراء الاية 70(
    وهذه النظره الى الانسان تقتضى ان يتميز عن سائر الكائنات بالميزة التى تحقق له بالفعل مكانته الرفيعه حيث وضعه النص القراني .. وليس هناك مميزة تؤدى هذه المهمة افضل من ان يكون الانسان حرا مختارا فى افعاله , اى ان يكون له حق التصرف بشؤون حياته وفق ارادته واختياره..
    لكن هذه المسلمه تصطدم فورا بمسلمه اخرى هى من الاوليات البدهيات فى ميتافيزيقا الاسلام, اعنى بها كون ارادة الله حاكمة بوحهه مطلق على كل الافعال لكل الكائنات دون استثناء لافعال الانسان . من هنا تبداء اشكالية القضية .. لكن النص القراني لايدع الاشكالية مغلقة دون ان يفتح لها الطريق الى الحل.ز فقد وضع لها بالفعل رسوم هذا الطريق بما ورد فيه ايات كثيره تقول صراحة ايضا , بحرية الانسان ان يفعل الفعل او يترك مثلا الاية

    (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى, ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى) ( سورة الزلزلة الاية 7)

                  

09-07-2003, 12:49 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)



    غير ان النص القراني نفسه يهمل ايضا ما ظاهره نقيض ذلك... فهنالك ايات كثيرة كذلك يدل ظاهر منطوقها على عكس مايدل عليه ظاهر منطوق الايات الاخرى , الدالة على حرية الانسان ... نقراء هذه الاية
    فمن يريد ان يضله, يجعل صدره ضيقا حرجا , كانما يصعد فى السماء, كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون)(سورة الانعام الاية 125
    هنا واضح ان لا ارادة للانسان فى هداه ولا فى ضلاله , بل الارادة كلها فى الحالين مرجعها الى الله وحده..
    امام هذين الموقفين للنص القرانى, تتعقد الاشكالية من جديد... ومن هذه العقده الاخيرة يتخذ انقسام المواقف الاجتماعية والفكرية والايديولوجية, فى المجتمع العربى الاسلامى , نهجين مختلفين بل متناقضين:نهج القائلين بان الانسان مخير, مستندا الى الجانب الاول من النص القرانى, اى الجانب الذى يقف مع حرية الانسان... ونهج القائلين بان الانسان مجبر, مستندا الى الجانب الثانى من النص القرانى , اى الجانب الذى يقف ظاهره مع جبرية الانسان...
    يبدا اختلاف النهجين من نقطة الخلاف حول مفهوم العدل الالهي , من حيث علاقتة بمسؤولية الانسان عن افعاله. لكن المعركة الاجتماعية السياسية , ثم تطور المعركة الفكرية_الايديولوجية , حولا الاختلاف بين النهجين من هذه النقطة الى نقطة الخلاف حول القضية المركزية الجديدة , قضية الحرية الانسانية , كقضية قائمة بذاتها كادت تختفى علاقتها بقضية العدل الالهي.. ان هذا التحول يرجع الى اساس اجتماعى سياسى , هو بروز سلطة الخلافة الاسلامية , منذ استقرار العهد الاموي , كسلطة استبدادية مطلقة , بزعم كونها تمثل ارادة الله على الارض... فقد كان من منطق التسلط الاستبدادي المطلق ان يولد منطقا اخر معاضا له يخرج من صفوف الناس الذين ينالهم هذا التسلط بالظلم والاضطهاد , او الناس الذين يحملون صوت هؤلاء المظلومين المضطهدين. وانه لمن منطق الامور ايضا ان يكون سلاح المعارضين من جنس سلاح المتسلطين.. من هنا كان الاختلاف حول الحرية الانسانية , يتخذ من النص القراني سلاحه فى كلا طرفى الاختلاف , مادام النص القراني ذاته حمل كلتا وجهتى النظر المختلفتين , اى ما دام هناك نص مع حرية الانسان ونص مع جبرية افعاله... كان الجدل يدور على ما يقوله ظاهر كلا النصين القرانيين
                  

09-07-2003, 03:29 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    الاخ الكريم الشريف
    بداية اشكرك على ترحيبك الجميل وتحيتك الرقيقة
    كما اهنئك على طرح هذا الموضوع وادعوك اخي الكريم لتطلع على نموذج رائع لحرية الانسان في الفكر التراثي العربي والاسلامي الا وهي سيرة مولانا امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه صدقني اخي ستجد البهاء والروعة والعظمة في سيرة هذه الشخصية العظيمة التي احبها حبا خالط العظم واللحم والدم
    ستجد روح الاسلام وعظمته ونبله في حياة على بن ابي طالب ستجد احترام حقوق الانسان بغض النظر عن ديانته او جنسيته بغض النظر عن كونه عدو او صديق بل احترام الانسان لكونه انسان
    هناك كتاب رائع من خمسة اجزاء اسمه الامام علي صوت العدالة الانسانية والعجيب ان مؤلفه مسيحي هو جورج جرداق احد اجزاء الكتاب موضوعه على وحقوق الانسان وجزء اخر عنوانه علي والثورة الفرنسية وجزء اخر علي والقومية العربية اضافة الى بقية اجزاء الكتاب

