|
شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه!
|
أخر مرة التقيتك فيها يا صديقي الراحل المقيم في اوائل عام1986 بالخرطوم وبجامعة الخرطوم وبكلية القانون و انت بذات ( الجينز) ولحيتك الجيفارية وعلي كتفك ذات الشنطة ( المخلاية) وانت ترتدي في قدميك ( الشدة) خليلة ثوار ارتريا في هضاب المقاومة السامقة ابان ثورة التحرير و حينهاكنت عائدا من بعثتك الدراسية من كندا ظافرا بالماجستير وكنت تحمله بيسارك لانك يساري ما بعد اليسار!! ولا انسي تلكم الليلة الرائعةالاخيرة والتي شرفتنابالمبيت فيها بمنزلنا الكائن بحي اركويت وانت تحدثني اثناء العشاء الاخير عن قرب مواعيد سفرك السريع جدا الي الشرق.. الي هضاب ارتريا الثائرة...لتأخذ حظك من التدريب والاعداد العسكري برفقة ثوار الجبهة الشعبية.. ومنها قرارك بالالتحاق بالمقاومةالتشادية لنظام حسين هبري حيث كنت ثائرا من ثوارها وما كان معظم زملاء الدراسة حينهايعلمون انك مواطن تشادي من قبائل التماس التشادية السودانية..لانك تلقيت كل تعليمك بالسودان وكنت سوداني النزعة واللسان والاخلاق و الوجدان ! وبعد ان ودعتك ذلك الصباح لم اسمع عنك ثانية يا صديقي الا لماما من اخبار من بعض الاخوة التشاديين الذين التقيتهم بليبيا... والخبر الاكيد كان بعد عشرة اعوام من ذلك اللقاء من صديقنا المشترك الاخ المناضل المحامي عبد الرحمن الزين وهو من القاهرة يهاتفني مسرورا بانه وجد ( الكنز عمران) هناك موظفا في مفوضية شئون اللاجئين وحينها كنت اهم بالرحيل لائذا من طرابلس الغرب الى قاهرة المعز بعد ان لم يطب لنا فيها المقام وهي تمد يد العون والتوادد والصداقة مع نظام العصابة في الخرطوم.. وكان لهم الحق فيما يشاؤون واحرار فيما يختارون وايضا لنا الحق فيما نقرر فقررنا الرحيل ونحن لا نريد ان نثقل علي مضيفينا اعباء مواقفنا الثقيلة في مقارعة ومضايقة اصدقائهم الظلاميين ..وهم يغازلونهم بخطابات تضعف امامها طرابلس ذلك الزمن الجميل!! لم اسعد بلقائك في القاهرة حين جئتها من طرابلس وانت تغادرها الي بيروت ولكني وجدت اثارك و اخبارك وعطرك يضوع بين السودانيين.. وانت تنفحهم بفرص اللجوء في المفوضية العليا لشئون اللاجئين حيث كنت واحدا من كبار موظفيها.. وكانوا يتحدثون عن احمد (التشادي ) صديق السودانيين جدا ومواقفه المنحازة اليهم!! ولكن كان الخبر الفاجعة والكارثة في اخريات العام 1998 وبينما انا جالس في داخل المفوضية بالقاهرة فقد تعود المندوب السامي وحينها كان مواطنامغربيا ان ينزل الي حيث مكتب استقبال طالبي اللجوء بالمفوضية متفقدا امورهم واحوالهم وسير اجراءاتهم وكان من قدري ان اكون واحدا من اولئك الذين صادفهم هذا المندوب.. وقد سالني من اي بلد وكم استغرقت اجراءاتي بالمكتب..فاجبته علي كل اسئلته ولكن يا لحظي العاثر ان بادرته بسـؤالي عنك يا صديقي احمد عمران وانت الذي كان يخدم موظفا لديهم وقد انتقل الي مكتب بيروت ... فصدم الرجل بسؤالي وتلعثم في اجابته وهو يسألني مفجوعا عن علاقتي بك..فاجبته بانك كنت صديقي وزميل دراسة ايام الجامعة.. وقد كنت من اميزالطلاب المبرزين الناجحين الذين مروا علي جامعة الخرطوم... وهنا صار الرجل يتأملني محزونا وانا اتحدث عنك ياصديقي وقد قاطعني لينقل لي خبر الفاجعة وهي وفاة صديقي احمد عمران قبل اسابيع في كارثة الطائرة السويسرية التي سقطت علي السواحل الكندية.. وكان خبرا كالصاعقة ينزل علي قد هز كل جوانحي وايضا كان الحزن علي ذلك الرجل الوقور شديدا وهو قد بدأ حينها يتحدث عن مناقبك ايهاالشهيد احمد باعتبارك من اميز وانجح واذكى الموظفين الذين مروا على المفوضية العليا لشئون اللاجئين... وبعدها اصطحبني الرجل مباشرة الى مكتبه بالطابق العلوي وعلي الفور اتصل بسكرتاريته وحملوا ملفي واكملوا اجراءاتي في الحين وهو يحدثني بانه انما يفعل هذا اكراما لعلاقتي بك ياصديقي الشهيد وانت تكرمني اليوم ميتا بسيرتك العطرة ويقدرها ايضا الاغراب ..