المشروع الحضاري شعار سامي ولا يدرك من اطلقه في عهد العهر السياسي من معانيه إلا رسم حروفه والحال يكفي عن السؤال.تعلمنا ان الدين هو الحياة بكل تفاصيلها.. ولذلك كان حريا بمن اطلق هذا الشعار العمل علي ترسيخه بالعلم والمعرفة حتي يرتقي بالإنسان إلي غايات سامية.. نزل الوحي علي سيدنا محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم مبتدءا ب "إقرأ" لأن الإنسان بلا علم لا يمكن ان يدرك عظمة الدين وقيمته ..الجميع يعلم ما وصل له حال التعليم في البلاد من تدهور وإنحطاط، في تقديري هو منهج مقصود ومرتب له لإفراغ الامة عن اي مضمون يربطها بالعلم والمعرفة، حتي تسهل قيادتها والسيطرة عليها.. فالذي لا يتصوره العقل ان من يحدثك عن الدين يجهل دور العلم والمعرفة، وكأنه ينتمي لدين غير الاديان السماوية المعروفة، والتي تهدي جميعها إلي العلم والمعرفة..قبل التقسيم الجغرافي في عهد الكهنة تجار الدين الفاسدين كانت ابوحجار تمثل كيان إداري هو "مجلس منطقة ابوحجار" ويضم اربع ارياف، هي ريفي ابوحجار، وريفي ودالنيل، وريفي الدالي، وريفي المزموم.. فكان هذا الكيان من اغنى المجالس في السودان ويعد الثاني في الزراعة المطرية بعد القضارف وساهم في البناء القومي بحصة كبيرة من عائدات الزراعة والرعي وكان رافدا حيويا لغذاء كل اهل السودان وبالإضافة لمحصول الصمغ العربي الذي تغطي الغابات مساحات واسعة من اراضيه..الآن تقزمت كل المنطقة وكل الارياف واصبحت افقر بقاع السودان وضربتها الفاقة والبطالة ونخر المرض جسد المواطن الذي انهكه الجوع، وفوق كل هذا تربع الجهل والتخلف بتجريف كل دور العلم والمدارس..المدارس هناك عبارة عن اكواخ بعد ان كانت راسخة منذ إنشاءها في ثلاثينات القرن الماضي وبلا دورات مياه حيث يقضي الطلاب حاجتهم في العراء، وكثير من الاسر فضلت بقاء ابناءها في البيوت خوفا عليهم من هذه البيئة التي لا تصلح حتي لتربية المواشي..فيا اهل الإنقاذ بالله عليكم هل يدرس ابناءكم في هذه المدارس..؟ قسما لو ثبت لي ان واحدا من ابناء اهل المشروع الحضاري يجلس بين هؤلاء الطلاب المغلوب علي امرهم لآمنت بمشروعهم وفديته بروحي..جميعنا يلاحقه العار لأننا انكفينا علي انفسنا، ومصالحنا وتناسينا ان بناء امة طريقه وحيد لا ثان له وهو العلم فقط.. فكيف بنا ان نبني امة بالكلام والهراء، وابناءنا حملة مشاعل المستقبل اودعناهم زرائب كالانعام..فالصمت جريمة في حق الامة والوطن ..إلي متي سنظل هكذا ؟ يقيني ان هذه اليد الغاشمة عبثت بكل بقاع الوطن علي حد سواء.. فأنت وانا وهو وهي اصحاب الحق المستباح فعلينا ان نحرك ساكنا تألمنا من سكونه حتي اصبحنا في حالة توهان بلا مبرر..هيا بنا لنجتمع اولا ولنتفق علي ثوابت ان التغيير هو الاصلح لنا جميعا وان المجهول الذي نخافه او يتم تخويفنا به نحن نعيشه الآن بتفاصيله وبإرادتنا..لا يمكن ان نعيش اسوأ مما هو قائم حيث الحروب في كل مكان و الخوف والجوع و المرض والفقر والجهل.. فماذا ننتظر؟؟ ولماذا نصمت ؟؟ ومتي سنفوق من سباتنا..الصور لمدارس بمدينة ابوحجار "بولاية سنار" التي تقع جنوب عاصمة المشروع الحضاري بثلاث مائة كيلو متر وتوجوها زورا وبهتانا عاصمة للثقافة وحال مدارسها يغني عن السؤال..خليل محمد سليمان[email protected]أحدث المقالات