    اتمنى ان تطلع على هذا الكتاب وستجد مايسرك حقا اضافة الى نهج البلاغة بشرح ابن ابي الحديد وهو كتاب موسوعي في شرح الخطب وفي التوثيق لحياة الامام وسيرته

    اخوك الازهري
                  

09-13-2003, 03:06 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: ALazhary2)

    فوووق
                  

09-08-2003, 10:26 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)



    ترهاقا
    يمنى
    شكرا على الطله

    الاخ الازهرى
    شكرا على المساهمة ولم يتوفر لى هذا الكتاب للاطلاع عليه اكون شاكرا لك لو ساهمت ببعض من صفحات الكتاب فى هذا البوست لاهمية الموضوع
                  

09-08-2003, 10:40 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)



    لقد اتفق فى تاريخ هذا الجدل ان الذين حملوا صوت المعارضة , هم فى وقت واحد من المضطهدين المظلومين ومن المؤهلين فكريا واسلاميا , لحمل سلاح المعارضة, اى سلاح العلم الاسلامى نفسه , وهو هنا سلاح النص القرني من جانبه الاخر الذى يقف ظاهره مع حرية الانسان.. اعنى ان هؤلاء المعارضين خرجوا من صفوف الموالى الذين كانوا يشكلون, عند بداية المعركة هذه معظم فئة المثقفين الاسلاميين البارزين... فى العصر الاموي ذا وجهين وجه طبقى ووجه عنصري
    فمن جهه اولى كان الموالي فى الغالب من فئات الفقراء فى المجتمع العربي الاسلامي ومن جهة ثانية كانوا فى الغالب ايضا من غير العرب .. فكانت سياسية التسلط الاستبدادي تنال هذه الفئة الاجتماعية الفكرية من كلتا الجهتين: الطبقة والعنصرية
    من هنا ياتى التفسير التاريخى لظاهرة كون معظم الذين انحازوا لقضية الحرية الانسانية من الموالى وكون معظم الذين انحازوا لقضية الجبريين من رجالات بطانة الدولة ومن الدائرين فى فلكها او المرتزقين على مائدتها.. ومن هذا الباب دخلت تاريخ الفكر التراثى تلك القضية المعروفة بقضية القدرية والجبرية... وقد تلخصت القضية فى هذه المرحلة بان السلطة القائمة , سلطة الخلافة الاسلامية هل هى سلطة الارادة الالهية, فهى اذن لاتقبل المعارضة ولا تقبل التغيير مطلقا ام هى سلطة تحكم الناس استبدادا وقهرا لا لمصلحة جميع الناس المحكومين بل لمصلحة الحاكمين ومن يلوذ بهم فهى اذن يمكن ان تقوم بوجهها معارضة ويمكن ان يعمل الناس لتغييرها ويمكن اخيرا تغييرها ... من هذا المنطلق قامت السلطة الاموية بمطاردة القدريين القائلين بحرية الانسان واضطهادهم وقد ادرك المستشرق غولد تسهير هذه الحقيقة فقال ان الامويين كانوا يكرهون القدريين لا عن ضيق منهم بالمناقشات الكلامية بحد ذاتها بل لانهم كانوا يرون فى زوال عقيدة الجبر خطرا على سلطانهم وادراكها من الباحثين العرب المحدثين
    احمد امين ,فقال ات بنى امية كانوا كما يظهر يكرهون القول بحرية الارادة لادينيا فقط ولكن سياسيا كذلك لان الجبر يخدم سياستهم فالنتيجة للجبر ان الله الذى يسير الامور قد فرض على الناس بنى امية كما فرض كل شيئ وفرض دولتهم بقضاء الله وقدره فيجب الخضوع للقضاء والقدر
















                  

09-08-2003, 02:34 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    سوف احاول قريبا اخي الشريف ان شاء الله تعالى ان انقل لك صفحات من هذا الكتاب

    ـيقول شبلي شميلـو هو من الماديين في علي رضي الله عنه:إن علي بن أبي طالب عليه إمام بني الانسان و مقتداهم،و لم ير الشرق و الغرب نموذجا يطابقه أبدا لا في‏الغابر و لا في الحاضر.
    يقول الكاتب المسيحي جبران خليل جبران:قتل علي في محراب عبادته لشدة عدله.


    روى ابن أبي الحديد،عن علي بن محمد بن أبي يوسف المدائني،عن فضيل بن الجعد،قال:آكد الأسباب في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين عليه السلام،أمر المال،فإنه لم يكن يفضل شريفا على مشروف و لا عربيا على عجمي،و لا يصانع الرؤساء و امراء القبائل كما يصنع الملوك،و لا يستميل أحدا إلى نفسه،و كان معاوية بخلاف‏ذلك فترك الناس عليا و التحقوا بمعاوية . )


    و لو كان علي رضي الله عنه يمشي وراء السياسة لعرفه التأريخ رجلا سياسيا فحسب،و ما كانت الملوك و العظماء،يطأطئون هاماتهم أمام عدالته و عظمته،و ينظرون إليه نظرة التقدير و التقديس،كما أنشأت سودة بنت عمارة الهمدانية عند معاوية أعدى عدوه:

    صلى الإله على روح تضمنها
    قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
    قد حالف الحق لا يبغي به بدلا
    فصار بالحق و الإيمان مقرونا

