لماذا لا يمكن الثقة في وعود الخليج:د.أمل الكردفاني

لماذا لا يمكن الثقة في وعود الخليج:د.أمل الكردفاني


03-13-2022, 02:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1647134583&rn=0


Post: #1
Title: لماذا لا يمكن الثقة في وعود الخليج:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-13-2022, 02:23 AM

01:23 AM March, 13 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





رشح في الاخبار تصريحات لمحمد بن زايد عن تدفقات نقدية للسودان واستثمارات قادمة. هذه أخبار تبدو جيدة، لكن العالم بشكل عام لم يعد محل ثقة، ودول الخليج ومنها الإمارات على وجه الخصوص؛ وذلك لعدة أسباب منها:
- ترتبط دول الخليج بأنظمة حكم شخصية (ككل أنظمة الحكم العربية والإفريقية)، والأنظمة الشخصية لا يمكن أن تلتزم باستقرار قراراتها لأنها ليست أنظمة مؤسساتية. على سبيل المثال، امتنعت قطر عن مساعدة البرهان لأن أحد المسؤولين القطريين زار السودان أثناء الثورة ولم يتم استقباله، دون مراعاة الوضع المعقد والدقيق للعسكر في تلك الفترة المليئة بالصراخ والدم. لقد تبنت قطر موقفاً بمبررات شخصية لا مؤسساتية.
- دول الخليج ترتبط بالصراعات الدولية دون أن يكون لها كلمة الفصل في تلك الصراعات، أي أنها بيدق وليست قائد؛ مما يجعلها متقلبة باستمرار، وغير محددة الأهداف بشكل واضح.
- نمط التفكر في أنظمة الحكم العربية برمتها نمط تفكر لحظي ولا يتمتع ببعد استراتيجي، ومن ثم فهو هش بحيث يتأثر بأي عامل داخلي أو خارجي بسهولة، وينعكس ذلك على الإنقلابات والتقلبات المتواصلة ما بين الصداقة والعداوة (الصراع السعودي القطري نموذجاً).
ومن ناحية داخلية فإن نظام الحكم في السودان اليوم هو نظام رئاسي، ولكنه غير معلن، وبالتالي فهو نظام ينزع إلى التغيير الذي غالبا ما لا يخضع لمعايير المنطق خلافاً لدول أخرى ثابتة ومستقرة.
السلوكيات الدولية لمن يحكمون السودان ظلت دائماً سلوكيات غير منهجية وغير مدروسة بل والأسوأ أنها لا تتمتع بالحساسية اللازمة تجاه التفاعلات الدولية وقياس عناصر القوة والضعف، سنلاحظ مثلاً أن زيارة حميدتي لروسيا اعقبتها اتهامات غربية عبر الإعلام بنقل الذهب السوداني لروسيا، وشاعت هذه الشائعات الكاذبة عبر الإعلام العالمي الموجه. لقد أُقحم السودان في صراع أكبر من حجمه وبلا مبرر.
إن الدول العربية والإفريقية تعاني معاناة حقيقية من حكم الأشحاص بدلاً عن حكم المؤسسات، ومن تأثير مصالح الحكام على مصالح الشعوب، ومن غلبة السياسي على العلمي بدلا من غلبة العلمي على السياسي، كما تفتقر إلى أجهزة تحليلية استخباراتية وتكتيكية تنبؤية لدعم اتخاذ القرار السيادي.
وأخيراً فإن الدول لا تتقدم بالمساعدات الخارجية التي ستكون حتماً مشروطة بمصالح الدول التي تدفع، وإنما تتقدم الدول عبر التخطيط والتنظيم الداخلي الإداري والقانوني، ومن ثم شحذ الهمم لاستثمار ثرواتها الداخلية، حتى لو كانت تلك الثروات مجرد القوة البشرية المادية والعقلية.

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/12/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 03/12/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/12/2022