|
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية (Re: Roada)
|
في محاولة مني لأغنـاء هذا البوسـت الفريــد أرجو أن تسمحوا لي قبل أن أنزل القصة التي بدأت بكتابتها وهي بعنـوان : " العجـوز المتصابي " والتي تندرج في إطـار نفس " الأدب" الوارد في أعلاه !! أن أبدأ بهذه القطعة التي أعجتني للكاتب الكبير حنا مينا .... على أمل أن أعود فيما بعد لإنزال قصة ( العجـوز المتصـابي ) كاملة إذا تيسر لي الوقت وإذا سمحت ظروف النشر بالمنبر الحر ـ وأيضاً ظروف أخـرى تتمثل في كـون " جـدو المراهق " وهو بطل القصة التي أنا بصددها هو أحد المتنفذين الكبـار في " اللجنة الشعبيـة " المعينـة في قريتنا والتي يبدو أن دخوله لها قد جـاء على قـاعــدة : ( إن أبـا سـفـيـانَ رجل يحـب الفخـرَ فأجعلوا له شيئاً ) !!! على كلٍ القصة تدور حول ما يسمى بـ " فترة المراهقة الثانية " لدى كبار السن ـ أحاول فيها عبر شخصية ( جـدو المراهق ) تتبع ما يطرأ من تغييرات وتحولات في السلوك لدى بعض كبار السن تتطيح بالوقار المفترض فيمن تجاوز الخميسنات من العمر حيث أن بطل قصتنا يزحف نحو الستين من العمر ويعتبر بتصرفاته من النماذج المثالية لدراسة ما يسمى بـ ( فترة المراهقة الثانية ) !!! والآن إلى قطعة حنا مينا ـ ريثما تكتمل التعديلات المطلوبة على قصة ( العجوز المتصـابي )
......................................................... في علم النفس، هناك نقطة غاية في الأهمية، اطلقتُ عليها اسم "خبث اللاشعور" وقد جرى نقاش طويل، ولايزال، بيني وبين أطباء الأمراض العصبية والنفسية، حول هذا الخبث اللاشعوري، الذي ينكر بعضهم وجوده، لأن الكتب التي تبحث في سكولوجيا الإنسان، من فرويد إلى يونغ، تركز على مبدأ الأنا العليا، وعلى الشعور واللاشعور، متجاهلة خبث اللاشعور، الذي قد يكون متضمناً في مقولات نفسية أخرى، وليس له استقلالية في ذاته! لقد كتبت، حتى الآن، ما يزيد على أربع وثلاثين رواية، ودون علم النفس، لا يمكن للروائي، أن يفهم، ويطوّر، مع نمو السياق، ونمو الشخصيات، نمو الحالة النفسية، لكل شخصية في ذاتها، وفي فرادتها، على كثرة ما في كل رواية من شخوص أساسية وجانبية، ومن يتعامل مع الرواية، في انبثاقها حدثاً مبنياً على الواقع، وعلى التجربة والمعاناة في هذا الواقع، واستيقاظها بعد هجوع في قاع الذاكرة، يدرك ان عليه، بداية ونهاية، ألا يهمل الأشياء الصغيرة، التي تصبح في دلالتها، أشياء كبيرة، سواء في مساندتها لابطال الرواية، أو في اغناء الخط الأساسي، الذي تكون الخطوط الجانبية في خدمته إذا صح التعبير، وقد ابلغتني سيدة تشتغل على رواياتي، في رسالتها لنيل الماجستير في الأدب، ان الدكتور عبدو عبّود نصحها قائلاً: "إذا أردت ان تفهمي بعمق، ما كتب حنا في الروايات التي بين يديك، إدرسي علم النفس أولاً". وسواء كانت هذه النصيحة واقعة، أو متخيلة، فإن الإلمام بنوازع النفس البشرية، وبطبائع الحيوان والنبات، تبقى ضرورية، مطلوبة لذاتها كثقافة، ومطلوبة، بشكل أكبر وأعمق، في رسم الشخصيات، ورصد تنوعاتها النفسية التي لا حصر لها، ومن بين هذه التنوعات، حيث اللاشعور الذي كثيراً ما يهمل، وخبث اللاشعور ليس بسيطاً كما نظن للوهلة الأولى، فهو يندس في الشعور نفسه، ويستخفي في طياته، فنحن قد نساعد امرأة ما، قائلين في سرائرنا هذه مساعدة لوجه الله الكريم، لكننا، في خبث اللاشعور، نساعدها لشيء آخر، يتكشف فيما بعد، فإذا هو غاية، أو قصد، أو نازعة تقرُّب لصيد ما، كما العنكبوت الذي ينسج شباكه لأمر يعرفه، هو اصطياد فريسته. ان خبث اللاشعور يتجلى عند الشيوخ، بأكثر ما يتجلى