براح للفلسفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-08-2007, 04:37 PM

Mohammed Elhaj
<aMohammed Elhaj
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: براح للفلسفة (Re: Mohammed Elhaj)

    مهمة الهيرمينوطيقا انحدار من شلايرماخر وديلتاى1

    بول ريكور ـ ترجمة : محمد برادة ـ حسان بورقية

    تهدف هذه المقالة إلى وصف حالة مشكل الهيرمينوطيقا ، كما أستقبله وكما أنظر إليه ، قبل أن أدلى بمساهمتي فى الجدال في المقالة التي تليها . من هذه المناقشة الأولية، سأحصر نفسي فى إبراز ليس عناصر اعتقاد راسخ فحسب ، بل حدود مشكل لم يحل كذلك. أريد فى الواقع أن أقود التفكير الهيرمينوطيقى إلى النقطة التى تستدعى فيها ، بناء على إحراج داخلي ، إعادة توجيه أساسية ، إذا كان يسعى بجدية إلى الدخول في مناقشة مع علوم النص ، من السيميائيات إلى التفسير.
    سأتبنى هنا تعريف العمل التالى للهيرمينوطيقا: إن الهيرمينوطيقا هى نظرية عمليات الفهم فى علاقتها مع تفسير النصوص ، هكذا ستكون الفكرة الموجهة هى فكرة إنجاز الخطاب كنص . وستكون المقالة الثانية إذن مخصصة لبناء طبقات النص . من هنا ستكون الطريق معدة المحاولة حل إخراج الهيرمينوطيقا المركزي ، المقدم فى نهاية هذه المقالة الأولى ، أي البديل المدمر فى نظري ، لما بين الشرح و الفهم .بذلك سيبين السعي إلى تكاملية بين هذين الموقفين ،اللذين تنزع الهيرمينوطيقا الرومانسية الأصل بينهما ،عن إعادة التوجيه إلى يقتضيها مفهوم النص من الهيرمينوطيقا على المستوى الابستمولوجى.
    I - من الهيرمينوطيقا الإقليمية إلى الهيرمينوطيقا العامة
    إن بيان الهيرمينوطيقا الختامي الذى أقترحه هنا ،يتجمع باتجاه تكون إحراج ما ، الإحراج الذي استنهض بحثي الخاص ،لذا فالتقديم الذى سيعقب ليس محايدا ، بالمعنى الذى سيكون فيه مجردا من أي افتراض قبلى . خاصة وأن الهيرمينوطيقا نفسها تدفع إلى الاحتراس من هذا الوهم أو هذا الزعم.
    يبدو لى التاريخ الراهن للهيرمينوطيقا محكوما بانشغالين اثنين يميل الأول إلى توسيع هدف التأويل تدريجيا ، على النحو الذى تكون فيه سائر الهيرمينوطيقات الإقليمية مضمومة فى تأويل عام غير أن حركة اللآإقليمية هاته لا يمكن أن تبلغ مداها دون أن تكون ،فى نفس الوقت ، انشغالات الهيرمينوطيقا الابستمولوجية الصرفة، أغنى مجهودها للتشكل فى المعرفة ذات الصيت العلمى تابعه لانشغالات أنطولوجية، يكف الفهم تبعا لها عن الظهور كنمط من المعرفة ليصبح طريقة كينونة وأن يرتبط بالكائنات وبالكينونة؛ هكذا تواكب حركة اللاأقليمية بحركة ترسيخ لا تصبح معها الهيرمينوطيقا عامة فحسب بل أصلية
    1. "مكان" الهيرمينوطيقا الأول
