فصل الدين عن السياسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة متولى عبدالله ادريس(elsharief)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-29-2003, 12:44 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48774

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فصل الدين عن السياسة (Re: elsharief)


    رحم الله الدكتور فرج فوده

    ولك الشكر يا الشريف



    دولة المدينة التي كان سيدنا عثمان ثالث حكامها بعد النبي عليه الصلاة والسلام جمعت بين الدين والسياسة بمعنى أنها كانت تعتبر أن سياسة أمر الناس جزءا لا يتجزأ من الدين..

    وقد كانت تلك الطريقة في جمع السلطة الدينية والسلطة الدنيوية في يد الحاكم تجد التبرير الكافي في وقتها، مع أنها كانت تحمل بذور نهايتها كسلطة دينية في داخلها، والنبي عليه السلام قد عرف ذلك بل تنبأ بنهاية الخلافة بعده.. قال: الخلافة بعدي ثلاثون عاما ثم تصير ملكا عضوضا.. ويقال أن الإمام الحسن قد تنازل من الحكم لمعاوية بناء على ذلك الحديث..

    والتاريخ يخبرنا أن خلافات المسلمين على السلطة قد بدأت تظهر بعد التحاق النبي بالرفيق الأعلى.. واستمرت خلافاتهم حتى انتهت بهم إلى النزاع والفتنة والحروب..

    لماذا أقول أن الطريقة التي تجمع بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية قد حملت بذور نهايتها في داخلها؟؟ باختصار شديد: لأنها قامت على الوصاية وعلى العنف وعلى الحرب وعلى عدم المساواة بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع.. لقد كان النبي وصياً على المؤمنين ولكنه فرض نفسه أيضا على غير المؤمنين كأمر واقع.. لقد كانت الثورة الإسلامية التي انتصرت في المدينة ثورة عنيفة فرضت نفسها بقوة السيف فأكرهت المشركين على دخول الدين وإلا قاتلتهم.. وأكرهت أهل الكتاب على دفع الجزية والقبول بوضع أدنى درجة من وضع المسلمين، فالزكاة عبادة والجزية عقوبة، وحقوق الذميين معروفة في الشريعة.. أرجو أن لا يعجل أحد نفسه قبل أن يفهم وجه الرأي فيما أقول، فأنا أرى أن ذلك العنف مبرر في وقته بما يكفي.. على من يريد أن ينقض قولي هذا أن يقول لي لماذا وجد في المدينة من يسمون بالمنافقين؟؟ إنهم أناس أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، أو قل أبطنوا عدم الثقة في النبي وأبطنوا التكذيب به وبرسالته وأنهم كانوا خائفين من إظهار الكفر لأنهم يعرفون أن من يكفر سيعامل إما كذمي منقوص الحقوق أو كمشرك يجب قتاله ..

    وقد ازداد الأمر تعقيدا بعد التحاق النبي عليه السلام بالرفيق الأعلى.. أول أسباب التعقيد هي معرفة المسلمين بأن النبوة قد خُتمت وأن الوحي الملائكي قد انقطع بعده.. وقد كان شخص النبي بصفته نبي موحى إليه هو ما يجمع المؤمنين على الثقة برجل واحد.. ولكن زوال صفة الوحي بعده جعل المؤمنين يختلفون على أشخاص من يتولون أمرهم.. هذا ما كان من أمر المؤمنين.. وهذا هو الذي أدى في نهاية الأمر أن يرفع المسلمون السيف فقتلوا سيدنا عثمان ولا بد أن يكون المنافقين داخلين في هذه الفتنة بل مسرورين بها.. وعندما استقر الحكم لمعاوية بعد هزيمة سيدنا علي ومقتله على يد أحد الخوارج كان هذا إيذانا بهزيمة الدين ونهاية الخلافة الحقة..

    وقدأصبح الحكم ملكية ، تقترب من الدين حينا وتبتعد عنه في كثير من الأحايين، منذ معاوية وقد جاء الملوك إلى الحكم إما عن طريق الوراثةأو الانتزاع بواسطة القوة والعنف والحرب.. والآن لنأت إلى الأزمنة المتأخرة في القرنين التاسع عشر والعشرين.. حكم أباطرة الأتراك "الخلفاء" مصر وتركيا وجزيرة العرب، وبلاد السودان وشمال أفريقيا وقد كان حكمهم لا يختلف عن بقية المستعمرين الأوروبيين، ولا عجب أن حمل كثير من المسلمين السيف عليهم في الجزيرة العربية وفي السودان.. وقد اعتمدت الثورة المهدية في السودان على العنف كما هو معروف للتخلص من نير ذلك الحكم البغيض، ولكنها سارت في نفس طريق العنف باسم الشريعة في بلد متعدد الأعراق والديانات، فكان ذلك سبب نهايتها السريعة بجانب أنها أرادت غزو جيرانها في الحبشة ومصر.. وفي النهاية استطاعت كل من مصر وبريطانيا التي تحتلها منذ 1882 إعادة استعمار السودان .. أما في السعودية فقد استمر الحكم بطريقة تحالف فيها الملوك مع علماء الدين الوهابية وقد فرضوا سلطانهم بالقوة والعنف أيضا.. بعد هزيمة الامبراطورية التركية استطاع الغرب الرأسمالي أن يؤثر على كثير من الدول العربية والإسلامية اقتصاديا وسياسيا ولكنه لم يستطع أن يؤثر على جذور العقلية العربية المسلمة لتصبح ليبرالية ديمقراطية بسبب أنه كان منشغلا باستغلال هذه الشعوب واستنزاف مواردها وجعلها سوقا لمنتجاته..

