|
Re: رمضان في السودان ! (Re: Ahmed musa)
|
الأخ عادل
سلمات وحمدا لله على سلامة الهبوط فى الوطن
هنئيا لك وأنت تعيد لحمتك بديارك العزيزة, وهنئيا لأهلك وصحابك مقدمك إليهم بكل زاد الحبان وبكل مداورات الغربة وتجاربها وبكل الأحاسيس السودانية وهي تمخر مجددا فى عباب الوطن .
فعش بينهم راضيا مرضيا , وأبحث فى سودانك الكبير عن سر إنقباضه المزمن وألتقي الناس لتكلل معارفك النظرية بقيم عملية وتراسيم واقعية , أصفح عمن إشتجرت وقدم الحسنة والنية البيضاء حتى تستقر سابق الإختلافات { وحتى الفظاظات } فى مجرى التباين الإنساني فى المفاهيم و تقدير الإمور ... لتظل قيم الحوار الليبرالي هي الأرفع عمدا , دون ضغينة ولا تطرف ولا مغالاة , فواضح أن جل إختلافاتك معهم سياسية , فيما السياسة متحركة , وربما عدو الامس يصبح صديق اليوم والعكس صحيح , والمواقف السياسية فى موار لا تحده جامعة الخرطوم ولا عثرات مسيرة حق ... فالأشفع والأصح هنا هو تقييد السياسة فى منزلة الجولات وليس إلحاقها الأبدي بالأشخاص ... فإن تعتقد أن غرمائك خسروا جولة , فأسع لأن تكسبهم فى جولة قادمة , لان المثابر الليبرالي لا يقيم أحكاما نهائية ... فهذا ما لا يسمح به المنهج الليبرالي فى حد ذاته الفكرية والعملية , إذ أنتم هنا طلائع لمساعدة الناس حيث يقفون وبالحسنى ... وتذكر أنك أخطأت فى سابق تاريخك الإختيار , فمن حق الآخرين أن يخطئوا كذلك , كما ينبغي أن تتذكر أن ليس هناك { ساعة محددة } ليتغير حينها كل الناس ,ويصبح بعدها الحكم جزميا على صلاح هذا وبطلان ذاك ... كلا عزيزي ... فالوعي عملية تربوية معقدة تتراكب فيها الظروف القومية مع الدوال الشخصية مع إختلاف الموازين لكل فرد مع المؤثرات التربوية على إختلاف أنساقها ومجاريها .
ثم أن الإعتذار الذي تطالب به كشرطية مسبقة للصفح عمن تختلف معهم , فأراك تطرح الأمر فى سياق { تأديبي } أكثر من كونه مدخل لتجاوز موضوع إصطراعي ... فالإعتذار قيمة تربوية وإنسانية فاضلة ومطلوبة فى عملنا السياسي على وجه التحديد ... لكنه يتم فى إطار مناخ سياسي لا أراه اليوم يسود أرجاءنا , لهذا فهو فى تقديري مطلب سابق لأوانه الإجتماعي دون أن أقلل من صحته نظريا ... فأقل إمارات التربية الأدوبة المتصالحة مع فضيلة الإعتذار هي توخي الأمثلة العليا فى قيادات الحركة السياسية لضرور الإعتذار حين الخطأ ... كما أقله كذلك سريان مفاعيل الديمقراطية فى الكيانات السياسية القائمة بأمر السودان ... فمن الذي إعتذر فيهم عن خطأ ما ... ومن الذي إعترف بقصوراته فى فصل من حياتنا السياسية , فكل أمرهم كان وما يزال يقوم على التبرير وعلى الإدعاء . وأعلم قبل أن تستهديني أن هؤلاء لا يمثلون وجدان الشعب حق تمثيل , وأنهم أنفسهم ليسوا بالغدوة الأفضل حتى نتبعهم وأن المبادر يشق طريقه فى عناد من أجل مفاهيم أرفع وأصح ومن أجل رسالة تنشد العدل والشفافية . فقط إلى أن يتحقق هذا وإلى أن تتراص قوى البديل وتبدأ ثقافتها فى الإثمار على نطاق المجتمع ... ستظل أحوالنا هكذا ... ليكون الأعتذار حينها { مبادرة } أكثر من كونه مردود عملية إجتماعية لم تتم بعد ... فالبعتذر كتر خيرو , ومن يصر على الخطأ فقل خيره طالما يفسح أجنابه للكبرياء الذاتي خصما على الحقيقة . وإذا إستثينت { إلى حين } تهمة العمالة والتخوين والإلصاق الجزافي بجهاز الأمن , فبقية الموضوعات التي تطرحها للإعتذار هي موضوعات خلافية { أزمة إتحاد جامعة الخرطوم وسد كجبار ... كمثال } فهنا من حق الناس الإختلاف والذي هو صمام أمان العملية الديمقراطية , بل من الضروري أن يشارك الناس فى مثل هذه الحوارات من موقع قناعاتهم وتأويلاتهم الشخصية , لأن الفرد فى المجتمع الليبرالي { المرتقب } هو أس العملية السياسية وحضوره من خلال منبره أو من على روافعه الشخصية هو تجسيد عملي للأفكار الديمقراطية ولمناهجها العملية .