المشروع الحضاري شعار سامي ولا يدرك من اطلقه في عهد العهر السياسي من معانيه إلا رسم حروفه والحال يكفي عن السؤال.تعلمنا ان الدين هو الحياة بكل تفاصيلها.. ولذلك كان حريا بمن اطلق هذا الشعار العمل علي ترسيخه بالعلم والمعرفة حتي يرتقي بالإنسان إلي غايات سامية.. نزل الوحي علي سيدنا محمد عليه افضل الصلوات واتم التسليم مبتدءا ب "إقرأ" لأن الإنسان بلا علم لا يمكن ان يدرك عظمة الدين وقيمته ..الجميع يعلم ما وصل له حال التعليم في البلاد من تدهور وإنحطاط، في تقديري هو منهج مقصود ومرتب له لإفراغ الامة عن اي مضمون يربطها بالعلم والمعرفة، حتي تسهل قيادتها والسيطرة عليها.. فالذي لا يتصوره العقل ان من يحدثك عن الدين يجهل دور العلم والمعرفة، وكأنه ينتمي لدين غير الاديان السماوية المعروفة، والتي تهدي جميعها إلي العلم والمعرفة..قبل التقسيم الجغرافي في عهد الكهنة تجار الدين الفاسدين كانت ابوحجار تمثل كيان إداري هو "مجلس منطقة ابوحجار" ويضم اربع ارياف، هي ريفي ابوحجار، وريفي ودالنيل، وريفي الدالي، وريفي المزموم.. فكان هذا الكيان من اغنى المجالس في السودان ويعد الثاني في الزراعة المطرية بعد القضارف وساهم في البناء القومي بحصة كبيرة من عائدات الزراعة والرعي وكان رافدا حيويا لغذاء كل اهل السودان وبالإضافة لمحصول الصمغ العربي الذي تغطي الغابات مساحات واسعة من اراضيه..الآن تقزمت كل المنطقة وكل الارياف واصبحت افقر بقاع السودان وضربتها الفاقة والبطالة ونخر المرض جسد المواطن الذي انهكه الجوع، وفوق كل هذا تربع الجهل والتخلف بتجريف كل دور العلم والمدارس..المدارس هناك عبارة عن اكواخ بعد ان كانت راسخة منذ إنشاءها في ثلاثينات القرن الماضي وبلا دورات مياه حيث يقضي الطلاب حاجتهم في العراء، وكثير من الاسر فضلت بقاء ابناءها في البيوت خوفا عليهم من هذه البيئة التي لا تصلح حتي لتربية المواشي..فيا اهل الإنقاذ بالله عليكم هل يدرس ابناءكم في هذه المدارس..؟ قسما لو ثبت لي ان واحدا من ابناء اهل المشروع الحضاري يجلس بين هؤلاء الطلاب المغلوب علي امرهم لآمنت بمشروعهم وفديته بروحي..جميعنا يلاحقه العار لأننا انكفينا علي انفسنا، ومصالحنا وتناسينا ان بناء امة طريقه وحيد لا ثان له وهو العلم فقط.. فكيف بنا ان نبني امة بالكلام والهراء، وابناءنا حملة مشاعل المستقبل اودعناهم زرائب كالانعام..فالصمت جريمة في حق الامة والوطن ..إلي متي سنظل هكذا ؟ يقيني ان هذه اليد الغاشمة عبثت بكل بقاع الوطن علي حد سواء.. فأنت وانا وهو وهي اصحاب الحق المستباح فعلينا ان نحرك ساكنا تألمنا من سكونه حتي اصبحنا في حالة توهان بلا مبرر..هيا بنا لنجتمع اولا ولنتفق علي ثوابت ان التغيير هو الاصلح لنا جميعا وان المجهول الذي نخافه او يتم تخويفنا به نحن نعيشه الآن بتفاصيله وبإرادتنا..لا يمكن ان نعيش اسوأ مما هو قائم حيث الحروب في كل مكان و الخوف والجوع و المرض والفقر والجهل.. فماذا ننتظر؟؟ ولماذا نصمت ؟؟ ومتي سنفوق من سباتنا..الصور لمدارس بمدينة ابوحجار "بولاية سنار" التي تقع جنوب عاصمة المشروع الحضاري بثلاث مائة كيلو متر وتوجوها زورا وبهتانا عاصمة للثقافة وحال مدارسها يغني عن السؤال..خليل محمد سليمان