    وقصة على رضى الله عنه مع اخيه
    عقيل و قصة الحديدة المحماة
    عند ما طلب منه أخوه عقيل أن يزيد في عطائه من بيت المال،أحمى له حديدةو قربها منه،و من أجل أن يفهم أخاه أنه يرفض الظلم و الجور قال:«و الله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا و اجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله و رسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد،و غاصبا لشي‏ء من الحطام،و كيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها ،و يطول في الثرى حلولها؟»

    ثم قال عليه السلام:«و الله لقد رأيت عقيلا و قد أملق حتى استماحني من بركم صاعا،و رأيت صبيانه شعث الشعور،غبر الألوان من فقرهم،كأنما سودت وجوههم بالعظلم ،و عاودني موكدا،و كرر علي القول مرددا،فأصغيت إليه سمعي،فظن أني أبيعه ديني،و أتبع قياده مفارقا طريقتي،فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها،فضج ضجيج ذي دنف من ألمها،و كاد أن يحترق من ميسمها.

    فقلت له:ثكلتك الثواكل يا عقيل،أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه،و تجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟أتئن من الأذى و لا أئن من لظى ».

    و من كلامه رضي الله عنه :«و الله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته،و إن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها،ما لعلي و لنعيم يفنى،و لذة لا تبقى،نعوذ بالله من سبات العقل و قبح الزلل و به نستعين».




    وفي تعامله مع عدوه اوصى علي رضي الله عنه لما ضربه ابن ملجم (لعنة الله) ،قال:«يا بني عبد المطلب،لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا،تقولون قتل أمير المؤمنين،ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي.

    انظروا إذا أنا مت من ضربتي هذه فاضربوه ضربة بضربة،و لا يمثل بالرجل،فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول:إياكم و المثلة و لو بالكلب العقور».

    ولما جي‏ء بابن ملجم في المسجدنظر إليه علي عليه السلام ثم قال:«النفس بالنفس،إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني،و إن سلمت رأيت رأيي فيه».


    إذا أردنا التعرض نماذج لعدالته رضي الله عنه لاحتجنا إلى مجلدات طوال،و إنما نقول:إن العدالة كانت نصب عينه،و ملأت وجوده و كيانه،فقد كان الامام عليه السلام يرى أنه«في العدل صلاح البرية».



    و قال رضي الله عنه:«في العدل الاحسان

    :«العدل حياة و الجور هلاك»

    لقد كانرضي الله عنه يسد جوعته بكسرة خبز يابسة و يأتدم الملح ليكون مستوى معيشته كأضعف الناس،فإنه يقول:«إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفه الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره».

    إن هذا السلوك لا يمكن أن يصدر من غير علي رضي الله عنه،فهو نتاج تربية الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله،قد أشار رضي الله عنه إلى ذلك بأن الرسول قد احتضنه طفلا و رباه كما في خطبته القاصعة. ( نعم إن عدالة علي التي نشأت من العدل الالهي و سعيه لتطبيقها،قد أصبحت نموذجا واضحا لكل القادة و طلاب العدالة على مر القرون،و مصداقا مشرفا للانسان المسلم المتكامل الذي يستطيع أن يكون قدوة في جميع المجالات و خاصة في مجال الحكومة،و نرى ذلك القدوة العظيمة يعرف نفسه بقوله:«إنما مثلي بينكم مثل السراج في الظلمة يستضي‏ء به من ولجها،فاسمعواـأيها الناسـو عوا،و أحضروا آذان قلوبكم تفهموا». )

    و أخيرا اشير إلى كلمة لجورج جرادق يقول فيها:«ما ضرك أيتها الأيام لو جمعت قواك و طاقاتك فأنجبت في كل زمان إنسانا كعلي رضي الله عنه في عقله و روحه و نفسه،في كلامه و بيانه،و في قوته و شجاعته».

    اختم بكلمة جميلة قالها علي رضى الله عنه

    يزعمون ان ابن ابي سفيان اعلم بالسياسة مني لا والله لكنه يغدر ويفجر ولااغدر وافجر
                  

09-10-2003, 11:16 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: ALazhary2)



