الي الشرفاء وكل معارضي الانقاذ!!!!!!

Quote: رجل الكهف السودانى ! عدنان زاهر [email protected] تداولت الصحف العالمية قبل عدة ايام ان رجلا فى احدى دول المعسكر الاشتراكى السابق "بولندا" ، قد فاق من غيبوبة استمرت لمدة 18 عاما. الرجل كان قد اصيب فى حادث قطار اثناء تأدية عمله. عكفت زوجته الممتلئة انسانية على ممارضته طيلة تلك السنوات حتى أفاق من غيبوبته التى امتدت لما يقارب عقدين من الزمان. عندما أفاق الرجل فجأة أصابه الاندهاش الدائم، وجد أن نظام الحكم الاشتراكى فى دولته قد تغير، بل أن المنظومة الاشتراكية بأكملها قد اختفت من خارطة العالم السياسى. تلاشت الصفوف للحصول على السلع الضرورية- كما تقول الصحف الغربية- بل ألغيت البطاقة التمونية التى كان يتم التعامل بها. كل ذلك أثار حيرته، لكن اكثر ما أدهشه هو رؤيته للناس يتحدثون من جهاز صغير لم يدرك كنهه. لا زال البولندى يواصل اكتشافاته و دهشته!! خطرت بذهنى فكرة ماذا لو كان رجل الكهف البولندى- سودانى؟ بمعنى، أن ذلك الحادث قد وقع لرجل فى السودان ظهر29 يونيو 1989 و أفاق فى يونيو الجارى والانقاذ تستعد للاحتفال ببقاءها فى السلطة لمدة 18 عاما. يلاحظ ان المدة التى قضاها الرجل البولندى فى الغيبوبة – للصدفة- هى نفس المدة التى قضتها الانقاذ جاثمة على رقاب السودانين. رجل الكهف السودانى ستصيبه الدهشة القاتلة من اشياء لا تعد و لا تحصى. • يجد أن النظام الديمقراطى الذى يعهده قد حل محله نظام ديكتاتورى عسكرى تحت مسمى الانقاذ، و يحمل بين طياته اسم الاسلامى. يجد فى الاعلام اناس لهم لحى مرسلة، و على وجوههم المكتنزة شحما علامات سوداء، يتحدثون كثيرا فى الدين. يعرف لاحقا انهم يوظفون الدين خدمة لاهدافهم و مصالحهم. • يجد ان فئة من الانقاذيون يحوزون على كل شئ و أغلبية الشعب السودانى قد اصبح فقيرا و متسولا. • لن يجد شيئا يدعى القطاع العام و يعرف انه بناء على تعبير جديد يدعى الخصصة، و بدعوى فشله- أى القطاع العام- و عبئه على الاقتصاد الوطنى قد تم تحويله الى قطاع خاص ينعم بثماره- التى ضحى من أجلها الشعب السودانى عشرات السنين- حفنة من الانقاذيون و أشياعهم. يصيبه البله عندما يعرف انه لكى يكمل الأبناء تعليمهم فعلى عائلهم ان يدفع ملايين الدينارات، و هو يعلم ان ما يعرف بالقادة الحاليين للدولة قد وصلوا الى ما هم فيه من جاه، بفضل مجانية التعليم وتوفيره لغير المستطيع! • عندما يحاول العودة الى عمله لن يجد شخصا يعرفه فى تلك الوزارة ليتبادل معه الحديث و الذكريات. فكل من يعرفه قد احيل الى الصالح العام او المعاش. يجد نفسه قد أحيل الى المعاش لفقدان اللياقة و لانعدام الامل فى الشفاء. • فى الموصلات العامة تصل الى اذنيه أسماء امراض لم يتشرف بمعرفتها من قبل، مثل أتش أى فى، انفلونزا الطيور، داء الفيل و الذى ذكرت الدولة ان 90% من الشعب السودانى مصاب به!! • يعرف ان الحرب قد وقفت فى الجنوب و اشتعلت فى جميع ارجاء الوطن، و أن فى دارفور فى ظرف عاميين قد قتل أكثر من 300 ألف شخص و شرد أكثر من مليونى شخص، ومزق النسيج الاجتماعي في تلك المنطقة العريقة من السودان. • يجد الشعب السوداني يتحدث مع بعضه البعض من جهاز صغير يعرف أنه يدعى بالموبايل، وتنتابه رغبة ملحة لمعرفة في ماذا يتحدثون طوال تلك الساعات. • عندما يحاول الخروج للتنزه في الحي الذي يسكنه لن يجد متسعا من الأرض يمارس فيه هواية المشي، فكل الأماكن الخالية- والتي صممت وتركت هندسيا للتهوية- قد تم الاٍستيلاء عليها بشتى المبررات وقامت بها استثمارات اسلامية. • يشاهد عربات من كل نوع لم يرى مثلها من قبل تزحف في الشوارع حتى استحالة الحركة، عندما يسأل من أين أتى هذا العدد الضخم من العربات، يأتيه رد مدير الحركة في ولاية الخرطوم - في مقابلة مع اٍحدى الصحف اليومية – اٍن الاٍزدحام هو دليل على الرفاهية التي ينعم بها الشعب السوداني! • يشاهد أبنية مرتفعة ومتعددة الطوابق، استخدم في بنائها عشرات الأطنان من الأسمنت والحجر ولا تحمل سمة من الجمال في بنائها الهندسي. يعرف أن الأشكال الهندسية مقلدة من بعض الدول العربية ولا علاقة لها بثقافة السودان أو مناخه. • يعرف أن كثيرا من السودانيين قد تركوا وطنهم وهاجروا في أرجاء العالم حتى استقر بهم المقام في بربادوس و اٍسرائيل سعيا وراء الرزق والعيش الكريم. • يجد أن السودان قد أصبح بلدا بتروليا، تتنافس الدول للحصول على جزء من بتروله، ثم يكتشف أن جالون البنزين قد أصبح أعلى سعرا مما تركه وحينما كان السودان يستورد بتروله! • يعرف أن السفاح نميري والذي ساهم في الاٍطاحة به في ثورة شعبية عارمة، عاد ليصبح نجما في المنابر ويحتفى به من قبل الدولة رسميا، بل سمح لتنظيمه بخوض الاٍنتخابات! لا أملك معلومات جديدة لما حدث للرجل البولندي ولكنني أجزم بأن رجل الكهف السوداني عندما يقرأ ذات يوم في احدى الصحف اليومية (صحيفة السودانى) قول أحد المسئولين عن مياه العاصمة، بأن مياه الشرب الملوثة والمتغيرة الطعم والرائحة في هذه الأيام، يرجع السبب في ذلك لتكاثر السمك (بلطي، قراقير، دبس، قراميط....الخ) في زمن الدميرة، وأن تلك الأعداد الغفيرة من السمك هي وراء تغيير الرائحة والطعم. صاحبنا سيفكر جادا أن يناقش زوجته الوفية في "العودة الطوعية" اٍلى غيبوبته.