|
للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق )
|
للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) محمد حامد الحمري [email protected] أحد أيام أغسطس العام 1970م ومن خلال إحدى نشراتها الراتبة أذاعت الإذاعة السودانية بكل ( إحترام ) وبرود خبراً يقول ( توفي اليوم إسماعيل سيد أحمد الأزهري المعلم بالمرحلة الثانوية ) ، ولست أدري إن كان المذيع يومها قد ترحم عليه او أشار لمكان دفنه وتلقي العزاء فيه ، ولاحول ولا قوة إلا بالله ! ، رائد الاستقلال ورمز العزة الوطنية ومفخرة للأمة وأول رئيس لوزرائها سعادة السيد إسماعيل الأزهري يتحول بقرار من الرفاق الُممسكين بمفاصل مايو وتلابيبها يؤمئذ إلى مجرد معلم بالمرحلة الثانوية مثله مثل أستاذ هاشم وأستاذ الطاهر وأستاذ حميد ! ، رفضوا الأزهري وقد داهمته أزمة قلبية وهو عائد لتوه من المشاركة في تشييع جثمان شقيقه ( علي ) وتلقي العزاء فيه ممن حضروا ، رفضوا له وهو السجين بسجونهم أن يستدعي طبيبه الخاص الدكتور صديق أحمد إسماعيل ليتولى علاجه والعناية به ! رفضوا وبقوا رافضين حتى أسلم الزعيم الروح لبارئها ! ، وقائع موثقة تؤكد وتبرهن بحق على طبيعة وحقيقة أخلاق الشيوعيين ونظرتهم ( الوضيعة ) للرموز والقيادات الوطنية التاريخية حتى وهي مسجاة وقد فارقت أجسادها الحياة !، الأخلاق كما يدرك الأسوياء قيمة شرعية وسجية إنسانية لا تقبل او تحتمل التجزئة والمزاجية والإنتقائية ، والذي يُقْدم بجرّة قلم ودون أدنى مبررات وحيثيات على فصل وتشريد عشرات الأكفاء والمميزين من أساتذة الجامعات وعلمائها وعلاماتها أمثال البروفيسور عبد الله الطيب والبروفيسور عمر جحا والبروفيسور محجوب عبيد والبروفيسور عمر محمد عثمان والبروفيسور أمين الكارب والدكتور الحبر يوسف نور الدائم وغيرهم من القامات السامقات ، الذي يفعل ويرتكب كل تلك الجرئم دون أن يستحي ويطأطئ رأسه خجلاً او ترمش له عين ، ما ينبغي للناس أن يتوقعوا منه التأدب في مقام الزعيم الأزهري والإمتناع عن السلوك السادي الإنتقامي في لحظة تاريخية توقف وسيتوقف عندها التاريخ كلما مرت وحانت ذكراها ! ، ما الجريمة والجريرة التي أتاها وارتكبها ازهري حتى ينال ذلكم الكم من ( الإستصغار ) و(الإحتقار) الذي لا يشبه الشرفاء في كل الحروب والمعارك التي تدور إنما يحترمون خصومهم أحياءً كانوا او موتي ، والازهري رحمه الله ربما اختلف مع زيد او عبيد لكنه لم يكن أبداً – فيما علمنا – خصماً فاجراً أو حاقداً على أحد ، وما فعله الشوعيون يوم رحيله الحزين إنما ينافي أبجد أبجديات القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة وهو عار مردود عليهم لم ولن ينل أبداً من شخص ذلكم الزعيم العظيم وتاريخه وصحائفه المشرقة ! ، ومهما تطاول الرفاق واجتهدوا ليفلسفوا ويبرروا فإن التاريخ سيبقى موثقاً لذلكم السلوك الخائب المخزي المعيب ، وهو سلوك أصيل في مفاهيم الرفاق وفعل متكرر في ممارستهم ، والدليل أنهم عادوا بعد نحو من عامين ليكرروا ذات السيناريو المخجل مع الإمام الشهيد الهادي المهدي حيث روجوا عبر الصحف وبعض وسائط الإعلام أنهم عثروا بغرفته بعد تفتيشها على بقايا ( زجاجات خمر) وبعض ( ملابس نسائية داخلية ) ! لهذا الدرجة من الصفاقة و( التفه ) و (الإنحطاط ) والإسفاف بلغ بهم الحال ! تسندهم فكرتهم المريضة وتدفعهم نفوسهم الخربة وتصور لهم خيالاتهم وأوهامهم أنهم بذلك إنما ينتقمون و(ينجزون) ويستقطبون جماهير الشعب السوداني لصفوف الثورة الوطنية الديمقراطية الإشتراكية ! ، الأخلاق ، أيها السادة ، قيمة عظيمة ونسيج سلوكي لا يتجزأ كما تعلمون ، وكل الناس يخطئون ويذنبون ويتنكبون لكن الصادقين فعلاً والنادمين حقاً من بينهم هم فقط من يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ، ويندموا ويعتذروا بشجاعة وصراحة وصدق للاحياء قبل الأموات ، ويستغفروا ربهم ويتوبوا ويؤوبوا قبل أن تطلع عليهم الشمس من مغربها ، يفعلون كل ذلك وزيادة ، مؤسسات وأفراداً ، عسى الله أن يتوب عليهم ويبدل سيئاتهم حسنات ، وليت الرفاق يفعلون فيغفر الله ذنبهم ويبيض وجوههم ويمسح خزيهم وعارهم إنه على ما يشاء قدير .
الثلاثاء / 3 /7 / 2007 م
http://www.sudanile.com/
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | bayan | 07-09-07, 08:54 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | bayan | 07-09-07, 09:21 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | حاتم الياس | 07-09-07, 10:44 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | عبده عبدا لحميد جاد الله | 07-09-07, 10:53 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | bayan | 07-09-07, 10:55 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | هجو الأقرع | 07-09-07, 10:59 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | bayan | 07-09-07, 11:10 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | Dr.Mohammed Ali Elmusharaf | 07-09-07, 11:45 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | bayan | 07-09-07, 11:54 AM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | Mohamed Abdelgaleel | 07-09-07, 01:58 PM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | bayan | 07-09-07, 03:47 PM |
Re: للأسى والأسف والعار (أيها الرفاق ) | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-09-07, 02:36 PM |
|
|
|