كتب محمد عبدالماجد-ماذا بين عثمان ميرغني وعبدالله حمدوك؟

كتب محمد عبدالماجد-ماذا بين عثمان ميرغني وعبدالله حمدوك؟


03-11-2022, 08:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1647028630&rn=1


Post: #1
Title: كتب محمد عبدالماجد-ماذا بين عثمان ميرغني وعبدالله حمدوك؟
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 03-11-2022, 08:57 PM
Parent: #0

07:57 PM March, 11 2022

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



 الدور الاعلامي الذي يلعبه الاستاذ عثمان ميرغني ويمكن ان يلعبه بعد ذلك لا يمكن ان يقوم به بنفس الاقتدار لو شغل أي منصب اخر غير ان يكون الصحافي والكاتب المعروف عثمان ميرغني. مع ذلك اشعر في كتابات عثمان ميرغني وتحركاته التى تكشف عن نواياه ورغبته الشخصية القوية في ان يكون شيئاً اخر غير عثمان ميرغني الذي يعرفه الناس الآن.

 لا يستطيع احد ان يجهل رغبات عثمان ميرغني في ان يكون (رئيس وزراء) بدلاً من (رئيس تحرير) ، يبدو ذلك واضحاً على عثمان ميرغني وان ظن ان امره غير مكشوف – احياناً تكشفك تصرفاتك وتعلن عن نواياك بعد ان تصل مرحلة من الغرور تظن فيها ان امرك هذا غير مكشوف. خاصة اذا كنت كاتباً معروفاً تعرض افكارك وكتاباتك للناس.

 مجاهدات عثمان ميرغني في ذلك المضمار واضحة منذ دخوله للحركة الاسلامية، وحتى شروعه في تكوين حزب سياسي مستقل، ثم ترشيحه للإعلامي فيصل محمد صالح ليكون رئيساً للوزراء حتى يختصر له بعد ذلك الطريق نحو المنصب ويسن له تلك السنة التى يصبح فيها رئيس التحرير رئيساً للوزراء. انتهاءً بمبادرة الاعلاميين لحل الازمة التى كان عثمان ميرغني على رأسها.

 هذه الرغبات تكشفها الانتقادات العنيفة التى ظل يصوبها عثمان ميرغني للدكتور عبدالله حمدوك عندما كان رئيساً للوزراء ومازال يلاحقه بها حتى بعد ان تم اعتقاله واستقال من المنصب.

 لا ادري ماذا بين عثمان ميرغني وحمدوك؟ حتى يكون عثمان ميرغني معه بهذه (الفظاظة)؟ – ربما كانت نجومية حمدوك وشعبيته سبباً في ان تثير ضغائن عثمان ميرغني عليه.. ادرك ان الصحفيين الكبار مهووسون بمرض النجومية والشعبية والنرجسية الفارغة.

(2)

 اذا ظن الكاتب ان ذاكرة الانسان يمكن ان تنسى ما خطه قلمه في الماضي عليه ان يعلم انه اصبح من السهولة بمكان العودة الى ارشيف أي كاتب للمقارنة بين مواقفه اليوم ومواقفه في الامس. خاصة اذا كان هناك تناقضاً بين مواقف اليوم ومواقف الامس، وعلى ضوء ذلك يستطيع القارئ الحصيف ان يعرف مواقفك في الغد.

 سألت نفسي كثيراً لماذا لم يكن عثمان ميرغني وهو صاحب قلم قوي ومؤثر حاداً مع البرهان وحميدتي بعد هذه الاوضاع التى وصل اليها السودان كما كان وما زال فظاً وغليظاً مع الدكتور عبدالله حمدوك؟

 لم اقرأ بعد ثورة ديسمبر المجيدة أي انتقادات وان كانت حميدة للبرهان وحميدتي من عثمان ميرغني القلم الذي يأتي في مقدمة الاقلام الصحفية قبل الثورة وبعدها.

 لعب عثمان ميرغني دوراً كبيراً في افشال فترة حمدوك اذ ظل يتصيده طوال فترة حكمه ولم يكن يهادنه إلّا مجبراً ولا يجامله الى نفاقاً وامتثالاً لضغط الشارع الذي كان يشكّل حماية قوية لحمدوك الذي احسب انه لم يفقد شعبيته حتى الآن فهو يبقى اخر الرجال المحترمين. والدليل على ذلك ان عثمان ميرغني ما زال ينتقده على استحياء رغم الشر الذي يضمره له.