    كتب حسن مروه حول الخلافة فى الاسلام

    مسالة"الحق الديني" هذه كان لها دور فى شئون محور اخر للنزاع يرتبط بتحديد المفهوم الاسلامي للخلافة هل هى حق الهى, وهل منصب الخليفه منصب الهي محضا, كشان مفهوم النبوة والنبي عند المسلمين؟ هذا الشكل الجديد من النزاع فى امر الخلافة تفرع عنه لدى القائلين برفض كون الخلافة منصبا الهيا نزاع اخر: هل واجب ان يكون الخليفة من بني هاشم فى قريش ام واجب ان يكون من قريش بوجه عام. ام يصح ان يكون من غير قريش فى العرب. ام يصح ان يكون من العرب وغير العرب من المسلمين حتى لو كان"عبدا حبشيا" كما قال الخوارج بعد ذلك؟
    اما القول بان الخلافة حق الهي, فهو القول الذى اخذ به انصار علي بن ابى طالب, وصار بعد ذلك اصلا من اصول العقيدة والايمان عند الشيعة, وقد اقتضاهم ذلك ان يثبتوا النص الالهى الموحى به على النبي"ص" باختيار علي اماما للمسلمين,وان يثبتوا التبليغ النبوي لهذا النص وهم يذكرون لاثبات ذلك نصوصا عدة,ولكن النص الاكثر اعتمادا لهم والاقوى سندا تاريخيا واسلاميا هو مايسمى ب"حديث الغدير".وقصة هذا الحديث,كما ترويها المصادر الاسلامية كافة.اى مصادر الشيعة والسنة وهى: ان النبي"ص" حين خرج من مكة عائدا الى المدينة بعد الحج الاخير,ويسمي"حجة الوداع" اوحي اليه فى الطريق"يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك,وان لم تفعل فما بلغت رسالته" ,"صورة المائده_الاية 67" فامر النبي اصحابه فاجتمعوا, فى مكان عند غدير يسمى"غدير خم" ثم دعا اليه عليا بن ابي طالب,فوقف الى يمينه ثم خطب_اى النبي_فقال "لقد دعيت الى ربي.يقصد ان موته قريب.وانى مجيب وانى مغادركم من هذه الدنيا وانى تارك فيكم الثقلين:كتاب الله,وعترتي,اهل بيتي". ثم اخذ بيد علي ورفعها بحيث يراها الجميع . وقال
    " يا ايها الناس: الست اولى منكم بانفسكم " قالوا بلى. فقال:"من كنت مولاه فهذا على مولاه.اللهم وال من والاه,وعاد من عاده,وانصر من نصره,واخذل من خذله وادر الحق حيثما دار"
    فلما انتهي النبي"ص" من خطابه, قال عمر بن الخطاب مهنئا عليا:لك يا علي, اصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة,ثم عاد النبي"ص" الى خيمته ونصب خيمة اخري بجانبها لعلي, ثم امر المسلمين ان يبايعوه بالامامة,ويسلموا عليه بامرة المؤمنين رجالا ونساء
    هذا الحديث يتفق على صحته تاريخيا, كما قلنا, مختلف المذاهب الاسلامية, ولكن يختلفون فى دلالته, ومركز الاختلاف كلمة"المولى" او"الموالاة" الوارده فى الحديث. كلمة"المولى" او"الموالاه" الوارده فى الحديث.فالشيعة تقول ان الكلمه اطلقها النبي"ص" على نفسه اولا حين قال:"من كنت مولاه" وهى تعنى هنا: من كنت ولي امره دينيا. ثم اطلقها على علي ثانيا حين قال مباشرة" فهذا على مولاه" فهي اذن تعنى بالنسبة لعلي ما تعنيه بالنسبة للنبي, اي ان عليا فى الحديث قد نصبه النبي"ص" وليا لامر المسلمين كما كان هو, اي اماما لهم, اذ لايجوز فى الاسلام ان يكون نبيا مثله, لان محمدا خاتم الانبياء ولا نبي بعده
    غير ان الفرقاء الاخرين من المسلمين , قالوا ان كلمة"المولى" او"الموالاه" وكل ماورد فى الحديث من افعال ومشتقات للكلمة انما تدل على المودة والمحبة فقط. وليست تعنى النص على الامامة هذا جانب من النزاع فى شكله الدينى على مسالة الخلافة وفى هذا الجانب نفسه قال بعض المسلمين ان النبي"ص" نص نصا خفيا على خلافة ابى بكر,لاعلى خلافة علي. وذلك ما يذكرونه من ان النبي"ص" امر الصحابة, اثناء مرضه الاخير,ان يصلوا جماعة وان يكون ابوبكر امامهم فى صلاتهم هذه. فقالوا ان الامامة فى الصلاة هى الامامة الصغري, وان ذلك يوحي باسناد النبي"ص" الامامة الكبري الى ابى بكر. وهى الامامة فى سائر شؤون الاسلام والمسلمين

    الجانب الاخر من النزاع على منصب الخلافة هو الجانب الذى يدور على كون هذا المنصب غير آلهى ، بل حقا للمسلمين انفسهم يختارون له من يرونه الاصلح لامورهم . فى هذا الجانب نشأت مشكلة قبلية ، ولعلها طبقية بوجوه من الوجوه فقد راينا ـ من قبل ـ كيف تمسك كل من ،، المهاجرين ،، والانصار بحقهم فى منصب الخلافة . وهنا يبدوا للمشكلة وجه هو اقرب ان يكون طبقيا لما سبقت الاشارة اليه من ان الانصار كانوا يتحسسون مشاعر شبه طبقية تجاه المهاجرين ، بسبب من التمايز الملحوظ بينهم وبين المهاجرين الذين كان ظاهرا انهم هم الفئة الاولى البارزة فى ما سميناه المشاعية الاسلامية فى المدينة . وقد راينا ، الى جانب ذلك من يدخل طرفا اخر فى التنافس على منصب القيادة العليا للسلطة الاسلامية اذا راينا مثلا ، حين انتهى امر الخلافة الى ابو بكر فى مؤتمر سقيفة بني ساعدة ، ان ابا سفيان بن حرب وهو ابو معاوية مؤسس الدولة الاموية تخلف عن مبايعة ابى بكر وقال مثيرا زعماء قريش
    ارضيتم يا عبد مناف ,, يقصد بها احد اجداد القبائل القرشية ، ويقصد ابو سفيان يا بني عبد مناف اي يا قبائل قريش . ان يلي هذا الامر عليكم غيركم ؟,, وتقول المصادر ان بني هاشم وبني امية معاـ بالرغم من اختصاصهم ـ غضبوا ان يتولى الخلافة رجل من بني تيم اي ابو بكر من هنا ظهرت آراء الخلافة
    هل هى حصر فى فئة من قريش . أو فى قريش جملة ، أو هى حصر فى العرب ، أو هى للمسلمين جميعا, عربا وغير عرب؟
    كان شكل الصراع . فى كل ذلك , دينيا , وكانت الحجج لكل فريق دينية ايضا لكنه اجتماعى سياسى , شبه طبقى , بجوهره ومضمونه فكبار التجار من جهة , والطامحون الى الثراء والتوسع فى حملة الفتح من جهة , كانوا يرون فى تسلم مقاليد الخلافة الاسلامية تحقيقا لمصالحهم الفئوية

