أمَّك! نجّضوها لينا!! بقلم عثمان محمد حسن

أمَّك! نجّضوها لينا!! بقلم عثمان محمد حسن


10-15-2016, 10:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1476567703&rn=1


Post: #1
Title: أمَّك! نجّضوها لينا!! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 10-15-2016, 10:41 PM
Parent: #0

09:41 PM October, 15 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







· لا شيئ ثابت في الأكواخ الرابضة بجوار مكب النفايات.. لا شيئ
ثابت سوى الجوع و المرض!

· كمية كبيرة من لحم مستورد اعتبرته إحدى منظمات الأمم المتحدة
لحماً فاسداً لا يصلح طعاماً للآدميين.. لكن إخوة لنا اعتبروا أن اللحمة
هدية من السماء أتتهم في الموعد ليملأوا بها بطونهم الخاوية و بطون
عيالهم المنتفخة هواءً بسبب ال( كواش)..

· فشلت عملية إبادة اللحوم بالدفن.. فقد تمكن سكان الأكواخ من
نبشها لبيع ما تيسر لهم بيعه منها و أكل ما بوسعهم أكله.. و أمر
المسئولون العمالَ بدفنها في عمق أعمق من سابقه.. أتى جيران المكب
بأوعيتهم.. و بدأوا ينكشون الحفرة.. تم طردهم و إخراج اللحوم و صب
البنزين عليها لإبادتها بالحرق حتى تتفحم تماماً ، تمهيداً لدفنها..

· صاح فرد من جيران مكب النفايات، و النيران لم تنطفئ من اللحوم
بعد :" أمك! نجّضوها لينا!" فردد البقية الجملة في فرح طفولي و هجموا على
اللحوم المشوية بالبنزين، حاملين أوعيتهم و سكاكينهم..

· إنتو ما ناقشين يا خوي! اللحمة ديك ما نجضوها ليكم! نجضوها
للديدان تحت الأرض.. و ليس لكم..

· إنهم يعلمون أن اللحمة لم يتم اشعالها بالبنزين كي تنضج لأجلهم..
لكنهم كانوا يتعشمون في أن تكون كذلك عندما صرخ أحدهم:- " أمَّك! نجّضوها
لينا!! صرخة لا إرادية من ضائع عشمان في أن يكون في الدنيا شخص يهتم
بوجودهم يوماَ ما..!

· و هناك في عوالم الناس المنسيين معركة وجود شرسة و طويلة الأمد
تجري بين الانسان و خشاش الأرض في مكبات النفايات.. و في الهوامش..
معركة تكشف عن إعادة نظام الانقاذ لعدد كبير من السودانيين إلى عصور ما
قبل التاريخ.. و جعلهم يعيشون لا كمواطنين و لا كرعايا في دولة السودان (
الرسالية)..

· هؤلاء أناس يجاورون أطنانَ نفايات يؤتى بها كل يوم من قلب
المدينة إلى المكب في أقصى أطراف المدينة.. هياكل بشرية ضل الأمل طريقه
إليهم فنزلوا من مواقع ما تحت خط الفقر إلى مواقع أشد بؤساً بكثير.. يذهب
بعضهم للعمل في المدينة نظير مال بالكاد يغطي ( حق المواصلات) و لا يغطي
احتياجاتهم الأساسية للعيش لولا ما تلفظه المدينة في مكب النفايات.. أناس
يعملون و لا يعرفون رفاهية الاجازات و العطلات..

· الجوع يستعرض عضلاته اليومية هناك على أجسادهم و جميعهم هياكل
عبث بها الجوع و سوء التغذية.. بينما الذباب يسرح على وجوه أطفالهم و
يلعق السوائل اللزجة و هي تنزل من على الأنف و الفم في استمتاع أرعن.. و
لعدم وجود الكهرباء، ينامون مبكراً.. و أقصى متع الحياة عندهم تتركز في
التناسل و البحث عن طعام.. و لا يبالون في الصباح بما ستقولون عنهم إذا
نبشوا بيت النمل للحصول على حفنة ذرة.. أو أكلوا بقايا طعام كانوا جلبوه
من المدينة في كيس بائس.. أو بقايا لحمة جاد بها مكب النفايات عليهم..
النضال من اجل البقاء على قيد الحياة هو هاجسهم المسيطر دائماً..

