مواقف السودان رهينة مواقف المملكة العربية السعودية بقلم عثمان محمد حسن

مواقف السودان رهينة مواقف المملكة العربية السعودية بقلم عثمان محمد حسن


02-23-2016, 10:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1456261398&rn=0


Post: #1
Title: مواقف السودان رهينة مواقف المملكة العربية السعودية بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 02-23-2016, 10:03 PM

09:03 PM February, 23 2016

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


صرح البروف/ غندور بأن الحكومة لم تقل إنها امتنعت.. و لم تقل إنها
ستشارك في الحرب البرية في سوريا! ففهمنا أنها سوف تشارك طالما السعودية
هي التي تسعى إلى الحرب البرية.. و هي التي بعثت بطائراتها إلى قاعدة (
انجرليك) في تركيا إعداداً للهجوم البري على سوريا، و غندور هو الذي ادعى
عدم ارتباط مواقف السودان بمواقف المملكة العربية السعودية.. و هو الذي
زعم أن أولويات موقف السعودية في سوريا هو الحوار.. كما ذكرت صحيفة (
الانتباهة) العدد 3592 بتاريخ 22/2/2015..

تلك أكاذيب تكشفها وقائع الأحداث، ففي الاسبوع الماضي، بعث نظام الانقاذ
بقوات سودانية إلى مناورات ( رعد الشمال) العسكرية في حفر الباطن
السعودية بالقرب من الحدود العراقية السورية.. و المناورات تحت ما يسمى
ب( التحالف الاسلامي) الذي ( تقوده) المملكة العربية السعودية، ( قائدة)
التحالف العربي.. و التي صارت- في عهد ولي ولي العهد/ محمد بن سلمان-
عدوانية شرسة بما يجعلها تدخل معارك في اليمن.. و تتوعد إيران و تهدد
بالدخول في حرب برية في سوريا..

بدأتُ كتابة المقال أعلاه يوم 22/2/2015 .. و انشغلتُ بأمور حياتية
أخرى.. و في يوم 23/2/2015 ( تبدل) المقال المبني على بابٍ مواربٍ في
وزارة الخارجية.. ، فقد ( لحس) البروف/ غندور تصريحه الذي أدلى به في
المطار.. بعد أن وصل الجبير، وزير خارجية السعودية، إلى الخرطوم.. و
الجبير هو الذي يحرك سياستنا الخارجية منذ أن تسلمها الملك سلمان من
الرئيس البشير و سلمها الملك سلمان لوزير خارجيته الجبير.. و جاء الجبير
حاملاً رسالة ( شفاهية) بالأمس إلى البشير.. و من ثم سمعنا وزير خارجيتنا
غندور يعلن على الملأ أن وجهات النظر السودانية و السعودية ( متطابقتان
تماماً).. و هو من قال، قبل ذلك، أنه ليس شرطاً أن ترتبط مواقف السودان
مع مواقف السعودية.. أي أن للسودان استقلاليته في اتخاذ قراراته..

البشير يعرف ما حدث للبنان، قبل أيام، و يتحاشاه.. فقد جمدت السعودية (
هِبة) ال( 3 مليار دولار) التي قررها الملك السعودي الراحل / عبدالله
لتقوية الجيش اللبناني، و سبب التجميد أن وزير الخارجية اللبناني- جبران
باسيل- خرج عن ( الاجماع العربي) الذي أدان التهجم على سفارة المملكة و
قنصليتها في إيران.. لكن الوزير اللبناني علل خروجه عن ذلك الاجماع لأن (
الأوضاع) في لبنان غيرها في الدول العربية الأخرى.. و أن الحفاظ على وحدة
اللبنانيين تقتضي منه، أحياناً، تصرفاً مغايراً لتصرف الدول العربية
الأخرى..

إن كثيراً من المراقبين يرون أن تصرف السعودية يدل على عدم النضج
السياسي.. و يرى آخرون أن السعودية فشلت في كبح جماح حزب الله بالمال
الذي أودعت جزءً منه في البنوك الفرنسية لتمويل تسليح الجيش اللبناني،
لكن الجيش اللبناني وجه السلاح ضد ( جبهة النصرة) التي تساندها السعودية
و ضيق الخناق عليها.. و أن الجيش اللبناني يقف بالمرصاد أمام أي تسريبات
للأسلحة من تركيا- عبر لبنان- إلى سوريا لأنصار السعودية من (
الجهاديين).. و الجيش اللبناني ظل يفشِّل كل مخططات السعودية و تركيا في
سوريا، بما في ذلك الحرب البرية المزمع شنُّها..