                  

09-08-2003, 04:07 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    اخي الشريف هذه ايضا مقتطفات حتى انقل لك صفحات من الكتاب او اضع لك رابط للكتاب

    الحقوق السياسية :

    عندما تقوم بمسح لدول العالم تجد أن ثلثي دول العالم يمتلكون مجالس نيابية وبالتالي مما يشعرك بوجود ضمانات لحقوق الإنسان أوأجهزة مراقبة على السلطة التنفيذية والحد من تدخلها في شئون الناس ولكن وللأسف الشديد أن كثير من هذه المؤسسات الديمقراطية شكلية ، فمازال الإنسان يعاني الأمرين من انتهاك لحقوقه وخصوصاً السياسية منها ، ومازالت الإنسانية اليوم تكافح لمنع السجن الإحتياطي الطويل وللإفراج عن الألاف من سجناء الرأي والضمير في بقاع العالم .

    أما الإسلام فهو حريص على حقوق المواطن فيعطيه حرية الكلام والنقد وحرية التنقل بعدم سحب وثيقة السفر ، كما ويضمن له كل الحقوق الإنسانية وهو داخل المعتقل ، ويقوم بتعويضه في حالة إثبات براءته للوقت الذي قضاه داخل السجن ، وهذا بعينه ماطبقه علي ، حيث تسنى له أن يطبقه . فهو لم يقيد حريةالحركة والتنقل أو المنع من السفر لكل أولئك الذين تيقن أنهم سيحاربونه او سيالبون عليه السذج من المسلمين . فطلحة والزبير كان على علم أنهما كانا سيعمدان الى محاربته ، ويبدو ذلك واضحا عندما قالا له واستجازاه بالذهاب الى العمرة فقال لهم [ ماالعمرة تريدان ، وإنما تريدان الغدرة ، وسأستعين بالله عليكما ] إن معرفة علي في شريعته ليست كافية لاعتقالهما مالم يتلبسا بالجريمة وتكون البينة الشرعية في ذلك .

    كما وأنه لم يعتقل الخوارج رغم أنه يراهم يعدون العدة في الكوفة ويحشدون لهم الأنصار ، رغم كل ذلك كان يردد الإمام أنهم مازال تحركهم ونقدهم ضمن دائرة [ النقد الكلامي ] فإنا لانحاربهم حتى يحدثوا حدثاً أو يستخدموا السيف ، فالإمام لم يلتجئ إلى الحرب معهم لأرائهم أو لانتقادهم لأداء الحكومة أولخظة أو مشروع الدولة أو …

    فقد كانوا يسلونه أمام الجماهير وأمام الناس وهو صاحب السلطان والقوة ورغم كل ذاك لم يذكر في التاريخ أن قمع صوت أحد انتقده بل على العكس من ذلك كان يلتجأ إلى الحوار معهم ، ولم نسمع أنه استخدم الشرطة ضد أحد من ناقديه ، الخوارج أرسل إليهم - كما ينقل ابن قتيبه في الإمامة والسياسة وغيرها من المصادر- أرسل اليهم عبد الله بن العباس ليحاورهم ويفاوضهم سلميا الا انه يئس من ذلك. كما وانه في صفين ايضا اخذ يناقش طلحة والزبير ان كان [ احدث حدثا ان يسموه له ]. فعلى ما كان ليمد يد الحرب وعنده مندوحة للسلم فالحاكم يجب ان لا يلتجأ الى القمع وان يكون خياره الوحيد في اتعاطي مع المعارضين هو خيار العنف . فسياسة تكسير الرؤوس اسلوب يعتمده الراعي اذا ما احس بضعف منطقه وقلة حجته في الاجابة والقبول لمطالب الجمهور.

    الامام والتعددية السياسية :

    اكرم السيدة عائشة ام المومنين خير اكرام رغم انها البت عليه جموع المسلمين ، ولم يقم باي عمل عنيف ضدها بل هيأ لها حين انتهاء الحرب 20 خادمة يقمن بواجبها وكل الذي بدر منه عتاب في قول اذ قال لها [ ما انصفك الذين اخرجوك اذ صانوا حلائلهم وابرزوك ].