· قد تضحكون عليهم بلا توقف.. و قد تضحكون و تتوقفون عن الضحك
لبرهة ثم تنخرطون في البكاء تأثراً.. و قد لا يهمكم ما يحدث لهم، فهم ليس
لهم حضور في أي ساحة عامة.. كما و أنهم ليسوا مثلكم عندما يضحكون و لا
يبكون مثل ما تبكون.. إنهم أناس مختلفون! و لا يهمهم أي استخفاف منكم
بحياتهم في صراعهم الدائم على هامش الحياة.. و طالما هم أحياء، فلا وجع
يهمهم كثيراً..

· و ليس بالضرورة أن تفهموا ماذا يعني أكل دجاجة نفقت.. أو شاة
ماتت أو جرادة تمت إبادتها بمبيد الحشرات.. أو لماذا يجمعون الجراد و
يشوونه أو يحمرونه على نار ( المنقد) في جمهوريتهم التي هي أبعد ما تكون
عن جمهورية الانقاذ ( الرسالية).. و ربما زارهم بعض (الرساليين) مذكرين
إياهم بحرمة اكل الميتة و الدم و لحم الخنزير.. و ربما استرسل (
الرسالييون) في تذكيرهم بتجنب كل الموبقات و المحرمات و التعاطي مع
الحلال و المباح دون أن يوفروا لهم وسائل الحصول على اللحم الحلال.. و
العيش الحلال.. و البيئة الحلال.. و الجوع يهري بطونهم.. و أرغم الفقر
الكثيرين للنزول إلى الشارع يمدون أياديهم للمارة أعطوهم أو منعوهم.. لا
يهم..!

· و إنتشرت ظاهرة الأطفال المتسولين بأساليب مباشرة و غير مباشرة..
يحملون قطع قماش يمسحون زجاج السيارات حيثما أوقفها النور الأحمر في
الدوار، و ينتظرون منك العطية.. و كثر الشحاذون الكبار في موقف السيارات
المحلية و السفرية.. و كل هؤلاء يعودون في المساء إلى أعشاش مبنية من
مواد غير ثابتة، و لا ثابت إلا الجوع و المرض..

· أرباب الأكواخ يبذلون الكثير لحماية أسرهم من التفكك و من حرارة
الشمس اللافحة صيفاً و البرد القارص شتاءً في ( جمهورية مكب النفايات)..
و لا نتحدث عن الحماية من السيول و الأمطار، طالما تحدثت وسائل الاعلام
المحلية و العالمية عن ( الاسهال المائي) الذي قتل من الناس من قتل في
سودانٍ يتجول فيه الموت بلا زاجر!

· ربما لا يخطر على بالكم أي وجود لحياة بشرية بالقرب من مكب
النفايات و في مناطق كثيرة مهمشة أخرى يتخذها السودانيون المسحوقون ملاجئ
لهم.. و إن خطر ما يشي لكم بوجودٍ إنسان في تلك الأماكن، فلن تكون الصورة
مجسدة تجسيداً كاملاً يغطي حواس البصر و الشم و السمع..

· إنها حياة تجبر الدموع على الهطلان.. حياة لا تُحتمل! وقد لمستها
بالمتابعة عن كثب!




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 15 أكتوبر 2016

اخبار و بيانات

  • بيان من رئيس حركة/ جيش تحرير السودان حول لقائه مع الرئيس ديبي
  • حركة/ جيش تحرير السودان قيادة مناوي تحتسب الشيخ محمد احمد طه
  • بيان / الشبكة الدولية لمنظمات المجتمع المدنى - جبال النوبة
  • كاركاتير اليوم الموافق 15 أكتوبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن استخدام الحكومة السودانية للسلاح الكيم