(3)

 استفزني ما كتبه عثمان ميرغني امس عرضاً عن الدكتور عبدالله حمدوك وهو كما اشرت لا يملك انتقاده إلّا عرضاً وبين السطور كما جاء في عمود عثمان ميرغني امس.

 كتب عثمان : (والله العظيم لا اعرف كيف ينوم البرهان ولا دقلو ولا بقية الذين يمسكون بدفة الحكم الآن .. بل ولا اعلم كيف فرّط حمدوك في امانة سلمها له الشعب بكل اقتدار سائغة في يده).

 يلومون الشخص الذي وقع عليه الانقلاب وكان ضحية له ولا يلومون من قاموا بالانقلاب.

 رجل خانوه وظل معتقلاً بقوة السلاح اكثر من شهر وهو رئيس وزراء ماذا تنتظرون منه؟

 عثمان ميرغني ينتقد البرهان وحميدتي ولكن يفعل ذلك فيما يشبه الحمد وهو يجمع بين البرهان ودقلو وحمدوك.

 لا يمكن ان تجعل ذنب البرهان وحميدتي مثل ذنب حمدوك إلّا اذا اردت ان تخفف وزر البرهان وحميدتي وتجعلهما سواسية مع حمدوك.

 الطامة الكبرى قول عثمان ميرغني عن حمدوك : (خرج من الحكم بعد ان مهد وسلمه الى من هم الآن في القصر الجمهوري) ويظهر عثمان ميرغني على حقيقته وهو يتحدث عن حمدوك : (لا اعلم كيف سمح الساسة في الحرية والتغيير ان يسلموا ثورة شعب نبيل حصل عليها بالدماء والاشلاء الى رئيس وزراء عاجز عن حماية الثورة فضلاً ان يحقق حلم الشعب السوداني ببناء وطن يستحقه).

 يبقى حمدوك من النقاط المضيئة لثورة ديسمبر المجيدة، وهو الضوء الذي كان في اخر النفق .. تلك شهادتي عن الرجل وعن الثورة ، اقولها بحكم التجربة والخبرة.

 المشكلة يجعلها عثمان ميرغني في حمدوك وليس في البرهان وحميدتي – هل يمكن ان يوجد (جبن) اكثر من ذلك؟

 عثمان ميرغني الذي استنكر على حمدوك ان يسلّم السلطة ويبتعد تعالوا انظروا ماذا كتب عندما كان حمدوك رئيساً للوزراء وهو يدعوه الى الاستقالة والرحيل في وجود البرهان وحميدتي اللذين لا يستطيع ان يقول عنهما شيئاً.

 عندما عزم حمدوك على تقديم استقالته كتب عثمان ميرغني : (من الحكمة أن ينفذ الدكتور حمدوك “اعتزامه”، سيكسب احترام الشعب السوداني كونه ثاني رجل في تاريخ السودان يستقيل من منصبه.. ويترك فرصة لغيره ليواصل المهمة بصورة أفضل).

 وعندما تأخر حمدوك في تقديم استقالته كتب عثمان ميرغني : (استقالة الدكتور عبد الله حمدوك لا تزال حتى لحظة كتابة هذه السطور تقع تحت بند ”الأعمال الجليلة” التي سيخلدها شعب السودان ويذكرها بفضل كبير في صفحات سيرة حمدوك في كتب التاريخ.. لكن الوقت يمضي بسرعة فإذا تأخر حمدوك في تقديمها رسمياً فأخشى أن يفوته القطار وتصبح تحت طائلة (اقالة) لا استقالة.. إقالة يفرضها الشعب السوداني عنوة واقتداراً عندما يدركه اليأس من انتظار (عبور) لن يحققه حمدوك).

 الاستقالة التى استنكرها عثمان ميرغني في مقاله امس هو نفسه الذي كان يدعو اليها ويقول : (الآن الفرصة أمام حمدوك، إما أن يصبح بطلاً قومياً لكونه قدم استقالته بكامل إرادته وفي الوقت المناسب، أو ينتظر وحتماً يغرقه الطوفان وعندها سينال لقب “رئيس الوزراء المُقال” بفارق درجة ونصف من “المخلوع”).

 بهذا الشكل وتلك الكلمات كان عثمان ميرغني يحرّض حمدوك على تقديم استقالته : (نصيحة صادقة للدكتور عبدالله حمدوك.. قدم استقالتك واكسب مجدها.. فالزمن المتبقي قصير قبل أن تتحول إلى “اقالة” يسطرها التاريخ في صحيفتك).