    كما وانه لم يلزم احدا من معارضيه بالانضمام الى جيشه فترك لهم حرية اختيار موقفهم مادام سلميا، فحتى الذين تركوا مبايعته بل انتقدوه في فترة توليه للسلطة لم يلتجئ الى اعتقالهم فاسامة بن زيد وقف اليه اثناء بيعته وهو يوجه اليه الاتهام ناقدا : [ لا نبايعك وسيفك مازال يقطر من دماء المسلمين ] رغم علمه ان هذا السيف انما تصبب دما من دماء الكفر او اهل الفتن الخارجين على الامام مفترض الطاعة.

    موقفه من الخوارج :

    وما يوضح هذا المعنى اكثر انه رغم ان بينه وبين الخوارج دما الا ان ذلك لم يمنعه في ان يمدهم بالعطاء من بيت مال المسلمين وهذا مؤشر اخر على مدى تمسك علي بالحق والانصاف والعدل . كما وانه لم يمنعهم من دخول المساجد وعاملهم معاملة المفتونين المشتبهين رغم انهم تطاولوا على حكمه وحكومته بل راح اكثر من ذلك يلتمس لهم الاعذار قائلا [ لا تسبوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه ].

    سجون الامام علي :

    كان على ملتزما بجميع الضمانات الانسانية للسجناء . فكان يخرج فئاة من اهل السجن ليشهدوا الجمعة بشروط معينة ثم يعيدهم. المستدرك /431.. كما و انه قام بتقنين مادة في دستوره تنهى عن الاخد بالاقوال التي تنتزع تحت التعذيب كان نصها : [ من اقر عن عن تجريد او حبس او تخويف او تهديد فلا حد عليه ]. الوسائل ج16 ص 111.

    وينقل المستدرك عنه انه ما كان يبقي احدا في السجن دون حق فقد كان يعرض السجون كل يوم جمعة ، فمن كان عليه حد اقامه عليه ومن لم يكن عليه حد خلى سبيله ] المستدرك ج88 ص36. كما كان لا يسجن الا بعد معرفة الحق وانزال الحدود لان الحبس بع ذلك ظلم . المستدرك 17/403.

    اعطاء المتهم حق الدفاع عن نفسه:

    ونلحظ ذلك من قوله :[ ان الحدود لا تستقيم الا على المحاجة والممقاضاة واحضار البينة ] الدينوري ، الاخبار اطوال ص 130. ولذلك ما نلحظه في التشريع الاسلامي [ امتناع القضاء على غائب ] . الوسائل 18/17.. كما وان الامام سن قانونا بأنه على الدولة ضمان اخطاء القضاة بحيث تدفع ما يستحق للمظلوم او لاوليائه في الدم والقطع . الوسائل 18/165.

    علي والحد من سلطة الجهاز الامني :

    لقد اثبتت التجارب ان اكثر الازمات السياسية التي تمر بها البلاد داخليا يكون للجهاز الامني دور في تأزيمها ، وان اكثر ما تضيع الثقة بين الراعي والرعية هي بسبب العناصر التى تقوم بنقل الاخبار الى الراعي عن الرعية. لذلك الامام في الوقت الذي الذي فيه يركز على مسألة الامن وحفظ الامن ايضا الا انه يحاول دائما ان يحد من سلطة السلطة التنفيدية . ففي وصيته لمالك الاشتر عندما تولى ولاية مصر اوصاه بعدة وصايا منها على سبيل المثال لا الحصر : [ وليكن ابعد رعيتك منك واشنأهم عندك اطلبهم لمعايب الناس ، فان في الناس عيوبا الوالي احق من يسترها .. فلا تكشفن عما غاب عنك منها فانما عليك تطهيره ما ظهر لك …فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك ] .. ولا تعجلن الى تصديق ساع فان الساعي غاش وان تشبه بالناصحين ].

    ولعلك تلحظ الشفافية في الحكم واضحة في هذا المقطع من قوله موصيا الاشتر: [ ثم املك حمية انفك ، وسورة حدتك وسطوة يدك وغرب لسانك واحترس من كل ذلك بكف البادرة وتأخير السطوة ] .. فالامام هنا يركز اكثر ما يركز على مسألة من [ السطوة في الحكم ] لكي لا يتحول الجو في البلاد الى جو بوليسي قامع فيضطرب امن البلاد وفي يومنا هذا قد تلجأ بعض الانظمة الفردية كمحاولة لاضفاء الطابع الديمقراطي على البلاد الى سياسة (الباب المفتوح) . فالامام بعد ان رسخ مبدأ الشورى كنظام يحكم العلاقة بينه وبين عامة الناس ركز ايضا على ضرورة ان يلتزم الحاكم بيوم يأتي اليه الناس يسمع الى شكواهم غير متناس بان يوصي ايضا بان يكون اللقاء بعيدا عن وجود المخابرات او الجنود الذين يكون وجودهم يمثل قلقا او عامل خوف للشاكي فيقول موصيا لمالك الشتر في اثناء حكمه على مصر : (( واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاما , فتواضع فيه لله الذي خلقك ,وتقعد عنهم جندك واعوانك , احراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع فاني سمعت رسول الله (ص) يقول : (( لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع )).. كما ان هناك بعض الوصايا لعلي لمالك الاشتر وهو يحاول اقامة حكومة اسلامية في مصر نطرحها باسهاب خوف التطويل تاركين للقارئ عقد المفارقة بين عدالة علي التى جسدت قبل 14 قرنا وبين عدالة دول اليوم من دعاة الديمقراطية وغيرها لنجد الفارق الواضح بين الاسلام كاديولوجية تحمل كل معاني السمو والرقي والتقدير للانسان وبين دساتير اليوم التى أكثر ما تكون شكلية في مضامينها واطروحاتها , نطرحها على شكل مواد لدستور:

    المادة الاولى : 1- واشعر قلبك الرحمة للرعية , والمحبة لهم , واللطف بهم , ولا تكن غليهم سبعا ضاربا تغتنم اكلهم . فانهم صنفان اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق .2-العفو أ- (( فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب ان يعطيك الله من عفوه وصفحه , فانك فوقهم ووالي الامر عليك فوقك والله فوق من ولاك , وقد استكفاك امرهم , وابتلاك بهم )).

    ب - (( ولا تندمن على عفو , ولا تبجحن بعقوبة , ولا تسرعن الى بادرة وجدت منها مندبة , ولا تقولن اني مؤمر امر فاطاع فان ذلك اذعان في القلب , ومنهكة للدين , وتقرب من الغير ))

    3-سخط العامة ورضا الخاصة : (( وليكن احب الامور اليك اوسطها في الحق , واعمها في العدل واجمعها لرضا الرعية , فان سخط العامة يجحف برضى الخاصة ,وان سخط الخاصة يغتفر مع رضا العامة )).

    4- صفات الوزير : (( ان شر وزرائك من كان للاشرار قبلك وزيرا ومن شركهم في الاثام , فلا يكونن لك بطانة , فانهم اعوان الاثمة واخوان الظلمة ))

    5-الشفافية في الحكم ((ثم ليكن اثرهم عندك اقولهم بمر الحق لك , واقلهم مساعدة فيما يكون منك , ثم رضهم على ان لايطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله , فان كثرة الاطراء تحدث الزهو وتدني من العزة ))

    6- الشورى في الحكم : (( واكثر من مدارسة العلماء , ومنافسة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه امر بلادك, واقامة ما استقام به الناس قبلك )).

    7-العدل اساس الحكم : وان افضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد وظهور مودة الرعية , وانهم لا تظهر مودتهم الا بسلامة صدورهم ..فافسح في امالهم , واوصل في حسن الثناء عليهم , وتعديد ما ابلى ذووا البلاء منهم , فان كثرة الذكر لحسن , فعالهم تهز الشجاع , وتحرض الناكل ( الجبان ) ان شاء الله .

    8- البذل للجنود من الاموال : (( ثم اسبغ عليهم الارزاق فان ذلك قوة لهم على استصلاح انفسهم , وغنى لهم عن تناول ما تحت ايديهم , و حجة عليهم ان خالفوا امرك , او ثلموا امانتك )).

    9- التنمية والاعمار : (( وليكن نظرك في عمارة الارض ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج,لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة, ومن طلب الخراج بغير عمارة اضر بالبلاد واهلك العباد, ولم يستقم امره الا قليلا … فان العمران محتمل ما حملته.

    10-اسباب تدهور الاقتصاد: (( وانما يوتى خراب الارض من اعواز اهلها ,وانما يعوز اهلها لاشراف انفس الولاة على الجمع , وسوء ظنهم بالبقاء, وقلة انتفاعهم العبر )).

    11- الضمان الاجتماعي: ((ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين ,و المحتاجين , واهل البؤس والزمنى , فان في هذه الطبقة قانعا ومعتزا واحفظ لله ما استحفظك من حقه فيهم , واجعل لهم قسما من بيت مالك ,وقسما من غلات صوافي الاسلام في كل بلد ,فلا يشغلنك عنهم بطر , فانك لا تعذر بتضييعك التافه لاحكامك الكثير المهم . ففرغ لاولئك ثقتك من اهل الخشية والتواضع فليرفع اليك امرهم ,ثم اعمل فيهم بالاعذار الى الله يوم تلقاه فان هؤلاء من الرعية احوج الى الانصاف من يرهم , وكل فاعذر الى الله في تادية حقه اليه)).

    12- علي وحقوق الحيوان: انطلق على في تشريعه لحقوق الحيوان من قوله تعالى : (( وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ ثم الى ربهم يحشرون )) ان علي ابن ابي طالب اول من اسس جمعية لحماية الحيوان فالتأريخ ينقل مواقف متعددة تعكس البعد الانساني والقيم الرفيعة لعلي (ع) وهو يتمثل بالواجب الحقوقي لبني البشر وايضا للحيوان فلقد نقل لنا التأريخ انه اسس مربدا للضوال من الحيوانات يقوم باطعامهم . ويقيها قرص البرد وحر الصيف ويطعمها ويعلفها من بيت مال المسلمين .. فينفق عليها الى ان يمر عليها زمن من يدعيها يقدم البينة والا فتستخدم ان امكن الاستفادة منها والا تترك في مكانها .-كما كان يوصي المصدقين (جامعي الزكاة )ان لا يطلعوا بالحيوان بالضاحية , او بالهجير كما وكان يوصي كثيرا عماله بالرفق بالحيوان (( لاتفصلوا الناقة عن فصيل ها )) , (( لاتنهكوا الام بالحلب , فلا يبقى شئ لوليدها )) كما ويوصي عماله كما جاء في وصيته لمالك الاشتر في دستوره العظيم (( فاذا اتيتها فلا تدخل دخول متسلط عليه ولا عنيف به ولا تنفرن بهيمة , ولا تفزعنها ولا تسوء صاحبها منها ..)).