و ايضا للتاريخ وانت حي اكرمتني يا هذا (العمران) ذات يوم في الجامعة وانا احاول ان اقدم لطلب الجلوس للامتحان كطالب خارجي بعد ان فصلت من الجامعى فصلا اكاديميا وانت تخبرني ان اغادر الجامعة علي الفور حيث جماعة امن الجامعة كانوا يبحثون عني وانا حينها كنت عضوا جديدا ملتحقا بحركة اللجان الثورية المغضوب عليها ابان الحقبة المايوية المدحورة وقد علمت ذلك كما اخبرتني من خلال زميل دراسة لك بخور طقت كنت ايهاالشهيد تعرف انه يعمل في امن الدولة من ضمن مجموعة الجامعة.. وعلي الفور قررت الخروج من السودان بناء علي هذه الخدمة الجليلة منك يا صديقي الراحل المقيم..
اللهم ارحم احمد عمران واغفر له وانزله مقام الصديقين والشهداء وانا لله وانا اليه راجعون .
هشام هباني
ملحوظة: الشهيد احمد عبد الله عمران من ابناء قبائل البديات الحدودية بين السودان وتشاد وهو خريج خورطقت الثانوية وقد التقيته زميل دراسة بجامعة الخرطوم بكليةالقانون 1978 وقد كان متميزا فهو اول الدفعة لحين فصلت منها في السنة الثانية.. وبالاضافة لكونه طالبا بجامعة الخرطوم كان ايضا يدرس الفرنسية بالمركز الفرنسي واللغة السواحلية بمعهد الدراسات الافريقية والاسيوية حيث كان اول دفعته ايضا في ذينك القسمين.. وبعد نيله درجة الماجستير وعودته من البعثة الاكاديمية بكندا.. التحق بمعسكرات الجبهة الشعبية الارترية للتدرب علي السلاح وبعدها التحق بصفوف المقاومة التشادية ضد نظام حسين هبري وكان عضوافي فصيل قوات الشيخ بن عمر,, وهو فصيل تشادي سياسي وبعد فترة تصالحت قوات الشيخ بن عمر مع نظام حسين هبري وانخرطوا في نظام تصالحي .. حيث تبوأ المرحوم عمران منصباقضائيا رفيعا بالدولة التشادية الي حين سقوط نظام حسين هبري علي ايدي جماعات ادريس دبي وبعد ذلك هاجر المرحوم عمران الي الخارج حيث طلب اللجوء لاجئا سياسيا ولا ادري في اية دولة.. وبعد ذلك التحق بالعمل موظفا بالمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وتدرج فيها الي درجات رفيعة الي ان توفاه الله في حادثة الطائرة السويسرية التي سقطت في عام 1998 قبالة السواحل الكندية.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | هشام هباني | 11-20-06, 03:59 PM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | Adil Osman | 11-21-06, 07:27 AM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | هشام هباني | 11-21-06, 09:35 AM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | Adel Sameer Tawfiq | 11-21-06, 05:25 PM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | هشام هباني | 11-22-06, 02:52 AM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | Mannan | 11-21-06, 07:53 PM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | هشام هباني | 11-22-06, 03:03 AM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | Elmoiz Abunura | 11-21-06, 08:40 PM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | Nasr | 11-21-06, 09:06 PM |
Re: شكرا جزيلا الى صــديقي الشهيد احمد عبد الله عمـران في عليائه! | هشام هباني | 11-22-06, 03:10 AM |
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|