و لم تكتف السعودية بتجميد الهبة فحسب، بل مضت إلى التهديد بسحب وديعتها
في البنك المركزي اللبناني، و قيمتها مليار دولار، و لأن لبنان دولة
يعتمد اقتصادها على السياحة الخليجية في معظمه، فقد أعلنت علي لبنان
حرباً اقتصادية بإصدار أوامر تمنع فيها مواطنيها من السفر إلى لبنان.. و
سارت دولة الأمارات على الدرب السعودي.. و نخشى أن يمضي ( نظام الانقاذ)
على نفس الدرب و في ذهنه الريالات التي سوف تنهمر عليه بعد ذلك، حتى و إن
لم يتم إنفاذ مخطط الحرب البرية ( المعطلة)..

هذا، و تحذر صحيفة ( الفاينانشيال تايمز) من أن الحديث عن ارسال تركيا
قوات برية إلى سوريا قد يجر حلف شمال الاطلسي إلى مواجهة عسكرية مع
روسيا.. و أضافت بأن تركيا لا تتعامل مع حسابات الواقع..

و قبل ذلك منيت تركيا و السعودية بالفشل في اقناع امريكا بعدم إدراج (
جبهة النصرة) ضمن قائمة المنظمات الارهابية، و لكن أمريكا و روسيا تمكنتا
من ادراجها ضمن قائمة المنظمات الارهابية في مجلس الأمن.. ف(جبهة النصرة)
تتعاون مع داعش.. و هي سند للسعودية في محاربة ( بشار) الأسد.. و
السعودية سند لها في التمويل و التسليح، كما ذكرنا، و كانت ضمن ( هيئة
التحالف العليا) السورية التي اجتمعت في الرياض.. و أصدرت قرارها القاضي
بلزوم ذهاب بشار كأولوية للاستقرار في سوريا..

و من جانب آخر، ألمح حلف الناتو لتركيا- العضو بالحلف- بأنه لن يذهب في
أي حرب ضد روسيا.. كما اتصل الرئيس الأمريكي بتركيا و السعودية طالباً
منهما تهدئة ( اللعب).. و ذلك فشل تركي آخر..

و فشل تركي و سعودي تلى ذلك، إذ توصلت روسيا و الولايات المتحدة على
اتفاق بوقف العدائيات في سوريا- و وقف العدائيات لا يعني وقف إطلاق
النار.. بل هو قريب منه- بغرض تهيئة الأوضاع للمساعدات الانسانية للوصول
إلى المنكوبين السوريين و لإيجاد صيغة تفضي للسلام في سوريا..

و أتى الجبير مبعوثاً من الملك سلمان ربما لإبلاغ البشير بأن اللعبة سوف
تهدأ في سوريا.. لكن مناورات ( رعد الشمال) و التحركات الأخرى سوف تستمر
إلى أن ينجلي الموقف في ميادين القتال تماماً..

و صرح أوغلو يوم 22/2/2015 أن الهجوم البري ليس مطروحاً ( الآن).. و جاء
هذا التصريح على غير ما تشتهيه تركيا و لا السعودية.. ونشتهيه نحن متمنين
أن يعود أبناؤنا سالمين ( غانمين) بعد الانتهاء من مناورات ( رعد الشمال)
في حفر الباطن السعودية دون أن يخوضوا أي حرب ارتزاق أخرى بعد ( عاصفة
الحزم


أحدث المقالات

  • زيد .. زيد .. يالبشير،، الشعب معاك يالبشير بقلم جمال السراج
  • صائب عريقات .. وجنة الرئيس...!! بقلم فادي قدري أبو بكر
  • صائب عريقات .. وجنة الرئيس...!! بقلم سميح خلف
  • الهروب بالخُزعبلات..!! بقلم الطاهر ساتي
  • تعطيل الحركة اليسارية، أي حركة يسارية، لصالح من؟ ولأجل ماذا؟.....1 بقلم محمد الحنفي
  • هل كان محمود محمد طه الشخص الوحيد المُخيَّر في الدنيا؟! (6) بقلم محمد وقيع الله
  • هيكل وهيكل ده تضرب بيه ده بقلم شوقي بدرى
  • عرمان والنظام وغموض 12 جولة من حوار الطرشان (4) بقلم أمين زكريا- قوقادى
  • بعد الفشل هل يتحقق النجاح بقلم عمر الشريف
  • اخدعونا للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
  • الرد الرد.. كباري وسد!! بقلم أحمد الملك
  • الاستالنيون و سقوط رايات الديمقراطية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • (دُفعة) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • العجز .. والاغتسال «5» بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • فلتتحد المعارضة حول الخيار السلمي الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى
  • البنك الدولي يزرع الحصرم والسودانيون يضرسون!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • أدركوا دار الوثائق القومية قبل فوات الأوان بقلم دكتور فيصل عبدالرحمن علي طه
  • جيل أستاذ صلاح بقلم محمد قسم الله محمد إبراهيم