    هذا هو تراثنا مليئ بالمواقف والاقوال التي لها دلالات كثيرة على مدى احترام البشر


    لكن اخي الشريف للاسف كثير من الناس تجهل من هو علي بن ابي طالب كردة فعل لان اخواننا الشيعة يعظمونه
    والله اخي الشريف هذه مقتطفات وغيض من فيض من عظمة هذه الشخصية وسوف ترى تماذج اعظم واكثر اضاءة في الكتاب

    ولك الود
                  

09-09-2003, 11:25 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)



    ونحن نجد فى تاريخ المرحلة الاموية نفسها شاهدا صريحا على هذه الحقيقة مما يرويه المؤرخون ان معبدا الجهنى وعطاء بن يساراتيا الى الحسن البصري وقالا له )يا ابا سعيد ... هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين وياخذون اموالهم ويقولون: انما تجرى اعمالنا على قدر الله تعالى.. فقال لهما الحسن البصري: كذب اعداء الله(
    بعد هذا كله نرى ان من الصحيح القول بان قضية حرية الانسان اتخذت بعدا ايديولوجيا منذ العصر الاموي وقد ظل يصاحبها هذا البعد الايديولوجى فى العصور العربية الاسلامية اللاحقة.. فبعد جماعة القدرية وجاءات مرحلة المتزلة الذين كان نشاطهم خلال حركة الفكر العربى الاسلامي نشاطا خصبا وكان لقضية الحرية الانسانية , بمفهومها التراثي دور ملحوظ وطاغ فى هذا النشاط لان المعركة الايديولوجية فى مرحلة المعتزلة اتخذت طريقها نحو المزيد من الاحتدام.. لقد وقف المتزلة مع قضية الحرية الانسانية وحاربوا الجبرية بحزم..
    وبعد المعتزلة كانت القضية ذاتها تدخل المعركة من جديد كلما نجددت معركة الحرية الانسانية لكن شكل دخولها كان يختلف من مرحلة الى اخري تبعا لاختلاف الظروف الزمنية واختلاف مستويات تطور الوعي الاجتماعي والفكري بين عصر واخر .. ففى حين ظهرت القضية فى مرحلة المعتزلة بشكل متطور ومتقدم عما ظهرت به فى مرحلة القدريين , نجدها تظهر بشكل اكثر تطورا وتقدما فى عصر الفلسفة العربية الاسلامية بعد استقلال هذه الفلسفة من علم الكلام بطابعه اللاهوتى الواضح فقد اقترنت معالجة قضية الحرية الانسانية هذه الفلسفة العربية الاسلامية بمعالجة قانون السببية كمبداء كونى فى تفسير العالم يعنى ان لاشي فى هذا العالم يحدث بقضاء وقدر محضا , بل كل شئ وكل فعل انما يحدث باسبابه العقلانية , ومنها ارادة الانسان الفاعلة بحرية واختيار
    الاستنتاج الاساسي الذى نخرج به من هذه النظره التحليلية هو انه كانت هنالك طوال عصور التاريخ العربى الاسلامي حاجة موضوعية الى ظهور مفكرين مؤهلين للتعبير عن واحد او كل من طرفى الصراع بين طبقات وفئات مستثمرة,بكسر الميم وبين طبقات وفئات مستثمرة , بفتح الميم وقد اتفق ان الطبقات والفئات الاولى فى المجتمع العربى الاسلامي . كانت دائما تستغل النصوص الدينية الاسلامية ذات الصيغة الظاهرة بالجبرية, لتتخذ منها سلاحا نظريا سياسيا وايديولوجيا تدافع به عن وجودها وتبني فكرة تخليد سيطرتها وتجعل منه فى الوقت نفسه اداة لزرع روح الاستسلام الى الاقدار فى نفوس الطبقات والفئات الاخري المستثمرة , بفتح الميم, وتخدير ثوريتها وخنق مطامحها وكفاحيتها الطبقية
    ...............
    حسين مروة النزعات المادية فى الفلسفة العربية الاسلامية
                  

09-14-2003, 11:42 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    up
    يرفع لاهمية الموضوع
                  

09-15-2003, 04:06 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)



    الشكر لك يا اخ الازهرى لرفع الموضوع
                  

09-15-2003, 04:25 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    الأخ الشريف
    لك التحية
    هذا جهد مقدر
    الليلة سأتفرغ له وأعيد قراءته وربما أعيد قراء بعض أجزائه أكثر من مرة لأستبين بعض خباياه
    وسيكون لي حديث طويل معه
    لك الشكر
                  

09-16-2003, 03:59 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: ودقاسم)



    فووووق
                  

09-15-2003, 06:24 PM

ALazhary2
<aALazhary2
تاريخ التسجيل: 09-06-2003
مجموع المشاركات: 4966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحرية الانسانية فى الفكر التراثي العربي الاسلامي (Re: elsharief)

    اخي الشريف لك التحية والتقدير

    الموضوع يستحق ان يرفع وان يشارك به الاخوان لانه فعلا مهم للغاية


    الازهري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de