أما إن عدت لموضوع الإتهام بالعمالة والأمن ... فهذا من الثمار المرة لتربيتنا السياسية الخطأ والتي إعتمرتها كيانات موغلة فى التطرف وفي الخصومة من ذات اليمين وذات اليسار , ولان هنا حال إستثنائي لا يرى فى الخصم السياسي غير عدو يستحق التدمير وبكل الوسائل المشروعة والإستثنائية كذلك , تربية شمولية عضوض إمتلكت مقام الرسن فى مقودنا السياسي حتى جرت عادتها ومصطلحاتها وأدبها مجرى الدم فى العروق والكلام فى اللسان ... فهو إتهام لقفل باب النقاش ولتخويف الخصم حتى يصمت .
فقبل محاسبة الأفراد الذين يضطلعون بمثل هذه الإتهامات فلا بد من هز جذع تلك الشجرة الحاملة للميكروب وفضح أساليب وممارسات النادي السياسي القديم وتقديم البديل الأوفق والأكثر إنسجاما مع عرى الديمقراطية ومع الشفافية ومع حتمية الرأي والرأي الآخر بلا قهر ولا إستبداد , فربما هذا هو الطريق لإنتشال ضحايا العدوان , ولترسيم طريق جديد ترتاده الجماهير بثقة وعنفوان ... فحينها سوف تضمحل موضوعيا ثقافة التجريم ويذهب ركامها الغث إلى مزبلة التاريخ ... فهذا ما أراه فى الأفق ... وفي يوم يرونه بعيدا ... وأراه قريبا .
فأصفح عزيزي عادل ... لترفع عن نفسك أعباء الخصومة { وإن نبلت } وأعلم أن ليس هناك ثمة ذهن سوداني مستقر ومتصالح مع نفسه وواقعه , فالجميع اليوم فى حالة موار إستدعته أزمتنا الوطنية المستفحلة , فنحن بالضبط كده فى مرحلة إنتقالية معنويا وفكريا ونفسيا , وفي مثل هذا الظرف فإن الحليم يكسب فكرته جمالا , وأن الصبور يرفع مقام مشروعه إلى حيز الآذان لتسمعه , نحن فى هذا الحال الذي ترابط فيه المشاعر بكثافة عالية , فإن أعظم الصفات المطلوبة لدي الداعية الجاد والغيور على مشروعه هي صفة { القبول } بل أراها تتقدم على عظمة الأطروحة وسلامتها .... فهذا تقديري الشخصي لكني أثق في سلامته .
كان فى الإمكان أن أدس هذه الرسالة فى ماسنجرك الخاص , لكن عنيت أن تكون عامة ... فهنا إرساء لقيمة الشفافية وهنا تدليل عملي على إلتزام الناس بما يقولون ... كما أن عادل اليوم شخص عام ... فإن صح فى المجرى العام فقد أخطأ فيه كذلك ... لذلك فطابع المشكلة والشخص المعني يؤيدان المعالجة فى إطار العام كذلك .
أقول بهذا وأتكلف العبء النفسي والمعنوي لنقد صديق أمام الملأ لأني أثق بأن عادل شخصية مهمة فى طورنا هذا وله دور آمل أن يؤديه مع الآخرين بنجاح وإقتدار ... وهنا أعينه بتبصيره بعيوبه وبعرضي لحلولي المتواضعه له ... كما أقبل منه وبالمقابل أي نقد يراه فيي وعلى ذات النول .
أمنياتي لك بقضاء إجازة طيبة ووقت رحب بين ظهراني شعبك وأهلك وصحابك ... وعارف إنك ما حا تقيف على كده ... حا تدرع شنطتك وهاك يا حوامة , ناس الحزب الليبرالي بي وين ناس حق بي وين , بل خايفك تنط ليك فى ركن نقاش فى جامعة الخرطوم ول الفرع { وجه ضاحك }
رمضان كريم ... وفي السودان ... أكرم .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-12-07, 08:21 AM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-15-07, 11:21 AM |
Re: رمضان في السودان ! | انور الطيب | 09-15-07, 11:54 AM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-16-07, 08:54 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Abureesh | 09-15-07, 11:54 AM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-16-07, 08:57 PM |
Re: رمضان في السودان ! | الطاهر ساتي | 09-16-07, 09:01 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-18-07, 12:37 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Deng | 09-16-07, 09:24 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Raja | 09-16-07, 09:32 PM |
Re: رمضان في السودان ! | اساسي | 09-16-07, 09:42 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-18-07, 12:45 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-18-07, 12:42 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Abdel Aati | 09-18-07, 12:39 PM |
Re: رمضان في السودان ! | عاطف عمر | 09-16-07, 09:54 PM |
Re: رمضان في السودان ! | مجدي عبدالرحيم فضل | 09-18-07, 12:45 PM |
Re: رمضان في السودان ! | kamalabas | 09-18-07, 02:49 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Ahmed musa | 09-18-07, 03:30 PM |
Re: رمضان في السودان ! | HAYDER GASIM | 09-19-07, 05:32 AM |
Re: رمضان في السودان ! | kamalabas | 09-19-07, 04:05 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Muna Khugali | 09-19-07, 04:09 PM |
Re: رمضان في السودان ! | Ishraga Mustafa | 09-19-07, 04:21 PM |
Re: رمضان في السودان ! | حيدر حسن ميرغني | 09-19-07, 04:12 PM |
Re: رمضان في السودان ! | AMNA BAGRAB | 09-19-07, 09:07 PM |
|
|