    لنتعقب هذه الحركة وتلك بالتتابع أول "موضع" تشرع الهيرمينوطيقا فى اختراقه ، هو الكلام بالتأكيد و الكلام المكتوب بالأخص . ومن المهم إذن أن نحدد لماذا للهيرمينوطيقا علاقة مفضلة مع أسئلة ، يكفى، فى نظري ،ألا نطلق من خاصية ملفتة للانتباه فى اللغات الطبيعية ، التي تتطلب تأويلا على المستوى الأولى و العادى للحوار . هذه الخاصية، هي تعدد المعاني ، أي سمة كلماتنا فى امتلاك أكثر من دلالة عندما نفحصها من خارج استعمالها فى سياق محدد . لن أهتم هنا بأسباب التناسق التي تبرر اللجوء إلى شفرة معجمية تمثل خاصية فريدة أيضا . ما يهم فى هذه المناقشة الحالية هو أن تعدد معاني الكلمات يستدعى بالمقابل دور السياقات الانتقائي إزاء تحديد القيمة الراهنة التى تحوزها الكلمات فى إرسالية محددة، موجهة من طرف متكلم بعينه، إلى مستمع يوجد فى حالة خاصة ، إن الحساسية إزاء السياق هى المكمل الضروري و الرأى المعاكس المحتم لتعدد المعاني . غير أن قيادة السياقات تستخدم بدورها حركة تمييز تعمل فى تبادل إرساليات ملموس بين المتخاطبين وحيث يكون النموذج هو لعبة السؤال الجواب ، حركة التمييز هذه هى التأويل بحصر المعنى ؛ فهى تقضى التعرف على الإرسالية الأحادية المعنى نسبيا ، التي ركبها المتكلم على الأساس المتعدد المعانى للمعجم المشترك . إن إنتاج خطاب ذي معنى نسبيا بكلمات متعددة المعاني ، و التعرف على نية أحادية المعنى استقبال الإرساليات ، هو عمل التأويل الأول و الأكثرها بساطة . وفى هذه الدائرة الشاسعة جداً للإرساليات المتبادلة تقتطع الكتابة لنفسها مساحة محدودة ، يسميها فلهالم ديلتاى، الذى سأعود إلى الحديث عنه مطولا تعابير الحياة الثابتة بالكتابة(1) ، هذه التعابير هى التى تقتضي عمل تأويل خاص لأسباب سنحددها بعدئذ وترتبط بالضبط بإنجاز الخطاب كنص. لنقل مؤقتاً، أنه بالكتابة لم تعد شروط التأويل المباشر بناء على لعبة السؤال و الجواب، أي الحوار، موفى بها أبدا، آتذاك تم اكتشاف تقنيات خاصة لرفع سلسلة العلامات المكتوبة إلى مستوى الخطاب وإدراك الإرسالية من خلال التقنيات المنضدة الخاصة بإنجاز الخطاب كنص.
    2- فريدريك شلايرماخر:-
    تبدأ الحركة الحقيقية للآإقليمية مع المجهود المبذول لإبراز مشكل عام يتعلق بحركة التأويل كلما انخرط فى نصوص مختلفة .تمييز هذه الاشكالية المركزية و المحورية هو عمل فريدريك شلايرماخر. كان قبله ، من ناحية فقه لغة النصوص الكلاسيكية،خصوصا نصوص العصور الإغريقية- اللاتينية القديمة ، ومن ناحية أخرى تفسير النصين المقدسين، العهد القديم و الجديد.
    وفى كل واحد من هذين المجالين يختلف عمل التأويل بحسب تنوع النصوص. لهذا تقتضي هيرمينوطيقا عامة ما التنزه عن التطبيقات الخاصة و التمييز بين العمليات المشتركة بين شعبتي التأويل الكبيرتين. ولبلوغ ذلك لا ينبغي التنزه فقط عن خصوصية النصوص ، بل عن خصوصية القواعد و الوصفات التى يتبدد بينها فن الفهم كذلك . لقد ولد التأويل عن هذا المجهود المبذول فى سبيل رفع تفسير النصوص المقدسة وفقه اللغة إلى مصاف التقنية ، أي تكنولوجيا " لا تقصر على مجرد تجميع عمليات لارابط بينها .