عند الشباب، فالشاب يفوز ببغيته، بأسرع، وأسهل، مما يفوز بها الشيخ، الذي تظل روحه طامحة إلى الجنس وغيره، بينما يخونه جسده في الجنس وغيره، وهذا ما أريد التركيز عليه، فالروح تبقى شابة مهما تقدم العمر بالإنسان، وفي شبابها الذي يبقى حتى النفس الأخير، تطمح الروح دائماً إلى البقاء، وهذا مشروع جداً، مادام الطموح صنو الأمل، أو عينه، إلا ان الجسد يخون طموح الروح، ومن هنا حاجة هذا الجسد إلى المنشطات، والمقويات، ومن هنا وعي مراكز البحوث الطبية، بما اسميته شباب الروح، وشيخوخة الجسد، حيث أقبلت على صنع العقار المقوي، سواء على شكل حبوب أو غيرها، فانتعشت آمال الشيوخ، في استعادة شباب الجسد، ووقف انهزامه أمام شباب الروح. قد لا يكون أمير الشعراء أحمد شوقي، ملماً بمقولة شباب الروح وشيخوخة الجسد، لكنه، من خلال تجربته الشخصية، أو رصد تجارب الشيوخ، واتته فكرة الاشتهاء إلى الأخرى، حين لم تكن الحبوب المقويـة قد اخترعت بعد، وتبدى له الجمال الجسماني، في الأنثى وغيرهـا، وبدافع استشفـافي من ذلك، وضــع قصيدتـه التي مطلعهــا : سلوا قلبي غداة سلا وتابا لعل على الجمال له عتابا ويسأل في الحوادث ذو صواب فهل ترك الجمال له صوابا؟ وكنت إذا سألت القلب يوماً تولى الدمع عن قلبي الجوابا ولي بين الضلوع دم ولحم هما الواهي الذي ثكل الشبابا وانني اتوقف عند البيت الأخير، لما فيه من اعتراف صريح وصحيح، بأن الذي ثكل الشباب هما الدم واللحم، أي الجسد الذي خان شباب الروح، واعرف، كما يعرف القارئ الكريم، حكايات وحكايات، عن شيوخ خانهم جسدهم، وظلت روحهم شابة، وبتحريض من هذه الروح، بكوا شبابهم الغارب، أو اقدموا على زيجات غير متكافئة، من حيث فارق السن، أو تحسروا حسرة الكي بالنار، لأنهم لا يستطيعون ترميم جسومهم، بالمقويات والمنشطات، وبالحبوب الكفيلة، مع الخطر، باستعادة أجسامهم قوتها ولو لوقت قصير، فلجؤوا إلى عزاء الصبابة، ولعل لفظة الصبابة كانت، بدءاً، هي التعبير عن هذا العزاء. في كتاب "الأغاني" لأبي فرج الاصفهاني، كثير من الروايات والنكات عن الشيوخ الذين يتصابون، والتصابي، بمعنى البصبصة على النساء، مرذول غالباً، وإلى يومنا هذا، وتصابي الرجل العجوز مذموم، ويُنظر إلى الشيخ المتصابي، نظرة فيها القدح، وفيها التشهير، وفيها الدعابة، أو النكتة البذيئة، وفي الأمثال الشعبية المتداولة، هذا القول: "شيئان أضرب من ينح، شيخ تصابى، وصبي تمشيخ!" ورغم كل المذمات، والأمثال، والنكات، فإن الشيوخ يتصابون، ويبصبصون، ويتحسرون على قوة الشباب، التي ثكلها الجسد، وبعضهم يغامر، حتى لو شكلت مغامرته فضيحة، فيتزوج، وهو في أرذل العمر، فتاة في أول العمر، دون أن يؤثر فيه، أو يصده عن بغيته، لوم أو عذل، ورحم الله ابن زريـق السمّال الذي قــال: لا تعذليه فان العذل يولعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه جاوزت في لومه حداً أضر به من حيث قدرت ان اللوم ينفعه وبعضهم يضع كلمة النصح، بدل كلمة اللوم، والفارق هنا بسيط، لأن في النصح لوماً، احياناً كثيرة، والعكس صحيح. تبقى مسألة بحاجة إلى ايضاح، وهي ان التصابي ينصب على العجائز من الرجال ، بأكثر مما ينصب على العجائز من النساء، والسبب في ذلك ان المرأة تفقد رغبتها في الوصال في حدود الخمسين فما فوق، أما الرجل فتبقى لديه هذه الرغبة إلى التسعين فما فوق !!!
................... نهاية حديث حنا مينا ............... بــاب للخـروج : يا حبيبي ظمئت روحي وحنت " للشباب! " *** وهفا قلبي إلى " الخبث! " وناداني اشتياقي وعفواً جزيلاً لتلك الكلمات العميقة لما لحق بها من تبديل ...