 ويكتب عثمان ميرغني: (أعتقد أن الدكتور عبدالله حمدوك استنفد كل فرصه للبقاء في منصب رئيس الوزراء قائداً لأخطر مرحلة من عمر السودان بعد الثورة .. ولكنه مع ذلك لا يزال رمزاً جماهيرياً، والأوفق أن يستمر فيصبح رئيساً لمجلس السيادة في دورته الثانية التي تبدأ مارس القادم، ويخلي منصب رئيس الوزراء لأحد رموز ثورة ديسمبر ليقود البلاد في ما تبقى من عمر الفترة الانتقالية نحو تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة..).

 هذه الاراء والانتقادات نجمعها من مقالات مختلفة لعثمان ميرغني على مدى فترة حكومة حمدوك ولا نأتي بها من مقال واحد او من فترة زمنية ضيقة.

 عثمان ميرغني الذي كان يستنكر مقولة (شكراً حمدوك) ويعترض على هذا الترند كتب تحت هذا العنوان في 2 يناير 2022م على صفحته في الفيس بوك عندما قدم حمدوك استقالته : (شكراً حمدوك.. خطاب محترم من رجل محترم.. ندعو الله لك بالتوفيق حيثما حللت..).

 كانت هذه هي المرة الاولى التى قال فيها عثمان ميرغني (شكراً حمدوك) لم يفعلها عثمان إلّا بعد ان تقدم حمدوك باستقالته.. ثم يأتي بعد ذلك ويكتب امس : (خرج من الحكم بعد ان مهد وسلمه الى من هم الآن في القصر الجمهوري).

 هل يعتقد عثمان ميرغني ان الناس يمكن ان ينسوا له ذلك؟

(4)

 بعد ذلك ادعوكم للمقارنة بين ما كان يكتبه عثمان ميرغني عن حمدوك وما كان يكتبه عثمان ميرغني عن الجيش في ظل كل الانتهاكات التى كانت تقوم بها القوات النظامية.

 عن حمدوك كتب عثمان ميرغني : (خلال مسيرته القصيرة في مشوار السياسة السودانية ، الدكتور عبد الله حمدوك كان أفضل من يجيد استخدام فعل الامتناع عن الفعل، في حوالى ثلاث سنوات من عمر الثورة لم يرصد له قرار استثنائي غير الروتين المعتاد، وكلما اشتدت بالبلاد أزمة سياسية فَعّل “وضع الطيران” و جلس في منصة الجمهور يراقب من بعيد، فيفسر جمهوره المتيم به حد الوله صمته بأنه عين العقل، بل وينسجون له قصصاً متوهمة لتفسر الـ”لا” فعل بأنه من عمق الفعل الخفي، أشبه بما يزجه المريدون في سيرة شيخهم من أساطير. الحقيقة أن القدر وضع الدكتور عبدالله حمدوك في أعلى موضع لاتخاذ القرار بعد الثورة، موضع الزعامة الملهمة التي لا تقود الجهاز التنفيذي والسياسي فحسب، بل الشارع كله وتلهم الثوار الصواب من الخطأ في العمل الجماهيري العام. ووهبه الشعب السوداني دعماً لم ينله قبله إلا الإمام محمد أحمد المهدي، كان كافياً أن يخرج حمدوك إلى الشعب ليعلن قراراً أو يطلب طلباً فيجد في الشارع ثلاثين مليوناً لا يسألونه حيثيات أو سبباً. كانت الحرية والتغيير كلها في كفة وحمدوك في كفة أخرى أقوى وأثقل وزناً منها جماهيرياً. ومع ذلك لم يكن حمدوك قادراً إلا على إطلالات متباعدة عبر تغريدات “تويتر” وغالباً في مناسبات روتينية بروتوكولية، أهدر كل هذ الرصيد الجماهيري الضخم كما يهدر الوارث المُنعّم ثروة أتته بلا تعب).

 وعن البرهان وحميدتي وجيوشهما كتب عثمان ميرغني : (لكن ثورة ديسمبر المجيدة على عظم تضحياتها ونبل سلميتها وسطوع شمسها عالمياً انخفض سقف الإلهام فيها إلى مستوى (كنداكة جا .. بوليس جرى).. كان واضحاً أن غياب الزعامة الملهمة يطأطئ رأس أدبيات الثورة.. طوفان في وسائط التواصل الاجتماعي من الشتائم المتبادلة بلا سقف للكراهية، فيصبح الهتاف ضد المؤسسات النظامية – مثلاً – ضرباً من البطولة تحصد الـ”لايكات” و ترفع مقام كل من يرجم الجيش بالحجارة).

 من هنا هزمت المدنية.

