Post: #1
Title: لا أصنام بديلة والردة مستحيلة:دكتور عيسى مسعود بغني
Author: عيسى مسعود بغني
Date: 01-05-2022, 02:07 PM
01:07 PM January, 05 2022 سودانيز اون لاين
عيسى مسعود بغني-ليبيا
مكتبتى
رابط مختصر
عندما بزغت الثورة الشعبية في السودان كغيرها من ثورات ما بعد 2011م لم يكن لها رأس مدبر ولا قيادة جاهزة بل نشطاء أفرزهم الحراك الشعبي للقيام بقيادة الجموع نحو التغيير، وهذا هو مصدر قوة هذا الحراك، فالقطار يتحرك لوجهته النهائية وهي بناء دولة حديثة خالية من العسف والاستبداد، دولة تخلو من الفساد والنهب والعمالة للخارج، دولة تعتمد على المواطنة أذاة للعدل والمساواة، وليس القبلية والجهوية المدعومة بالمليشيات من الداخل والسلاح من دول الاستبداد العربي.
لن يغير سقوط بعض القيادات أو استقالة غيرها من المشهد شيآ، ولن يكون لتماهي بعضها مع العسكر وزناً، فثورة السودان هي الحجر الذي ستتكسر عليه دسائس دول الاستبداد ومحاولاتهم الدؤوبة لتسميم كل الثورات، بعد أو وإدوا حراك الجماهير في مصر وأدخلوا سوريا واليمن وليبيا في حروب أهلية وأخيرا دمروا التجربة التونسية من الداخل بزرع عملائهم.
السودان يواجه أزمة عميقة بسبب تعنت العسكر وداعميه لمقاومة التغيير، وبسبب عدم فهم بعض قيادات الثورة للعبه، فالتشظي والتنافس على القيادة ومحاولة التماهي مع العسكر يجعل المشكلة بين المتظاهرين العازمين على التغيير ويناى العسكر بنفسه عن المشهد، بل أن هذا الاختلاف الداخلي يعطى للعسكر مبرر لعدم تسليم السلطة وقد يصل إلى قرار إلغاء الحكومة المدنية، وفرض قوانين عرفية، وتولى البرهان قيادة الدولة كما حدث كثيرا في التاريخ السوداني من النميري الى البرهان قبل أشهر، ومصر أخر تلك الانقلابات.
قوى التغيير الثورية وحركة المهنيين يجب أن تكون في صف واحد ضد دعاة الردة وعودة العسكر الى سدة الحكم، نحن نعلم أن حرائر السودان وشبابها يدافعون عن مشروع التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل وأفريقيا جمعاء ضد قوى الاستبداد التي لم تتوقف عن تسميم حركة الشعوب نحو الانعتاق، وزرع أصنام ودمى تحركها لتنفيذ أطماعهم.
مرحليا ربما من الأجدر الاتفاق على رئيس وزراء جديد يقود السودان إلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة من أجل التخلص من الوجوه الكالحة المنغمسة في التآمر على الشعب السوداني وثورته، يعقب ذلك دستور حداثي يمنع الانتكاسات المتلاحقة، ويبنى الدولة على أسس المواطنة وليس القبلية والجهوية ومليشياتها التي لا تريد الخروج من المشهد بل تستثمر في استغلال ضعف الدولة، ويستمر العسكر في تأليب بعضها على بعض في حرب أهلية لا تتوقف.
علمنا التاريخ انه لن يرجع إلى الوراء؛ قد تضعف حركة الشعوب وقد تنتكس وقد تخبوا قليلا ولكن لا تتوقف، فكما تحررت شرق أوربا وأمريكا اللاتينية من أدوات الاستبداد وشقت طريقها نحو الحرية والعدالة والرخاء، فشعوب قوى التغيير ومنها السودان على موعد من ذلك، وإن إذا لناظره قريب.
دكتور عيسى مسعود بغني
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/05/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/05/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/05/2022
|
|