    بعد نهاية الحرب العالمية الثانية برزت مشكلة فلسطين إلى السطح بعد كمون طويل لأن الدول التي انتصرت في الحرب وأقامت مجلس الأمن والأمم المتحدة وصاغت قوانينهما وإعلاناتهما، كإعلان حقوق الإنسان، قد قسمت تلك الرقعة إلى دولتين فلسطينية وإسرائيلية واعترفت بدولة اسرائيل.. من يومئذ انشغلت كثير من الدول العربية بالحرب مع إسرائيل عن ترقية الشعوب وتحقيق الحرية والديمقراطية التي أصبحت لغة عالمية..

    سارت كثير من الدول العربية في ركاب الاتحاد السوفيتي بسياسة خاطئة قادهم فيها الرئيس المصري جمال عبد الناصر فدخل معظمهم في مستنقع الحرب الباردة وكسبوا عداوة الغرب ولم يظفروا من صداقة المعسكر الاشتراكي إلا بما ساعد على هزيمتهم وعلى انبعاث التيار الإسلامي بفهمه السلفي على يد الأخوان المسلمين بينهم، وقد تفرعت منه كل الحركات التي تسمى جهادية وهي تكفر الحكام الذين تعتبر أنهم لا يحكمون بكتاب الله، ويقصدون بذلك تطبيق الشريعة.. وقد تمكنت هذه الحركات من اغتيال الرئيس السادات لأنه في نظرهم خان الدين والمقدسات والوطن واستسلم لدولة إسرائيل.. لم يكن بدعا إذن أن حاول الرئيس السوداني النميري إقامة الدولة الإسلامية فأعلن قوانين سبتمبر وفرض تطبيق أقسى أنواع العقوبات على المواطنين من مسلمين ومسيحيين.. لا زلت أذكر كيف وصف الترابي النميري بأنه مجدد القرن العشرين وقارنه بالمهدي.. وقد اتضح فيما بعد أن الإبقاء على السلطة في يده هو السبب الذي دفع النميري للعب كرت الإسلام، وأن طمع الإسلاميين في انتزاع السلطة الزمنية منه هو الذي دفعهم إلى تأييده ومبايعته إماما للمسلمين في بلد ثلث سكانه غير مسلمين!!! ليس هذا فحسب بل أن لهم تاريخا طويلا في الاصرار على الحصول على حقوقهم التي لا يمكن أن تتحقق تحت ظل الحكم باسم الشريعة أو حتى فرض الثقافة العربية وقد لجأوا لحرب العصابات لإجبار مختلف حكومات الخرطوم للاستماع لهم.. لقد بدأت الحركة الشعبية ثورتها المسلحة على نميري منذ مايو عام 1982، وجاء إعلان قوانين سبتمبر الإسلامية بمثابة الزيت الذي صُب على هذه الحرب.. لقد كان الأستاذ محمود والجمهوريون يدركون خطة الإسلاميين التي أشرت لها أعلاه في محاولة الوصول إلى السلطة، فأخرجوا في مايو 1983 كتابا أسموه: "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة"ـ ولكن هذه النصيحة وهذا النقد قادا نظام نميري إلى اعتقال الأستاذ محمود وكثيرا من الجمهوريين منذ يونيو عام 1983 وحتى ديسمبر 1984 عندما اضطر النظام لإطلاق سراحهم بلا قيد ولا شرط فيما كان يدبر للتخلص منهم ومن زعيمهم.. وقد كان الأستاذ محمود والجمهوريون يعرفون ذلك ولكنهم بالرغم من ذلك مضوا في طريقهم وأخرجوا منشورهم التاريخي الشهير ، "هذا .. أو الطوفان"ـ الذي طالبوا فيه بإلغاء قوانين سبتمبر موضحين أن الشريعة تتناقض مع حقوق الجنوبيين كمواطنين سودانيين.. وقد اختار الأستاذ محمود أن يدفع حياته ثمنا لذلك الموقف الأصيل الحكيم.. ولم يمض اقل من ثلاثة شهور حتى انهار نظام النميري..
    ولم تستطع الأحزاب السودانية أن تفطن إلى حكمة ضرورة إلغاء قوانين الشريعة الإسلامية فاستمرت في المراوغة ، بل طالبت الثوار الذين يحاربون في جنوب السودان بأن يقبلوا بما قبلوه هم لأنفسهم، وعرضوا على الحركة الشعبية فكرة تجميد قوانين الشريعة وإقامة تفاوض يؤدي إلى السلام وإشراك جميع السودانيين في السلطة.. ولكن الإسلاميون كانوا بالمرصاد لهذه النوايا الطيبة، فدبروا الانقلاب على الحكم بليل ومن يومها جاءت خلافة الترابي البشيرية على ظهر دبابة في مثل هذه الليلة قبل أربعة عشر عاما.. هذه المرة يحاول حزب الجبهة الإسلاميةأن يفرض حكم الشريعة الإسلامية على المسلمين وغير المسلمين، بل أعلن الإسلامويون الجهاد في الجنوب ضد المواطنين السودانيين ممن لا يقبلون بمثل هذا النوع من الحكم، ولا يرضون إلا بالمساواة في الحقوق والواجبات..