    بيد أن امتثالية القواعد الخاصة بتفسير النصوص المقدسة وفقه اللغة لإشكالية الفهم العامة ، كانت تمثل قلبا مماثلا تماماً للقلب الذي أجرته الفلسفة الكانطية فى موضع آخر ، اتجاه علوم الطبيعة بالأساس . من هذا المنظور ، يمكن لنا أن نقول بأن الكانطية تشكل الأفق الفلسفي الأقرب للتأويل ، ونعرف أن روح كتاب "النقد" العامة ، تكمن فى قلب العلاقة بين نظرية المعرفة ونظرية الكينونة ؛ يجب قياس قدرة الفهم قبل مواجهة طبيعة الكينونة ونعرف أنه فى مناخ كانطي أمكنت صياغة مشروع إلحاق قوعد التأويل ، لابتنوع النصوص والأشياء الواردة فى هذه النصوص ، بل بالعملية المركزية التى توحد المختلف من التأويل ، لو لم يكن شلايرماخر نفسه واعيا بإجراء فى النظام التفسيرى والفقه لغوى نوع القلب الكوبرنيقي الذي أجراه كانط في نظام فلسفة الطبيعة ، فإن ديلتاي كان سيكون كذلك بالتأكيد ، في مناخ الكانطية الجديدة لنهاية القرن التاسع عشر . لكن كان يلزم قبل ذلك العبور من مد لم تكن لشلايرماخر فكرة عنه ، أعنى تضمين علوم التفسير وفقه اللغة فى العلوم التاريخية . داخل هذا التضمين وحده ، يظهر التأويل كجواب شامل لسد ثغرة الكانطية ، المنتبه إليها لأول مرة من طرف يوحنا غوتفريد هيردر ومعترف بها ، فضلا عن ذلك . من طرف إرنست كاسيرر : أي أنه فى فلسفة نقدية . لايوجد شئ بين الفيزياء والأخلاق .
    لكن الأمر لم يكن يتعلق فقط بردم ثغرة كانطية ؛ إنما كان يتعلق بتثوير تصوره للذات فى العمق. ولأنها حصرت نفسها فى البحث عن الشروط الكونية للموضوعية فى الفيزياء والأخلاق ، فإنه لم يكن بمقدور الكانطية أن تولد سوى عقل لاشخصى ، حامل لشروط إمكانية أحكام كونية . لم يكن بوسع الهيرمينوطيقا أن تضيف شيئا للكانطية لو لم تجن من الفلسفة الرومانسية يقينها التام الأصلى ، من ذلك أن العقل هو اللاشعور العملى الخلاق فى ذاتيات نابغة .فى الآن نفسه ،كان البرنامج التأويلى لشلايربماخر يحمل فى طياته البصمة المزدوجة الرومانسية والنقدية :الرومانسية بدعوته إلى علامة حية مع سيرورة الإبداع ،و النقد بإرادته فى بناء قواعد فهم صالحة كونيا .ربما كان كل تأويل مطبوعا بهذا النسب الرومانسى والنقدى،النقدى والرومانسى المزدوج ، النقدى هو خطة مقاومة سوء الفهم باسم القول المأثور الشهير : "يوجد التأويل حيثما يكون سوء الفهم"(2) والرومانسى هو "فهم كاتب كما فهم نفسه وربما أحسن"(3)
    ندرك فى الآن نفسه ، أنه إحراج ،بقدر ما هو نظرة إجمالية ، أن شلايرماخر قد بلغ خلقه، فى ملاحظات التأويل ، أنه لن يوفق أبدا فى تحويله إلى مؤلف كامل . وكانت القضية التى تصارع معها شلايرماخير هى العلاقة بين شكلين من أشكال التأويل :"التأويل النحوى" و "التأويل التقني" وهذا تمييز دائم فى عمله ، والذى لم تكف دلالته عن التنقل على مجرى السنين . قبل دار نشر كيمرليه Kimerles (4)، لم نكن نعرف ملاحظات 18.4 و السنوات التي تلتها؛ لذا قيدنا