 الايام اثبتت ان الاسلاميين لا يريدون خيراً لهذه الثورة – فهم ان ناصروها كان ذلك منهم من باب النفاق.

(5)

 بغم /

 الأنكأ من ذلك ان حمدوك عندما كان رئيساً للوزراء اعلن عثمان ميرغني عن وظيفة رئيس وزراء (شاغرة) – الى هذا الحد وصل الاسفاف، وبلغت السخرية من رئيس الوزراء للدرجة التى تجعل عثمان ميرغني يشترط مواصفات لرئيس الوزراء عكس التى توجد عند حمدوك ..مواصفات توجد فقط عند البرهان وحميدتي وهو يكتب :

 (بهذا يُعلن شعب السودان عن وظيفة رئيس وزراء شاغرة، ويفتح المجال لكل من يأنس في نفسه الكفاءة التقديم وفق القواعد التالية :

 أولا : لا يُشترط المؤهل الأكاديمي، وللتذكير، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وقّع قانوناً جديداً يُلغي شرط الحصول على مؤهل أكاديمي للتنافس على الوظائف، والاكتفاء بالقدرات الشخصية والموهبة والاستعداد للعمل والإبداع.

 ثانياً: لا يُشترط اتقان لغة أجنبية، فاللغة العربية معتمدة لغة تخاطب وكتابة رسمية في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية كافة، كما أن زعماء الدول المتقدمة يحرصون على الحديث بلغاتهم الأم حتى ولو كانوا يتقنون اللغة الانجليزية).

 الكفاءة عند عثمان ميرغني بعيدة عن المؤهل الاكاديمي وبعيدة عن اتقان لغة اجنبية.

 لهذا هزمت الثورة فقد جعلت السلطة في ايدي من لا يستحقونها ومن لا يملكون لها مؤهلات ولا قدرات.

 استغفر الله العظيم.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

Post: #2
Title: Re: كتب محمد عبدالماجد-ماذا بين عثمان ميرغني �
Author: محمد أبوجودة
Date: 03-13-2022, 09:46 AM

Quote:  استفزني ما كتبه عثمان ميرغني امس عرضاً عن الدكتور عبدالله حمدوك
وهو كما اشرت لا يملك انتقاده إلّا عرضاً وبين السطور كما جاء في عمود عثمان
ميرغني امس.


سلام عزيزي زهير،
أقرأ- متى ما توفّر لي - للأخ محمد عبدالماجد، كما أقرأ للأخ عثمان ميرغني، واتفق مع
مــا يكتبان أحياناً وأختلف أحايين كُثُر، ولكنه اختلافٌ - إن حدث - إنما اختلاف ناشيء ربما
من صِدقية المعلومة، أو استحالة وجودها وبالتالي أثر المعلومة هذي على التحليل
آل.عُثماني أو آل.ماجدي؛ وهما في البدء والمنتَهى، مؤيّدان للديسمبرية وآملان فيها للبلاد
وأهلها خيرا. وبالطبع، لا أنكر على "ود عبدالماجد" تناوُل كتابات زميله "ود ميرغني" كما
لن أنكر تناول الأخير لكتابات الأول. فكل هذا مقبول إن تمّ بناءه على المعقول والمُناسب
والمأمول! أما إن زاغ و شاق بغير التزام بالإحقاق، فلا مفــَر إلّا دمسه والإلقاء به في
قعر جُبّ.

لنرَ الآن ماذا كتب عثمان ميرغني، فاستفزّت كتابته محمد عبدالماجد:

Quote: صحيفة التيار السودانية
‏١٠ مارس‏، الساعة ‏٥:٢٣ م‏ •
حديث المدينة الخميس10 مارس 2022
حكم بمصادرة كرامة الشعب..
سيدة متوسطة العمر تجلس على الأرض قريباً من مدخل الـ"سيوبرماركت" نادتني بإسمي
وأنا أهم بالدخول، بعد خروجي وأنا في طريقي للسيارة صاحت بصوت عال (يا أستاذ أنا متابعة
ما تكتبه..) في الحال تغير الموقف، الأمر لم يعد حسنة نلقيها بيد المُعّسر ونحن لا نكاد نحس
بأبعاد القصة التي تختبئ خلف حياته وألقت به إلى قارعة الطريق ينتظر الناس أعطوه أو منعوه..
عُدتُ إليها، و سألتها و أنا أتحذر الكلمات الجارحة، (طيب ما القَدر الذي أتى بك هنا؟) دون أن
أحدد معنى (هنا) فهي أقرب إلى ظرف "الحال" من المكان".. عادي أن يكون أي إنسان "هنا"
أمام السيوبرمركت ،لكن ليس "هنا" جالساً على الأرض ماداً يده و قبلها عينيه..
قالت ( أنا أعمل في مصنع – ذكرت اسمه - ومرتبي عشرة ملايين جنيه، زوجي متوف ولي
أربعة أولاد في المدارس.. قول لي أعمل شنو)..
أحسست أنها تقدم أقوى مرافعة يجب أن يكون حُكم القاضي بعدها ضد كل من حكم السودان
أو عارض منذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة.. حتى الذين هم في القبور.. فالتاريخ
سِجِل يبقى مع الزمن ..
والله العظيم لا أعرف كيف ينوم الحكام اليوم، بل لا أعرف على ماذا يتنافسون في الحُكم..
فهذه السيدة ليست مجرد امرأة تكابد سوء حظها.. بل هي عنوان كتاب كبير يحوي قصة
شعب ثري يملك كل شيء ولا يمتلك شيئاً.
والله العظيم لا أعرف كيف ينوم البرهان ولا دقلو ولا بقية الذين يمسكون بدفة الحكم الآن..
بل ولا أعلم كيف فرّط حمدوك في أمانة سلمها له الشعب بكل اقتدار سائغة في يده..
فخرج من الحكم بعد أن مهد و سلمه لمن هم الآن في القصر الجمهوري.
بل ولا أعلم كيف سمح الساسة في الحرية والتغيير أن يسلموا ثورة شعب نبيل حصل
عليها بالدماء والأشلاء إلى رئيس وزراء عاجز عن حماية الثورة فضلاً أن يحقق حلم
الشعب السوداني ببناء وطن يستحقه.
فلسفة الحكم – للأسف- في بلادي تقوم على السيادة، سيادة الحاكم فوق شعبه، بكل ماتعني
هذه الكلمة من معنى، فيتحول الشعب إلى خادم مهان عليه أن يرضى بالعيش الذليل وأن
يقتنع بأنه فقير إبن ستين فقير إلى يوم القيامة السياسي في بلادنا عندما يكون في المعارضة؛
هو نصير الفقراء والمظلومين وحامل أمانيهم في الحياة الكريمة إلى آخر لحظة قبل أن يصبح
حاكماً، وفي اللحظة التي يخلع فيها جبة المعارضة الممزقة بالنضال ويلبس ثوب الحاكم
المرصع بالجلال يتم تحميل "سوفت وير" جديد ويصبح خلقاً جديداً لا يرى الشعب إلا بالعدسة
المكبرة، عدسة المظاهرات والاعتصامات والإضرابات وإغلاق الشوارع.
حال هذه المرأة التي تفترش الأرض في انتظار الصدقة هو حال السودان الذي بكل ما يملك
يفترش أيضاً أرضه الممددة بلا نهاية ماداً يديه للعالمين يفرح بسفينة قمح و يحني ظهره طلباً
للمعونات والإغاثات والهبات الدولية. ومع ذلك، لا بكاء على اللبن المسكوب، كيف المخرج؟
كيف الحل؟ هذا ما يجب أن نعمل إليه وفيه كلنا.




ــــــــــــــــــــــ
وسأعود، إن ربّنا هوّن آل.قواسي..

Post: #3
Title: Re: كتب محمد عبدالماجد-ماذا بين عثمان ميرغني �
Author: طلحة عبدالله
Date: 03-13-2022, 10:53 AM
Parent: #2

لا أقرأ ما يكتبه أخونا محمد عبد الماجد فهي كتابات
مترية تحتشد بالتظارف المسيخ والسمج أحيانا
كما أنه يلف ويدور ويمط ويكرر ليقول في النهاية وبعد
خروج روح القارىء كلاما يمكن قوله في أول سطر ونص سطر.
لكن كتابته المنقولة في هذا البوست قرأتها بصبر رغم متريتها
لأنها عن النرجسي الاسلامي عثمان ميرغني الذي يكتب
بفوقية بغيضة غالبا ويحشد العبارات والمحسنات البديعية
لاظهار نفسه بأنه الأفهم والأعرف ولا يتورع في
سبيل ذلك أن يتفلت ويختار الخروج عن أدب مخاطبة
الرموز والرجال المحترمين بدعوى الانتقاد
كما يفعل مع الدكتور الخلوق عبد الله حمدوك ويجبن
كما قال عبد الماجد عاليه عن معاملة عتاولة السلطة
من بينهم البندقية والبطش بالمثل .