    كأني بهذه المداخلة قد أصبحت مقالا، مع أنني لم أخطط لها لتكون كذلك..

    سأتوقف لأقول خلاصة هامة:ـ
    لا بد من تفكيك الدولة الدينية المنقوصة أصلا في السودان.. فلا حكامها أنبياء يتلقون الوحي ولا هم في مستوى حكام مثل سيدنا عثمان في دينهم وورعهم.. دعك مما يعرفه الناس عنهم من اللصوصية والظلم والفساد وقتل الأبرياء وتعذيب الشرفاء.. فإذا كان سيدنا عثمان قد تعرض لمعارضة بعض المسلمين للدرجة التي حملتهم على مقتله بتلك الطريقة البشعة فهل يظن البشير أنه يستطيع بدباباته وطائراته أن يخضع الجنوبيين غير المسلمين أو يخضع ثوار دارفور الذين انشق جزء منهم عن حزب الجبهة نفسه، أم أنه قد تعود على ابتزاز غيره من الزعماء الذين لا يرون رأيه ولكنهم لا يملكون الشجاعة والعلم لقول ذلك بصراحة.. إنهم يخافون من وصف البشير لهم بالعلمانيين الذين يريدون فصل الدين عن الحياة بينما العقل يوجب عليهم أن ينادوا بفصل الدين عن الحكم.. لماذا لا يقولون بأنهم ضد تطبيق الشريعة؟؟

    انتهى الدرس أيها البشير.. وإذا لم يفهم الزعماء المقصودون هذا الدرس فسيقول التاريخ لهم: انتهت الحصة.. فالعالم قد تغير.. ونموذج طالبان والسعودية وإيران في أي مكان في العالم سينتهي إلى زوال..
    كل من يقرأ الحوادث بفطنة سيرى ذلك..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-29-2003, 03:35 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
فصل الدين عن السياسة elsharief06-28-03, 02:46 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة elsharief06-28-03, 03:44 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة al_msaa06-28-03, 03:50 PM
      Re: فصل الدين عن السياسة elsharief06-30-03, 12:42 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief06-29-03, 07:55 AM
  الى المساء خالد العبيد06-28-03, 04:06 PM
    Re: الى المساء elsharief06-30-03, 12:50 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Yasir Elsharif06-29-03, 12:44 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة bayan06-30-03, 02:22 AM
      Re: فصل الدين عن السياسة Yasir Elsharif06-30-03, 09:07 AM
        Re: فصل الدين عن السياسة shiry06-30-03, 02:13 PM
          Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-01-03, 08:45 AM
          Re: فصل الدين عن السياسة Yasir Elsharif07-06-03, 06:34 PM
      Re: فصل الدين عن السياسة elsharief06-30-03, 03:19 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief06-30-03, 02:20 PM
      Re: فصل الدين عن السياسة قرشـــو07-01-03, 08:34 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-01-03, 04:26 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Yasir Elsharif07-04-03, 09:03 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة حسن الجزولي07-04-03, 12:06 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة حسن الجزولي07-04-03, 12:06 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Yasir Elsharif07-04-03, 12:13 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة nasiradin07-04-03, 04:31 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-08-03, 10:44 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة حسن الجزولي07-04-03, 09:02 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-05-03, 10:08 AM
      Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-06-03, 03:42 PM
        Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-06-03, 03:46 PM
          Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-06-03, 03:52 PM
          Re: فصل الدين عن السياسة waleed50007-10-03, 02:09 PM
            Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-11-03, 09:52 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة omdurmani07-04-03, 10:26 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-07-03, 09:12 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة abu-eegan07-06-03, 06:49 AM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-16-03, 04:10 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة خضر حسين07-09-03, 01:32 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-09-03, 01:04 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-09-03, 01:07 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-09-03, 01:11 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-09-03, 07:54 PM
    Re: فصل الدين عن السياسة waleed50007-09-03, 08:04 PM
      Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-14-03, 03:52 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-12-03, 10:02 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-12-03, 10:19 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-13-03, 10:03 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-13-03, 10:31 AM
    Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-15-03, 04:15 PM
  Re: فصل الدين عن السياسة Lark07-13-03, 11:10 AM
  Re: فصل الدين عن السياسة elsharief07-17-03, 07:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de