شلايرماخر بتأويل نفسى كان ، فى البداية ، على قدم المساواة مع التأويل النحوى. يتسند التأويل النحوى على خصائص الخطاب فى ثقافة ما ويتوجه التاويل النفسى الذى ما يزال يسميه تأويلا تقنيا ؛ إلى فرادتها ، بل وإلى عبقرية إرسالية الكاتب . لكن إذا كان للتأويلين حق متساو فلا يمكن تطبيقها فى نفس الوقت . ويدقق شلايرماخر : بأن فحص لغة مشتركة يعنى نسيان الكاتب ، وفهم مؤلف فريد ، يعنى نسيان لغته التى تم عبورها فقط . فأما أن نلحظ المشترك ، أو نلحظ الخاص . سمى التأويل الأول موضوعيا. ما دام يهتم بخصائص الكاتب اللسانية المتميزة. وكذلك تأويلا سلبيا ما دام يعين حدود الفهم فقط؛ لاتبالى قيمته النقدية سوى بالأخطاء المتعلقة بمعنى الكلمات . وسمى التأويل الثانى تقنيا، نسبة دون شك إلى مشروع أو تكنولوجيا ما . وفى هذا التأويل الثانى يتكامل مع مشروع هيرمينوطيقا ما . يتعلق الأمر ببلوغ ذاتية ذلك الذى يتكلم، ما دامت اللغة قد نسيت هنا يصبح الكلام العنصر الخادم للذاتية. ويسمى هذا التأويل إيجابيا،لأنه يبلغ فعل الفكر الذي ينتج الخطاب. لا أحد منهما يريد إقصاء الآخر فحسب، بل كل منهما يطالب بمواهب متميزة كما يوحى بذلك الإفراطان المحترمان لهذا وذاك، إفراط الأول يعطى التكلف ، وإفراط الثانى الغموض. فقط فى نصوص شلايرماخر الأخيرة استطاع التأويل الثانى الانتصار على الأول .وأكد الطابع التنجيمى للتأويل فيه على الطابع النفسى. لكن ، حتى ذلك الوقت ،لم ينحصر التأويل النفسى – وهذا المصطلح يعوض مصطلح التأويل التقني – أبدا فى حميمية الكاتب ؛ بل قحم مبررات نقدية فى نشاط المقارنة؛ لا يمكن أن يقبض على أية ذاتية إلا بالمقارنة و النقيض. بذلك تحمل الهيرمينوطيقا الثانية بدورها عناصر تقنية وخطابية . كما لا ندرك بشكل مباشر أبدا ، ذاتيةما، بل فقط اختلافهما مع أخرى ومع ذاتها . هكذا تكون صعوبة الفصل بين الهيرمينوطيقا معقدة بسبب مطابقة زوج التعارض الأول النحوي و التقني مع زوج التعارض الثاني ، التنجيم و المقارنة . الخطابات الأكاديمية(5) تشهد على العائق الأقصى لمؤسس الهيرمينوطيقا الحديثة. واقترح نفسي بالتالي (انظر المقالة الثانية) لإبراز أن العوائق لا يمكن تجاوزها إلا بتوضيحها لعلاقة المؤلف بذاتية الكاتب ؛ وفى التأويل بنقل نبرة البحث للذاتيات المختبئة، إلى معنى ومرجعية الآثر الأدبى نفسه. ولكن قبل ذلك يجب دفع إحراج الهيرمينوطيقا المركزى إلى الأبعد . مع ملاحظة التوسيع الحاسم الذى ألحقه به ديلتاى وهو يعلق الاشكالية الفقه لغوية و التفسيرية على الاشكالية التايخية . وهذا التوسيع، بمعنى الكونية الأكبر هو ما يهيئ نقل الابستمولوجى باتجاه الأنطولوجى بمعنى الترسيخ الأكبر
    3-فلهالم ديلتاى:
    يحتل دلتاى موقعا فى منعطف الهيرمينوطيقا الحرج هذا ، حيث باتت ضخامة المشكل بينة، غير أنها كانت ما تزال تطرح فى عبارات المناظرة الابستمولوجية ، التى ميزت كل مرحلة الكانطية الجديدة.