(عدل بواسطة Elhadi on 09-12-2004, 09:21 AM) (عدل بواسطة Elhadi on 09-12-2004, 09:25 AM) (عدل بواسطة Elhadi on 09-21-2004, 12:25 PM) (عدل بواسطة Elhadi on 09-29-2004, 02:01 PM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-11-04, 04:45 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | Roada | 09-11-04, 05:26 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-11-04, 10:02 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | yasiko | 09-11-04, 07:53 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-11-04, 11:33 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 09-11-04, 10:20 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-12-04, 01:09 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | أبوالزفت | 09-11-04, 11:00 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-12-04, 04:20 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | فتحي البحيري | 09-12-04, 06:44 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-12-04, 09:54 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | Roada | 09-12-04, 05:49 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | Elhadi | 09-12-04, 09:17 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-12-04, 10:38 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-12-04, 10:25 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | Elawad | 09-12-04, 08:15 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | osly2 | 09-12-04, 10:07 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-16-04, 01:03 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | FRIGON | 09-12-04, 10:26 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-13-04, 10:20 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-13-04, 00:22 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | الواثق تاج السر عبدالله | 09-12-04, 01:24 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ودقاسم | 09-14-04, 00:29 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | yasiko | 09-12-04, 03:15 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | حمزاوي | 09-13-04, 00:05 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | Yasir Elsharif | 09-13-04, 07:42 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | Elawad | 09-13-04, 07:48 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 09-15-04, 02:15 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | محمد الامين احمد | 09-17-04, 06:00 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 09-23-04, 08:34 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 09-24-04, 01:39 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 12-08-04, 01:23 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | قلقو | 12-08-04, 01:51 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | عمر محمد عبد القادر | 12-08-04, 09:29 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 12-08-04, 11:45 PM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | ahmed haneen | 12-18-04, 10:21 AM |
Re: في قريتنا : فتوى تبقي على الكلبة المسعورة حية | bayan | 12-20-04, 07:00 PM |
|
|
|