زهير السراج:مستقبل الانقلاب !

زهير السراج:مستقبل الانقلاب !


01-05-2022, 07:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1641408386&rn=0


Post: #1
Title: زهير السراج:مستقبل الانقلاب !
Author: زهير السراج
Date: 01-05-2022, 07:46 PM

06:46 PM January, 05 2022

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير

* أخيرا رحل حمدوك و(ترك الجمل بما حمل) للانقلابيين الذين سعوا منذ اللحظة الاولى لنجاح ثورة ديسمبر المجيدة لوضع العقبات والعراقيل امام التحول الديمقراطى وافشال الحكم المدنى والدكتور حمدوك، ورضوخهم فى 25 اكتوبر الماضى لتحريض سادتهم فى الداخل والخارج واستيلائهم على السلطة بقوة السلاح وفرض حالة الطوارئ اعتقادا منهم أنهم يستطيعون السيطرة على الشارع وحكم البلاد، وما هى إلا لحظات حتى ايقنوا من غباء صنيعهم عندما هب الشارع بكل جسارة وشجاعة لاجهاض احلامهم، كما رفض العالم انقلابهم المشؤوم ما عدا بعض القوى الاقليمية الراغبة فى بقاء السودان أسيرا لاوامرها وتعليماتها، قابعا تحت ذل الدكتاتورية والتخلف، فلم يجدوا حلا غير إخراج حمدوك من الاسر وعقدوا معه اتفاقا سياسيا واعادوه الى رئاسة الوزارة مرة أخرى لعل ذلك يعيد الهدوء الى الشارع ويفتح الطريق أمام التعاون الدولى وتدفق الأموال مرة أخرى، كما اعتقدوا، ولكنهم لم يدركوا أن الشارع كان قد تجاوز حمدوك بمسافة كبيرة ولم يعد يأبه به منذ الاعلان عن الاتفاق بلحظات، وأن المجتمع الدولى ليس ألعوبة فى أيديهم، ثم رحل حمدوك وتركهم يواجهون وحدهم الشارع المتفجر والتحديات الكبرى فى البلاد !

* كنت قد تناولت فى مقال بعد وقوع الانقلاب فى 25 أكتوبر (2021 )التحديات والمشاكل التى تنتظر البرهان وزمرة الانقلابيين، وعلى رأسها انتهاء صلاحية شماعة الفشل التى كان البرهان يعلقها على رقبة حمدوك والمدنيين، فماذا سيفعل الآن عندما يلتفت ولا يجد من يتهمه بالفشل، وهى المشكلة الاولى التى سيواجهها الجنرال الذى ادمن الهروب من المشاكل بتعليقها على غيره!



* المشكلة الثانية، من اين سياتى الانقلابيون بالعملة الصعبة لا ستيراد السلع الاستراتيجية بعد توقف التعاون بين السودان والمجتمع الدولى والذى جعل وزير المالية (جبريل إبراهيم) يرفع صوته صارخا قبل حوالى شهر بأن ميزانية العام المالى الجديد (2022 ) معرضة للفشل لانعدام التمويل، بالإضافة الى المشاكل الاقتصادية المتفاقمة فى دول الاقليم التى حرضتهم على الانقلاب ثم أغلقت خزائنها وآذانها أمام مطالبهم (كما إعترف جبريل)، أم انهم سيلجؤون لطباعة النقود لشراء العملة الصعبة من الاسواق المحلية ومفاقمة التضخم والاوضاع الاقتصادية السيئة بانهيار قيمة الجنيه، وكيف سيستعيدون علاقة السودان مع المؤسسات المالية وعودة العون الخارجى وبرنامج اعفاء الديون بعد رحيل حمدوك وعدم اعتراف المجتمع الدولى بالانقلاب وتعليق الاتحاد الافريقى لعضوية السودان وهى المنفذ الأساسى للتعاون مع المجتمع الدولى ؟!

* ثالثا، ماذا سيفعلون إزاء إنهيار الأمن فى دارفور وموضوع النازحين والمحكمة الجنائية الدولية، والصراع المحتدم فى شرق السودان بين الاثنيات المختلفة حول تمثيل الاقليم فى اتفاق السلام والمشاركة فى السلطة...إلخ، وهى مشكلة معقدة إذ أن علاج الأزمة لصالح طرف على حساب أطراف أخرى، كما هو حادث الآن بتجميد مسار الشرق فى اتقاق جوبا على حساب بعض الاطراف، سيزيد الأزمة تعقيدا وربما يؤدى الى إنفجار الوضع الأمنى فى الاقليم؟!

* رابعا، كيف يتصرفون مع الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال (عبد العزيز الحلو)، وحركة تحرير السودان (عبدالواحد محمد نور)، الرافضتان للانقلاب والداعمتان للانتفاضة الشعبية، وهما حركتان كبيرتان ومؤثرتان فى المشهد الامنى والسياسى فى البلاد بحكم شعبيتهما الضخمة وسيطرتهما على مساحات جغرافية واسعة فى البلاد وتمتعهما بدعم إقليمى ودولى كبير؟!



* خامسا، ماذا سيفعلون مع روسيا بخصوص القاعدة البحرية فى ميناء بورتسودان التى تعارض السعودية وحلف الناتو وجودها بشدة وهى قضية استراتيجية مهمة جدا لا يمكن للناتو والسعودية التلاعب والتهاون فيها، فهل يجرؤ البرهان وطغمته على معارضة الرغبة السعودية، أم يُغضبون روسيا حليفتهم الدولية الوحيدة فى الوقت الحالى والتى تلح عليهم كل يوم لاستكمال الاتفاق الذى عقدته مع الرئيس المخلوع !

* سادسا، كيف يوازنون بين تعاونهم مع الحركة الاسلامية والرفض المصرى الاماراتى السعودى المصرى لها باعتبارها حركة ارهابية، وكيف يأمنون شر الحركة الاسلامية نفسها التى لن تكف عن الحلم فى العودة الى السلطة خاصة مع انتشار عناصرها بكثافة فى القوات النظامية وإنتظارها الفرصة المناسبة للانقضاض على الذين خانوها وانقلبوا عليها وزجوا قادتها فى السجون ؟!

* سابعا كيف يتصرفون مع المعارضين داخل القوات المسلحة لاستقلالية الدعم السريع ووجود المليشيات المسلحة التى يزمجر بعضها الآن لعدم إكمال إتفاق الترتيبات الأمنية لاتفاق جوبا؟!

* أما المشكلة الأكبر والمأزق الحقيقى فهى الشعب الثائر الذى أسقط المخلوع من نفس المكان الذى يقف فوقه الانقلابيون الآن، خاصة مع تلطخ آياديهم بالدماء واستمرار التظاهرات والمواكب المليونية وتصاعد الحركة الثورية من يوم لآخر، وعدم وجود اى فرصة للتصالح بينهم وبين الشعب، وانتفاء أية إمكانية تحت ظل الاوضاع السائدة لحكم دكتاتورى شمولى آخر فى البلاد !


* ليس هنالك سوى خيارين امام الانقلابيين، إما الاختفاء من المشهد واللجوء الى السعودية التى يُقال أنها قدمت لهم عرضا كالذى قدمته للرئيس التونسى المخلوع (زين العابدين بن على) ابان الثورة التونسية، وفر هاربا إليها فى الرابع عشر من يناير 2011 .. أو الاستعداد لمرافقة رؤسائهم الذين يقبعون الان فى السجون !


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/05/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/05/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/05/2022