    كانت الحاجة إلى إدخال مشكل إقليمية تأويل النصوص فى حقل المعرفة التاريخية الأكثر رحابة، تفرض نفسها على فكر منشغل بتوضيح النجاح الكبير للثقافة الألمانية فى القرن التاسع عشر ، يعنى اختراع التاريخ كعلم غير مسبوق . بين شلايرماخر وديلتاى. يوجد كبار مؤرخى القرن التاسع عشر : ليوبولد رانك ، ي. غ . دورويسن وغيرهما . وكان النص المرشح للتأويل آنئذ هو الواقع نفسه وتسلسه Zusammenhang قبل سؤال : كيف نفهم نصاً ما انتمى إلى الماضى ، يطرح سؤال أولى: كيف تتصور تسلسلا تاريخيا ؟ قبل انسجام نص ما يأتى انسجام التاريخ. المنظور إليه كوثيقة الانسان الكبيرة. كأهم تعبير للحياة.كان ديلتاى قبل كل شئ مترجم هذا الميثاق الهيرمينوطيقا و التاريخ . وما نسميه اليوم تاريخانية. بمعنى محقر . إنما يعبر عن حالة ثقافية . أي عن نقل اهتمام البشرية الأدبية و الفنية إلى التسلسل التاريخي الذى حملها. فحطه التاريخانية لا تنتج فقط عن العوائق التى بعثتها هى ذاتها بل عن تحول ثقافى آخر ، حدث فجأة من وقت قريب تحول يحثنا على تفضيل النسق على حساب التغيير ، السانكرونية على حساب الدياكرونية . وسنرى بعدئذ كيف تعبر ميولات النقد الأدبى المعاصر البنيوية ، فى الآن ذاته ، عن فشل التاريخانية وعن قلب إشكاليتها فى العمق.
    لكن فى الوقت الذى كان ديلتاى يتحمل أيام التفكير الفلسفى مشكلة وضوح التاريخى ، الكبيرة . بوصفه كذلك، كان ميالا ، بدافع ثقافى ثان كبير ، إلى عن مفتاح الحل، ليس من ناحية الانطولوجيا ، بل فى إصلاح الابستمولوجيا نفسها ، الحالة الثقافية الرئيسية الثانية التى تمت إثارتها هنا ، قد مثلت بصعود الوضعية كفلسفة ، إذا فهمنا من هذا وبعبارات أعم ، اقتضاء العقل باعتبار نوع الشرح الأمبريقى الجارى فى مجال العلوم الطبيعية هو نموذج الوضوح كله . إن زمن ديلتاى هو فترة الرفض التام للهيجلية . وفترة احراج المعرفة التجربيية منذ ذلك الحين كانت الطريقة الوحيدة لانصاف المعرفة التاريخية تبدو انها كامنة فى أعطائها بعدأ علميا قابلا للمقارنة مع البعد الذى حققته علوم الطبيعة ؛ للرد إذن على الوضعية شرع ديلتاى فى تخصيص علوم العقل بمنهجية وبإبستمولوجية محترمين شأن نظريتها فى علوم الطبيعة.
    على خلفية هاتين الحالتين الثقافيتين الكبيرتين طرح ديلتاى سؤاله الرئيسى : كيف تكون المعرفة التاريخية ممكنة ؟ أو بشكل أعم ، كيف تكون علوم العقل ممكنة؟ يقودنا هذا السؤال إلى عتبة التعارض الكبير ، الذى يعبر كل عمل ديلتاى ، بين شرح الطبيعة وفهم الفكر . وهذا تعارض وخيم العواقب بالنسبة للهيرمينوطيقا التى تجد نفسها بذلك مقطوعة عن الشرح الطبيعى ومرفوضة من جانب الحدس النفسي .