    اراء و مقالات

  • مخرجات حوار حسين خوجلي للرئيس البشير (حلقة 1/2 ) بقلم مصعب المشرّف
  • استخدام الاسلحة الكيميائية بالهامش السوداني انتهاك لحقوق الانسان بقلم الفاضل سعيد سنهوري
  • أبــرد .. بصراحة ( راحة )!!!! . بقلم أ . أنـس كـوكـو
  • من أهم مخرجات الحوار الوطني .. إرتفاع سعر ( الطعمية) بقلم جمال السراج
  • ( ما قصرتو ) بقلم الطاهر ساتي
  • الدستور ووثيقة الحوار (1) بقلم فيصل محمد صالح
  • الحب والظروف..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • أنثى الأبنوس!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • مسجد الشهيد.. سيدي الرئيس! بقلم الطيب مصطفى
  • يا ريـس ... الحسـاب ولـد!! بقلم ياسين حسن ياسين
  • إشكالية المثقف: رؤية عبد الله علي إبراهيم بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • سعادة الوزير..........البيرقص ما بغتي دقنو بقلم د. تيسير محي الدين عثمان
  • الدفاع عن السعودية اولوية عاجله بقلم د. حسن طوالبه
  • حلقة (قناة الجزيرة) حول الأديب التجاني يوسف بشير مأساة يا نسرين نمر..!! بقلم أحمد سليمان محمود

    المنبر العام

  • اليوم تخرج مدينة كالقري الكندية في مسيرة هادرة للتنديد باستخدام الاسلحة الكميائية
  • اعتقال ضابط الأمن قيس فضل جاد السيد 'وين حملات التضامن من انصار النظام' للتخابر مع اسرائيل
  • كدا الحزب الشيوعي رقد رقدت حمار الشفيع ....
  • عضو المنبر المهندس محمد ميرغنى حسين فى ذمة الله (امين عام الجالية السابق بقطر)
  • *** اكثر البلاد جوعا فى العالم ***
  • لجنة الاطباء والاستحمار: إضرابنا اضرابنا عشانك يا مواطن... بالله!!
  • النعمان حسن .. حكايات مايوية
  • إنو بشة من آل داوود !
  • بي صراحة كدة رائحة القبليةىوالجهوية اصبحت تملأ المنبر
  • مـــــــرايا .
  • ماهو رأيك في المذيع الكبير والصحفي النحرير الجلوذ الجهبذ حسين خوجلي؟!
  • الجعليون ما بين رواية النسب العربي والأصل الكوشي
  • السؤال الصعب .. لماذا فشلت النخب في ادارة السودان؟ والاجابة على مرمى نظر
  • هاي فايف'.. موضة السيلفي الجديدة
  • (حاجة آمنة إصبري).. إنه السلب بعد الغزو !!- مقال بثينة تروس
  • نحن في تنظيم الرايات الاربعة نهجنا العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم !!!
  • الرجال ينقرضون بعد 120 عاماً ..
  • كابلي و هادية طلسم و أمال النور و أحمد سعيد أبو أمنة و فالولة (فيديوهات)
  • فحص "المُخرجات" !! سيف الدولة حمدناالله
  • لماذا لا يحدث عندنا كما في مصر من سخط و تمرد كما ظهر في فيديو (خريج ‏التوك توك) و الرجل العاري؟
  • ولكم الحكم احبتي . . . . . . . . !!!
  • نقل سفير السودان من جوبا لأديس ابابا
  • هل يعقل هذا؟ الحرب العالمية الثالثة المؤامرة الدولية على المملكة العربية السعودية
  • ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺟديدة ﻓﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻐﺎﺯبالسودان
  • عاجل....التنظيم العالمي للاخوان المسلمين قرر ازاحة عمر البشير!!
  • عرس للسودانين الكينين بنيروبي بطقوس سودانية : السيرة مرقت عصر(صور)
  • تحذير والي جنوب كردفان لاستخدام مادة السيانيد القاتلة في كادقلي
  • للجادين فقط.... ارض لقطة للبيع راسا من المالك السماسرة يمتنعون
  • دولة ابارتهايد الفصل العنصري حتماً ستسلم الشمال(كوديسياً) إلى الحركة الشعبية