    وفى الواقع بحث ديلتاى من ناحية التحليل النفسى عن السمة المميزة للفهم . يفترض كل علم العقل ويقصد ديلتاى بهذا كل أنماط معرفة الإنسان التى تتضمن علاقة تاريخية- قدرة أولية ، قدرة الانتقال إلى حياة الغير ، النفسية. فى الحقيقة لا يبلغ الانسان فى المعرفة الطبيعية ، سوى الظواهر المتميزة عنه حيث تنقلت منه شيئيتها. فى النظام البشرى . يحصل العكس ، الإنسان يعرف الإنسان ؛ مهما كان الإنسان الآخر عنا غريبا، فهو ليس كذلك بالمعنى الذى يمكن أن يكون فيه الشيء المادي مجهولا. الاختلاف الاعتباري بين الشيء الطبيعي و العقل يتحكم إذن فى الاختلاف الاعتباري بين الشرح و الفهم . ولا بعد الإنسان جذريا غريبا بالنسبة للإنسان ،لأنه يقدم علامات عن وجوده الخاص. فهم تلك العلامات يعنى فهم الإنسان هو ذا ما تجهله المدرسة الوضعية تماما: اختلاف المبدأ بين العالم النفسى و العالم المادى . قد نعترض على ذلك بقول : أن الفكر ، العالم الفكرى ليس هو الفرد (I;individu) بالضرورة : ألم يكن هيجل دليلا عن إحدى مناطق الفكر ، الفكر الموضوعي ، فكر المؤسسات و الثقافات التى لا يمكن إطلاقا إرجاعها إلى ظاهرة نفسية ؟ غير أن ديلتاى ما يزال ينتمى إلى ذلك الجيل الكانطى الجديد حيث يعتبر الفرد قطب كل العلوم الإنسانية ، ينظر إليه بحق فى علاقاته الاجتماعية ، لكنه فريد بشكل رئيسي . لهذا تتطلب علوم العقل ، كعلم أصلى ، علم النفس ، علم الكائن الفاعل فى المجتمع وفى التاريخ . وفى النهاية ، تقوم العلاقات المتبادلة ، الأنظمة الثقافية ، الفلسفة ، الفن والدين على هذا الأس . هنا ، بدقة أكثر ، يكمن ما يمثل حقبة كذلك ، فإن يلتمس الإنسان فهم نفسه كان بمثابة نشاط ، بمثابة إرادة حرة ، بمثابة مبادرة ومشروع . هنا نفهم التصميم الراسخ فى إدارة الظهر لهيجل ، و الاستغناء عن المفهوم الهيجلى لروح شعب ما كذلك متابعة السير على خطى كانط ، لكن فى النقطة التى ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، توقف كانط عندها.
                  

العنوان الكاتب Date
براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-23-07, 04:53 PM
  Re: براح للفلسفة Abdel Aati04-23-07, 08:25 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-25-07, 12:31 PM
    Re: براح للفلسفة bayan04-25-07, 02:14 PM
      Re: براح للفلسفة bayan04-25-07, 02:24 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-25-07, 07:44 PM
    Re: براح للفلسفة bayan04-26-07, 01:47 AM
  Re: براح للفلسفة محمود الدقم04-26-07, 02:15 AM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-26-07, 03:11 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-28-07, 11:39 AM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-28-07, 02:45 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj04-30-07, 04:42 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj05-01-07, 02:37 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj05-03-07, 12:34 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj05-05-07, 03:48 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj05-08-07, 04:08 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj05-08-07, 04:37 PM
  Re: براح للفلسفة Mohammed Elhaj05-09-07, 03:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de